• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

الشبهة الثانية..... فلسفة خلق الشيطان

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1482
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

الشبهة الثانية..... فلسفة خلق الشيطان

 

هل من العدل ان يخلق الله تعالى كائنا مضلا عدوا للانسان كي يضله ويوسوس له ويزين له الطريق الذي يؤدي به الى الشقاء ثم يعاقبه على اتباع الشيطان؟؟

 

تحليل ومناقشة :-

 

1-  تكامل النفس رهن مقاومة الشيطان :-

 

ان الغاية من خلق الانسان هي وصوله الى السعادة الأبدية ومقام القرب الألهي وهو امر لايمكن تحقيقه الا من خلال تهذيب النفس وسموها وهذا المقام من أرقى وأسمى المقامات التي لم تتمكن الملائكة من بلوغها بمن فيهم جبرائيل ع وذلك لأن مقام الممنوح للملائكة انما هو بالعطاء دون الأستحقاق في حين ان الانسان يطوي مراتب الكمال من خلال التغلب على العقبات التي يزرعها الشيطان في طريقه وعلى هذا الاساس اذا كان الانسان طالبا لمقام القرب الالهي فعليه ان يسلك طريق تكامل النفس وان تكاملها يأتي من خلال تهذيبها والتغلب على الموانع والوساوس النفسية والشيطانية والا اذا كان الطريق بلا موانع فما اسهل المسير فيه من دون ك

 

مشقة وعناء وسيبلغ الغاية بشكل قسري وجبري ولا يحقق له هذا السير تكاملا او تساميا للنفس وهو ماعليه واقع الملائكة من مقام امتناني وليس استحقاقي فهو تفضل بحت, وعليه فاختيار الصراط المستقيم انما يكون مزية وامتيازا يستحق الانسان ان يبلغ درجة الكمال والسمو اذا كانت هناك سبل منحرفة الى جانبه.

 

2-قدرة الشيطان في حدود الوسوسة دون الأكراه.

 

الأمر الاخر هو انه ينبغي التدقيق في ان وساوس عدو تكامل الانسان وتهذيبه الذي هو الشيطان والنفس الامارة ليست ملزمة بمعنى أن الشيطان أنما يغوي الأنسان ويدعوه كما يدعو الخدين خدينه الى المعصية دون ان يجبره على فعلها تكوينا, وعليه فالقرار الاخير يبقى بيد الانسان نفسه فهو الذي يختار سلوك احد الطريقين دون الاخر وهذا مااكد عليه القران الكريم من خلال تقريره لأجابة الشيطان عن سؤال العصاة الذين اطاعوه ,أذ قال مدافعا عن نفسه: ((وقال الشيطان لماقضي الامر أن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وماكان لي عليكم من سلطان ألا أن دعوتكم فأستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ...)) أن هذه الأية تقسم الناس الى طائفتين الذين يخرجون على ولاية الشيطان وسلطته والذين يرتضون ولايته عليهم او الذين يتولونه وهو أمر يثبت أن الطائفة الثانية هي المسؤولة عن أختيارها وأن الدافع وراء اختيارها هذا هو الأنصياع لوساوس الشيطان ولاأستسلام لدعوته وقد أشار الأستاذ الشهيد مرتضى الى هذه الاية قائلا:-

 

"أن مساحة نشاط الانسان تقتصر على التشريع دون التكوين بمعنى ان دائرة الشيطان تنحصر في حدود النشاطات التشريعية والتكليفية للانسان فالشيطان أنما يستطيع أن يتسلل الى دائرة وجود الانسان فقط ولايستطيع التأثير على غير البشر كما ان دائرة تأثيره أنما تنحصر في تفكير الانسان دون جسده وان تأثير الشيطان في تفكير البشر ينحصر ايضا على حدود الوسوسة وتمويه الباطل له وقد بين القران هذه المعاني بتعابير من قبيل (التزيين والتسويل والوسوسة) وما الى ذلك, وأما أن يخلق شيئا في نظام الكون أو أن يسطير على البشر تكوينا بمعنى السيطرة على الانسان بوصفه سلطة قاهرة فيلزمه بفعل القبيح فهو أمر خارج عن قدرة الشيطان وأمكاناته, وانما تقتصر سلطة الشيطان على الانسان بأن يمكن الانسان من نفسه وينازل له عن ارادته والدليل على هذا المدعى وجود الاتقياء والصالحين والابرار في كل مجتمع حيث نزعوا طاعة الشيطان ودخلوا في طاعة الرحمن وهذان الجوابان كافيان في تبرير العقاب الأخروي كي لا يتصف العقاب في الأخرة مع وجود الشيطان بعدم العدل

 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7