بلال بن رباح الحبشي
بلال بن رباح الحبشي
بلال الحبشي (رضوان الله عليه)
ولادته:
ولد بلال بن رباح الحبشي في مكة، وكان من موالي قبيلة بني جمح، وأصله من الحبشة، ولم نعثر على تاريخ ولادته.
سيرته:
يُعدُّ بلال من كبار الصحابة، ومن السابقين إلى الإسلام، وتحمل الأذى الكثير في سبيل الله عندما كان في مكة، شأنه في ذلك شأن الأبرار من الصحابة الذين أسلموا في بداية الدعوة السرية.
وبعد هجرته إلى المدينة المنورة مع رسول الله (ص) أصبح المؤذن الخاص به، وهو أول من أذن في الإسلام.
وبعد فتح مكة عام (8 هـ) أمر رسول الله (ص) بتهديم الأصنام التي كانت فيها.
وعندما حان موعد صلاة الظهر من ذلك اليوم أمر النبي (ص) بلالاً بالصعود إلى سطح الكعبة ليرفع فيها الأذان لأول مرة.
وما أن ارتفع صوت بلال بنداء التوحيد حتى اقشعرت أبدان ما تبقى من المشركين وتزلزلت الأرض من تحتهم بنداء (لا إله إلا الله) الذي خرج من حنجرة بلال، حتى قال البعض منهم: الموت لنا أفضل من أن نسمع هذا النداء.
في الفقيه روى ابو بصير عن احدهما (ع) انه قال: “إن بلالا كان عبداً صالحاً”
وفي التهذيب في فصل الاذان في الصحيح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن ابيه قال دخل رجال من اهل الشام على ابي عبد الله (ع) فقال: “أول من سبق إلى الجنة بلال” قال: ولم؟ قال (ع): “لأنه اول من أذن.”
ولاؤه للزهراء (عليها السلام):
روي أن بلالاً تأخر في أحد الأيام عن الأذان في المسجد، فقال له رسول الله (ص): (ما الذي أخّرك عنّا يا بلال؟ هل حدث لك شيئًا)؟ فقال بلال: كنت في بيت فاطمة (ع) فوجدتها تطحن، والحسن يبكي، فقلت لها: إما أن أساعدك في الطحن أو تدعيني أُسكِت الحسن؟ فقالت (عليها السلام): (الأم أولى بولدها)، فأخذتُ المطحنة وجعلت أطحن القمح، فكان ذلك سبب تأخيري، فقال له الرسول (ص): (رحمتها رحمك الله).
موقفه من بيعة أبي بكر:
روي أن بلال قال لعمر بن الخطاب: أنا لا أبايع إلا من استخلفه رسول الله (ص) يقصد بذلك عليًا (ع)، والذي ستبقى بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة، فقال له عمر: إذن أُغرب عنا وإذهب إلى الشام، فذهب إلى الشام ومات هناك.
وفاته:
توفّي الحبشي (رضوان الله عليه) سنة 18 هـ أو 20 هـ في الشام بمرض الطاعون، وكان عمره بين الستين والسبعين، ودفن بمقبرة باب الصغير وقبره بها ظاهر مشهور مزور معظم عليه قبة.