الشبهة الخامسة.... عدم توظيف الأئمة عليهم السلام لصفاتهم الخارقة في التعريف بأنفسهم
الشبهة الخامسة.... عدم توظيف الأئمة عليهم السلام لصفاتهم الخارقة في التعريف بأنفسهم
هناك من الذين ينكرون الصفات ما فوق البشرية للائمة من يسعى الى القول بأن الائمة أنفسهم لم يقولوا بأنهم مصداق لمثل هذه الصفات ولم يستفيدوا من هذه الصفات للتعريف بأنفسهم كما انهم عليهم السلام في الخلاف والجدال بين الشيعة في هذا الشأن كانوا ينحازون الى الدفاع عن الموقف الذي ينفي عنهم هذه الصفات.
ولكن هناك روايات كثيرة يتضح من خلالها ان الائمة عليهم السلام لم يتوانوا عن التعريف عن أنفسهم بهذه الصفات عندما كانوا يأنسون من المخاطب الأهلية والقدرة على تحمل ذلك ومن تلك الروايات التي يثبت فيها الامام زين العابدين الصفات الأستثنائية والخاصة بالأمامة والائمة أذ يقول "نحن أئمة المسلمين , وحجج الله على العالمين,وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ونحن أمان أهل الأرض كما ان النجوم امان لاهل السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء أن تقع الا بأذنه وبنا يمسك الأرض أن تميد بأهلها وبنا ينزل الغيث وبنا ينشر الرحمة ويخرج بركات الأرض ولولا ما في الأرض منا لساخت بأهلها" وعن الامام الرضا ع في تعريف الامام , قال :" الامام المخصوص بالعلم ... الأمام واحد دهره لايدانيه أحد , ولا يعادله عالم , ولا يوجد منه بدل ولامثل ولا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه ولا اكتساب بل أختصاص من المفضل الوهاب ... الامام عالم لا يجهل , وأودع قلبه ينابيع الحكمه وألهمه العلم ألهاما
وفيما يأتي نكتفي بذكر خطبة الامام الحسن ع في مسجد الكوفة حيث قال في التعريف بأهل البيت علبهم السلام " يا اهل الكوفة اتقوا الله فينا فأنا أمراؤكم , وأنا أضيافكم ونحن اهل البيت الذين قال الله فيهم (( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا ))وفي هذا التعريف نجد تأكيدا من الامام على أصل التنصيب الألهي وعلى أصل العصمة .
ألا ان المشكلة التي كان يعاني منها الأئمة كما قال الأمام علي ع تكمن في عدم وجود من يعرف منزلتهم الحقيقية سوى النزر القليل من خلص أصحابهم ويبدو ان هذه الآفة لازالت ضاربة بجرانها حتى بعد مضي أربغة عشر قرنا من تأريخ الأسلام وعلى هذا الاساس تكون الشبهة التي أثارها بعضهم والتي تقول ان الأئمة أنفسهم لم يستفيدوا من هذه الصفات للتعريف بأنفسهم باطلة من الأساس