دروس منهجية في الفقه الإسلامي تأليف السيد رياض الحكيم إهداء.. إلى الملايين من اتباع أهل البيت (عليهم السلام).. الشهداء سواء الذين ملأ بهم طاغية العصر المقابر الجماعية في صحارى وبوادي العراق أم الذين ذابت أجسادهم الطاهرة في أحواض التيزاب، أم الذين تقطعت أشلاؤهم بالمفرمة وباقي أجهزة التعذيب الحديثة والمعتقلين الذين واجهوا طغيان النظام وجرائم زبانيته في زنزانات معتقلاته الرهيبة، ولم يبدّلوا تبديلاً. المقدمة الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين يمثل الفقه الإسلامي أحد المحاور المهمة في الثقافة الإسلامية حيث تضمنت كثير من الآيات القرآنية وأعداد كبيرة من السنة الكريمة بيان الأحكام الفقهية المتنوعة, واهتم المسلمون بتأليف الكثير من المؤلفات الفقهية القيمة سواء الاستدلالية منها أم الفتوائية, ورغم أن كتابنا هذا لا يرقى إلى تلك المستويات باعتباره كتاباً فقهياً ميسراً بهدف تعميم الثقافة الفقهية الإسلامية وفق مذهب أهل البيت(عليهم السلام) بين الشباب واليافعين, إلا أن له خصوصية تميّزه من النادر توفرها في غيره, باعتباره قد ألف في ظروف استثنائية عصيبة وهي فترة الاعتقال التي أمضيتها مع باقي أسرتنا ـ ومنهم من استشهد آنذاك ـ إلى جانب الآلاف من الشباب المؤمن المتلهف للثقافة الإسلامية ومعرفة الأحكام الفقهية, ورغم قساوة الطغاة وشدة رقابتهم, والخطر الداهم المحيط بنا ـ لأن كل تثقيف ديني يجر إلى الإعدام في حكم الطاغية صدام ـ إلاّ أن الشعور بالمسؤولية بسبب الحاجة الملحة هناك دعاني إلى تأليف كتابين تمّ استنساخهما وتوزيعهما وتدريسهما سراً في غرف الأقسام المغلقة ـ التي كنّا فيها ـ التابعة لقسم الأحكام الخاصة في سجن أبي غريب/ غربي بغداد، كان مصير أولهما الإتلاف خلال إحدى عمليات المداهمة والتفتيش التي كان يقوم بها الجلاوزة, بينما قُدر للكتاب الثاني ـ وهو هذا الكتاب ـ والذي كتبته بلغة أكثر بساطة ويسراً, لأن المخاطب فيه اليافعون ومن هم في بدايات الشباب, باعتبار أن قساوة الوضع الأَمني آنذاك كانت تمنع المؤمنين في العراق من مراجعة البقية الباقية من العلماء وطلبة الحوزة العلمية والاستفادة منهم, فجاء تأليف هذا الكتاب واستنساخه وتهريبه سراً إلى خارج السجن ليسد هذا الفراغ ـ ولذلك يلاحظ القارئ الاقتصار على الأبواب الفقهية التي تهم شريحة الشباب ـ حيث تلقفه المؤمنون وانتشرت نسخه في الكثير من مناطق العراق. وبعد سقوط نظام الطاغية وتوفر الفرصة لملء حاجة أبنائنا وبناتنا لمعرفة الأحكام الفقهية التي تهمهم ارتأيت مراجعة الكتاب لطبعه، ليذكِّر فتياننا وفتياتنا بمعاناة الجيل الذي سبقهم وكذلك تصميمه على معرفة أحكامه الفقهية رغم قساوة الظروف التي مرّ بها والأخطار التي أحاطت به, عسى أن يساهم ذلك في تقوية الشعور بالمسؤولية لدى هذا الجيل وليشكروا نعمة الله تعالى بخلاصهم من الطاغية ونظامه, داعين الباري تعالى أن يتم نعمته على العراق والعراقيين بالخلاص من نير الاحتلال ويوفقهم لبناء بلدهم العريق ويوثِّق ارتباطَهم بجذورهم الدينية الأصيلة. وقد تم تطبيق الكتاب على فتاوى سماحة سيدي الوالد(مد ظله) مع إضافاتٍ يسيرةٍ وسميته ((دروس منهجية في الفقه الإسلامي)) ليشكل الحلقة الثانية من سلسلة الثقافة الإسلامية الميسرة, بعد كتاب ((العقيدة في عشر دروس)) الذي كان الحلقة الأولى من هذه السلسلة الميسّرة، سائلاً الباري تعالى أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وينفع به الجيل الناشئ... إنه تعالى سميع مجيب. رياض الحكيم الدرس الأول: بسم الله الرحمن الرحيم [وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً] هناك أمور يجب على كل إنسان أن يعتقدها, وتسمى أصول الدين. أصول الدين و هي خمسة: التوحيد, العدل, النّبوة, الإمامة, المعاد. 1ـ التوحيد: معناه أن الله واحد, وهو الذي خلق الكون بكل ما فيه من أرض وسماء وشمس وقمر وإنسان وحيوان وغيرها.... 2ـ العدل: معناه أن الله عادل لا يظلم أحداً, وجعل الثواب للصالحين والعذاب للعاصين. 3ـ النبوة: بمعنى أن الله لأجل أن يرشد الناس إلى الخير ويبعدهم ويحذّرهم من الشر والأعمال القبيحة,أمر بعض الناس الصالحين وكلّفهم أن يوصلوا تعاليمه إلى البشر, ويسمى هذا الشخص (النبي) ويسمى أيضاً (الرسول). و الأنبياء كثيرون أولهم آدم(عليه السلام), ومنهم نوح (عليه السلام) وإبراهيم (عليه السلام) وموسى (عليه السلام) وعيسى (عليه السلام) وآخرهم نبينا محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وآله وسلم) أرسله الله بدين الإسلام, فمن يؤمن به وبرسالته يسمى مسلماً, فنحن مسلمون لأننا نؤمن بالنبي محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) وبما جاء به, وهو دين الإسلام. 4 ـ الإمامة: بمعنى أن النبي محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وآله وسلم) قد نصب نائباً ينوب عنه في هداية الناس وشؤونهم ويسمى (الإمام). والأئمة اثنا عشر نُصبوا على الترتيب الآتي: ـ 1ـ الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) دفن في النجف الأشرف. 2ـ الإمام الحسن بن علي الزكي(عليه السلام) دفن في المدينة المنورة 3 ـ الإمام الحسين الشهيد(عليه السلام) دفن في كربلاء المقدسة. 4 ـ الإمام علي بن الحسين(عليه السلام)دفن في المدينة المنورة. 5 ـ الإمام محمد الباقر(عليه السلام)دفن في المدينة المنورة. 6 ـ الإمام جعفر الصادق(عليه السلام)دفن في المدينة المنورة. 7 ـ الإمام موسى الكاظم(عليه السلام)دفن في بغداد (الكاظمية). 8 ـ الإمام على الرضا(عليه السلام)دفن في خراسان(مشهد). 9 ـ الإمام محمد الجواد(عليه السلام)دفن في بغداد (الكاظمية). 10ـ الإمام علي الهادي(عليه السلام)دفن في سامراء. 11 ـ الإمام الحسن العسكري(عليه السلام)دفن في سامراء. 12ـ الإمام محمد المهدي(عليه السلام) عجل الله فرجه, وهو إمامنا الحالي في عصرنا، ويسمى إمام العصر وحجة الله علينا، وهو حي غائب يظهر بإذن الله لينشر العدل في الأرض, فمن يعتقد بإمامة هؤلاء الأئمة فهو شيعي إمامي اثنا عشري فنحن شيعة أهل البيت(عليهم السلام) لأننا نعتقد بإمامتهم ونؤمن بهم. 5 ـ المعاد: بمعنى أن الله يحي الناس بعد موتهم ويحاسبهم يوم القيامة فيدخل الصالحين المطيعين إلى الجنة التي فيها كل ما يشتهيه الإنسان ويريده, ويدخل الأشرار العاصين إلى النار فيتعذبون فيها, فالمفروض أن نطيع الله ونلتزم بالأحكام الدينية كالصلاة والصيام وغيرها ـ كما سنبيّنها ـ ونتصف بالصفات الحميدة كالصدق والأَمانة والعدل حتى يرضى الله عنّا ويدخلنا الجنة التي يسكنها الأنبياء والأئمة والشهداء وكل الصالحين. الدرس الثاني: فروع الدين وهي أحكام الدين الإسلامي التي يفترض بكل مسلم أن يلتزم بها، وأهمها عشرة: 1 ـ الصلاة. 2ـ الصوم. 3ـ الحج. 4 ـ الخمس. 5 ـ الزكاة. 6 ـ الجهاد. 7 ـ الأُمر بالمعروف. 8 ـ النهي عن المنكر. 9 ـ التوّلي: وهو موالاة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) من بعده. 10 ـ التبرّي: وهو أن يبغض الإنسان أعداء الله من الكافرين والظالمين المنحرفين عن الحق. الأسئلة 1 ـ ما معنى التوحيد؟ 2 ـ ما معنى العدل؟ 3 ـ من هو الرسول؟ 4 ـ عدد أسماء عشرة من الأنبياء؟ 5 ـ َمن هو أول الأنبياء ومن هو آخرهم؟ 6 ـ مَن هو الذي نصّب الإمام علياً (عليه السلام)؟ 7 ـ عدد أسماء الأئمة (عليهم السلام) وأماكن قبورهم؟ 8 ـ ما معنى المعاد؟ 9 ـ ما هي أصول الدين ولماذا تسمى أصول الدين؟ 10 ـ عدد أهم فروع الدين العشرة؟ 12 ـ أذكر حالة نهيت فيها عن المنكر؟ 13 ـ هل أنت ملتزم بالأُمر بالمعروف؟ اذكر حالةً أمرت فيها بالمعروف. 14 ـ أحمد ولد مؤدب ومحبوب لانه ملتزم بصلاته ويلتزم بنصائح والديه فلاحظ أن صديقه يكذب على أُمه فنهاه احمد عن الكذب وحذّره ان كذب مرة أخرى فسوف يتركه ولا يقبل صداقته فهل هذا أمر بالمعروف أو نهي عن المنكر؟ 15 ـ ما معني التّولي والتبرّي؟ 16 ـ إننا نحب الحسين (عليه السلام) ونبغض يزيد بن معاوية فأيهما من التّولي وأيّهما من التبرّي؟ الدرس الثالث علامات البلوغ الشرعي لبلوغ الولد ثلاث علامات.. 1 ـ أن يكمل (15) عاماً بالتاريخ الهجري ويساوي (14) عاماً وستة أشهر ونصف تقريباً بالتأريخ الميلادي. 2 ـ الاحتلام في المنام، بحيث المادة المنوية بسبب الاحتلام في المنام أو بأي سبب آخر. 3 ـ ظهور الشعر الخشن في الوجه أو في العانة. ويكفي في البلوغ تتحقق علامة واحدة من هذه العلامات الثلاث وان لم تتحقق باقي العلامات. وإذا لم يعرف الولد أنه بلغ أو لا، فيعرض الموضوع على أحد الكبار من أهله مثل أبيه أو أخيه الكبير فيوضّح له. علامة البلوغ للبنت واحدة وهي إكمال تسع سنوات بالتأريخ الهجري وتساوي 8 سنوات وثمانية أشهر وعشرين يوماً تقريباً. مسألة 1: إذا بلغ الولد أو البنت شرعاً فينتهي بذلك دور الطفولة ويجب عليه أن يلتزم بالأحكام الشرعية فيؤدي الواجبات ويمتنع عن المحرّمات، ويصير حكمه مثل الكبير فيحاسبه الله على أعماله ويشكر له طاعته ويكتب له الثواب الكثير يوم القيامة، والمفروض أن يؤدي بعض المستحبات حتى يزداد ثوابه، مثل مساعدة الفقراء، وزيارة المساجد ومراقد النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) والدعاء وقراءة القرآن وبعض الصلوات النوافل، وإذا لم يعرف يسأل الآخرين كي لا يفوته ثواب هذه الأعمال. وقبل كل ذلك يتوكل على الله تعالى ويستعين به في أموره، فانه تعالى نعم المولى ونعم المعين. الاجتهاد والتقليد قلنا سابقاً انه يجب على المسلم أن يلتزم بفروع الدين وكل أحكام الدين الإسلامي التي أمر الله بها كي يرضى الله عنه ويدخله الجنة بعد الموت، لكن هنا مشكله تواجهنا هي: ان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي بلّغه الله بأحكام الدين الإسلامي قد توفي قبل اكثر من 1400 عام فكيف نعرف أحكام الدين إذا لم يكن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة (عليهم السلام) موجودين معنا؟ ولأجل حل هده المشكلة نقول: ان هناك علماء درسوا خلال سنين طويلة العلوم الدينية وتخصصوا فيها حتى تمكنوا من معرفة الأحكام الشرعية ويسمى هؤلاء ((المجتهدين)). فالمجتهد هو العالم الذي يعرف أحكام الدين، فيجب علينا أن نسأله ونتبع آراءه ونلتزم بها وهذا هو معنى التقليد. فـ ((التقليد)) إذن هو العمل على طبق رأي المجتهد، وقد يسأل شخص لماذا لا نتبع غير المجتهد في الأحكام الدينية؟ والجواب: أنه لا يعرف أحكام الدين إلاّ المجتهد، فلذلك لا نتبع غيره، فلا التاجر ولا الطبيب ولا المهندس ولا غيرهم قد درس العلوم الدينية وتخصّص فيها فالطبيب مثلاً درس الطب وتخصّص فيه، ولذلك نراجعه عند المرض ونلتزم بإرشاداته ولا نتبع إرشادات غيره في علاج المرض، والمهندس درس علم الهندسة وتخصّص فيه، فهو يشرف على بناء العمارات والجسور. إذن ففي كل مجال نراجع العالِم المختص بذلك العلم، ولذلك يجب علينا مراجعة المجتهد في الأحكام الدينية. مسألة 2: يجب توفر شرطين مهمين في المجتهد الذي يقلّده الإنسان.. الأول: ان يكون على مرتبة عالية من العدالة أي يكون مطيعاً لله وملتزماً بأحكام الدين. الثاني: ان يكون اعلم من كل المجتهدين الآخرين فكما أن المريض يختار أعلم الأطباء للعلاج فكذلك يجب أن يختار الإنسان اعلم المجتهدين كي يقلده في أعماله، والأعلم هو الأكثر معرفة من غيره بأحكام الدين والتي تسمّى أيضاً ((الأحكام الشرعية)). مسألة 3: قد تسأل يا عزيزي قائلاً كيف أعرف ان المجتهد الفلاني أعلم من الآخرين؟ والجواب: ان هناك علماء متخصصين في العلوم الدينية فتسأل واحداً من هؤلاء العلماء الصالحين فيجيبك أن فلاناً هو مجتهد وانه أعلم من غيره فتقلده. وإذا كان بعض اهلك أو أصدقائك قد تكفّل هو بسؤال العلماء عن المجتهد الأعلم فيمكن أن تعتمد عليه، لكن يجب عليك أن تتأكد أن صديقك قد سأل فعلاً أحد العلماء العارفين والموثوقين، أما إذا لم يكن قد سأل العالم الجدير بذلك فلا تعتمد على قناعته الشخصية، لأنه لا يعرف الأعلم لعدم تخصصه في العلوم الدينية. الأسئلة 1 ـ من هو المجتهد؟ 2 ـ لماذا تقلّد المجتهد في أحكام الدين؟ 3 ـ اذكر الشرطين المهمين في المجتهد واشرحهما؟ 4 ـ كيف نعرف أن فلاناً هو المجتهد الأعلم؟ 5 ـ إذا قال صديقك ان فلاناً المجتهد هو الأعلم، ولم يكن صديقك قد سأل العلماء فهل تعتمد على كلامه أو تسأل غيره؟ الدرس الرابع: النجاسات هناك أشياء قذرة لا يجوز للمسلم أن يشرب أو يأكل منها، كما يجب عليه أن يزيلها وينظف ((يطهّر)) جسمه وملابسه منها حين الصلاة، وتسّمى ((النجاسات)) وهي عشرة. الأوّل والثاني: البول والخروج من الإنسان، وكذلك بول وخروج الحيوان فانهما نجسان إذا توفرت فيه ثلاثة شروط.. 1 ـ أن يندفع دمه عند الذبح، ولا ينزل ببطء وترشح أي له عروق يشخب منها الدم عند ذبحها. 2 ـ أن يحرم أكل لحمه. 3 ـ أن لا يكون مما يطير في الجو. فمثلاّ الذئب تتوفر فيه هذه الشروط الثلاثة، حيث ينزل دمه باندفاع عند ذبحه، ويحرم أكل لحمه في الإسلام، وليس مما يطير في الجو، فبوله وخروجه نجسان، أما إذا لم تتوفر أحد هذه الشروط في حيوان فلا تكون فضلاته نجسة، مثل السمك فان دمه يترشح ولا يندفع، والخروف فانه يحّل أكل لحمه، والخفاش والصقر فانهما يطيران. فهذه الأنواع الثلاثة وما شابهها حيث لم تتوفر فيها الشروط الثلاثة بتمامها فبولها وخروجها طاهران(1). مسألة 4: إذا كان هناك حيوان لم تستطع أن تعرف أن الشروط الثلاثة متوفرة فيه أو غير متوفرة فتحكم بطهارة بوله وخروجه. الثالث: المني من الإنسان. وكذا المني من الحيوان بشرط واحد، وهو أن يندفع دمه عند الذبح بقوة ولا يترشح، فيكون منيّه نجساً حتى إذا كان حلال الأكل كالخروف والديك. الرابع: الميت من الإنسان. وكذا ميتة الحيوان بشرط واحد، وهو أن يندفع دمه عند الذبح ولا يترشح، فإذا وجدنا حيواناً ميتاّ كالخروف فهو نجس، وكذا إذا لم يذبح على الطريقة الإسلامية مثل الحيوان الذي يذبحه الكافر. أما السمك الميت فهو طاهر لأن دمه يترشح، وليس له عروق يشخب منها الدم. مسألة 5: كل حيوان لا يسيل دمه عند الذبح ميتته طاهرة مثل الحشرات والسمك والضفادع، وكذا الحيوان الذي لا يعرف أن دمه يسيل أو يترشح عند الذبح فيحكم بطهارة ميتته. مسألة 6: اللحوم والجلود الموجودة في بلاد المسلمين يجوز استعمالها للأكل ولبسها للصلاة إذا لم تعرف أن الكافر هو الذي ذبح الحيوان، وكذا إذا كانت مستوردة من بلاد الكفار وكان المسلم الذي يبيعها مؤمناً ملتزماً بأحكام الدين، ويكفي أن تحتمل اهتمامه بالتذكية الشرعية. مسألة 7: اللحوم وكذا الجلود الطبيعية الموجودة في بلاد المسلمين إذا لم تعرف أنها محلية أو مستوردة فهي طاهرة ويجوز أكلها ولبسها في الصلاة. وكذلك الجلود الصناعية المصنوعة في بلاد الكفر فانها طاهرة. ـــــــــــــــــــــــ (1) يستثنى من القاعدة المذكورة ما يحرم أكله في الإسلام إذا لم يكن له عرق يشخب منه الدم وكان له لحم كالسلحفاة، فان الأحوط وجوباً الحكم بنجاسة بوله، لكن يحكم بطهارة خروجه. وأما ما لا لحم له كالخنافس ففضلاته كلها طاهرة. الدرس الخامس: الخامس: الدم من الإنسان وكذا من الحيوان الذي يسيل دمه عند الذبح ولا يترشح مثل دم الخروف والطيور، أما إذا كان دم حيوان يترشح عند الذبح ولا يسيل، مثل دم السمك والضفادع والحشرات كالبق والذباب فهو طاهر. مسألة 8: إذا وجدت دماً على ثوبك ولم تعرف أنه من جسمك أو من الحشرات فهو طاهر. مسألة 9: الدم الذي يكون في البيض ـ في داخل غشاء رقيق ـ طاهر. ولكن الأحوط وجوباً حرمة أكله. مسألة 10: الدم الذي يسيل من الحيوان عند الذبح نجس، ولكن الدم المتبقي في جسم الذبيحة بعد الذبح طاهر، فيمكن أن تطهِّر رقبة الذبيحة بعد الذبح وكذا السكين، ثم تقطّع الحيوان ويكون الدم الذي يتساقط من جسمه طاهراً. مسألة 11: الدمامل والتقرحات إذا خرج منها الدم فهو نجس، لكن إذا خرج منها سائل أصفر لم تتأكد أنه مختلط بالدم فهو طاهر. مسألة 12: السبيرتو والكحول المستخدمة في العطور والأدوية إذا كانت مستخلصة من مادة مسكرة مائعة بطبيعتها مثل الخمر فهي نجسة، وان كانت مستخلصة من مادة جامدة بطبيعتها فهي طاهرة، ولكن لا يجوز شربها إذا كانت مسكرة. وإذا لم يُعرف المصدر الذي استخلصت منه هل هو جامد أو مائع فيحكم بطهارتها. وان كنا نحبّذ تجنبها، إذ قد ينكشف فيما بعد أن مصدرها مسكر مائع. السادس والسابع: الكلب والخنزير، وكذا العرق الذي يسيل منهما واللعاب والشعر. لكن الكلب البحري والخنزير البحري طاهران. الثامن: الخمر وكل شراب مسكر مثل الويسكي، والبيرة المتعارف شربها لدى الفاسقين. التاسع: الكافر باستثناء المجوس واليهود والنصارى, فإن الأحوط وجوباً الحكم بنجاسته اما النصارى واليهود والمجوس فيحكم بطهارتهم. العاشر: عرق الإبل الجلالة، وهي التي تتغذى على خروج الإنسان. الدرس السادس: مسألة 13: كل شئ يلاقي واحدة من هذه النجاسات العشرة إذا كان مُبتلاًّ ينجس، أما إذا كان يابساً فلا ينجس، فإذا كانت يدك يابسة ولمست قطعه دم يابسة أو صافحت كافراً وكانت يده يابسة فلا تنجس يدك وتبقى طاهرة. وكما يقال: جاف على جاف طاهر بلا خلاف. مسألة 14: الماء القليل وكذا السوائل، كالشربت والزيت إذا وقعت فيه النجاسة ـ حتى إذا كانت قليلة ـ ينجس كله، أما إذا كان الجسم صلباً كالخشب أو الدهن الجامد أو الجبن، فتنجس منه منطقة وقوع النجاسة فقط، فإذا سقطت قطرة دم على الجبن لا ينجس كله، بل خصوص منطقة سقوط الدم فيمكن تطهيرها وأكلها. مسألة 15: الدهون والعسل والأدوية وغيرها من الحوائج المستوردة ـ عدا اللحوم والجلود التي تقدم حكمها في مسألة 5 ومسألة 6 ـ من بلاد الكفر إذا لم تتأكد انها متنجسة فهي طاهرة يجوز استعمالها للأكل والشرب. مسألة 16: لا يجوز شرب النجس ولا أكله، وكذا كل ما يتنجس بواحدة من النجاسات، فإذا وقعت قطرة دم مثلاً في إناء ماء أو مرق لا يجوز شربه أو الأكل منه مادام متنجساً. مسألة 17: لا يجوز تنجيس المساجد بل ويجب تطهيرها حينئذ، فإذا سقطت قطرة دم مثلاً في مسجد وجب تطهيره وإذا لم تتمكن من ذلك فتخبر شخصاً كي يطهره. تنبيه: النجاسات العشرة لا يمكن تطهيرها بأي شكل من الإشكال، لكن الأشياء الخارجية إذا تنجست قد يمكن تطهيرها، فإذا تنجست يدك أو الأرض أو الملابس أو غيرها فيمكن تطهيرها، أما ما هي الأُمور التي يمكن أن تطهَّر بها الأشياء المتنجسة، وكيف يتم التطهير بها فيتضح من خلال البحث الآتي. المطهّرات وهي الأُمور التي يمكن أن تطهّر بها الأشياء المتنجسة، وهي عشرة.. الأول: الماء فيمكن تطهير الأشياء التي تتنجس بإحدى النجاسات السابقة بواسطة صب الماء عليها، وقبل أن نحدّد كيفية التطهير بالماء، نذكر مقدّمة حول أقسام المياه، ليتّضح فيما بعد كيفية التطهير بكل واحد منها. فنقول: الماء على أربعة أقسام.. 1 ـ الماء الجاري مثل ماء البحر وماء النهر وماء العيون وماء الساقية. 2 ـ ماء المطر الكثير أثناء نزوله من السماء. 3 ـ ماء الكر الذي يكون حجمه 27 شبراً مكعباً ويساوي 464 كغم و100 غرام تقريباً، مثل الذي يتجمع في الخزانات أو الحفر الكبيرة. 4 ـ الماء القليل مثل الموجود في الإبريق والسطل وغيرها بحيث يكون أقل من كر. الدرس السابع: مسألة 18: ماء المطر وكذا الماء الجاري وماء الكر إذا سقطت فيه النجاسة لا يتنجس مادام لم يتغير لون الماء بلون النجاسة ولم يتغير طعمه بطعم النجاسة ولم تتغير رائحته برائحة النجاسة، فإذا وقع دم في خزان ماء كر ولم يتغير الماء يبقى طاهراً. أما إذا وقع دم كثير بحيث صبغ الماء باللون الأحمر أو الوردي فيتنجس ولا يجوز الشرب منه ولا الوضوء فيه، وكذا إذا وقعت نجاسة كالبول في مستنقع وصارت فيه رائحة البول. مسألة 19: ماء الأنابيب و((الحنفيات)) لها نفس حكم ماء الكر، فإذا كان ماء الأنابيب يصب على السطل أو الطشت ووقعت فيه قطرة فانه لا ينجس. مسألة 20: الماء القليل يتنجس بمجرد وقوع نجاسة قليلة فيه ولو كانت قطرة دم حتى إذا لم يتغير بها. مسألة 21: كيف نطهّر الأشياء بالماء؟ الجواب: إن تطهير الأشياء بالماء يتحقق بالتفصيل الآتي: 1 ـ الملابس والبطانيات والسجاد ونحوها، تطهيرها بالماء الجاري وماء الكر وماء المطر مرة واحدة فتطهر بمجرد أن تغمس في الماء، فالسجادة إذا غمرها ماء المطر أو غمستها في النهر يطهر، وأما تطهيرها بالماء القليل فيكون بغسلها مرتين وتعصرها بعد كل مرة إذا كانت متنجسة بالبول ـ غير بول الطفل الرضيع الذكر ـ وإذا كانت متنجسة بغير البول فيكفي غسلها مرة واحدة وعصرها. كل ذلك مع إزالة نفس النجاسة عنها. 2ـ أواني الأكل والشرب تطهيرها بماء المطر أو الماء الجاري أو ماء الكر مرة واحدة. و إذا كان بالماء القليل فتصب الماء عليها بعد إزالة النجاسة منها وتملؤها ثم تريق الماء، ثم تملؤها بالماء، وتريقه ثانياً، ثم تملؤها وتريقه ثالثاً، فيطهر الإناء. 3 ـ باقي الحوائج مثل الجسم والأرض والأدوات الأخرى كالسكين وفرشاة الأسنان وغيرها فتطهيرها بالماء الجاري وماء المطر وماء الكر مرّة واحدة بشرط أن تزول عنها النجاسة. وأما بالماء القليل فإذا كانت متنجسة بالبول فتغسل مرّتين، وإذا كانت متنجسة بغير البول فتغسل مرة واحدة. ويكفي ذلك باستمرار صب الماء بعد زوال النجاسة منها. الدرس الثامن: مسألة 22: إذا تنجس الثوب بغير البول مثل الدم وأردتَ تطهيره بالماء القليل بالسطل فيمكن أن تزيل الدم أولاً ثم تضع الثوب في سطل خال من الماء ثم تصب الماء في السطل حتى ينغمر الثوب فيه ثم تخرج الثوب وتعصره وترمي الماء في البالوعة، فيطهر الثوب والسطل. وإذا تنجس بالبول فتكرر التطهير بنفس العملية مرّة ثانيه فقط. مسألة 23: إذا بال الطفل الرضيع الذكر الذي لا يأكل طعاماً على ملابسه أو على ثوب مثلاً أو غيره فيكفي تطهيره بالماء القليل مرة واحدة، والأحوط وجوباً عصره. المطهِّر الثاني: الأرض فانها تطهّر باطن القدم وباطن الحذاء إذا تنجسا عند المشي فإذا داس الإنسان على نجاسة ثم مشى على أرض طاهرة جافة حتى زالت العين النجسة فيطهر باطن الحذاء وكذا إذا كان حافياً داس برجله على نجاسة فيطهر باطن رجله بالمشي على الأرض الجافة الطاهرة. الثالث: الشمس فانها تطهِّر الأرض وكلّ الأشياء الثابتة عليها مثل الباب والأشجار إذا كانت مبللة وجفّت المنطقة النجسة ـ بعد زوال النجاسة طبعاً ـ بسبب حرارة الشمس القوية فتطهر، ولا يحتاج إلى صب الماء عليها. مسألة 24: إذا كانت الأرض النجسة جافة ـ سواء تنجست بالبول أم بغيره ـ فيكفي رشها بالماء فإذا جفّت بسبب حرارة الشمس تطهر، ولا حاجة إلى التطهير بالماء. اما إذا جفت بسبب الرياح أو لم تذهب النجاسة عنها فتبقى نجسة. الرابع: الاستحالة ومعناها يتحول النجس إلى جسم آخر مثل البخار الذي يتصاعد من الماء النجس أو من البول فانه طاهر. وكذا الخشبة إذا احترقت وكانت متنجسّة فان رمادها طاهر. الخامس: الانقلاب وهو تحوّل الخمر إلى خل حيث قلنا سابقاً ان الخمر نجس فعند صناعة الخل يصير العصير خمراً أولاً فيتنجس ثم يتحول تدريجياً إلى خل فيطهر بهذا التحول، وهذا معنى انقلاب الخمر إلى خل. السادس: الانتقال، مثل انتقال الدم النجس إلى الحشرات فان دم الكلب مثلاً نجس ودم الحشرات طاهر، فإذا مصت البعوضة دم الكلب وانتقل إلى داخلها يصير جزءً من دمها فيطهر، أما قبل أن يدخل إلى جوفها أي أثناء مصها الدم فلا يطهر، فإذا قتلت البعوضة أثناء مصها من الكلب فالدم المذكور نجس. السابع: الإسلام فعندما يسلم الكافر فانه يطهر ولا يحتاج إلى أن يطهر جسمه بالماء، لكنه يبقى محدثاً فيحتاج إلى الغسل عن الجنابة السابقة مثلاً إذا كان مجنباً أو كانت المرأة حائضاً. الدرس التاسع: الثامن: التبعية وذلك فان ولد الكافر نجس مثل أبيه ـ على الأحوط وجوباً ـ فإذا أسلم الكافر طَهُرَ أولاده الصغار تبعاً له، وهناك حالات أُخرى للتبعية تراجع في الكتب الفقهية المفصلة. التاسع: زوال عين النجاسة فانه يوجب طهارة المتنجس في حالتين فقط.. 1 ـ جسم الحيوان، فإذا أكلت دجاجة شيئاً نجساً وتلوث منقارها بالنجاسة فيطهر بمجرد زوال النجاسة منه ولا يحتاج إلى التطهير بالماء. 2 ـ باطن جسم الإنسان، فإذا خرج الدم من فم الإنسان أو أذنه أو أنفه، فإنه يطهر بمجرد زوال الدم ولا يحتاج إلى تطهير باطن الأذن أو الأنف أو الفم بالماء. نعم إذا تنجست الشفتان يجب تطهيرهما لأنهما من ظاهر الجسم لا من باطنه. العاشر: الغَيْبة: فإذا كان صديقك أو بعض أهلك متديناً وهو يعلم أن إناءه مثلاً متنجس، وبعد فترة وجدتَه يشرب من هذا الإناء فتحكم أن الإناء طاهر ولا يجب عليك أن تسأله هل طهّر الإناء أو لا؟ لأنه مؤمن يفترض أن لا يشرب النجس. تنبيه: يجب عند التبوّل وقضاء الحاجة أن ينتبه الإنسان بأن يختار مكاناً مستوراً مثل المرافق الصحية، ولا يجوز أن يتكشف أمام الناس. مسألة 25: تطهير موضع البول مرة واحدة بالماء الجاري أو ماء الكر مثل ماء الأنابيب ومرتين بالماء القليل مثل ماء الإبريق. وأما موضع الخروج فيكفي أن يستمر بالغسل مرة واحدة إلى ما بعد زوال النجاسة من الموضع، ويجوز أيضاً أن يزيل النجاسة من موضع الخروج بثلاث قطع قماش أو مناديل ورقية مثلاً إلى أن تزول النجاسة فيطهر الموضع من دون حاجة لاستعمال الماء. مسألة 26: الماء الذي يستعمل لتطهير موضع البول والخروج بعد التبول وقضاء الحاجة طاهر مادام لا تُرى فيه أجزاء النجاسة، ويسمّى هذا الماء ((الاستنجاء)). مسألة 27: يفضّل للرجال تفريغ مجرى البول من بقايا البول وتنقيته بالضغط مثلاً على أسفل المجرى من أصله إلى الحشفة، وبعد ذلك إذا خرج بول مشكوك بين البول وغيره فهو طاهر. و تسمّى هذه العملية ((الاستبراء من البول)). الأسئلة 1 ـ كم عدد المطهرات؟ 2 ـ اذكر أقسام الماء؟ 3 ـ إذا سقطت قطرة بول في حوض كر هل يتنجس؟ 4 ـ إذا وقعت قطرة دم في سطل ماء هل يتنجس؟ 5 ـ السجادة إذا تنجست بالبول فكيف تطهرها بماء الحنفية؟ 6 ـ كيف تطهر الإناء المتنجس بالماء القليل؟ 7 ـ إذا أردت تطهير ثوب بالسطل بالماء القليل وكان الثوب قد تنجس بالبول فماذا تصنع؟ 8 ـ كيف تطهر السطل المتنجس بغير البول، بالماء القليل؟ 9 ـ إذا تنجست الأرض بالبول وأردت تطهيرها بالماء القليل، فهل يكفي جريان الماء عليها مرة واحدة أو مرتين؟ 10 ـ في الصيف تكون حرارة الشمس عالية فإذا أشرقت على أرض مبلّلة متنجسة وجفّفَتْها فهل تطهر أو تحتاج إلى تطهير بالماء؟ 11 ـ ((جون)) طفل كان أبوه كافراً ثم أسلم فبأي نوع من المطهّرات يطهر؟ 12 ـ إذا قلعت سنك وتلوّث فمك وشفتاك بالدم ثم انقطع الدم فأيهما يحتاج إلى التطهير بالماء وأيهما يطهر بزوال النجاسة؟ 13 ـ بعد التبول إذا أردت تطهير الموضع بماء الحنفية فكم مرة تصّب؟ وإذا أردت التطهير بماء الإبريق فكم مرة تصب؟ الدرس العاشر: الوضوء الفصل الأوّل: في كيفية الوضوء الوضوء هو غسل الوجه واليدين، ومسح الرأس والرجلين. أولاً: غسل الوجه: وتحديده من جهة الطول من منبت شعر الرأس إلى نهاية الوجه، وإذا أردت معرفة الحدّ من جهة العرض تضع كفك على الوجه وتفتحها، فمسافة ما بين طرفي إبهامك والإصبع الوسطى هي التي يجب غسلها من الوجه. ويجب أن تقصد غسل الوجه من الأعلى إلى الأسفل، فتُنزل يدك حين غسله من بداية الوجه إلى نهايته ولا تعكس، ولا تغسل وجهك من اليمين إلى اليسار أو بالعكس. تنبيه: قد تجد يا عزيزي القارئ والقارئة صعوبة في غسل الوجه من الأعلى إلى الأسفل بالترتيب لأن الإنسان قد يضطر أو ينسى فيحرّك يده بالعكس أو يميناً أو شمالاً، وهنا أوضح لك أنه يكفيك أن تنوي من أول الوضوء الغَسل من الأعلى إلى الأسفل، فإذا قصدت ذلك فلا يضرك حركة يدك بالاتجاهات الأخرى أحياناً، ولا يبطل وضوءك بذلك، بل ارجع وامرر يدك من ذلك الموضع إلى نهاية الوجه، وأكمل وضوؤك بالترتيب. مسألة 28: لا يجب غسل داخل الشفتين والعينين، ولا داخل الفم والأنف، بل يكفي غسل الظاهر منها. مسألة 29: كل ما يمنع من وصول الماء للجلد مثل إفرازات العين حين النوم والكحل وبعض أنواع المكياج يجب أزالته عند الوضوء حتى يصل الماء لكل الوجه. مسألة 30: إذا كان شعر الشارب واللحية كثيفاً يكفي غسل ظاهره ولا يجب غسل ما تحته. ثانياً: غسل اليدين من المرفقين إلى أطراف الأصابع من الأعلى إلى الأسفل ولا يضر الحركة بغير هذا الاتجاه إذا لم يقصد منه الوضوء ـ كما أوضحنا في التنبيه المتقدم ـ ويلزم تقديم غَسل اليد اليمنى على غَسل يد اليسرى. مسألة 31: بعض الناس يغسل كفّيه قبل غسل الوجه، وعندما يحين غسل يديه في الوضوء لا يغسل كفيه متخّيلاً أن غسلهما قبل الوضوء يغني عن غسلهما الآن، لكن هذا التصور غير صحيح فعندما تغسل يدك أكمل الغسل إلى أطراف الأصابع. مسألة 32: إذا كان على اليدين وسخ أو شيء يمنع وصول الماء إلى جلدة اليد يجب إزالتها. مسألة 33: إذا أكملت غسل اليد اليسرى فحافظ على بلل باطن الكفين ولا تخلطهما بماء آخر حتى تمسح رأسك ورجلك اليمنى ببلل باطن الكف اليمنى وتمسح رجلك اليسرى ببلل باطن الكف اليسرى، كما سنوضحه. الدرس الحادي عشر: ثالثاً: مسح مقدّم الرأس بباطن الكف اليمنى ـ على الأحوط وجوباً ـ وحدّه ـ طولاً ـ من أعلى الرأس إلى قصاص الشعر، وـ عرضاً ـ ما يوازي الجبهة. ولا يجب مسحه بتمامه، بل يكفي مسح بعضه وإن كان قليلاً، كمقدار أصبع. مسألة 34: عند مسح الرأس ضع يدك أو أصابعك وسط الرأس وحرّكها بأيّ وجه اتفق باتجاه الوجه أو منكوساً أو منحرفاً أو عرضاً. و انتبه يا عزيزي أن لا تنزل يديك إلى الوجه حتى لا يختلط بلل اليد مع بلل الوجه بل حافظ على نفس بلّة اليد حتى تمسح رجلك اليمنى بها. مسألة 35: تجنب أن يكون شعر رأسك مبللاً قبل مسح الرأس بل يكون جافاً حين المسح. رابعاً: مسح ظاهر القدمين. وحدّ المسح من ناحية الطول من أطراف الأصابع إلى مفصل القدم، ومن ناحية العرض الشيء القليل ولو بمقدار إصبع، ويفضلّ المسح بتمام باطن الكف، فتمسح ظاهر القدم اليمنى أوّلاً ببلّة باطن الكف اليمنى ثمَّ ظاهر القدم اليسرى ببلّة باطن الكف اليسرى. مسألة 36: يجب أن لا يكون على ظاهر القدم وسخ يمنع وصول الماء إلى جلدة القدم أو الشعر النابت فيها. مسألة 37: تجنّب ان تكون القدم مبلّلة حين المسح بل جففها قبل مسحها. مسألة 38: يكفي أن تكون اليد التي تمسح بها الرأس والقدم مبلّلة حين المسح، ولا يجب أن يُرى ظهر القدم مبللاً بعد المسح. الفصل الثاني: شروط الوضوء وهي الأُمور التي إذا تحققت يصح الوضوء وإذا فُقد واحد منها يكون الوضوء باطلاً، وهي كثيرة أهمها ستة.. الأول: أن يكون الماء طاهراً غير متنجس بإحدى النجاسات العشر. الثاني: أن لا يكون الماء مغصوباً. الثالث: أن تكون أعضاء الوضوء طاهرة، حتى لا يتنجس الماء الذي توضأ به، فلا يتحقق به الوضوء. الرابع: أن لا يكون المكان الذي يتوضأ فيه مغصوباً بحيث لا يتحقق قصد القربة لله تعالى. الخامس: نيّة القربة إلى الله، بمعنى أن يكون الوضوء طاعة لله تعالى، وليس لغاية أخرى. وانتبه يا عزيزي القارئ الكريم والقارئة الكريمة ان لا تتوضأ خوفاً من اهلك، فهذا الوضوء غير صحيح بل المفروض ان يكون خوفك من معصية الله أكثر؛ لأن عذاب الله ونار جهنّم أشد بكثير من عقوبة أهلك، فليكن وضوؤك لأجل أن تطيع ربّك وتتجنب عصيانه حتى يقبله الله. السادس: الموالاة بمعنى أن لا يفصل أثناء الوضوء بفترة طويلة بين غسل أعضائه، مثلاً يغسل يده ثم ينشغل بعمل أو لعب حتى يجف وجهه ويده ثم يكمل وضوءه، فهذا الوضوء غير صحيح. الدرس الثاني عشر: الفصل الثالث: مبطلات الوضوء وأهمها أربعة: التبوّل، الخروج، الريح، النوم. فمن كان متوضئاً وصدر منه أحد هذه الأُمور يبطل وضوؤه السابق ويجب عليه وضوء آخر للصلاة مثلاً. مسألة 39: إذا لم يعرف الإنسان أنه متوضئ أو لا، فيجب عليه أن يتوضأ للصلاة مثلاً. مسألة 40: إذا كان الإنسان متوضئاً وشكّ ـ أي لم يعرف ـ هل صدر منه احد هذه الأُمور الأربعة أو لا، فوضوؤه السابق صحيح ولا يحتاج إلى وضوء جديد. مسألة 41: يفضّل أن يكون الإنسان على وضوء دائماً حتى في غير وقت الصلاة، وكذلك أن يتوضأ قبل النوم، ففي الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((من بات على طهر فكأنما أحيى اللّيل))(1). مسألة 42: هناك أشياء ليست واجبة لكن يفضل الالتزام بها لأجل الثواب، مثل المضمضة والاستنشاق قبل الوضوء ثلاث مرات وأن يقول عند الوضوء ((بسم الله الرحمن الرحيم)). فإذا غسل وجهه يقول ما كان يقوله الإمام علي(عليه السلام) ـ كما روي عنه ـ: ((اللهم بيّض وجهي يوم تسوّد فيه الوجوه ولا تسوّد فيه وجهي يوم تبيّض فيه الوجوه)) وعندما يغسل يده اليمنى يقول: ((اللهم اعطني كتابي بيميني والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حساباً يسيراً)) وعندما يغسل يده اليسرى يقول: ((اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي وأعوذ بك من مقطّعات النيران)) وعند مسح رأسه يقول: ((اللهم غَشِّني برحمتك وبركاتك وعفوك)) وعند مسح رجليه يقول: ((اللهم ثبتني على الصراط يوم تزل فيه الأقدام واجعل سعيي فيما يرضيك عني)). مسألة 43: لا يجوز لغير المتوضئ أن يمس كتابة القرآن. والأحوط وجوباً أن يجتنب مسّ الآيات القرآنية في الكتب الأخرى، كما لا يجوز أن يمس لفظ الجلالة ـ الله ـ وسائر أسماء الله الخاصة به تعالى مثل الرحمن، الباري، القُدّوس وغيرها. ــــــــــــــــــــــــ (1) وسائل الشيعة: ج 1 كتاب الطهارة باب 9 استحباب النوم على الطهارة. التيمم الفصل الأوّل: في أسبابه وهو يجب على من يعجز عن الوضوء لسبب من الأسباب، أهمها ثلاثة.. الأول: عدم وجود الماء لدى الإنسان، فلأجل أن لا يترك الصلاة يتيمم ويصلي وتصح صلاته ما دام لم يتوفر الماء طيلة وقت الصلاة. الثاني: إذا كان الماء يضره، فان الله تعالى لا يريد الضرر بالإنسان فجعل للمريض الذي يضره الماء بديلاً سهلاً، وهو التيمم. فإذا كان الماء يضر الإنسان طيلة وقت الصلاة فيتيمم ويصلي وتصح صلاته. الدرس الثالث عشر: الثالث: إذا كان لدى الإنسان ماء قليل بحيث إذا صرفه في الوضوء يخشى أن يصيبه العطش الشديد، فقد يموت وينهار من شدة العطش، فان الله سبحانه لا يرضى أن يصيب المؤمن الأذى، فجعل التيمم بديلاً عن الوضوء، وكذا إذا رأيت مؤمناً آخر قد أثّر فيه العطش الشديد فلا تتوضأ بالماء القليل الذي عندك بل أعطه لأخيك المؤمن كي يشرب، لأن دفع الضرر عن المؤمن أهم، فهو عزيز عند الله سبحانه. مسألة 44: إذا ضاق الوقت عن الوضوء والصلاة، كما إذا تأخر استيقاظك من النوم وقت الفجر إلى قريب طلوع الشمس بحيث تعلم أنك إذا توضأت وصلّيت تكون الشمس قد طلعت، فإذا كان يمكنك أن تسرع بالتيمم والصلاة قبل طلوع الشمس فيفضّل المبادرة إلى التيمم والصلاة، ولكن يجب عليك أن تتوضأ وتقضيها فيما بعد. الفصل الثاني: فيما يتيمم به و قد يسأل القارئ قائلاً: على أي شي أتيمم؟ والجواب: ان التيمم يجوز على الأرض الجافة الاعتيادية كالتراب والرمل والحصى والصخر والمرمر الطبيعي، كما يجوز التيمم على مثل الطابوق والأسمنت والجص والموزائيك وغيرها. مسألة 45: لا يجوز التيمم على الزجاج والنبات والرماد والحديد والأقمشة. مسألة 46: لا يجوز التيمم على الأرض النجسة حتى إذا كانت جافة، كما لا يجوز التيمم على الأرض المغصوبة التي لا يرضى أصحابها بالتيمم فيها، إذ مع علم المتيمم بحرمة التصرف في المغصوب لا يحصل منه قصد القربة لله تعالى فلا يصح تيممه. الفصل الثالث: كيفية التيمم أرجو الانتباه عزيزي المؤمن والمؤمنة الكريمة لكيفية التيمم حتى لا تقع في الخطأ وهو كآلاتي: اضرب الأرض ((التراب مثلاً)) بباطن كفيك دفعة واحدة ثم يفضّل أن تنفضهما بصفق إحداهما بالأخرى ثم امسح تمام الجبهة والجبين من منبت الشعر إلى نهاية الجبين وتمام الحاجبين وطرف الأنف الأعلى، تمسح ذلك كله بالترتيب من الأعلى إلى الأسفل، ولا تحرّك يديك يمنةً ويسرة بل من الأعلى إلى الأسفل حتى تستوعب كل المنطقة ثم امسح تمام ظاهر الكف اليمنى من الزند إلى أطراف الأصابع بباطن الكف اليسرى، ثم امسح تمام الكف اليسرى من الزند إلى أطراف الأصابع بباطن الكف اليمنى، ويكون المسح المذكور بالترتيب لا إلى اليمين ولا إلى اليسار. فهذه هي الكيفية الواجبة. ويفضّل أن تضرب الأرض ضربة أخرى وتنفض يديك وتمسح ظاهر اليمنى أولاً ثم ظاهر اليسرى على الكيفية السابقة. مسألة 47: يجب أن يكون التيمم بنية التقرّب لله، ويجب إزالة الأوساخ، ونزع الخاتم وكل شيء يمنع المسح على اليد. مسألة 48: من وجب عليه التيمم بسبب عجزه عن الوضوء لا يجوز له أن يتيمم قبل دخول وقت الصلاة على الأحوط وجوباً، بل ينتظر إلى أن يصير وقت الصلاة فيتيمم لها. فإذا كان الوضوء يضرك وأردت أن تتيمم لصلاة الظهر مثلاً فلا تتيمم قبل الظهر بل انتظر إلى أن يصير الظهر ثم تيمم. تنبيه: إذا كان بعض أعضاء الوضوء مكسوراً أو مجروحاً ولا يمكن تطهيره فهناك أحكام مفصلة للوضوء حينئذٍ مذكورة في الكتب الفقهية المطوّلة. الأسئلة 1 ـ هل يجوز ان تغسل وجهك أو يديك في الوضوء من اليمين إلى اليسار لا من الأعلى إلى الأسفل؟ 2 ـ إذا جمعت المرأة شعرها فهل يجوز أن تمسح عليه في الوضوء؟ 3 ـ عدد شروط صحة الوضوء؟ 4 ـ هل توضأت أمام شخص متعلّم حتى يوضح لك الخطأ الذي قد تكون غافلاً عنه؟ 5 ـ ما هي مبطلات الوضوء؟ 6 ـ إذا توضأت صباحاً وعند الظهر لم تعرف هل صدر منك بعض مبطلات الوضوء أو لا. فهل وضوءك السابق يكفيك أو يجب عليك وضوء جديد؟ 7 ـ ما هي الأسباب التي توجب التيمم؟ 8 ـ هل يجوز التيمم على الأسمنت؟ 9 ـ هل يصح التيمم من دون نفض اليدين؟ 10 ـ ما هي المنطقة التي يجب مسحها من الوجه في التيمم؟ الدرس الرابع عشر: الصلاة وهي من أهم الواجبات على الإنسان التي يجب ان يلتزم بها ويفضّل أداؤها في أول وقتها وبكل شروطها، وأن يؤديها بخشوع وفي الحديث ((الصلاة عمود الدين أن قبلت قبل ما سواها وان ردّت ردّ ما سواها)) أي إذا لم تقبل من الإنسان بسبب عدم توفر بعض شروطها أو استخفاف الإنسان بها فلا تقبل كل أعماله الأخرى. وان أداها بشكلها الصحيح ومتقرباً لله فتُقبل أعماله ويكون ثوابه كثيراً. وفي الحديث عن رسول الله ((واعلموا أن الله تعالى ذكره اقسم بعزته ان لا يعذب المصلين والساجدين وان لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين وفي الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام) انه قال ((لا تتهاون بصلاتك فان النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) قال عند موته، ليس مني من استخف بصلاته، لا يرد علّي الحوض لا والله)) وعن الإمام الصادق(عليه السلام) انه قال لما حضرته الوفاة ((أن شفاعتنا لا تنال مستخفاً بالصلاة)). فتصور عزيزي القارئ الكريم والقارئة الكريمة أنه إذا كان الله تعالى لا يتقبل أعمالنا والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) يرفضون الشفاعة لنا يوم القيامة فإلى من نلتجئ ومن يخلّصنا؟ هل نلتجئ إلى الشيطان وزمرته الأشرار الذين هم في أشد العذاب تلفح وجوههم النار؟! ثم هل نرضى لأنفسنا أن نكون مسلمين ونُقرن مع إبليس بعد أن يطردنا الله تعالى ويرفضنا نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام)، وإذا كان هذا مصير المستخف بالصلاة، فما بال تارك الصلاة؟! وكيف يكون عذابه؟! إذن فلنتعاون معاً لأجل أن نتخلص من غضب الله وعذابه ونفوز بشفاعة النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) ونشرب من حوض الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) يوم العطش الأكبر. والخطوة الأولى أن نتوكل على الله ونلتزم ونهتم بصلاتنا ونؤديها في أول وقتها ولا نعتني بكلام الأشرار الذين لا يؤدون الصلاة ويمارسون الأعمال القبيحة والمحرّمة. و لنتأمل في الفرق بين المصلين وغير المصلين يوم القيامة فيما يحكيه القرآن الكريم: ((وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ *أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ)) (المعارج: 34 ـ 35). ((فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ*قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ)) (المدثر: 40 ـ43). وأنت مخيّر بين أن تكون ممن يحافظ على صلاته وبين أن تكون من غيرهم والجنة أو سقر تنتظر أصحابها. الفصلان الأوّل والثاني: في أوقاتها وتعدادها تجب في اليوم خمس صلوات هي: 1 ـ صلاة الفجر: وهي ركعتان ووقتها من طلوع الفجر ـ بداية النور الأفقي في المشرق ـ إلى طلوع الشمس. 2و3 ـ صلاتا الظهر والعصر، وهما أربع ركعات لكل صلاة، ووقتهما من بداية النصف الثاني من النهار ويسمى ـ زوال الشمس ـ إلى حين غروب الشمس. وتُقدم صلاة الظهر على صلاة العصر فإذا فرضنا طلوع الشمس في الساعة 7 صباحاً مثلاً وغروبها في الساعة 6 مساءً، فطول النهار 11 ساعة ويكون الزوال بعد انتهاء نصفه الأوّل أي في الساعة 12.30 ظهراً. 4 ـ صلاة المغرب: وهي ثلاث ركعات. 5 ـ صلاة العشاء: وهي أربع ركعات، ووقتهما من حين غروب قرص الشمس ـ ويفضّل تأخيرها إلى غياب الحمرة الظاهرة في جهة المشرق ـ إلى نصف الليل، وتُقدم صلاة المغرب على صلاة العشاء، وإذا صادف أن نسيهما الإنسان فيصليهما قبل طلوع الفجر. نصف الليل: هو نصف الوقت من حين غروب الشمس إلى طلوع الفجر. الدرس الخامس عشر: الفصل الثالث: في ملابس المصلي لا يجوز أن يصلي الإنسان عارياً حتى إذا كان وحده في الغرفة ولا يراه أحد، بل يجب على الرجال ستر العورة، وعلى المرأة ستر جميع الجسم أثناء الصلاة، سوى الوجه والكفين. وأما القدمان فيجوز عدم سترهما أثناء الصلاة إن لم يرهما الرجل الأجنبي. ويجب أن تتوفر في لباس المصلي ستة شروط: الأول: ان يكون ما يلبسه الإنسان أثناء الصلاة مباحاً ((أي غير مغصوب)) فإذا كانت المرأة تعلم أن العباءة أو ملابسها مغصوبة أو عرف الرجل أن ملابسه مغصوبة فالصلاة باطلة، لكن إذا لم يعرف الإنسان أن ما يستتر به في الصلاة مغصوب، وعرف بذلك بعد الصلاة فصلاته السابقة صحيحة لكن لا يلبسه للصلوات المقبلة. الثاني: أن لا تكون ملابسه من جلد الميتة، ومنها الجلود الطبيعية المستوردة من البلاد غير الإسلامية حتى ((سير الساعة)) إذا كان من جلد الحيوان فلا تصح فيه الصلاة، وكذا الحزام من الجلد الطبيعي، وقطع الجلد الصغيرة المخيطة في بعض الملابس. الثالث: أن لا تكون من أجزاء الحيوانات التي يحرم أكلها، من جلودها وشعرها وغيرها، فلا يجوز الصلاة في ثوب أو قمصلة من جلد الثعلب مثلاً، بل حتى إذا تعلّق بجسمك أو ملابسك شعرات من الهرّة فالأحوط وجوباً إزالتها حين الصلاة. مسألة 49: إذا كان هناك جلد لا تعرف أنه جلد طبيعي أو صناعي فتجوز الصلاة فيه، لأنك لا تعرف أنه جلد حيوان. الرابع والخامس: لا يجوز للرجال لبس الذهب والحرير الطبيعي في الصلاة ويجوز للنساء. السادس: أن تكون ملابسه طاهرة، فلا يجوز الصلاة في الثوب النجس، وكذا الجسم لا يجوز أن يكون نجساً، ويستثنى من هذا عدة حالات يجوز فيها الصلاة في النجس أهمها ثلاثة: الدرس السادس عشر: 1 ـ دم الجروح والقيح المختلط بالدم في الجسم والملابس وكذا الدواء الموضوع عليها فانه مادام الجرح لم يبرأ تجوز الصلاة معها ولا تجب إزالة الدم وتطهير الموضع. 2 ـ الدم القليل على الملابس ـ عدا دم النفاس والحيض على الأحوط وجوباً ـ إذا لم يتجاوز قطره سنتيمترين وثلاثة ميليمترات على الأحوط وجوباً. واما الدم القليل على الجسم ـ غير دم الجرح والقيح ـ فالأحوط وجوباً تطهيره. 3 ـ الملابس والأشياء الصغيرة الملبوسة التي لا يمكن ستر عورة الرجل بها مثل الجورب والخاتم، فانه يجوز الصلاة بها إذا كانت متنجسة. نعم لا يجوز ذلك إذا كان متخذاً من الميتة أو نجس العين كالخنزير، والأحوط وجوباً عدم العفو عن النجاسة إذا كانت مما لا يؤكل لحمه. الفصل الرابع: مكان المصلي لا تجوز الصلاة في المكان والفضاء المغصوبين إذا كان المصلي منتبهاً إلى حرمة ذلك، لأن الصلاة عبادة يشترط فيها التقرب إلى الله تعالى، ولا يمكن التقرب بالتصرف في المغصوب. مسألة 50: المسجون في مكان مغصوب تجوز له الصلاة في ذلك المكان، إذا لم توجب الصلاة الإضرار بالمكان. مسألة 51: الأُماكن العامة كالمساجد والحسينيات والساحات والحدائق العامة إذا سبق شخص إلى المكث أو الصلاة فيها لا يجوز تنحيته بالقوة، ولكنه إذا لم يكن موجوداً، ووضع علامة أو فرشاً أو سجادة على المكان لفترة طويلة فيجوز لغيره التواجد أو الصلاة فيه، لكن يراعي أن لا يتصرف في الفرش أو السجادة. مسألة 52: لا يجوز أشغال الطريق العام للمسلمين المعدّ للمرور بغيره كالصلاة والبيع وغير ذلك إذا أوجب مزاحمة المارة والإضرار بهم. مسألة 53: تجوز صلاة الرجل والمرأة في أماكن متقاربة سواء كان الرجل هو المتقدم ام المرأة متقدمة أم كانا متحاذيين. ويحبّذ تقدم الرجل إذا لم يكن بينهما حاجب أو كانت المسافة كبيرة. مسألة 54: لا يجوز لمن يصلي في مشاهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والأئمة(عليهم السلام) التقدم على قبورهم (صلوات الله عليهم). الدرس السابع عشر: الفصل الخامس: القبلة يجب استقبال الكعبة الشريفة فانها قبلة المسلمين، وكذا ما فوقها من الفضاء بالنسبة لمن يركب الطائرة. مسألة 55: إذا لم يعرف الإنسان القبلة في مكانّ ما فيمكنه الاعتماد على شهادة شخصين عادلين بالقبلة. كما يجوز له أن يصلي إلى الجهة التي يجد المسلمين في تلك المنطقة يصلّون باتجاهها أو بني عليها محراب المسجد مثلاً. كيفية الصلاة الفصل الأول: الأذان والإقامة يستحب الأذان والإقامة في الصلوات الفرائض الخمس اليومية. مسألة 56: يكتفى في صلاة الجماعة بأذان وإقامة مرة واحدة، سواء كان المؤذن أو المقيم هو الإمام أم أحد المؤمنين. مسألة 57: يحق للمرأة أن تكتفي عن الأذان بالتكبير والشهادتين ـ أشهد أن لا اله إلاّ الله وأشهد ان محمد رسول الله ـ بل بالشهادتين فقط. كما تكتفي عن الإقامة بالتكبير وشهادة ان لا اله إلاّ الله وأن محمداً عبده ورسوله. وإذا سمعت الأذان تكتفي عن الإقامة بالشهادتين. كيفية الأذان والإقامة 1 ـ الأذان ثمانية عشر فصلاً: الله اكبر أربع مرات أشهد أن لا اله إلاّ الله مرتين أشهد أن محمداً رسول الله مرتين حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين حي على خير العمل مرتين الله اكبر مرتين لا إله إلاّ الله مرتين 2 ـ الإقامة سبعة عشر فصلاً أشهد أن لا اله الله مرتين أشهد أن محمداً رسول الله مرتين حي على الصلاة مرتين حي على الفلاح مرتين حي على خير العمل مرتين قد قامت الصلاة مرتين لا إله إلاّ الله مرة واحدة مسألة 58: تستحب الصلاة على النبي (صلوات الله عليه وآله) عند ذكر اسمه الشريف في الأذان وغيره، للمتكلم والسامع. مسألة 59: يحسن إضافة الشهادة للإمام علي (عليه السلام) بالولاية في دون أن يقصد بها أنها جزء من الأذان والإقامة كما تضمن ذلك بعض الروايات، ونظير ذلك ما كان يفعله المسلمون في عصر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عندما قتلوا عيهلة ـ وهو الأسود العنسي، الذي ادعى النبوة كذباً ـ فقد كان يقول مؤذنهم ((أشهد أن محمداً رسول الله وأن عيهلة كذاب)) من دون أن يقصدوا أنها جزء من الأذان. الدرس الثامن عشر: مسألة 60: يشترط في الأذان والإقامة عدة شروط منها.. ا ـ أن يتقدم الأذان على الإقامة دون العكس. 2 ـ أن يكونا باللغة العربية الصحيحة، فلا يجزي ترجمتها بغير العربية، ولا بالملحون. 3 ـ أن يكونا بعد دخول الوقت حتى لمن يصلي صلاة الفجر منفرداً على الأحوط وجوباَ. 4 ـ يشترط في الإقامة أن يكون المقيم قائماً ومستقبلاً للقبلة، ومتطهراً من الحدث. مسألة 61: يكره للمؤذن والمقيم الكلام العادي أثناءهما، خاصة بعد قول المقيم: ((قد قامت الصلاة)) الفصل الثاني: في واجبات الصلاة 1 ـ النية. 2 ـ تكبيرة الإحرام. 3 ـ القيام. 4 ـ الطمأنينة ـ على الأحوط وجوباً ـ. 5 ـ القراءة. 6 ـ الذِّكر. 7 ـ الركوع. 8 ـ السجود. 9 ـ التشهد. 10 ـ التسليم. 11 ـ الترتيب. 12 ـ الموالاة. الأول: النية والمقصود منها أن يأتي الإنسان بالصلاة بنية التقرب إلى الله تعالى نظير ما تقدم في الوضوء. مسألة 62: من صلى بهدف أن يمدحه الناس، أو خوفاً من أهله فصلاته باطلة، لذلك يفترض أن ينتبه اليافعون والشباب ـ من الجنسين ـ إلى ذلك، وتكون صلاتهم بنيّة التقرّب لله تعالى لا لأجل أمر آخر. مسألة 63: يجب أن يعرف الإنسان طبيعة الصلاة التي يصليها مثل صلاة الفجر أو الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء أو غيرها. الثاني: تكبيرة الإحرام وبها تبدأ الصلاة وتبطل من دونها سهواً أو عمداً، كما تبطل بزيادتها عمداً، فإذا قرأها صحيحة فلا يجوز أن يكررها مرةً ثانية لأنها زيادة تبطل الصلاة، فلابد أن يأتي بالثالثة لتكون بدايةً للصلاة. مسألة 64: يجب الإتيان بالتكبير باللغة العربية، فلا يصح الإتيان بترجمتها في لغة أخرى، كما يجب الإتيان بها صحيحة.وبعض الناس يقرؤها بهذه الصيغة ((اَللهْ وَاكْبر)) وهو خطأ شائع لابد من الانتباه إليه وتجنّبه. مسألة 65: المصلي مخير في النطق بها جهراً وإخفاتاً في كل الصلوات. مسألة 66: الأحوط وجوباً أن يسكت المصلي قليلاً قبل التكبير وبعده، ولا يوصلها بما قبلها ولا بما بعدها كالقراءة. مسألة 67: يستحب أن يرفع المصلي يديه عند التكبير إلى ما يقارب الوجه أو الأذنين فإذا أتم التكبير يُسبل يديه. الدرس التاسع عشر: الثالث: القيام يجب أن يكون المصلي في الصلاة الواجبة قائماً حين التكبير وحين القراءة وقبل الركوع وبعده قبل الهوي للسجود. والأحوط وجوباً أن يقف على كلا قدميه لا على إحداهما فقط. مسالة 68: العاجز عن الصلاة قائماً لمرض أو غيره من الأعذار يصلي من جلوس. الرابع: الطمأنينة ـ على الأحوط وجوباً ـ أي يكون المصلي مستقراً غير متحرك أثناء التكبير والقراءة والذكر فلا تجوز الصلاة في السيارة أثناء حركتها ـ على الأحوط وجوباً ـ، وكذلك في الطائرة إذا كانت تهتز بسبب المطبات الهوائية؛ لأن الجسم يهتزّ فيفقد الطمأنينة. الخامس والسادس: القراءة والذكر فتقرأ في الركعة الأولى والثانية سورة الفاتحة وبعدها تقرأ سورة أخرى من سُوّر القرآن، وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب وفي الركعتين الأخيرتين من صلوات الظهر والعصر والعشاء، يتخير المصلي بين قراءة سورة الفاتحة وحدها، وبين قراءة التسبيحات ـ وتسمى الذكر ـ ويكفي في صورتها أن يقول: ((سبحان اللهِ والحمدُ للهِ ولا إله إلاّ اللهُ واللهُ أكبر)) وتكفي مرة واحدة، ويفضل تكرارها ثلاث مرات. مسألة 69: يجب أن تكون القراءة صحيحة، فالمفروض أن يُراجع المصلّي القرآن الكريم ويضبط قراءة السورة التي يختارها وفق القواعد العربية الصحيحة. مسألة 70: سورتا الفيل والإيلاف بحكم سورة واحدة فإذا اخترت سورة الفيل بعد الفاتحة فلابد أن تقرأ سورة الإيلاف بعدها، وكذلك سورتا الضحى والانشراح، فإذا اخترت سورة الضحى فلابد أن تقرأ بعدها سورة الانشراح. مسألة 71: الكلمات التي آخرها محرَّك غير ساكن إذا وصلتها في القراءة بالكلمة التي بعدها يحبّذ أن تنطق الحركة الأخيرة، وإذا وقفت على الكلمة فيحبَّذ تسكين الحرف الأخير منها، مثلاً الميم في الرحيم متحركة بالكسرة، فإذا وصلتها بكلمة ((مَالِكِ)) مثلاً فتقرأ هكذا ((الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ مَالِكِ)) أما إذا وقفت على كلمة ((الرَّحِيم)) فأقرأها هكذا ((الرَّحْمَنِ الرَّحِيمْ)) بتسكين الميم. وهذا طبّقهُ في كل الكلمات. مسألة 72: إذا لم تعرف كيفية القراءة الصحيحة فتأكد منها قبل أن تصلي. مسألة 73: يجب على الرجال القراءة جهراً في صلاة الصبح وفي الركعتين الأولى والثانية من صلاتي المغرب والعشاء. أما النساء فهُنَّ مخيّرات فيها بين الجهر والصوت الخافت. مسألة 74: يجب على الرجال الإخفات في قراءة صلاة الظهر والعصر وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب وفي الركعتين الثالثة والرابعة من صلاة العشاء، كل ذلك ما عدا ((بسم الله الرحمن الرحيم)) فانه يستحب للرجال فيها الجهر في قراءة الركعتين الأولى والثانية من صلاتي الظهر والعصر. مسألة 75: قد تسأل يا عزيزي كيف يكون الجهر والإخفات وفي الجواب نقول: هل صادف أن أَسررت حديثاً في إذن صديقك بحيث لا يسمعك شخص آخر؟ فمثل هذا يكفي في الإخفات وليس مجرد تحريك الشفاه، وبالنسبة للجهر يكفي أن يقرأ الإنسان كما يتحدث في المجالس مع أصدقائه من دون صياح. مسألة 76: يجوز أن يفتح المصلي القرآن ويقرأ سورة من القرآن حتى لا يقع في الخطأ. الدرس العشرون: السابع: الركوع، ويجوز أن يقول فيه ((سُبحانَ ربِّيَ العَظيمِ وبحمدِه)) أو يقول ثلاث مرات ((سُبحانَ الله)) مثلاً، والأحوط وجوباً أن يكون مستقراً ولا يتحرك جسمه حين النطق بالتسبيح، كما تقدم في التكبير والقراءة. الثامن: السجود على باطن كفيه والركبتين وإبهامي القدمين، ويضع جبتههُ على الأرض أو النبات ـ ما عدا المأكول والملبوس كما سيأتي ـ، ويجوز أن يقول في السجود ((سُبحان ربِّيَ الأَعلى وبحمدِه)) مثلاً، ويجوز أن يقول بدل ذلك ثلاث مرات ((سُبحان الله))، والأحوط وجوباً أن يكون مستقراً حين النطق بالتسبيح. مسألة 77: كل ركعة فيها سجدتان، فيسجد بعد أن يقوم من الركوع ثم يجلس بعد السجود الأوّل ثم يسجد مرة ثانية. مسألة 78: لا يجوز أن تكون الأرض منحدرة بشكل كبير أكثر من أربع أصابع بين الجبهة والإبهامين. مسألة 79: يجوز وضع الجبهة في السجود على الأرض مثل الحصى والتراب والطابوق والأسمنت والنبات بشرط أن لا يكون مأكولاً مثل التفاح ولا ملبوساً مثل القطن، ويجب أن يكون موضع السجود طاهراً فلا يضع جبهته على النجس، وقد ورد فضل كثير في السجود على تراب قبر أبي عبد الله الحسين(عليه السلام) وما يحيط به من أرض كربلاء. التاسع: التشهد وهو واجب في الركعتين الثانية والرابعة، وفي الركعة الثالثة من صلاة المغرب؛ وذلك بعد السجدة الثانية ويجزئ فيه أن تقول: ((أَشهد أن لا إله إلاّ الله وَحْدَه لا شريك له وأَشهُد أن محمداً عبدُهُ ورسولُهُ اللهم صلِّ على محمد وآل ِ محمد)). العاشر: التسليم وهو آخر أجزاء الصلاة ويكفي ان تقول: ((السلامُ علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحين)) أو تقول: ((السلامُ عليكم)) والأفضل ان يضاف إليه: ((ورحمةُ الله وبركاته)) ويفضل الجمع بينهما. ويستحب أن تقول قبلهما: ((السلامُ عليك أيها النبيُ ورحمةُ الله وبركاته)). مسألة 80: التسبيح في الركوع وفي السجود، والتشهد، والتسليم يجوز الجهر والاخفات للرجال والنساء في كل الصلوات. الحادي عشر: الترتيب فيبدأ بالتكبير ثم القراءة ثم الركوع ثم يرفع رأسه من الركوع ويسجد.. وهكذا، ولا يجوز تقديم الجزء المتأخر كالسجود على المتقدم كالركوع. الثاني عشر: الموالاة الأحوط وجوباً عدم الفصل بين أجزاء الصلاة عمداً بحيث تخلّ بهيئة الصلاة، فمن انشغل في أثناء الصلاة بالأكل المتعارف فتبطل صلاته على الأحوط وجوباً، نعم لا يضر بلع الأجزاء الصغيرة من بقايا الطعام في الفم. تنبيه: يستحب القنوت في الركعة الثانية بعد إكمال القراءة في كل صلاة فترفع يديك وتدعو الله لك ولأهلك وللمسلمين. مسألة 81: يستحب بعد إكمال الصلاة أن تسجد وتقول شكراً لله ثلاث مرات على الأقل، ويستحب أن تسبح تسبيح الزهراء (عليها السلام) وهو ((34)) مرة الله أكبر و((33)) مرة الحمد لله و((33)) مرة سبحان الله. الدرس الحادي والعشرون: مبطلات الصلاة وهي الأُمور التي إذا حدثت أثناء الصلاة تبطل الصلاة وأهمها ثمانية: الأول: إذا صدر من المصلي ما يبطل الوضوء مثل الريح أو البول أو الخروج أو النوم أثناء الصلاة. الثاني: التحوّل عن القبلة عمداً، وإذا اعتقد أن القبلة إلى جهة مّا، فصلى وبعد ذلك اكتشف خطأه في تحديد القبلة، فان كان الفارق ما بين جهتي اليمين واليسار يحكم بصحة صلاته، وان كان أكثر من ذلك فيعيدها. الثالث: الكلام عمداً فلا يجوز أن يتكلم المصلي بالكلام الاعتيادي ولا يضر قراءة القرآن وذكر الله تعالى والثناء على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). الرابع: الضحك المشتمل على الصوت ((القهقهة)) أما مجرد التبسم فلا يضر وكذا لا يضر الضحك سهواً أو جهلاً بحكمه. الخامس: الأحوط وجوباً ترك البكاء لأمور الدنيا، ولا بأس به لأمر من أمور الآخرة مثل: الخوف من الله أو التذلل أو التشوق له أثناء الصلاة متعمداً، أما إذا نسي فلا يضر. السادس: الأحوط وجوباً ترك الأكل والشرب، ولا يضر بلع اللعاب وبقايا الطعام في الفم. السابع: التكتف بقصد الخضوع لله تعالى، فانه بدعة استحدثت بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فمن جاء به ملتفتاً إلى ذلك بقصد التشريع أو ترويج الباطل تبطل صلاته. ومن فعله غفلةً أو تقيّةً فلا تبطل به الصلاة. الثامن: تعمد قول ((آمين)) فانه حرام، والأحوط وجوباً بطلان الصلاة بفعله عمداً. مسألة 82: يحرم على الأحوط وجوباً قطع الصلاة من دون سبب، ويجوز إذا اضطر المصلي إلى قطع الصلاة، أو شك في صحتها، وأراد قطعها وأعادتها، فانه جائز. مسألة 83: إذا نسي الإنسان صلاته وتذكرها بعد انتهاء وقتها فيجب عليه قضاؤها. مسألة 84: إذا كان المصلي أثناء الصلاة وشك أنه فعل الجزء السابق فلا يعتني بشكه، مثلاً إذا كان راكعاً وشك أنه هل قرأ سورة أخرى بعد الفاتحة فلا يعتني. وكذلك إذا كان أثناء التشهد مثلاً وشك انه هل سجد سجدةً واحدة أو سجدتين فلا يعتني ويستمر في تشهده. مسألة 85: إذا لم يعرف الإنسان أنه صلى أو لا.فان كان الوقت باقياً وجب أن يصلي وان كان الوقت قد انتهى فلا يجب عليه شيء، فإذا شك قبل غروب الشمس أنه هل صلّى الظهر أو العصر أو لا، فيجب عليه أن يصلي، أما إذا شك بعد غروب الشمس أنه هل صلى الظهر أو العصر أو لا، فلا يجب أن يصليهما؛ لأن وقتهما قد انتهى. الدرس الثاني والعشرون: مسألة 86: إذا شك المصلي في أداء جزء من أجزاء الصلاة قبل أن يتجاوز محله ويدخل في الجزء اللاحق، فيجب عليه أن يفعل ذلك الجزء المشكوك، مثلاً إذا كان واقفاً وشك أنه هل قرأ سورة الفاتحة أو لا، فيجب عليه قراءتها أو كان جالساً في الركعة الثانية قبل التشهد وشك أنه أتى بسجدة واحدة أو سجدتين، فيجب عليه الإتيان بسجدة أخرى قبل أن يتشهد. فانتبه يا عزيزي المؤمن والمؤمنة الكريمة لذلك، والفرق بين هذه المسألة وما تقدم في المسألة (71) أنه في تلك المسألة كان شك المصلي بعدما دخل في الجزء اللاحق، بينما في هذه المسألة كان الشك قبل أن يتجاوز محلّ المشكوك ويدخل في الجزء اللاحق، فلابد هنا أن يأتي بالجزء المشكوك؛ لأنه لم يتجاوز محله. صلاة الجماعة ورد ثواب كثير لصلاة الجماعة فيستحب للمسلم أن يصلي جماعة حتى في البيت ـ كما سيأتي ـ ولكن لا يصح أن يصلي الإنسان وراء كل شخص بل يجب أن تتوفر في إمام الجماعة بعض الشروط أهمها شرطان: 1ـ أن يكون الإمام عادلاً، بمعنى أن يكون متديّناً بحيث يمتنع من المعاصي الكبيرة، ولو ارتكبها في حالة نادرة لغلبة شهوة أو غضب يبادر إلى التوبة بعد ذلك. أما إذا كثر فعله للمعاصي فلا يكون عادلاً، ولا تجوز الصلاة خلفه. 2 ـ أن يكون صحيح القراءة، ويختص هذا الشرط بالصلاة الجهرية ـ الصبح والمغرب والعشاء ـ إذا كان المأموم قد دخل في صلاة الجماعة في الركعتين الأوليين ـ على الأحوط وجوباً ـ أما في غير ذلك كالصلاة الاخفاتية فتجوز الصلاة خلف من يقرأ خطأً، ويقرأ المأموم بالقرءاة الصحيحة لنفسه اخفاتاً. مسألة 87: لا يجوز أن يصلي الرجل خلف المرأة بل يصلي خلف الرجل فقط. لكن المرأة لها أن تصلي جماعة مع الرجل، ويجوز أن تصلي خلف المرأة، فيحق للبنت مثلاً أن تصلي جماعة مع أمها فتقف إلى يمين أُمها. شروط الجماعة وهي الأُمور التي إذا توفرت كلها تصح الجماعة، وإذا لم يتوفر واحد منها لا تصح وأهمها أربعة: الأول: ان لا يكون بين المصلي وبين إمام الجماعة أو بينه وبين باقي المصلين حاجب مثل الجدار الثاني: أن لا تكون الأرض التي يصلي عليها الإمام أعلى بكثير من الأرض التي يصلي عليها خلفه (المأموم) أما إذا كان العلو أقل من ثلاث أصابع أو كان العلو متدرجاً غير ملحوظ فلا يضر. الدرس الثالث والعشرون: الثالث: ان لا يبتعد المصلي كثيراً عن الإمام أو عن المصلين الذين يرتبط بواسطتهم بالجماعة، اما إذا كان البعد اقل من متر وربع فلا يضر. الرابع: ان لا يتقدم المصلي(المأموم) على مكان وقوف أمام الجماعة، بل الأحوط وجوباً أن يتأخر عنه ولو قليلاً بمقدار أربع أصابع. نعم المرأة إذا كانت إمام جماعة تقف بمحاذاة المصلية أي المأمومة، في نفس الصف، وإذا كانت المرأة تصلي الجماعة خلف الرجل فتكون وراءه. أحكام صلاة الجماعة مسألة 88: تسقط القراءة في الركعتين الأوليين عن المأموم فلا يقرأ سورة الفاتحة ولا السورة الأخرى بعدها، ولا تسقط عنه في الركعتين الثالثة والرابعة بل يقرأ الفاتحة أو التسبيح إخفاتاً. مسألة 89: لا يجوز أن يأتي المأموم بأفعال الصلاة قبل الإمام متعمداً فلا يجوز أن يركع قبله أو يرفع رأسه قبله أو يسجد قبله، لكن يجوز ان ينطق بالتسبيح أو التشهد قبله فمثلاً لا يرفع رأسه من السجود قبل أن يرفع الإمام رأسه، لكن يجوز أن ينطق بالتشهد قبل أن ينطق الإمام. مسألة 90: عزيزي القارئ والقارئة الكريمة: صلاة الجماعة فيها ثواب كثير فلا تحرم نفسك منها، وبإمكانك أن تصلي جماعة خلف بعض أهلك من المتدينين، فيصلي الولد جماعة مع أبيه أو أخيه، والبنت مع أبيها أو أمها والاناث يتأخرن عن الذكور في صلاة الجماعة. والأفضل الصلاة خلف العالم العادل ففي الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((الصلاة خلف العالم بألف ركعة..)). صلاة الجمعة وهي واجبة عيناً في زمن حضور الإمام المعصوم(عليه السلام) أما في عصر غيبته ـ كما في عصرنا هذا ـ فيتخيّر المصلي بينها وبين صلاة الظهر، وحيث انها لا تصح فرادى بل جماعة فنوكل بيان كيفيتها ـ المرتبطه بالإمام ـ إلى الكتب الفقهية الموسّعه، ونكتفي هنا ببيان الأحكام المرتبطة بالمأمومين. من خلال ما يلي.. 1 ـ لابدّ من اجتماع شروط إمام الجماعة في إمام الجمعة، فلا تجوز الصلاة خلف الفاسق. 2 ـ يحرم على من يحضر الصلاة أن يتكلم حال خطبة الإمام، بل يحسن أن يصغي إليها. 3 ـ من لم يدرك الخطبتين يجزيه إدراك الصلاة مع الإمام، بل حتى إذا أدرك بعض الصلاة ـ على تفصيل مذكور في الكتب الفقهية ـ. 4 ـ لا تنعقد جمعتان بينهما أقل من ستة كيلومترات تقريباً. ولو سبقت إحداهما وكانت جامعة للشروط تبطل الثانية. ونشير هنا إلى ضرورة انتباه المؤمنين إلى أن تكون صلاة الجمعة سبباً في وعي المؤمنين وإرشادهم وتثقيفهم دينياً وتربوياً وتنبيههم لمصالحهم ومصالح الإسلام وبلاد المسلمين، لا أن تكون الصلاة سبباً في فرقتهم وتشتتهم والطعن في مقدّساتهم. الدرس الرابع والعشرون: صلاة المسافر إذا سافر الإنسان المسلم سفراً بحيث كان مجموعه في الرواح والرجوع حوالي ((46كيلومتراً)) فتتحول الصلاة ذات أربع ركعات ـ الظهر، العصر، العشاء ـ إلى ذات ركعتين، وتسمى ((صلاة القصر))، مثلاً شخص سافر إلى مدينة تبعد عن مدينته 25 كيلومتر في الذهاب فيقصر صلاته الرباعية، لأن مجموع سفره يساوي 50 كيلومترا. وهناك عدة شروط لقصر الصلاة في السفر نذكر منها: أ ـ أن لا ينوي الإقامة عشرة أيام في البلد الذي سافر إليه. ب ـ أن لا يكون سفره معصية كمعونة الظالم أو تجارة الخمر. وهناك تفاصيل ليس هذا محلها. صلاة القضاء الصلاة التي لا يصليها الإنسان في وقتها تسمى حينئذ صلاة القضاء، فمثلاً شخص لم يستيقظ لصلاة الفجر يجب أن يقضيها فيما بعد. وكذا إذا نسي أن يصلي الصلاة في وقتها يجب أن يقضيها فيما بعد. مسألة 91: إذا كان شخص لا يصلي فترة وبعدها أراد أن يتوب، فيستغفر الله ويقضي الصلوات التي لم يصلّها قبل توبته، وإذا كان لا يعرف كميتها فيكتفي بالمقدار الأقل، فمثلاً إذا لم يعرف أنه مطلوب لمدة شهر أو شهرين فيكتفي بقضاء الصلاة مقدار شهر واحد. صلاة الآيات وهي الصلاة التي تجب عند كسوف الشمس أو خسوف القمر، وكذا العواصف الشديدة المظلمة ونحوها إذا أوجبت خوف الناس بطبعهم، وكذلك عند الهزة الأرضية على الأحوط وجوباً. وهي ركعتان في كل ركعة خمسة ركوعات، ويكفي إتيانها بالشكل الآتي.. يبدأ بالصلاة بالتكبير ((الله أكبر)) ويقرأ سورة الفاتحة ثم يختار سورة من القرآن مثلاً سورة القدر فيقرأ منها آية بعد الفاتحة مثلاً [بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ] ثم يركع (1) ويقول في الركوع ((سبحان ربي العظيم وبحمده)). ثم يرفع رأسه ويقرأ الآية الثانية فقط من نفس السورة ـ من دون قراءة سورة الفاتحة ـ ((وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)) ثم يركع (2) مثل الركوع الأوّل ثم يرفع رأسه فيقرأ الآية الثالثة من نفس السورة ((لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)) ثم يركع (3) مثل الركوع الأوّل ويرفع رأسه ويقرأ الآية الرابعة فقط من نفس السورة ((تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ)) ثم يركع (4) مثل الركوع الأوّل ويرفع رأسه ويقرأ باقي السورة مثل الآية الخامسة من نفس السورة فيكملها ((سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)) ويركع (5) مثل الركوع الأوّل ثم يرفع رأسه ويسجد سجدتين كما في الصلاة الاعتيادية, ويقوم إلى الركعة الثانية فيقرأ سورة الفاتحة وبعدها إحدى السور ويجّزؤها ويفعل مثل ما فعل في الركعة الأولى, وبعد إكمال الركوعات الخمسة يرفع رأسه ويسجد سجدتين ويتشهد ويسلم كما في الصلاة الاعتيادية. وهكذا تنتهي صلاة الآيات. ويستحب القنوت قبل الركوع الثاني والرابع والسادس والثامن والعاشر، ويجوز الاقتصار على بعضها. مسألة 92: يجب أداء صلاة الآيات أثناء الكسوف والخسوف, ولا يؤخرها إلى انتهائهما. تنبيه: إذا كان الخسوف أو الكسوف كاملاً ولم يعلم الإنسان بذلك يجب عليه أن يقضي صلاة الآيات، وكذا إذا كان لم ليصلِّ عمداً في حياته وتاب فيجب عليه قضاء ما فاته من صلاة الآيات. وهناك تفاصيل في الكتب الفقهية. الدرس الخامس والعشرون: النوافل اليومية الصلاة المستحبة تسمى نافلة, ولمن يصليها ثواب من الله تعالى, والنوافل كثيرة، منها النوافل اليومية وهي: أ ـ ركعتان قبل صلاة الفجر وهي نافلة الفجر. ب ـ ثماني ركعات نافلة الظهر قبل صلاة الظهر. ج ـ ثماني ركعات نافلة العصر قبل صلاة العصر. د ـ أربع ركعات, نافلة المغرب بعد صلاة المغرب صلاتان, كل واحدة ركعتان. هـ ـ ركعتان من جلوس بعد صلاة العشاء وتسمى نافلة العشاء.فهذه هي النوافل اليومية وفيها ثواب كثير فيفضّل أن يلتزم بها المسلم ولو بما يتيسّر له. الأسئلة 1 ـ ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في لباس المصلي؟ 2 ـ إذا لم يعرف أن سير الساعة جلد طبيعي أو صناعي فهل تجوز الصلاة فيه؟ 3 ـ ما هي الحالات التي تجوز فيها الصلاة مع النجس؟ 4 ـ ما هي الأُمور الواجبة في الصلاة؟ 5 ـ عدد مبطلات الصلاة؟ 6 ـ أثناء السجود شككت أنك ركعت أو لا فهل تعتني بالشك أولاً؟ 7 ـ أثناء الوقوف من الركعة الثانية لم تعرف أنك قرأت الفاتحة أو لا فماذا تصنع؟ 8 ـ البنت إذا أرادت أن تصلي جماعة مع أمها فهل تقف عن يمين أمها أو خلفها؟ 9 ـ عدد شروط الجماعة؟ 10 ـ ما هي المسافة التي تقصر الصلاة الرباعية فيها؟ 11 ـ هل يجوز أن يرفع المأموم رأسه قبل الإمام؟ 12 ـ هل تصلي نافلة؟ ما هي؟ وإذا لم تصلّ فما هو السبب؟ حاول إزالته لتحصل على ثواب النافلة. الصوم الصوم: من أهم الواجبات على الإنسان ووقته في شهر رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ويحبذ الانتظار إلى غروب الحمرة المشرقية, فيتجنب الإنسان في هذا الوقت كل المفطرات التي سنذكرها بعد قليل. مسألة 93: في نهاية شعبان إذا رأى الإنسان الهلال فيجب عليه الصوم, وكذا إذا رآهُ رجلان عادلان, أما إذا لم يشاهده هو ولا رجلان عادلان ولم يعرف هل الهلال موجود أو لا ـ فلا يجب الصوم في اليوم الثاني ويسمى يوم الشك, وإذا أردتَ أن تصومه فلا تنوه من شهر رمضان. مسألة 94: لا يجوز أن يفطر الإنسان آخر النهار في شهر رمضان إلا بعد أن يتأكد من غروب الشمس أو يعتمد على أذان الثقة العارف أو شهادة عادلين ولا يكفي الظن بالمغرب. مسألة 95: يجب أن يصوم الإنسان بنية التقرب إلى الله فلا يصح أن يصوم خوفاً من الأهل أو لأجل أن يمدحه الناس أو لكي يفتخر أمامهم, فإن مثل هذا الصوم باطل، ولا يقبله الله ويحاسبه يوم القيامة. وفي الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حول شهر رمضان قال ((فسلوا الله ربكم بِنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم بصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حُرمَ غفران الله في هذا الشهر العظيم واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه يوم القيامة وعطشه وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم........الخ)). المفطرات و هي الأُمور التي توجب بطلان الصوم وهي عشرة.. الأوّل والثاني: الأكل والشرب حتى إذا كانا قليلين. الثالث: الكذب على الله أو على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أو على أحد الأئمة(عليهم السلام) فمن كذب متعمداً ونقل عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) شيئاً وهو يعتقده كذباً بطل صومه ويكون عاصياً بهذا الكذب، والأحوط وجوباً بطلان الصوم أيضاً إذا أخبر من دون أن يتأكد من صحة الخبر. الرابع: التدخين على الأحوط وجوباً. الدرس السادس والعشرون: الخامس: تعمد التقيّؤ في نهار شهر رمضان فانه يبطل الصوم, وإذا تعمد ذلك بسبب المرض فانه يجوز له ويقضي صومه، نعم إذا فاجأه القيء من دون اختيار فلا يبطل صومه. مسألة 96: إذا خرجت من جوفه مادة أو بقايا طعام وصعدت إلى داخل الفم فيجوز ابتلاعها ولا يبطل الصوم. السادس: استعمال الحقنة بالماء أو أي مادة سائلة, أما الجافة فإن لم تكن تذوب في داخل الجسم فلا مانع منها، وأما الذي يذوب داخل الجسم كالتحاميل الدهنية فالأحوط وجوباً اجتنابه, فإذا احتاج إليه المريض فيستعمله ويمسك في ذلك اليوم ويقضي صومه. السابع: الاستمناء. الثامن: الاتصال الجنسي (أي الجماع). التاسع: تعمد البقاء على الحيض أو الجنابة إلى طلوع الفجر في شهر رمضان. مسألة 97: يجوز وضع القطرة في العين أو الأذن، أما قطرة الأنف فإن لم تنزل إلى الجهاز الهضمي فلا تضر بالصوم وفي غير ذلك فتبطل الصوم. مسألة 98: يجوز بلع الريق في الفم ((اللعاب)) حتى إذا كان كثيراً، وكذلك البلغم وإن كان يفضّل رميه. مسألة 99: زرق الإبر في العضلة وفي الوريد لا يبطل الصوم, وكذا زرق المغذي فيجوز ولا يبطل الصوم. مسألة 100: استعمال البخاخ بكل أشكاله سواء عن طريق الأنف أم عن طريق الفم جائز ولا يبطل الصوم حتى إذا وصل للرئة ما دام لا يصل إلى الجهاز الهضمي. مسألة 101: لا يجوز استعمال العلك المصنّع المتوفر في الأسواق، لأن فيه مادة سكرية وهي تتفتت بالعلك وتنزل إلى الجوف. الدرس السابع والعشرون: مسألة 102: إذا نسى الإنسان أنه صائم واستعمل بعض المفطرات فلا يبطل صومه, فمن شرب الماء مثلاً (نسياناً) وبعد ذلك تذكر أنه صائم فلا يبطل صومه. مسألة 103: لا يجوز أن يقرر الإنسان الإفطار أثناء النهار في شهر رمضان حتى إذا لم يستعمل المفطر. مسألة 104: يجوز للصائم وضع العطور على جسمه وملابسه وشمها ولا يبطل صومه بذلك. حالات الإفطار وهي الحالات التي يجوز أو يجب الإفطار فيها وأهمها خمسة.. الأول: المريض إذا كان الصوم يضر مرضه فلا يكلفه الله الصوم قال تعالى في كتابه الكريم: ((يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ))(البقرة: 185)، أما إذا كان الصوم لا يضر مرضه فلا يجوز له أن يفطر. الثاني: المرأة الحائض. الثالث: المسافر إذا اجتمعت فيه أربعة شروط: 1 ـ أن يكون سفره حوالي (46) كيلو متر أو أكثر. 2 ـ أن ينوي السفر قبل الفجر. 3 ـ أن يسافر قبل الزوال. 4 ـ أن لا يكون سفره لأجل المعصية كمعونة الظالم, أو التجارة المحرمة. و هناك تفاصيل أخرى مذكورة في الكتب الفقهية المفصلة. مسألة 105: إذا سافر الصائم بعد الظهر يبقى صائماً ويصح صومه ولا يجوز له الإفطار. الرابع: كبار السن من الشيوخ والعجائز إذا كان يصعب عليهم الصوم صعوبة كبيرة. الخامس: الحامل إذا كان الصوم مُتِعباً مُجهداً لها أو مضراً بجنينها وكذلك المرضع قليلة الحليب إذا كان الصوم مضراً بحليبها بحيث يقل جداً أو ينقطع ولا يعود بعد. الدرس الثامن والعشرون: القضاء والفدية والكفّارة قد تسأل وتقول: ما حكم من أفطر في شهر رمضان, وماذا يفعل؟ والجواب أن هناك تفصيلاً: 1 ـ كان الإنسان معذوراً في إفطاره مثل المريض الذي يضره الصوم فيجب أن يقضي الأيام التي أفطر فيها بسبب مرضه, فإذا كان قد أفطر خمسة أيام فيصوم خمسة أيام بعد انتهاء عيد الفطر. 2 ـ المريض ونحوه الذي لم يتمكن من القضاء طوال السنة إلى أن أقبل شهر رمضان في السنة الجديدة فلا يجب عليه القضاء ويعطي عن كل يوم أفطر فيه حوالي: ((870 غرام تقريباً)) من الطعام ـ مثلاً حنطة أو تمر أو رز أو حبوب ـ إلى فقير وتسمى ((الفدية)). 3 ـ من أفطر عامداً عاصياً من دون عذر فيجب عليه القضاء بعد تلك الأيام التي أفطر فيها ويجب عليه أيضاً أن يدفع كفارة عن كل يوم أفطر فيه متعمداً, ونقصد بالكفارة هنا أن يصوم شهرين متتاليين أو يعطي حوالي ((870)) غراماً من الطعام إلى ستين فقيراً عن كل يوم أفطر فيه, فإذا أفطر يومين عامداً فيجب أن يقضيها بعد العيد وأن يصوم أربعة أشهر أو يعطي إلى مائة وعشرين فقيراً, أو يصوم شهرين عن يوم ويعطي ستين فقيراً عن اليوم الثاني... وهناك تفاصيل أخرى مذكورة في الكتب الفقهية المطوّلة. مسألة 106: يحرم الصوم في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى. زكاة الفطرة والمقصود منه الطعام أو المال الذي يدفعه رب العائلة عن نفسه وعن كل شخص من عائلته حتى الطفل الصغير إلى المؤمن الفقير مثلاً, والواجب هو دفع ثلاثة كيلوات ونصف تقربياً من الطعام أو ما يعادل قيمته المالية عن كل فرد من أفراد العائلة, فإذا كان مجموع عدد العائلة مع رب العائلة خمسة أفراد فيدفع يوم العيد قبل الظهر وقبل أن يصلي صلاة العيد 17.5 كيلو طعام تقريباً ـ حنطة أو تمر أو رز أو حبوب مثلاً ـ أو قيمتها من النقود إلى فقير مؤمن. وإذا دفع نقوداً يحدد الطعام الذي يدفع قيمته من تمر أو حنطة أو رز أو غيرها. مسألة 107: من لم يكن من بني هاشم لا تحل فطرته على الفقير الهاشمي والمقصود بالهاشمي هو كل ذرية هاشم جد الرسول أي أولاد علي وأولاد عقيل وأولاد العباس بن علي بن أبي طالب(عليه السلام) وغيرهم من أحفاد هاشم. الزكاة وهي من الواجبات الإسلامية التي أكد عليها القرآن الكريم والسنّة. وهي قسمان.. 1 ـ زكاة المال: وهي تجب في تسعة أشياء: النقدان ـ الذهب والفضة ـ والأنعام الثلاثة: الأبل، والغنم أعم من الضأن والماعز، والبقر والمقصود منه ما يعم الجاموس. والغلات الأربع، وهي الحنطة والشعير والتمر والزبيب. ويراجع في تفاصيل أحكامها الكتب الفقهية المفصلة. 2 ـ زكاة الفطرة الدرس التاسع والعشرون: الخمس وهو حق فرضه الله تعالى ونصّ عليه القرآن الكريم والسنّة وفي الحديث عن الإمام موسى الكاظم(عليه السلام) انه قال: ((والله لقد يسّر الله على المؤمنين أرزاقهم بخمسة دراهم، جعلوا لربهم واحداً وأكلوا أربعة أحلاء، ثم قال: هذا من حديثنا صعب مستصعب لا يعمل به ولا يصبر عليه إلاّ ممتحن قلبه للإيمان)) (وسائل الشيعة: ج9 ص 485). والخمس يجب في سبعة موارد نشير هنا إلى موردين منها.. الأول: المال المختلط بالحرام، بشرط أن لا يكون الحرام متميّزاً عن الحلال، وأن لا يعرف صاحبه، فإذا دفع الشخص خُمس المال المذكور يحلّ الباقي 4/5 لصاحبه. الثاني: ما يزيد عن مصارف الشخص خلال العام من واردات وأرباح عدا الميراث، فيدفع خمس تلك الأُموال ـ عند حلول رأس سنته الخمسية ـ. مسألة 108: يقسّم الخمس إلى نصفين: نصف منه يسمى سهم الإمام(عليه السلام) ونصف منه يسمى سهم السادة، وكلاهما لابدّ فيه من مراجعة المجتهد العادل العارف والموثوق بموارد صرفه للحق الشرعي المذكور في موارده. مسالة 109: لابدّ للمجتهد العادل من صرف الخمس في موارده الشرعية، فبالنسبة لسهم الإمام (عليه السلام) يصرف في الموارد التي يحرز فيها رضا الإمام المهدي(عليه السلام) بصرف الخمس فيها، مثل: أ ـ نشر تعاليم الدين الإسلامي ودعم طلاب العلوم الدينية والمبلّغين المتدينّين النافعين المشتغلين بالدرس والتدريس أو التبليغ الديني وخدمة المؤمنين. ب ـ دفع ضرورات المؤمنين الفقراء المتدينين إذا انحصر دفع ضروراتهم بالحق الشرعي. أما سهم السادة فيدفع للفقراء المؤمنين من بني هاشم. وكل ذلك يحدّده المجتهد العادل العارف والموثوق بصرفه للحق الشرعي المذكور، كما قدّمنا. ولا يحق للإنسان أن يبادر بصرف الخمس من دون مراجعة. وهناك تفاصيل كثيرة مذكورة في الكتب الفقهية. الأسئلة 1 ـ هل يجوز الإفطار إذا لم يعرف الإنسان هل غابت الشمس أو لا؟ 2 ـ إذا وصل البلغم داخل الفم فهل يجوز بلعه؟ 3 ـ إذا نسيت أنك صائم وشربت الماء فهل يبطل صومك؟ 4 ـ من هم الذين يجوز أو يجب عليهم الإفطار؟ 5 ـ ما هي شروط إفطار المسافر؟ 6 ـ كم مقدار الفدية؟ 7 ـ ما هي الكفارة وعلى من تجب؟ 8 ـ هل دفعت الخمس في حياتك؟ ولماذا؟ 9 ـ لمن يدفع الخمس؟ الدرس الثلاثون: الأُمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهما من الواجبات التي أكد عليها الإسلام, قال الله تعالى ((وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (آل عمران: 104). وفي الحديث الشريف: (لا تتركوا الأُمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم) فكما يجب على الإنسان أن يلتزم بالواجبات ويترك المحرمات كذلك يجب عليه أن يأمر من يتهاون بالواجبات أن يلتزم بها, وينهى من يفعل المحرمات عن فعل الحرام,وسوف نذكر ـ كتمهيد لذلك ـ عدداً من الواجبات والصفات الجيدة, كما نذكر عدداً من المحرمات والأفعال القبيحة والسيئة التي لا تليق بالإنسان. من أمثلة القسم الأوّل الذي هو المعروف.. 1 ـ التوكل على الله تعالى والاستعانة به: ((وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ))(الطلاق: 3). 2 ـ الصلاة والصوم والخمس وغيرها من فروع الدين, فيجب على كل شخص أن يلتزم بها وأن يأمر من يتهاون بها بالالتزام بها. 3 ـ الصبر: وهو أنواع: أ ـ الصبر على البلاء: فالمفروض أن يصبر الإنسان إذا ابتُلي مثل المرض والسجن والفقر وغيرها, ولا يتكلم بكلام غير مناسب كي يحصل على ثواب الصابرين، فإن الله تعالى يقول: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))(الزمر: 10) وفي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم) (الصبر ثلاثة: صبر عند المصيبة، وصبر عند الطاعة، وصبر عند المعصية). وليس معنى الصبر أن لا يسعى الإنسان لإزالة الأذى والبلاء, بالعكس فالمفروض للمريض مثلاً أن يراجع الطبيب حتى يشفى, ولكن إذا لم يتحقق الشفاء أو تأخر فيصبر ولا يجزع, وكذلك الفقير فالمفروض أن يسعى ويشتغل حتى يتخلص من الفقر, لكن إذا لم يتمكن لأي سبب من الأسباب فلا يجزع أو يتكلم أو يفعل ما لا يليق بالمسلم بل يصبر حتى يحصل على ثواب الصابرين. ب ـ الصبر على الطاعة, مثلاً الصائم يعطش في شهر رمضان لكنه يصبر ويكمل صومه, والمجاهد في سبيل الله يصبر على مصاعب القتال. ج ـ الصبر عن المعصية مثلاً شخص يرغب رغبة شديدة في حاجة من حوائج غيره، لكنه يصبر ولا يسرقها لأن السرقة حرام، وفي الحديث عن الإمام أبي عبد الله الصادق(عليه السلام) قال ((إذا كان يوم القيامة يقوم عنق ـ أي جماعة ـ من الناس فيأتون باب الجنة فيضربونه فيقال من أنتم؟فيقولون نحن أهل الصبر، فيقال لهم على ما صبرتم؟ فيقولون كنا نصبر على طاعة الله ونصبر عن معاصي الله: فيقول الله عزَّ وجلَّ صدقوا، أدخلوهم الجنة)) وهو قول الله تعالى: ((إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ))(الزمر: 10)(1). 4 ـ حسن الخُلق، أي الأخلاق الحسنة، فالمفروض بالمسلم أن تكون أخلاقه حسنة مع أهله ومع الناس فيحترم الكبير ويحنو على الصغير، ولا يهين شخصاً ولا يؤذي الناس ولا يكون وجهه عبوساً ولا يرفع صوته فيؤذي جاره كي يرضى الله تعالى عنه. ففي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((عليكم بحسن الخلق فان حسن الخلق في الجنة لا محالة، وإياكم وسوء الخلق فان سوء الخلق في النار لا محالة)) وفي حديث آخر للرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): ((أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم خلقاً وخيركم لأهله)). أفلا ترغب عزيزي القارئ والقارئة الكريمة أن تكون بقرب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في الجنة؟ ــــــــــــــــــــــــــــــ (1) الكافي: الشيخ الكليني: ج 2 ص 75. الدرس الحادي والثلاثون: 5 ـ مساعدة المؤمن: الضعيف واليتيم وكل شخص محتاج للمساعدة حتى يعطف الله عليك ويرضى عنك وفي الحديث أن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) أوصى الإمام علياً (عليه السلام) قائلاً: ((يا علي من كفى يتيماً في نفقته بماله حتى يستغني وجبت له الجنة البتة)) فاكسب الجنة يا عزيزي بمساعدة اليتيم بأموالك حتى يكتفي. وفي الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام) قال ((أربع من كنّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنة: من آوى اليتيم، ورحم الضعيف وأشفق على والديه وانفق عليهما ورفق بمملوكه)) وفي الحديث عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ((المؤمنون اخوة يقضي بعضهم حوائج بعض... اقضي حوائجهم يوم القيامة)). 6 ـ احترام الوالدين فان المفروض بالإنسان المسلم ان يحترم والديه ويسمع كلامهما بما ينسجم مع البرّ وحسن المعاشرة، ولا يتجاوز عليهما قال الله تعالى ((فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً))(الإسراء: 23) وفي الحديث ((الجنة تحت أقدام الأُمهات)) فإذا احترمت أُمك وأباك ورضيا عنك تستحق الجنة إن شاء الله تعالى. وهناك كثير من الأعمال الصالحة والصفات الجيدة مذكورة في الكتب المفصلة. من أمثلة القسم الثاني الذي هو المنكر.. 1 ـ الظلم: وهو الاعتداء على الآخرين فانه من أكبر المحرّمات، ففي الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام) ((الظلم في الدنيا ظلمات في الآخرة)) وفي الحديث عن الإمام الحسين(عليه السلام) انه أوصي ولده الإمام زين العابدين(عليه السلام) في يوم عاشوراء قائلاً ((يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصراً إلاّ الله)) إضافة لذلك فان دعوة المظلوم على الظالم قد يستجيبها الله تعالى، وفي الحديث عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم) ((ان دعوة المسلم المظلوم مستجابة)). ومن موارد الظلم ما يجري داخل بعض الأسر من اعتداء الأب على أبنائه أو اعتداء الأبناء على أبويهم.واعتداء الزوج على زوجته واستغلاله لضعفها أو بالعكس، واعتداء الولد الكبير أو الأخت الكبيرة على الصغار في البيت. فانه من الظلم المحرّم الذي يرفضه الإسلام، ومن الظلم أيضاً فرض الأب على البنت الزواج من شخص لا ترغب في الزواج منه. 2 ـ إعانة الظالمين: فمهما كانت الإعانة بسيطة فانها محرّمة، وفي الحديث ((ان أدنى ما يفعله الله بأعوان الظلمة ان يجعلهم في سرادق ((مثل الخيمة الكبيرة)) من نار إلى أن يفرغ من حساب الخلائق)) قال الله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ))(المائدة: 2). 3 ـ الكذب: فانه محرّم شرعاً، وقد يتحول إلى مرض نفسي يصيب الإنسان فان الكاذب قد يعتاد على الكذب يفتضح بين الناس فيحتقرونه ولا يصدّقونه حتى إذا كان صادقاً، وهو غير لائق بالمسلم ففي الحديث عن الإمام الباقر(عليه السلام): ((ان الكذب هو خراب الإيمان)). فكيف يرضى الإنسان المسلم ان يخرّب إيمانه بسبب الكذب؟! الدرس الثاني والثلاثون: 4 ـ الغِيبة، وهي أن تكشف عيباً لمؤمن غائب لتسقيطه وإظهار عيبه، مثلاً إذا عرفت أن صديقك قد أخطأ فلا تنقل ذلك للآخرين للطعن بكرامته وسمعته، وبدلاً من ذلك انصحه أنت بعدم تكرار الخطأ، وإذا أصر عليه فأخبر أباه أو شخصاً كبيراً لأجل أن يمنعه من دون أن تفضحه بين الناس. مسألة 110: تجوز الغيبة في حالات، نذكر منها.. أ ـ المتجاهر بالفسق، فان حرمته تسقط بذلك وتجوز غيبته. ب ـ المظلوم فانه يجوز أن يبيّن ظلامته للناس وإن استلزمت غيبة الذي ظلمه. ج ـ أصحاب البدعة في الدين، فانه يجوز غيبتهم وكشف بدعتهم، ليحذرهم الناس ولا يتأثروا بهم. 5 ـ معاشرة أصدقاء السوء وهم الأصدقاء غير الملتزمين دينياً أو أخلاقياً. فالمفروض أن ينصحهم الإنسان ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر. وان لم ينفع يترك معاشرتهم لئلا يتأثر بسلوكهم وفي الحديث: كان أمير المؤمنين(عليه السلام) إذا صعد المنبر قال: ((ينبغي للمسلم أن يتجنب مؤاخاة ثلاثة: الماجن الفاجر ـ أي المشغول باللهو الذي يمارس الأعمال القبيحة ـ والأحمق ـ أي الغبي الذي لا يفهم ـ والكذّاب)). 6 ـ السُّباب والتلفظ بالألفاظ البذيئة فإنه لا يليق بالإنسان المسلم. وفي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((ان الله حرّم الجنة على كل فحّاش بذيء قليل الحياء)) أي الذي يعتاد على تلفظ الألفاظ القبيحة، فان الجنة ليست مكاناً له. والمفروض أن يتركهم الإنسان إذا لم تنفع النصيحة معهم حتى لا يتعلم منهم فيخسر الجنة. 7 ـ الغضب، كثيراً ما نلاحظ بعض الأشخاص يتصرف تصرفات غير لائقة بحجة أنه غاضب، لكن هذا العذر غير مقبول شرعاً، وفي الحديث عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((الغضب مفتاح كل شر)) لأن الغاضب لا يتصرف بعقله فهو مستعد أن يرتكب الشر والخطأ بتأثير الانفعال والغضب. 8 ـ الطمع: وهو أن لا يرضي الإنسان بما أنعم الله عليه ويطمع بما في أيدي الناس مثلاً، فانه لا يليق بالمسلم بل يخسر بذلك خير الدنيا والآخرة فيخسر الطامع خير الدنيا لأنه لا يهنأ بالنعم التي أنعم الله عليه بها، إذ يطمع بالأكثر دائماً، وربّما يخسر الآخرة، لأن طمعه قد يجرّه إلى العدوان أو الخيانة أو الجريمة. 9 ـ الاستمناء: وهو إخراج المادة المنوية من خلال العبث بالموضع أو بغيره، سواء بالنسبة للذكر أم الأنثى. 10 ـ الخلاعة: فان المرأة إذا لم تلتزم بالحشمة والحجاب تستحق عذاباً شديداً يوم القيامة ففي الحديث عن الرسول(صلى الله عليه وآله وسلم): ((انه رأى عند المعراج إلى السماء بعض النساء معلقات من شعورهن وهن في العذاب الشديد ولما سألته فاطمة(عليها السلام) عن السبب قال(صلى الله عليه وآله وسلم): اما المعلقة بشعرها فانها كانت لا تغطي شعرها من الرجال))، وفي حديث آخر عنه(صلى الله عليه وآله وسلم): أنه نهى أن تتزين المرأة لغير زوجها، فان فعلت كان حقاً على الله عزَّ وجلَّ أن يحرقها بالنار(1). 11 ـ الكسل والضجر، فان صاحبهما يخسر الدنيا والآخرة، لأنه يهمل أداء ما يجب عليه وما ينفعه. وفي الحديث عن الإمام الكاظم(عليه السلام) يوصي به بعض ولده: ((وإياك والكسل والضجر فانهما يمنعانك حظك من الدنيا والآخرة)) فالمفروض أن يعوّد الإنسان نفسه على النشاط والهمة والتحمل حتى ينجح في حياته وينال الدرجة العليا في الآخرة. 12 ـ الرياء: وهو أن يقصد الإنسان من فعل العبادات مدح الناس لا التقرّب وطاعة الله، وهذا من اكبر المحرمات، و يخسر المرائي حظه من الدنيا والآخرة. وفي الحديث عن رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم): ((إن المرائي يدعى يوم القيامة بأربعة أسماء: يا كافر، يا فاجر، يا غادر، يا خاسر، حبط عملك وبطل أجرك، فلا خلاص لك اليوم، فالتمس أجرك من كنتَ تعمل له)). 13 ـ غُش المؤمن، وهو ايهامه بالشيء على خلاف حقيقته، فيظهر البضاعة الرديئة مظهر البضاعة الجيّدة مثلاً. وفي الحديث عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أنه قال: ((ألا ومن غشّنا فليس منّا)) قالها ثلاث مرات. هذه نماذج من المعروف ـ سواء كان واجباً أم مستحباً ـ ونماذج من المنكر ـ سواء كان محرماً أم مكروها. والأُمر بالواجب والنهي عن الحرام يكون واجباً، والأُمر بالمستحب والنهي عن المكروه محبّذ من دون وجوب. ــــــــــــــــــــــــ (1) يراجع بحار الأنوار ج 100 ص 243. الأسئلة 1 ـ عدد خمسة أمور من المعروف، واذكر أن أيا منها موجود عندك؟ 2 ـ عدد عشرة أمور من المنكر؟ 3 ـ هل فيك شيء من المنكر؟ وإذا كان فيك فهل قررت أن تتركه؟ 4 ـ اذكر حديثاً عن الفحش؟ 5 ـ اذكر حديثاً عن معاشرة أصدقاء السوء؟ 6 ـ اذكر حديثاً عن الظلم؟ 7 ـ ما هو ضرر الغضب؟ اذكر حديثاً عنه؟ 8 ـ اذكر حديثاً عن عذاب غير المحجبة؟ 9 ـ إذا صادف أن كذب صديقك فكيف تنصحه أن يترك الكذب؟ 10 ـ اذكر حديثاً عن عذاب أعوان الظلمة؟ أحكام الحجاب مسألة 111: لا يجوز للولد والبنت البالغين أن يتصافحا إلا إذا كانا من المحارم، والمحارم هم.. الأب والأُم والجد ـ من طرف الأب ومن طرف الأُم ـ والعم والخال والعمة والخالة. الابن والبنت. والزوج وأبوه وابنه. والزوجة وأمها وابنتها. أعمام الأب وأخواله وعماته وخالاته. أعمام الأُم وأخوالها وعماتها وخالاتها. أعمام الأُم وأخوالها وعماتها وخالاتها. الأخ والأخت وأبناؤهم وبناتهم. فلا يجوز للذكر أن يصافح امرأة من غير المحارم، ولا يجوز للأنثى أن تصافح ذكراً من غير المحارم. مسألة 112: أخت الزوجة ليست من المحارم، فلا يجوز مصافحتها، ويجب عليها أن تتحجب من زوج أختها. مسألة 113: يجب على المرأة والبنت البالغة أن تتحجب وتستر كل جسمها أمام غير المحارم ما عدا الوجه والكفين، والأحوط وجوباً ستر القدمين أيضاً. مسألة 114: يجوز للمرأة التكشف أمام المحارم بالنسب والمصاهرة ويجب ستر العورة، كما أن الأحوط وجوباً عدم التهتك والخلاعة وإبراز ما يوجب الفتنة. الدرس الرابع والثلاثون: النذر واليمين مسألة 115: إذا حلف المسلم البالغ ـ سواء كان ذكراً أم أنثى ـ بالله تعالى على فعل أمر أو نذر لله تعالى ذلك وجب عليه الوفاء به، وإذا لم يلتزم بذلك فيأثم وتجب عليه الكفارة وعليه أن يتوب من معصيته. مسألة 116: إنما ينعقد النذر واليمين بشروط منها.. 1 ـ أن ينطق بلفظ اليمين أو النذر، ولا يكفي فيه اليمين والنذر. 2 ـ أن يكونا لله تعالى، فيقول الحالف مثلاً: والله لافعلّن كذا. ويقول الناذر: لله عليّ أن أفعل كذا. اما النذر والحلف بالنبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أو القرآن الكريم أو الكعبة المشرفة أو الإمام (عليه السلام) فهو ليس نذراً شرعياً بحيث تترتب الكفارة على مخالفته. بل هو تعهد بالفعل ويفضل الالتزام به. 3 ـ لا ينعقد يمين الولد إلاّ بإذن والده، كما لا ينعقد يمين الزوجة إلاّ بإذن زوجها، بخلاف النذر فانه ينعقد منهما من دون موافقة الوالد والزوج ما دام لا يعارض حقهما. 4 ـ أن يكون متعلق الحلف والنذر راجحاً شرعاً، كالواجب والمستحب والفعل النافع، ولا ينعقدان إذا تعلّقا بالحرام والمكروه أو الفعل المضر ونحو ذلك، فمن حلف على شرب الخمر أو التدخين أو ترك الصلاة أو فعلٍ عبثي لا ينعقد حلفه. 5 ـ أن يكون الحالف والناذر مختاراً وقاصداً لكلامه، فمن أجبره الظالم على الحلف أو حلف في حال سكرٍ فلا ينعقد حلفه، وكذلك النذر. مسالة 117: إذا اجتمعت شروط صحة النذر أو اليمين وحنث صاحبها عالماً عامداً يكون عاصياً لله تعالى وتجب عليه التوبة والكفارة: وهي إطعام عشرة مساكين إما باشباعهم أو بدفع 870 غراماً من طعام ـ الأحوط وجوباً أن يكون من الحنطة أو طحينها أو خبزها ـ أو كسوتهم بشراء ملابس كافية لهم. ومن لم يتمكن من الإطعام والكسوة يصوم ثلاثة أيام متتالية. مسألة 118: إذا حلف كاذباً على حدوث أمرٍ في الماضي فيأثم وعليه أن يتوب من معصيته، ولكن لا تجب عليه الكفارة. مسألة 119: يكره اليمين الصادقة، ويفترض تجنب اليمين العابثة التي تشيع في بعض المجتمعات. الدرس الخامس والثلاثون: الأطعمة المحللة الحيوانات على ثلاث أقسام: أولاً: الحيوانات التي تعيش في الماء، لا يجوز أكلها سوى السمك الذي فيه فلس أو قشر قابل للإزالة، سواء كانت كبيرة أم صغيرة كالروبيان، أما إذا لم يكن فيه فلس ولا قشر قابل للإزالة كالجرّي والحوت فلا يجوز أكله ولا أكل دهنه. ثانياً: من الحيوانات البرّية الأهلية يحل أكل لحم البعير والبقر والخروف والماعز والغزال، وكذلك الحمار الوحشي والبقر الوحشي والكبش، ويكره أكل لحم الخيل والبغال والحمير الأهلية. مسألة 120: يحرم من الحيوانات البرية كل حيوان عنده ناب مثل الأسد والثعلب، وكذا الحشرات كالقمل والنمل والنحل ويحرم أيضاً أكل الحية والفأر واليربوع والأرنب والضب(حيوان يعيش في الصحراء)، وغير ذلك مما ذكر في الكتب الفقهية المفصلة. ثالثاً: الطيور، إذا لاحظت الطيور في السماء حين طيرانها فترى أن بعضها يحرك جناحيه إلى الأعلى والأسفل في أكثر الأوقات مثل العصفور والحمام، بينما هناك صنف من الطيور يصفق جناحيه في اكثر الأوقات كالبازي والصقر فالقسم الأوّل حلال الأكل والقسم الثاني يحرم أكل لحمه ويحرم أيضاً الخفاش والطاووس والغراب وكلّ الطيور المفترسة كالصقر والنسر والشاهين، نعم يجوز أكل طير الماء المعروف رغم أنه قد يصطاد السمك. مسألة 121: تحرم الحشرات الطائرة كالزنبور والذباب والبق. مسألة 122: يحرم أكل بيض الغنم والطحال والأحوط وجوباً اجتناب النخاع (وهو خصوص المادة اللزجة في العمود الفقري) أما مخ العظام فجائز الأكل، وهناك محرمات أخرى مذكورة في الكتب المفصلة. الدرس السادس والثلاثون: مسألة 123: يحرم أكل كل شئ متنجس، وكذا يحرم اكل الطين سوى المقدار القليل الذي لا يتجاوز حجم الحمّصة من طين تربة الحسين(عليه السلام) لأجل الاستشفاء، ويجوز أكل السواد القليل الذي يكون في الخبز. مسألة 124: يحرم شرب الخمر وكل مسكر حتى إذا كان طاهراً. كما يحرم شرب عصير العنب إذا غلى بالنار حتى يذهب ثلثاه ويبقى منه الثلث فقط فيجوز شربه. مسألة 125: يستحب غسل اليدين قبل الطعام وأن تقول: ((بسم الله الرحمن الرحيم)) وأن تأكل باليد اليمنى وتغسل يديك بعد الطعام وتحمد الله تعالى. كما يستحب تخليل الأسنان بعد الأكل لإخراج بقايا الطعام. التذكية التذكية: وهي الفعل الذي يجعل أكل لحم الحيوان حلالاً. مسألة 126: إذا أخرج السمك حياً خارج الماء يحل أكله ويكون مذكى ولا يشترط أن يكون الصياد مسلماً فإذا صاده الكافر وأخرجه حياً يكون حلالاً أيضاً. وهناك تفاصيل أخرى في الكتب الفقهية. مسألة 127: الطيور والحيوانات البرية (عدا البعير) لا يحل أكل لحمها إلاّ إذا توفرت عند ذبحه عدة شروط أهمها خمسة هي: 1 ـ أن يكون الذابح مسلماً. 2 ـ أن يكون الذبح بسكين من حديد. 3ـ قطع أربعة أعضاء المريء ـ وهو مجرى الطعام ـ والحلقوم، وهو مجرى التنفس ومكانه تحت المريء ـ والودجان ـ وهما عرقان محيطان بالحلقوم والمريء. 4 ـ توجيه الحيوان باتجاه القبلة. 5 ـ ذكر اسم الله تعالى عند الذبح كأن يقول باسم الله أو ((الله أكبر)) أو غير ذلك. والحمد لله رب العالمين الأسئلة 1 ـ من هم المحارم؟ 2 ـ ما هي الطيور التي يجوز أكلها؟ 3 ـ هل يجوز أكل بيض الغنم والطحال؟ 4 ـ الكافر إذا صاد السمك هل يجوز أكله؟ 5 ـ اذكر شروط الذبح للحيوان البري؟ 6 ـ وأخيراً هل استفدت من المسائل والأحكام التي ذكرناها لك؟ شكراً لك وبارك الله فيك. الخاتمة إلى هنا تنتهي هذه الدورة الفقهية الموجزة التي كتبت في ظروف استثنائية صعبة بهدف تثقيف الشباب واليافعين بأحكام الفقه الإسلامي، داعياً الباري تعالى أن يوفق الجميع للالتزام بأحكام دينهم الحنيف، وخدمة أمتهم وبلدهم. إنه سميع مجيب. الأقسام المغلقة في سجن الأحكام الخاصة أبو غريب 1409هـ رياض الحكيم ـــــــــــــــــــــــــ فهرست الكتاب ـــــــــــــــــــــــــ الإهداء المقدمة أصول الدين فروع الدين الأسئلة علامات البلوغ الشرعي الاجتهاد والتقليد الأسئلة النجاسات المطهرات الأسئلة الوضوء الفصل الأول: في كيفية الوضوء الفصل الثاني: شروط الوضوء الفصل الثالث: مبطلات الوضوء التيمم الفصل الاول: في اسبابه الفصل الثاني: فيما يتيمم به الفصل الثالث: كيفية التيمم الأسئلة الصلاة الفصل الاول والثاني: اوقاتها وتعدادها الفصل الثالث: في ملابس المصلي الفصل الرابع: مكان المصلي الفصل الخامس: القبلة كيفية الصلاة الفصل الأول: الأذان والإقامة كيفية الأذان والإقامة الفصل الثاني: واجبات الصلاة الاول: النية الثاني: تكبيرة الإحرام الثالث: القيام الرابع: الطمأنينة الخامس والسادس: القراءة والذكر مبطلات الصلاة صلاة الجماعة شروط الجماعة أحكام صلاة الجماعة صلاة الجمعة صلاة المسافر صلاة القضاء صلاة الآيات النوافل اليومية الأسئلة الصوم المفطرات حالات الإفطار القضاء والفدية والكفّارة زكاة الفطرة الزكاة الخمس الأسئلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الأسئلة أحكام الحجاب النذر واليمين الأطعمة والأشربة التذكية الأسئلة الخاتمة