مركز الامام الصادق الدراسات التخصصية
الـبــكــاء عاطفة انسانية ومبادئ رسالية .. الحلقة الثانية: أسباب البكاء
بواسطة
ali
2019-04-22 02:37:00 |
16/شعبان/1440
| عدد القراءات : 1315
حجم الخط:
بقلم :لسيد ضياء الدين الحبش
بشكلٍ عام، يكون البكاء عادةً نتيجة أو مصاحباً .لحالةٍ وجدانيّة، تنفعل فيها النفس الإنسانيّة، وتتأثّر بشدّة،
ويمكن التفصيل في المشاعر المؤديّة، والمرافقة للبكاء بما يلي:
1-الحزن:
الحزن كما هو معروف تأثُّرٌ يصيب النفس ويحرّك المشاعر نتيجة فقدان، والفقدان قد يكون لشخص عزيز، أو مال، أو منصب، أو شيء آخر، وقد تتعدّد الأسباب، مثل فقدان شخص وفقدان كرامة في وقت واحد.
2- الخوف:
في الحالة الطبيعيّة يبكي الإنسان إذا شعر بخطر داهم، قد يكون إنسانا يريد قتله أو إيذائه، أو سجنه أو يكون من خطر آخر مثل حيوان مفترس، أو أفعى، أو تهديد.
3- الفراق:
فراق ما هو عزيز و مؤنس، وهذا يلتقي مع الحزن إن وقع الفراق، لكنّ البكاء غير محصور بالفراق الفعلي، بل الفراق المتوقّع، أو المؤكّد في المستقبل يبعث أيضاً على البكاء، مصحوباً بقلق وجزع.
وما ذُكر من هذه الاسباب على سبيل المثال، وليس الحصر، لأن أسباب البكاء أكثر من هذا الذي ذكرنا، فيمكن أنْ لا يكون الإنسان نفسه فاقداً، لكن قد يشاهد غيره يفقد ابناً أو بنتاً أو أباً أو أخاً فيبكي لأجله، وقد يشاهد منظراً مؤثّرا مثل إنسان يقتل، أو جريح ينزف، أو شخصان يفترقان بمشهد مؤثّر فيبكي.
بل قد يشاهد منظراً تمثيليّاً، أو مسرحيّاً مؤثّراً، فيبكي رغم معرفته بأنّه تمثيل.
سواء كان تمثيلاً لحادث مضى، أو لحدث افتراضي.
بل إنّ هناك أسباباً أخرى تختلف عن هذه،
وإنْ كان ما تقدم هو في خطّ المشاعر *السلبيّة* إذا جاز التعبير وأقصد ماله طابع الحزن.. فإن هناك مشاعر وأسباب أخرى تأخذ طابع الفرح قد يسبب البكاء، مثل:
1- الفرح الشديد،
وذلك حين تكون الظروف الواقعيّة المحيطة كلها تدعو إلى الإحباط، أو التشاؤم، فيحدث غير المتوقع كأنْ يكون نجاحاً في ظروف فشل متوقّع، أو ولادة طفل في ظروف تقابل اليأس، أو انفراج هموم، في أجواء محيطة تدعو إلى الاستسلام، كل ذلك يسبب بكاءً مصاحباً لفرح ٍمفاجئ.
2- الضحك الشديد، وهذا ما نلاحظه في حياتنا العادية، فإن الضحك الشديد المتصاعد يسبب خروج الدموع، وقد يكون هذا ناتجاً عن أسباب *فيزيولوجيّة* بعيداً عن مشاعر مؤثّرة.
