• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

الميرزا محمد باقر الإسكوئي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1234
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الميرزا محمد باقر الإسكوئي

الميرزا محمد باقر الإسكوئي

 آية الله العظمى المولى الحاج ميرزا محمد باقر الإسكوئي (قدس سره)

 نسبه:

كان جدّنا الكبير عمدة الفقهاء والمجتهدين، وقدوة الحكماء والمتألّهين، وحيد عصره، وفريد دهره، وسلمان زمانه، المولى الميرزا محمد باقر بن محمد سليم الحائري الأسكوئي (أعلى الله مقامه الشريف)، من أكابر العلماء، ومراجع العصر، فهو فقيه، أصولي، رجالي، حكيم، محقّق متمكّن، أستاذ قلّ نظيره في أغلب العلوم والمعارف في زمانه.

 ولادته ونشأته العلمية:

ولد جدّي الأمجد المولى الميرزا محمد باقر في عام (1230 هـ) في إحدى نواحي “أسكو” من توابع مدينة تبريز في البداية قرأ على والده الماجد مقدمات العلوم والمعارف الأدبية، ثم قدم إلى مدينة تبريز وأكمل دراسته في السطوح العالية من الفقه والأصول على يد أخواله الفضلاء السيد سليمان، والسيد محمد الأعرجي الحسيني، وبعد انتظار وشوق شديد لتكملة معارفه والوصول إلى الدرجات العالية في المعقول والمنقول عزم -مع أخذ الضوء الأخضر من والده المعظم- على السفر في عام (1261 هـ) إلى النجف الأشرف، فانتسب إلى حوزة أستاذ المجتهدين الأعلام، رئيس الفقهاء العظام، شيخنا المكرّم الشيخ مرتضى الأنصاري (طيّب الله تعالى ثراه) العلمية، واستفاد كثيراً من فيوضاته العلمية وبركاته المعنوية، وحرّر بقلمه الشريف أغلب تقريرات وافاضات أستاذه المعظم في الفقه والأصول من حجية القطع والظن وأصل البراءة والاستصحاب والتعادل والتراجح وغيرها.

 والموجودة حتى الآن في مكتبة الأسرة (صانها الله من الآفات) في مدينة كربلاء المقدسة، وبعد انتهاء دراسته عند ذلك الأستاذ المعظم وأخذه لإجازات مفصّلة في الرواية والدراية والاجتهاد توجه إلى كربلاء حيث حضر فيها واشترك في الدروس النورانية القيّمة للعالم الرباني، والحكيم الصمداني، البحر الزاخر، والعلم الزّاهر الميرزا حسن الشهير بـ كوهر (عطّر الله رمسه الشريف)، واكتسب منه علوم المعقول، والحكمة الالهية، ومعارف أهل البيت العصمة والطهارة (عليهم السلام )، وما ترك يوماً صحبته وتلمّذه، بل كان يجني يومياً الدّرر والجواهر الثمينة من بحر مطالب أهل بيت العصمة، وحكمة أهل الطهارة، وذلك من لسان ذلك المعلم المعظم، إلى حد جلب أنظار أستاذه إليه في برهة قليلة، وبشكل كان أستاذه يحوّل أجوبة وردود أغلب الرسائل العويصة إليه، والذي كان بدوره يردّ ويجيب بأكمل وجه على تلك التساؤلات، ومنها مثلاً الأسئلة البحرينّية.

 ونال أخيراً من أستاذه هذا أيضاً اجازات عالية في الفقه والأصول والحكمة وعلوم المعقول والمنقول، وبالأخص حكمة ومعارف أهل بيت العصمة (عليهم السلام)، وبعد وفاة أستاذه هذا أصبح مرجع الشيعة بين العرب والعجم، ورجع إليه في التقليد مجموعة كبيرة من أهالي كربلاء ونواحيها وعموم العرب صغيراً وكبيراً من دون استثناء، إضافة إلى بلاد الكويت والأحساء والبحرين وآذربيجان والقفقاز وخراسان وتركستان، وبالأخص مناطق تبريز وأسكو ونواحيها، ورسائله العلمية باللغتين الفارسية والعربية والمطبوعة كراراً ومراراً، ونسخ منها موجودة حالياً، خير دليل وشاهد على مرجعية ذلك العالم العامل.

 تلامذته:

بعد وفاة أستاذه الميرزا حسن الشهير ﺮﻫﻭﮕﺒ أسّس أكبر حوزة علمية في كربلاء، وكان يحضر فيها كثير من طلاب العلم والفضل من العرب والعجم، وهم ينتفعون من ثمار علوم ذلك العالم الرباني، وقد تخرّج من تلك الحوزة المباركة علماء عظام ومجتهدين كبار، وبقي شهرتهم العلمية إلى اليوم على ألسن العامّة، ومنهم:

 1- العالم العلاّم المرحوم الميرزا اسماعيل حجة الإسلام، ابن ا لعلامة الحكيم الميرزا محمد حجة الإسلام.

2- المرحوم السيد السند التقي، والعالم البارع الوفي، السيد الميرزا علي تقي آقا الطباطبائي.

3- ملاذ الأنام، وأستاذ الأعلام، المرحوم الميرزا موسى آقا ثقة الإسلام وهو والد الماجد شهيد الوطن والإيمان المرحوم الميرزا علي آقا ثقة الإسلام.

4- آية الله في العالمين المرحوم السيد مصطفى الحائري الأسكوئي.

5- الشيخ الأجلّ الشيخ موسى بوخمسين الأحسائي.

6- الفقيه العلاّم المرحوم الشيخ محمد بن عيثان الأحسائي.

أعلى الله مقامهم، ورفع في الخلد أعلامهم، وكان كل واحد منهم مجتهداً عالي المقام والرتبة، وفقيهاً حكيماً، وتسلّم بعضهم مقام المرجعية العليا.

 خصاله الحميدة:

كان (قدس الله سره الشريف) يؤمّ صلاة الجماعة في أوقاتها الثلاثة في الصحن المطهّر لسيد الشهداء خامس آل العبا (عليهم السلام) على جمع غفير من المأمومين والعلماء والفضلاء وشيعة أهل بيت العصمة (عليهم السلام).

 كان في الزهد والتقوى والعلم والعمل سلمان عصره، وأويس دهره، مصرّاً على أداء النوافل والمستحبات، وكان على الدوام قائم الليل، صائم النهار، ولم يفت منه في السفر والحضر أيّ نوافل ليلية أو نهارية، ومن خصاله الحميدة أيضاً أنّه كان كثير الصمت والسكوت، فان لم يسأله سائل لا يتكلم، وإذا ردّ وأجاب كان مختصراً ومفيداً، وكان ضحكه التّبسّم، وعلى الدوام كان في حالة من التأمّل والتفكّر، ولسانه مشغولاً بذكر الله، وعينه باكية من خشية ومحبة الله ومصائب خامس آل العبا، وهو مع ذلك متّصف بحُسن الخُلق، وسعة الصدر، وينسب إليه بعض الكرامات.

 ومع أنّ الكثير من الحقوق الشرعية كانت تصل إليه من مختلف مناطق العرب والعجم إلاّ أنّه لم يكن يحتفظ بها لليلة واحدة إلاّ من باب الضرورة حيث يقوم بتوزيعها بين طلاب العلوم الدينية والمستحقين، ومع هذا فانّه عند وفاته كان مديوناً بمبالغ كبيرة، وببيع بيته وكتبه وفيت هذه الديون.

 مؤلّفاته وكتبه:

كان له (قدس الله سره الشريف) أقوالاً حكيمة، وقلماً قوياً، وكّل من طالع مؤلّفاته القيّمة في الفقه والأصول والحكمة الالهيةِ صرّح أنّ كتاباته هي في أوج الفصاحة والبلاغة، ومن حيث المضمون والمعنى هي إلى حدٍ قلّ نظيرها في عالم العلم والإسلام.

 له مؤلّفات كثيرة، كتبها في مختلف العلوم والمعارف الإسلامية، وقد تلفت قسم منها في حياته، وقضية التلف هي كما يلي: أنّ أحد تجار مدينة تبريز أخذ منه مجموعة من رسائله وهي تحتوي أجوبة وردود مختلف المسائل الفقهية والحكمية، والشاملة لتفسير بعض الآيات الكريمة، وشرح شذرات من أحاديث المعصومين الطهار (عليهم السلام)، وكان حجم الكتاب بضخامة وحجم كتاب (جامع الشّتات) للمرحوم الميرزا أبو القاسم القمّي (رضوان الله عليه)، فأخذ التاجر المذكور هذا الكتاب ليقوم بطبعه، ولكن للأسف فانّ هذا الكتاب تلف في يده، ولم نعثر له إلى اليوم أثراً أو دليلاً، وفي الحقيقة فانّ الكتاب المذكور يعتبر نسخة منحصرة بفرد.

 وكما مرّ ذكره فانّ له مؤلَّفات قيمة عديدة في علم الأًصول والفقه والحكمة الإلهية والتفسير. وموقعها من حيث الكميّة والكيفية وغنى المحتوى والاستفادة منها، وشرح أفكار وحكم أهل بيت العصمة (عليهم السلام) في مرتبة ودرجة عالية جداً.

 ونذكر فيما يلي مجموعة من تأليفات ذلك العلاّمة الفهامة، والموجودة حالياً بحوزتنا:

1- (كتاب معين التجارة): في أبواب الفقه، من كتاب التجارة، طبع في عام (1271 هـ ش)، (فارسي).

2- (الرسالة التطهيرية): في تفسير الآية المباركة {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} (الأحزاب: 33)، وطبعت الرسالة المذكورة عام(1276 هـ ش) في مدينة تبريز، وقد قام سماحة آية الله العظمى والدي الماجد (حفظه الله) في سنة (1349 هـ ق) بترجمتها من العربية إلى الفارسية.

3- (الرسالة الحنكيّة): فرغ من تأليفها سنة (1293 هـ ش).

4- (رسالة تغطية الرأس): وطبعت الكتب الثلاثة الأخيرة باللغة العربية في عام (1349 هـ ق) بمدينة تبريز.

5- (رسالة في جواب أسئلة أهالي قره باغ): (فارسي)، والمطبوع في عام (1349 هـ ق) بمدينة تبريز.

6- (رسالة في جواب أسئلة الشيخ عيسى كليدار جوادين).

7- (رسالة في شرح وتفسير الحديث الشريف: “العبودية جوهرة كنهها الرّبوبيّة” ).

8-  رسالة في جواب أسئلة السيد أحمد بن السيد محمد الحلي).

9- كتاب (المصباح المنير): فرغ من تأليفه سنة (1288 هـ ق)، والمطبوع في عام (1383 هـ ق) بمطبعة أهل البيت (عليهم السلام) بكربلاء، والكتاب باللغة العربية في حكم أهل البيت (عليهم السلام).

10- (حق اليقين): باللغة العربية، في مباحث المبدأ والمعاد، وحكم أهل البيت (عليهم السلام)، المطبوع عام (1383 هـ ق) بكربلاء المقدسة.

11- (كشف المراد): في جواب أسئلة محمد باقر خان جوان شير (فارسي).

12- (كتاب الصوم): فقه استدلالي.

13- (كتاب الأغسال): فقه استدلالي.

14- (كتاب الزكاة): فقه استدلالي.

15- (كتاب المواريث): فقه استدلالي.

16- (كتاب الرضاع): فقه استدلالي.

17- (كتاب النكاح): فقه استدلالي، وملخّصه.

18- (كتاب الطلاق): فقه استدلالي، وملخّصه.

19- (كتاب الوقف والصدقات): فقه استدلالي، وملخّصه.

20- (رسالة أسئلة وأجوبة الحكمة).

21- (رسالة سؤال وجواب فقهي).

22- (الرسالة العملية): (عربي).

23- (الرسالة العملية): (فارسي)، والمطبوعة عام (1285 هـ ق).

24- (رسالة مناسك الحج): مطبوعة في عام (1285 هـ ق).

25- (رسالة في بحث مسألة البداء): وهي من أمهات المسائل الحكمية.

26- (رسالة في جواب المسائل الفلسفية).

27- (رسالة في جواب أسئلة الشيخ علي بن قرين).

28- (رسالة في أنّ الكفّار مكلّفين في أداء فروع الدين كما هم مكلّفون بأصوله).

29- (رسالة في جواب سؤال أحد علماء البحرين): ألّفها بأمر من أستاذه المعظم الميرزا حسن ﺭﻫﻮﮕﻠﺍ.

30- (رسالة في اثبات أن الأصل المشتق الفعل لا المصدر).

31- (رسالة في اثبات أنّ الجسم مركّب من الهيولى والصورة).

32- (رسالة في تقسيم الأشياء إلى خمسة أقسام وبطلانها).

33- (في تحقيق اطلاقات الوجود على الحق والخلق).

34- (رسالة في اثبات أنّ ذات الحق ليست مادّة الموجودات).

35- (في جواب وردّ قول الإمام فخر الرازي أنّ التكليف بما لا يُطاق جائز).

36- (في جواب على شبهة ابن كمّونة).

37- (رسالة في جواب أسئلة الشيخ جعفر بن الشيخ حسين الحرز).

38- (رسالة في جواب على سؤال كيفيّة الجمع والتوفيق بين بعض من الآيات القرآنية الكريمة).

39- (رسالة في جواب أسئلة العلاّمة الشيخ محمد بن عيثان في معنى جفّ القلم).

40- (رسالة في جواب سؤال السيد ناصر في شرح “وبمقاماتك وعلاماتك التي لا تعطيل لها في كلّ مكان”)، والموجود في الدعاء الرّجبية.

41- (رسالة في جواب المسائل القطيفيّة)، والمطروحة من قبل الشيخ محمد بن يوشع.

42- (رسالة في جواب المسائل القطيفيّة)، والمطروحة من قبل الشيخ صالح.

43- (رسالة في جواب المسائل السّوقية).

44- (رسالة في جواب أسئلة الحاج خليل بن علي البحراني).

45- (رسالة في جواب مسائل الشيخ أحمد بن الشيخ صالح البحراني).

46- (رسالة في شرح التسبيحات الأربعة): وهل أنّ القراءات تقرأ جهراً أم إخفاتاً.

47- (رسالة في التحقيق بين الطلوعين).

 وعدّة كثيرة أخرى من رسائله، ونكتفي بهذا المقدار، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

 وفاته:

توفي ذلك المعظم عن عمر يناهز السبعين عاماً، وذلك عام (1301 هـ)، في صبيحة يوم العاشر من شهر صفر المظفر عند طلوع الفجر الصادق، فودّع الدار الفانية، وذلك بمدينة كربلاء المقدسة، وكان يوم وفاته يوماً مهيباً وحزيناً وكئيباً على أهالي كربلاء المقدسة وتوابعها، وكانوا في بكاء وعويل على فراق عالِمهم الكبير، فكنت ترى المرأة والرجل الكبير والطفل الصغير وهم يشاركون في هذا المأتم الحزين.

 المادّة التاريخية لوفاة ذلك العالم العلاّم كانت جملة: “غاب عنّا امام الدين = 1301 هـ ق”. وملخّصها: “غرقى = 1301 هـ ق”. أعلى الله مقامهم، ورفع في الخلد أعلامهم.

Powered by Vivvo CMS v4.7