اليهود السامرة

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1363
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

اليهود السامرة:

 هؤلاء قوم يسكنون: جبال بيت المقدس وقرى من اعمال مصر ويتقشفون في الطهارة أكثر من تقشف سائر اليهود، أثبتوا نبوة موسى وهارون ويوشع بن نون عليهم السلام وأنكروا نبوة من بعدهم من الأنبياء إلا نبياً واحداً وقالوا: التوراة ما بشرت إلا بنبي واحد يأتي من بعد موسى يصدق ما بين يديه من التوراة ويحكم بحكمها ولا يخالفها البتة.

وظهر في السامرة رجل يقال له الألفان ادعى النبوة وزعم أنه هو الذي بشر به موسى عليه السلام وأنه هو الكوكب الدري الذي ورد في التوراة أنه يضيء ضوء القمر وكان ظهوره قبل المسيح عليه السلام بقريب من مائة سنة.

وافترقت السامرة إلى: دوستانية وهم الألفانية، وإلى كوستانية، والدوستانية معناها الفرقة المتفرقة الكاذبة، والكوستانية معناها: الجماعة الصادقة وهم يقرون بالآخرة والثواب والعقاب فيها.

والدوستانية تزعم أن الثواب والعقاب في الدنيا وبين الفريقين اختلاف في الأحكام والشرائع، وقبلة السامرة جبل يقال له غريزيم بين بيت المقدس ونابلس.

قالوا: إن الله تعالى أمر داود أن يبني بيت المقدس بجبل نابلس وهو الطور الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام فتحول داود إلى إيلياء وبنى البيت ثمة وخالف الأمر فظلم والسامرة توجهوا إلى تلك القبلة دون سائر اليهود.

ولغتهم غير لغة اليهود وزعموا أن التوراة كانت بلسانهم وهي قريبة من العبرانية فهذه أربع فرق: هم الكبار وانشعبت منهم الفرق إلى إحدى وسبعين فرقة.

وهم بأسرهم أجمعوا على أن في التوراة بشارة بواحد بعد موسى وأنما افتراقهم إما في تعيين ذلك الواحد أو في الزيادة على ذلك الواحد وذكر المشيحا وآثره ظاهر في الأسفار وخرج واحد من آخر الزمان هو الكوكب المضيء الذي تشرق الأرض بنوره أيضاً متفق عليه، واليهود على انتظاره والسبت يوم ذلك الرجل وهو يوم الاستواء بعد الخلق.

وقد اجتمعت اليهود عن آخرهم على أن الله تعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض استوى على عرشه مستلقياً على قفاه واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.

وقالت فرقة منهم إن ستة الأيام التي خلق الله تعالى فيها السموات والأرض هي ستة آلاف سنة فإن يوماً عند الله كألف سنة مما تعدون بالسير القمري وذلك هو ما مضى من لدن آدم عليه السلام إلى يومنا هذا وبه يتم الخلق.

ثم إذا بلغ الخلق إلى النهاية ابتدأ الأمر ومن ابتداء الأمر يكون الاستواء على العرش والفراغ من الخلق وليس ذلك أمراً كان و مضى بل هو في المستقبل إذا عددنا الأيام بالألوف.

Powered by Vivvo CMS v4.7