النصارى الملكانية

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1604
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

النصارى الملكانية:

 أصحاب: ملكا الذي ظهر بأرض الروم واستولى عليها و معظم الروم ملكانية، قالوا إن الكلمة اُحدت بجسد المسيح وتدرعت بناسوته ويعنون بالكلمة أقنوم العلم ويعنون بروح القدس أقنوم الحياة ولا يسمون العلم قبل تدرعه ابناً بل المسيح مع ما تدرع به ابن فقال بعضهم إن الكلمة ما زجت جسد المسيح كما يمازج الخمر أو الماء اللبن.

وصرحت الملكانية بأن جوهر غير الأقانيم وذلك كالموصوف والصفة وعن هذا صرحوا بثبات التثليث وأخبر عنهم القرآنلقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة( .

وقالت الملكانية إن المسيح ناسوت كلي لا جزئي وهو قديم أزلين وقد ولدت مريم عليها السلام إلهاً أزلياً والقتل والصلب وقع على الناسوت واللاهوت معاً.

وأطلقوا لفظ الأبوة والنبوة على الله عز وجل وعلى المسيح لما وجدوا في الإنجيل حيث قال إنك أنت الابن الوحيد وحيث قال له شمعون الصفا إنك ابن الله حقاً.

ولعل ذلك من مجاز اللغة كما يقال لطلاب الدنيا أبناء الدنيا ولطلاب الآخرة أبناء الآخرة وقد قال المسيح عليه السلام للحواريين أنا أقول لكم أحبوا اعداءكم وباركوا على لاعنيكم وأحسنوا إلى مبغضيكم وصلوا لأجل من يؤذيكم لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماء الذي تشرق شمسه كما أن اباكم الذي في السماء تام.

وقال انظروا صدقاتكم فلا تعطوها قدام الناس لترءوهم، فلا يكون لكم اجر عند ابيكم الذي في السماء وقال حين كان يصلب أذهب إلى أبي وابيكم.

ولما قال أريوس القديم هو الله والمسيح هو مخلوق اجتمعت البطارقة والمطارنة والأساقفة في بلد قسطنطينية بمحضر من ملكهم وكانوا ثلاثمائة وثمانية رجلاً واتفقوا على هذه الكلمة اعتقاداً ودعوة؛ وذلك قولهم نؤمن بالله الواحد الآب مالك كل شيء وصانع ما يرى وما لا يرى وبالإبن الواحد يسوع المسيح ابن الله الواحد، بكر الخلائق كلها الذي ولد من أبيه قبل العوالم كلها وليس بمصنوع إله حق من إله حق من جوهر أبيه الذي بيده أتقنت العوالم وخلق كل شيء من أجلنا ومن أجل معشر الناس، ومن أجل خلاصنا نزل من السماء وتجسد من روح القدس وصار إنساناً وحبل به وولد من مريم البتول وقتل وصلب أيام فيلاطوسن ودفن ثم قام في اليوم الثالث وصعد إلى السماء وجلي عن يمين أبيه وهو مستعد للمجيء تارة أخرى للقضاء بين الأموات والأحياء.

وفي النصارى من قال بحشر الارواح دون الأبدان وقال إن عاقبة الأشرار في القيامة غم وحزن الجهل وعاقبة الأخيار سرور وفرح العلم، وأنكروا أن يكون في الجنة نكاح وأكل وشرب وقمار.

إن الله تعالى وعد المطيعين وتوعد العاصين ولا يجوز أن يخلف الوعد لأنه لا يليق بالكريم ولكن يخلف الوعيد فلا يعذب العصاة ويرجع الخلق إلى سرور وسعادة ونعيم وعمم في الكل إذ العقاب الأبدي لا يليق بالجواد الحق تعالى.

Powered by Vivvo CMS v4.7