بسمه تعالى

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة وأتمّ التسليم على محمد وآله الطاهرين.

هذا الكتاب ...

يجمع في طياته مقالات تفسيرية قرآنية متنوّعة، كُتِبت بقلم السيد محمد جمال الدين الهاشمي (رحمه الله تعالى)، مع فوائد أخرى رشحت من قلمه المِعطاء، استلت جميعاً من مجلة الإيمان النجفية حيث كان ينشر فيها بطلب من رئيس تحريرها الشيخ موسى اليعقوبي (رحمه الله تعالى).

وقد صدرت مؤخراً دراساتٌ نافعة عن شخصية السيد الهاشمي، ولا شك أنها احتوت أمورا مفيدة وغطّت مجالات طيبة من تراثه وعلمه إلَّا أنه لم نجد فيها اشارة، أو نقلاً لهذه المقالات محلّ الذكر

لذا وجَّه سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) باستلال هذه المقالات، وتجميعها في كتاب خاص ونشره، وفاءً لتلك العلاقة الطيبة، وذاك العمل الرسالي الهادف الذي كان يجمع ويربط السيد الهاشمي بوالده الشيخ موسى (رحمهما الله تعالى) في فترة الستينات من القرن الماضي، وخدمةً للعلم وأهله عسى أنْ تتحقّق الاستفادة الوافية منها في المجالات التخصّصية المتعلقة بها، وعملاً بالوظيفة التي حباه الله تعالى بها من فتح آفاق المعرفة وخدمة روادها، وإقامة دعائم الدين ورفع أعلامه، وترويج الشرع المقدس ونشر قواعده وأحكامه.

ومجلة الإيمان مجلة دينية تاريخية، صدر منها ثلاثون عدد خلال الفترة 1963 ـ 1968 ميلادية، وكان رئيس تحريرها والمسؤول عنها سماحة الشيخ المرحوم موسى اليعقوبي، وكان صدورها استجابة لضرورة تاريخية اقتضتها التحديات الفكرية والعقائدية التي عصفت ببلاد المسلمين، رافقتها حيرة لدى الطليعة المؤمنة الواعية في كيفية المواجهة، وعدم وجود صياغة للنظام الإسلامي ليكون البديل الذي يلقف ما يأفكون

فلم يمثّل صدّور المجلة ترفاً فكرياً أو رغبة شخصية وإنما كانت اداءً لواجب مقدس عبّر عنه رئيس تحرير المجلة في افتتاحية العدد الأول بقوله: (.. ولنأخذ بيد شباب اليوم ورجال الغد الى ما فيه صالحهم وصالح مجتمعهم، وليكن واضحاً أنَّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كلّ مسلم ومسلمة (كلكم راع وكلّكم مسؤول عن رعيته))

وقد أخذت المجلة دورها في نشر الوعي الإسلامي واستعادة المسلم ثقته بشخصيته وهوّيته واستلهام مبادئ الإسلام الأصيل، وقد اعترفت أجهزة القمع للنظام البائد في تقييمها للحركات الإسلامية في العراق أنَّ على رأس المجلات التي تعتبر المصادر الثقافية للحركة الإسلامية هي مجلة الايمان

وشارك في تحرير مقالات المجلة نخبة من علماء الدين، وأعلام الفكر والثقافة والأدب الذين ازدانت بهم النجف الأشرف وحواضر العالمي الإسلامي في تلك الفترة

وقد تنوّعت أبوابها لتشمل تفسير القرآن، ودراسات تحليلية في سيرة أهل البيت (عليهم السلام) ورجال العقيدة في الإسلام، وتحقيقات تاريخية، وأبحاث فلسفية وأخلاقية وعلمية واجتماعية، ونصوص من الأدب الإسلامي الملتزم وقصائد الولاء والوعي والجهاد، مضافاً الى تغطيتها لحركة المرجعية الدينية في النجف الأشرف، والنشاطات الدينية في مدن العراق كافة والتعريف بآخر الإصدارات النجفية.

نسأل الله تعالى، الرحمة والرضوان لعلمائنا الأعلام، ولا سيما من ذكرناهم في هذا الكلام، و أن يسدّد خطى العاملين الرساليين لتثبيت عقائد الأمة ورسم خطى الصلاح والإصلاح (إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ) هود: 88

مركز الإمام الصادق (عليه السلام)

النجف الأشرف

21 ربيع الثاني 1443 هـ