السيد هادي السبزواري
السيد هادي السبزواري
المحقق السبزواري (قدس سره)
اسمه ونسبه:
هو الحكيم المتأله العالم الرباني الفيلسوف الكبير هادي بن مهدي السبزواري المشتهر بـ(حاج مولى هادي السبزواري) ولد سنة 1212هـ بسبزوار من بلاد خراسان، ولما مات أبوه سنة 1220 أو 1221هـ تولى قيمومته ابن عمته الحاج مولى حسين السبزواري وكان مشتغلاً بتحصيل العلم بمشهد فذهب السبزواري معه إلى مشهد وهو ابن ثمانية أو تسعة بعد ما كان قد أخذ المقدمات في مولده، وكان ابن عمته هذا زاهدًا ورعًا ورباه هكذا فارتاض السبزواري بالقناعة بأقل من الطعام والنوم وأداء الفرائض ومراقبة النوافل واهتم بتزكية النفس وتهذيبها كما كان يتعلم الأدب والفقه وأصول الفقه وغيرها.
سيرته العلمية ومكانته العلمية:
كان السبزواري عارفًا سالكًا وسيرته العلمية في السلوك نفس سيرة الحكماء المتألهين والعرفاء الشامخين امثال صدر المتألهين، وهي التقيد على الشريعة والأهتمام بالفرائض والمراقبة على النوافل والرياضة بالجوع والقناعة والمداومة على التهجد والأجتناب عن زخارف الدنيا والاشتغال بذكر الله والانقطاع إليه تعالى.
وأما من جانب المكتب العلمي فهو تابع لصدر المتألهين ومن شراح كتبه (الحكمة المتعالية) التي اتسقت وانسجمت مع أذواق العارفين.
مؤلفاته:
للسبرزواري آثار ومؤلفات قيمة نذكر بعضًا منها:
1- شرح المنظومة في المنطق والحكمة.
2- حاشية على الأسفار والشواهد ومفاتيح الغيب.
3- شرح دعاء الجوشن ودعاء الصباح.
4- غرر الفرائد في الفلسفة.
وغيرها الكثير من الشروح الحواشي والتأليفات القيمة والآثار الشائعة.
مدحه والثناء عليه:
لقد أثنى كل من تأخر على المحقق السبرزواري مقامه العلمي وحياته العملية الرفيعة نذكر بعض ذلك.
قال عنه في أعيان الشيعة: (أستاذ العصر وفيلسوف الزمان حكيم الهي متأله إشراقي انتهت إليه حكمة الإشراق في عصرنا واليه تشد الرحال أفاضل الرجال كان معروفًا بالزهد والورع لا يترك القيام بالثلث الأخير من الليل للتهجد والتنفل وله المواظبة على السنن واقامة عزاء الحسين(عليه السلام) والدقة التامة في اخراج زكاة غلته واداء حسن فاضل مؤونته وبالجملة كان في الطريقة المستقيمة لم يعز إليه شيء أبدًا بل كان للناس الوثوق والإعتماد به يعدونه من العلماء الربانين والصالحين الزاهدين…الخ).
وفاته ومدفنه:
بعد عمر طويل قضاه في تهذيب النفس وآدابها وتعليم الجاهلين وارشاد الضالين أجاب الملا هادي السبزواري دعوة الحق في 28 ذي الحجة سنة 1289هـ.ق ودفن بسبزوار على طريق مشهد وبني على قبره قبة.
فجزاه الله عن الإسلام وأهله خير جزاء المحسنين رحمه الله برحمته الواسعة آمين يا رب العالمين.