بيان مهم من قسم الدراسات القرانية في مركز الامام الصادق (عليه السلام) في النجف الاشرف بخصوص الإساءة الى الرموز الاسلامية.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين
وبعد
يدين قسم الدراسات القرآنية في مركز الإمام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث الإسلامية، ما يتكرر في الدول الغربية من إساءات سافرة للقرآن الكريم ولشخصية النبي العظيم محمد (صلى الله عليه وآله).
إن تلك الإساءات، وإن صدرت من أفراد شذاذ قلائل لايمثلون العقلية الغربية ولا الشعوب الساكنة في أوربا والأمريكيتين، إلا أن العتب يطال الحكومات التي تدعي احترام حقوق الإنسان وتدعو لحرية الاعتقاد، وفي الوقت نفسه تسمح لمواطنيها بالإساءة لعقائد ومقدسات ملياري مسلم ينتمون لثاني أكبر ديانة في العالم.
ومن حقنا هنا.. أن نتساءل مستغربين: ما الذي دفع هؤلاء الأشخاص للإساءة للقرآن الكريم، وبمثل هذه الجرأة التي حصلت في السويد مؤخرا، حيث أقدم بعضهم على ركل كتاب الله القرآن الكريم بالأقدام نهارا جهارا وأمام المارة وفيما يشبه المحفل!!!
فهل عرف هؤلاء قيمة القرآن الكريم؟ وهل ادركوا أنه الكتاب المليء بالمعجزات العلمية، الذي (لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ) فصلت/42
وما الذي أغاضهم في القرآن ليحاولوا إهانته وبمثل هذه الأساليب الوضيعة؟؟
إن أبسط جولة يقوم بها أي قاريء للقرآن الكريم في العالم، ستجعله أمام مئات الآيات الداعية للسلام وللأخلاق وللعدل ولحقوق الإنسان ولاحترام أذواق الناس ومقرراتهم.
ففي سورة آل عمران الآية (84)، دعا القرآن الكريم لوجوب احترام جميع الشرائع السماوية وكل الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: (قُلْ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).
وفي سورة البقرة، الآية (256)، احترم القرآن قرار الناس في اتخاذ العقيدة، مهما كانت غريبة، وأحال حسابهم إلى يوم القيامة، قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ).
وفي سورة النحل، الآية (90)، دعا القرآن إلى وجوب العدل ومنع الجور والظلم، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ).
وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) سورة النساء/28
ولقد حذّر القرآن الكريم من الاعتداء على الإنسان وقتله، وعدّ ذلك من أكبر الموبقات، قال تعالى: (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ). سورة المائدة الآية/ 32
بل منع الاعتداء حتى على المسيئين، وشجع أنواع التعاون والتكاتف بين البشر، قال تعالى: (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة المائدة/2
وحث القرآن على ترك عبادة المخلوقات، ودعا الناس لتوجيه بوصلة القلب لعبادة الخالق العظيم الواحد الأحد، وقرن ذلك بضرورة العناية بالأسرة وبالأقارب والجيران وغيرهم، قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا) سورة النساء/ 36
هذا وإن من أهم ما بيّنه القرآن الكريم للناس هو فلسفة هذه الحياة والسبب الذي خُلق من أجله البشر، ففي الآيتين الأولى والثانية من سورة الملك قال تعالى: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ). وفي سورة الذاريات الآية (56) قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).
وفي سورة الحجرات، الآية (13) بيّن الرب الجليل أنه خلقنا شعوبا وقبائل لنتعارف ولنقترب من بعضنا، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
ولقد مجّد القرآن الكريم العلم، ومدح العلماء، في أكثر من سورة، بل ان أول كلمة نزلت على نبي الإسلام كانت أمرا إلهيا بضرورة القراءة، قال تعالى:
﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ سورة العلق/1
ولقد رفض القرآن مساواة أهل العلم بغيرهم، قال سبحانه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ سورة الزمر/9
وقال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ سورة المجادلة/11
وأخبرنا القرآن الكريم أنَّ أكثر الناس خشية من الله تعالى هم العلماء، وليس الجهلة والمنخدعين والسذج، قال سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ﴾ سورة فاطر/ 28
كما احترم القرآن الرأي والرأي الآخر، وحث على النقاش الحر والحوار الجريء في الكثير من آياته وسوره، وأمامنا وفي أكثر من سورة، كيف أن أقدس موجود وهو الله تعالى، يحاور أقذر مخلوق وهو ابليس العاصي المتمرد، وفي ختام ذلك الحوار يعطي الرب لإبليس ما يطلب، ويترك الاقتصاص منه إلى يوم القيامة، جاء ذلك في سورة الأعراف وسورة الحِجر وسورة الإسراء وغيرها.
كما شجع القرآن نبي الإسلام على محاورة الآخرين دون استعلاء عليهم أو استخفاف بهم، قال تعالى: (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) سورة سبأ/24 وقال سبحانه: (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) سورة الكافرون/6
ولا ندري .. هل اطلع المسيئون للقرآن الكريم على ما يقوله كبار علماء ومفكري العالم من كلمات تكشف عن مدى تقديرهم لما في القرآن من نور وأخلاق ومعرفة أو لا؟
فمن تلك الكلمات:
قال العالم الايطالي كونت ادواردكيوجا:
(لقد طالعت وبدقه الاديان القديمة والجديدة وخرجت بنتيجة هى ان الاسلام هو الدين السماوي والحقيقي الوحيد وان الكتاب السماوي لهذا الدين وهو القرآن "الكريم" ضم كافة الاحتياجات المادية والمعنوية للإنسان ويقوده نحو الكمالات الاخلاقية والروحية).
وقال الزعيم الهندي الراحل المهاتما غاندي:
(يمكن لأي شخص من خلال تعلم علوم القرآن "الكريم" ،ان يعرف اسرار وحكم الدين دون ان يحتاج الى خصائص نص مصطنعة .لا يوجد في القرآن "الكريم" أمر بإجبار الاخرين عن الرجوع عن مذاهبهم فهذا الكتاب المقدس يقول وبأبسط صورة (لا اكراه في الدين)).
وقال جوزيف آرنست رنان، الفيلسوف الفرنسي المعروف:
(تضم مكتبتي آلاف الكتب السياسية والاجتماعية والادبية وغيرها والتي لم اقرأها اكثر من مرة واحدة، وما اكثر الكتب التي للزينة فقط ولاكن هناك كتاب واحد تؤنسني قراءته دائما وكتاب المسلمين القرآن. فكلما احسست بالاجهاد واردت ان تنفتح لي ابواب المعاني والكمالات، طالعت القرآن حيث انني لااحس بالتعب او الملل بمطالعته بكثرة. لو اراد احد ان يعتقد بكتاب نزل من السماء فان ذلك الكتاب هو القرآن لاغير، اذ ان الكتب الاخرى ليست لها خصائص القرآن).
وقال (أرنست رينان):
(لم يعتر القرآن أي تبديل أو تحريف، وعندما تستمع إلى آياته تأخذك رجفة الإعجاب والحب، وبعد أن تتوغل في دراسة روح التشريع فيه لا يسعك إلا أن تعظم هذا الكتاب العلوي وتقدسه).
وقال (ليوتولستوي):
(سوف تسود شريعة القرآن العالم لتوافقها وانسجامها مع العقل والحكمة).
وهذا غيض من فيض كلمات أبناء الأمم والحضارات الأخرى بحق القرآن الكريم.
وأما الإساءة التي صدرت وتصدر من قبل بعض مدعي الحضارة في الغرب تجاه سيد الكائنات محمد (صلى الله عليه وآله)، وخصوصا ما تقوم به صحيفة (شارلي إيبدو) الفرنسية، من تكرار نشر الرسوم المنحطة التي رسمتها أيادي سويدية للسخرية من خاتم النبيين، فإن هذا العمل من أغرب الأفعال، إذ أن سيرة وأقوال وأفعال نبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) كلها خير وعطاء وسلام وعدل وانسانية.
وإليكم باقة من كلمات نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) التي أطلقها في مواقف عديدة خلال حياته النبوية القصيرة، وكيف أنها تكشف عن مدى الحب والعدل والشجاعة والانسانية التي كان يتحلى بها سيد البشر:
قال رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله): (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللهِ من المؤمنِ الضعيفِ).
وقال (صلى الله عليه وآله): (ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع).
وقال (صلى الله عليه وآله): (أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر).
وقال (صلى الله عليه وآله): (الدين المعاملة).
وقال (صلى الله عليه وآله): (المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه).
وقال (صلى الله عليه وآله): (أنا وكافلُ اليتيمِ في الجنةِ هكذا وأشار بإصبعيْهِ السبابةِ والوسطى).
وقال (صلى الله عليه وآله): (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).
وقال (صلى الله عليه وآله): (عليكمْ بالصِّدقِ؛ فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البِرِّ، وإن البِرَّ يهدي إلى الجنَّةِ، ولا يزالُ الرَّجلُ يصدُقُ ويتحرَّى الصِّدقَ حتَّى يكتَبَ عندَ اللَّهِ صِدِّيقًا. وإِيَّاكم والكذِبَ، فإن الكذِبَ يهدي إلى الفُجورِ، وإن الفجورَ يهدي إلى النَّارِ، ولا يزالُ الرَّجلُ يكذِبُ ويتحرَّى الكذِبَ حتَّى يُكتبَ عندَ اللَّهِ كذَّابًا).
ومن حقنا أن نتساءل هنا مستغربين أيضا: ما الذي نقمه بعض مدعي الحضارة في الدول الغربية من سلوك محمد النبي لتتم مواجهته بالسخرية وبالاعتداء وباستفزاز أتباعه المسلمين.
إن أخلاق محمد (صلى الله عليه وآله) وعلمه وانسانيته جعلته موضع حب للناس من مختلف الأديان والأعراق والقارات والقوميات، ولقد عرف قدره كثير من المفكرين والعباقرة والمؤرخين في العالم، وإليكم شذرات من شهادات بعضهم:
(أعظم حدث في حياتي هو أنني درست حياة رسول الله محمد دراسة وافية، وأدركت ما فيها من عظمة وخلود. فأي رجل أدرك من العظمة الإنسانية مثلما أدرك محمد ، وأي إنسان بلغ من مراتب الكمال مثل ما بلغ ، لقد هدم الرسول المعتقدات الباطلة التي تتخذ واسطة بين الخالق والمخلوق). الشاعر الفرنسي لامارتين.
(بحثت في التاريخ عن مثل أعلى لهذا الإنسان، فوجدته في النبي العربي محمد صلى الله عليه وسلم). شاعر الألمان غوته.
(أنا واحد من المبهورين بالنبي محمد الذي اختاره الله الواحد لتكون آخر الرسالات على يديه ، وليكون هو أيضا آخر الأنبياء). ليوتولستوي.
(إنما محمد شهاب قد أضاء العالم، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء). توماس كارليل.
(لقد درست محمدا باعتباره رجلا مدهشا ، فرأيته بعيدا عن مخاصمة المسيح ، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية، وأوربا في العصر الراهن بدأت تعشق عقيدة التوحيد، وربما ذهبت إلى أبعد من ذلك فتعترف بقدرة هذه العقيدة على حل مشكلاتها، فبهذه الروح يجب أن تفهموا نبوءتي). جورج برنادشو.
(إنّ البشرية لتفتخر بانتساب رجل كمحمد إليها، إذ إنّه رغم أُمّيته، استطاع قبل بضعة عشر قرنًا أنْ يأتي بتشريع، سنكونُ نحنُ الأوروبيين أسعد ما نكون، إذا توصلنا إلى قمّته). الدكتور شبرك النمساوي.
أيها العقلاء في العالم
إن شعوب الأرض هي أحوج ما تكون اليوم إلى التكاتف والتعاون فيما بينها، أفرادا وجماعات، دولا ومؤسسات، عسى أن تتخلص من شبح وباء كورونا، الذي أرعب مليارات الناس وأفقر الملايين وقتل مئات الآلاف من البشر.. فالناس بحاجة للوقوف صفا واحدا لمواجهة الموت وايقاف زحفه.
وبالتالي فمن الغباء والحماقة ترك التفكير في انقاذ ملايين الناس وشغل الأجواء بالسباب والشتم ومهاجمة عقائد الآخرين ومقدساتهم.
لقد دعا نبي الإسلام الأمم كافة إلى سلوك طريق النجاة وحدد لهم المسار الصحيح الذي يضمن لمن سار فيه الفوز في الدنيا والآخرة. وقال (صلى الله عليه وآله): (إني تارك فيكم الثقلين، كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا). خطبة يوم الغدير(10) للهجرة.
فكان الأئمة المعصومون من أهل البيت (عليهم السلام) خير خلفاء له (صلى الله عليه وآله) وخير سادة وقادة، وبين أيدينا إلى اليوم كلماتهم الحكيمة وسيرتهم المباركة التي تشكل لوحة رائعة مثلت جمال الإسلام وعقلانيته.
من هنا .. فنحن ندعوا جميع الاحرار في العالم إلى الاحتكام للعقل وللمنطق، وندعوهم للتعايش السلمي ونبذ الخلافات الجانبية والإثارات غير المحسوبة.
كما نهيب بجميع المسلمين أن يتمسكوا بتعاليم دينهم وسنة نبيهم، وأن يتمتعوا برباطة الجأش وأن لا ينجروا وراء جهل الجاهلين ونزق المسيئين، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) سورة آل عمران/200
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
مركز الإمام الصادق (ع) للدراسات والبحوث الإسلامية
قسم الدراسات القرآنية
16محرم1442هـ/6/9/2020م