إثبات العقيدة الإسلامية للأطفال
بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي
كثيرا ما يسأل الناس من آباء وامهات عن قضية أساسية وهي مسألة إثبات الخالق للأطفال خصوصا مع اسئلتهم الملحة حول ذلك وفي بداية الأمر ينبغي الالفتات لأمور مهمة
أولا :ان التساؤل أمر فطري أساسي في الإنسان فهو موجود متسائل مفكر وخصوصا الأطفال الذين عقولهم فارغة بحسب التعبير القرآني (اخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئا ) وهذا عام إلا بعض القضايا الفطرية الأساسية البديهية ثم يترقى الإنسان في المعرفة ، لكن مع شديد الأسف نرى ان الطفل يُقمع اذا تسائل أسئلة ترتبط بالوجود من أبويه أو الآخرين أو حتى المدرسة ، لذا قيل أن المجتمع يقتل السؤال فتتولد البلادة ويضمحل الفكر ، وهناك أسئلة أساسية يسئلها كل موجود عاقل مفكر وهي (من أين في أين إلى أين ) .
ثانيا : إذا اردنا أن نجيب عن أسئلة الأطفال علينا أن نخاطبهم قدر عقولهم ونشبه لهم الأشياء كما قالوا تقريب المعقول بالمحسوس ، فقد قرب الله إلينا الحقائق عبر هذا الأسلوب وقال تلك الأمثال نضربها للناس ، هكذا علينا أن نتعامل مع الأطفال نشبه لهم ونقرب لهم الحقائق حتى يتعلمون وينشاون نشأة سليمة صحيحة .
أما كيف نثبت لهم الخالق والرب ؟
فنقول أننا نطرق اسماعهم أولا أن لهم خالقا وهو الله رب العالمين ، فهو من خلقنا واوجدنا وخلق ابوينا آدم وحواء ثم من خلالهما تكاثرنا عبر الزواج ، والله أوجد كل شيء في العالم وهذا العالم مخلوق كله فهو مثل البيت الكبير الذي نسكنه ونحن هل نجد بيتا دون بناء ؟ أو هل نجد مصنوعا دون صانع من تلفون أو كمبيوتر أو تلفزيون أو سيارة أو عمارة م فإذا كانت هذه الأشياء الصغيرة تحتاج خالقا وصانعا فكيف بهذا العالم الكبير جدا ؟!!
ثم الله لا يحتاج أن يخلقه آخر لأنه خالق كل شيء فإذا خلقه آخر لم يكن هو الله رب العالمين بل ذلك هو الخالق إذ الخالق العظيم غير مخلوق وذلك ما يجعله يستحق العبادة والطاعة دون سواه لأنه الخالق العظيم ، ثم نضرب لهم مثالا النور هو من ينير الأشياء وهو نير بذاته فهل يحتاج إلى نور آخر حتى ينيره ؟ لذلك القرآن الكريم يقول (الله نور السموات والأرض ) لأنه انارها واوجدها من العدم ولكنه هو نفس النور فلا يحتاج إلى نور آخر.
ثم نقول لهم الله لما خلق الإنسان لم يتركه ابدا بل ارسل إليه الأنبياء والمرسلين حتى يعلمونه العبادة والطاعة لله والأخلاق الفاضلة ، فهل الأب يترك ابنه بلا تربية فكيف بالخالق العظيم ؟ يترك الإنسان سدى ، ثم جعل بعد الأنبياء خصوصا نبينا محمد أئمة يقومون بنفس الدور لأن الإنسان دائما يحتاج التعليم ، والإنسان بعد ذلك ينقسم إلى مطيع وعاصي فلابد من يوم يجتمع به البشر للحساب والا من الظلم أن يكونوا بلا حساب فهناك من اطاع يستحق الثواب وهناك من عصى الله يستحق العقاب ، فالاب اذا يساوي بين أبنائه وهم بين مطيع وعاصي نقول عنه ظالم فكيف الله رب العالمين فلا بد من يوم قيامة (المعاد ) يحاسب به الخلق جميعا.
وهذه الأفكار تعتمد على ذهنية الأب وآلام فيستطيعون أن يقربوا الحقائق أكثر وأكثر عبر الأمثلة وهناك برامج مختصة بذلك تعلم العقيدة وهناك كتب مبسطة أيضا يمكن أن تكون مادة جاهزة للآباء.