مجلة (رؤى) تصدر العدد الرابع الخاص بالإمام جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام ليغطي بعض الجوانب من شخصيته المباركة
يسرُّ تحرير مجلة (رؤى) وكادرها الكريم أنْ يصدّروا هذا العدد الخاص بـسادس أئمة أهل البيت؛ جعفر بن محمد الصادق عليهم السلام، لي بعض التغطية الشاملة من الإلهة المباركة، ويفتحها رحبه للغوص في درر علومه ومعارفه لأولته، وانْ كان ومداده يعجز عن الإندماجة الكبرىها الرائعة عن كلِِّّها، كيف عليه السلام سبط من أسباط النبوة، وقبس من أنوار الله، وغصن من شجرة مباركة أصلية لها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كلَّ حين ونعم ربّها
وقد قال رسول الله (صلى الله عليه واله) فيهم: (إنّي اترك فيكم الثقلين ما إن تَمَسَّكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب اللَّه وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردنا عليّ الناسَ».
وحديث الثقلين، من أشهر الأحاديث النبوية الذي أجمع المسلمون بكل طوائفهم ومذاهبهم على حقيقة صدوره (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهو أحد أبرز أدلة النصرية لإثبات وجوبة الإمام واستمرارها وعصمة الأئمة الإثني عشر عليهم السلام.
وعَنْ أَبي الصَّبَّاحِ الْكِنَانِيِّ قَالَ: (نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ (عليه السلام) إِلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) يَمْشِي، فَقَال: تَرَى هذَا؟ َّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) القصص: 5)
وعن رجل زيد بن علي بن الحسين (عليهم السلام) قال في حق بن أخيه الإمام الصادق (عليه السلام): (في كل زمان منا أهل البيت يجب أن يأمر الله به على الخلقه، وحجة زماننا ابن أخي جعفر، لا يضل من تبعه، ولا يهتدي من خلافه)
وسُئل يحيى بن زيد عن الإمام البني في عصره الذي تجب طاعته، فقال: (هو جعفر، أفقه هاشم)
يقول بن مالك أنس: (اختلفت إلى جعفر بن محمود زماناً فما كنت أراه إلّا على واحدة ثلاث خصال: إمّا صالحةّياً وإمّا صائماً وإما زجاج القرآن، وما رأيته قطّ يحدث عن رسول الله إلّا على الطهارة، ولا يتكلّم بما لا يعنيه، وكان من العلماء العبّاد). والزاهاد الذين يخشون الله وما هناك عين ولا سمعت اُذن ولا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمّد الصادق علماً وعبادة وورعاً)
وعن أبي حنيفة: (ما رأيت أفقه من جعفر بن محمود، منذ أقدمه المنصور بعث إليَّ فقال: يا أبا حنيفة الناس قد افتتنوا بجعفر بن محمود فهيّئ له من محاكم الشداد. فهيّأت له أربعين مسألة كاملة بعث إليّ أبو جعفر المنصور وهو بالحيرة، فدخلت عليه وجعفر بن محمّد عن يمينه، فلمّا بصرت دخلتني من الهيبة لجعفر ما لم يدخلني لأبي جعفر المنصور فقال: يا أبا عبدالله هذا أبو حنيفة حنيفة القيلة على أبي عبدالله قضاياك. فجعلت ألقي عليه فيجيبني فيقول: أنتم تقولون كذا يقولون كذا نقول كذا، فربما تابعنا وربما تابعهم وربما خالفنا إذ يأتي إلى الأربعين، ما خلّ منها مسألة واحدة ثم قال أبو حنيفة: وعلم الناس باختلاف الناس)
اَلّلـهُم صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّد الصّادِقِ، خازِنِ الْعِلْمِ، الدّاعي اِلَيْكَ بِالْحَقِّ، النُّورِ الْمُبينِ، اَللّـهُم وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ ووَحْيِكَ وخازِنَ عِلْمِكَ ولِسانَ تَوْحيدِ كَ، ووَلِيَّ اَمْرِكَ ومُسْتَحْفِظَ دينِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ اَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى اَحَد مِنْ اَصْفِيائِكَ وحُجَجِكَ اِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ