سماحة آية الله السيد محمد تقي الحكيم (قدس سره)
النسب والنشأة:
أبو عبد الهادي السيد محمد تقي نجل العلامة آية الله السيد سعيد الحكيم (قدس سره) ولد عام (1341 هـ = 1923 م) في مدينة النجف الأشرف مركز الحوزة العلمية والمرجعية الدينية.
نشأ برعاية والد جبل على حب العلم ومجالسة العلماء واجتهد في غرس هذه المبادئ في مدارك ولده الصغير، وحرص اشد الحرص على تذليل كل الصعوبات التي تجانب هذا المسعى، وتقف حائلاً من دون ادراك هذه الأمنية.
ونشأ أيضاً في كنف أم صالحة علوية غذته منذ نعومة اظفاره بغذاء الدين، وغرست في نفسه مكارم الأخلاق.
اما والده فقد جمع بين الفقاهة والمنزلة الاجتماعية السامية، حتى عدّ عميداً للأسرة، ومعتمداً لدى مراجع التقليد في عصره، أمثال: آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي وآية الله العظمى السيد أبي الحسن الأصفهاني وآية الله العظمى مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم (قدس سرهم).
روافد بنائه الفكري:
هناك محطات شكلت أهم الروافد الفكرية التي كونت شخصية العلامة السيد محمد تقي الحكيم (قدس سره) لابد من الوقوف عندها وأهمها:
1ـ جمعية منتدى النشر: تأسست في النجف الأشرف عام 1935م، حينما قدم ثلّة من الشباب الروحانيين طلباً الى وزارة الداخلية يطلبون فيه تأسيس جمعية دينية بالنجف الاشرف بإسم (منتدى النشر)، وبعد عناء اجازت الوزارة فتح الجمعية، وكان الهدف من تأسيسها هو تنظيم الدفاع الديني عما حمله العصر الجديد من تطورات واندفاعات متبلبلة من طبيعتها التأثير على الكيان القائم في الصروح الدينية، ولا سيما في مثل النجف الأشرف التي هي جامعة اسلامية وعاصمة دينية.
2ـ المجمع الثقافي لجمعية منتدى النشر: أسس عام 1944 م، بعد تفكير دام عدة سنوات استطاع قسم من اعضاء منتدى النشر ان يحقق فكرة كانت من اعظم ما يصبون اليه في الحياة الإسلامية الاجتماعية التي كانوا ينشدون تحقيقها ويأملون أن تكوّن للنجف نهضة جديدة يكون لها أعظم مستقبل يشهده العراق في تاريخ حياته الثقافية الدينية؛ فكان السيد (قدس سره) قطب الرحى في هذا المجمع ومن جملة أعضائه المؤسسين، وقد بذل جل وقته في سبيل انجاح هذا المشروع الثقافي.
3ـ الحوزة العلمية: تعد النجف من أقدم الحواضر الإسلامية التي عنيت بالدراسات الإسلامية التشريعية وربما اعتبرت مدرستها العلمية امتدادا زمنياً ومنهجياً لمدرسة الكوفة حين بقيت الكوفة تصب في بحر النجف الى القرن الثامن للهجرة.
4ـ المجمع العلمي العراقي: تأسس عام 1947 م، وقد نصت المادة الثانية من قانونه على 5 نقاط من ضمنها النهوض بالدراسات والبحوث العلمية. وقد نال (قدس سره) عضوية المجمع بالاجماع في عام 1964 م. وبانضمامه الى أعلى هيئة علمية في البلاد ودخوله هذا الصرح العلمي الكبير توفرت فرصة علمية كبيرة للعاملين في الحقل العلمي، من خلال تلاقح الأفكار سبر غور معضلات أمهات المسائل.
مؤلفاته:
1ـ الأصول العامة للفقه المقارن.
2ـ قصة التقريب بين المذاهب.
3ـ كلية الفقه في النجف الأشرف.
4ـ مناهج البحث في التاريخ.
5ـ الزواج المؤقت ودوره في حل مشكلات الجنس.
تلامذته:
1ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد صالح الحكيم
2ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسن الجواهري
3ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد كمال الحيدري
4ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ ضياء زين الدين
5ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ حسن طراد
6ـ حجة الإسلام والمسلمين الشيخ عبد الهادي الفضلي
حالته الاجتماعية:
للعلامة آية الله السيد محمد تقي الحكيم ثمانية من الأبناء، 4 من الذكور، و4 من الاناث، أما الذكور:
1ـ الدكتور السيد عبد الهادي الحكيم
2ـ المرحوم الدكتور السيد حسن الحكيم
3ـ الدكتور السيد مهدي الحكيم
4ـ حجة الإسلام والمسلمين السيد علاء الدين الحكيم
اعتقاله ووفاته:
اعتقل العلامة السيد محمد تقي الحكيم (قدس سره) مع جمع من أسرة آل الحكيم عام (1403 هـ، 1983 م) وتحملوا صنوف التعذيب النفسي والجسدي، ثم افرج عنه بعد خمسة ايام من اعتقاله مع 4 من افراد الأسرة الكبار، ثم وضع تحت الاقامة الجبرية حتى عام 1987 م.
ومع وطأة الظروف وقساوتها من أمراض ألمّت به، وفقده لأفراد أسرته وأحبته لكنه كان يقابلها بالصبر والاحتساب عند الله.
وفي صباح الاثنين 29/4/2002 م لبى نداء ربه صابراً محتسباً.
تغمده الله بواسع رحمته، وأسكنه الفسيح من جناته.
ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم.