السيد عبد الحسين دستغيب
السيد عبد الحسين دستغيب
الشهيد السيد عبد الحسين دستغيب (قدس سره)
(1332 هـ ـ 1402 هـ)
اسمه ونسبه:
السيّد عبد الحسين بن السيّد محمّد تقي بن السيّد هدايت الله دستغيب.
ولادته:
ولد السيّد دستغيب في المحرّم 1332 هـ بمدينة شيراز في إيران.
دراسته:
أنهى مرحلة المقدّمات من الدراسة في سنِّ الطفولة، لما كان يتمتّع به من الذكاء والفطنة التي وهبها الله إياه، فأنهى مرحلة السطوح ، وأصبح إماماً لمسجد باقر خان في مدينة شيراز، وأخذ يمارس التبليغ والإرشاد، وفي عام 1353 هـ سافر إلى مدينة النجف الأشرف لإكمال دراسته الحوزوية، ولمّا حاز على درجة الاجتهاد رجع إلى مدينة شيراز واستقر بها.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
1- السيّد أبو الحسن الموسوي الأصفهاني.
2- السيّد علي القاضي الطباطبائي.
3- الشيخ محمّد كاظم الشيرازي.
4- الشيخ ضياء الدين العراقي.
5- الشيخ علي أكبر آخوند.
6- الميرزا الإصطهباناتي.
7- الشيخ أحمد الدارابي.
صفاته وأخلاقه:
كان السيّد دستغيب يعيش في دار بسيطة، لا تختلف عمّا كان يعيش فيه أجداده الطاهرون، وكان معرضاً عن كل الكماليات والزخارف، ولم يكن طعامه يتجاوز ربع قرص من خبز الشعير، مع شيء من البصل والملح، وأحياناً شيء من الجبن، مُعرضاً عن اللحوم، وكان دائم الوضوء، مداوماً على الرياضات الروحية، تاركاً للمَلَذَّات.
ومن صفاته الأُخرى أنّه كان شديد الموالاة لآل البيت (عليهم السلام)، ويعشق المجالس الحسينية، وكان يرتدي السواد في ليلة عاشوراء، وكان تقياً، زاهداً، صابراً، حسن الأخلاق والبيان، ولديه قوّة على التعبير والكتابة.
ومن صفاته الأُخرى أنّه كان كثير الحب للناس، ويخالط أفراد الطبقة الثالثة من المجتمع، حيث كان يسارع باستمرار إلى إعانتهم، وحلِّ مشاكلهم، وكان له أسلوب متميِّز مع مخالفيه، فلم يكن يسمح لأحد أن يتناولهم بكلام بذيء، بل كان أحياناً يثني عليهم مثيراً استغرابهم.
نشاطاته: نذكر منها ما يلي:
أوّلاً: بعد عودته من مدينة النجف الأشرف أخذ يقيم صلاة الجماعة بالمسجد الجامع في مدينة شيراز، ويؤدّي دوره في المسجد في إرشاد الناس وتوعيتهم.
ثانياً: كان يقيم مراسم دعاء كميل الأسبوعية، وكان يتحدّث للناس من خلال تلك المراسم، وكان لأحاديثه أثر كبير في هداية كثير من الضالِّين، على الرغم من تفشِّي الفساد، وضغط النظام الحاكم في إيران آنذاك.
ثالثاً: بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام (1398هـ)، أصبح ممثّلاً للإمام الخميني في محافظة فارس، وإماماً للجمعة في مدينة شيراز، فأصبح يؤدّي مهامَّه الرسمية جَنباً إلى جنبٍ مع رسالته التربوية والأخلاقية ، والتي كان يسمِّيها: رسالة الأنبياء (عليهم السلام).
رابعاً: بعد أن أصبح نائباً عن محافظة فارس في مجلس الخبراء، أخذ يهتم كثيراً بوحدات الجيش، وحرس الثورة الإسلامية ، وقوَّات الأمن الداخلي، ويقوم بزيارات منظَّمة لهم، ممّا أدَّى إلى سرعة الانسجام بين هذه الوحدات.
خامساً: إعادة بناء المسجد الجامع في مدينة شيراز، والذي يعتبر من الأبنية الأثرية، التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف عام، وبهمَّة المؤمنين من أصحابه تمَّ تعميره، ليؤدِّي هذا المسجد الشريف رسالته بين الناس.
سادساً: أمر بتوزيع آلاف الأمتار المربّعة لسكن المحرومين والمستضعفين على شكل مجمَّعات سكنية، منها: مجمّع علي بن أبي طالب (عليه السلام)، مدينة الشهيد دستغيب، مجمّع خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله).
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
1- فاطمة الزهراء وزينب الكبرى.
2- العبودية سرِّ الخليقة.
3- تفسير سورة ياسين.
4- تفسير سورة الحديد.
5- الأخلاق الإسلامية.
6- القصص العجيبة.
7- النهضة الحسينية.
8- صلاة الخاشعين.
9- النفس المطمئنة.
10- الذنوب الكبيرة.
11- النبي والقرآن.
12- القلب السليم.
13- قلب القرآن.
14- الاستعاذة.
15- المعراج.
16- التوحيد.
17- المظالم.
18- المعاد.
19- العدل.
20- النبوَّة.
شهادته:
استشهد السيّد دستغيب (قدس سره) في الرابع عشر من صفر 1402 هـ بمدينة شيراز، وهو في طريقه إلى أداء صلاة الجمعة، حيث أسرعت إليه فتاة تنتسب إلى زمرة المنافقين، بحجَّة أنّها تريد إيصال رسالة إليه، ثمّ دوّى انفجار مهيب لقنبلة، فتقطَّع على أثره جسد السيّد (قدس سره) إرباً إرباً، ثمّ جمعت أجزاء جسده المقطّع، ودفن بمدينة شيراز.
وفي اليوم السابع لاستشهاده (قدس سره) جاءت إحدى السيّدات العلويات وقالت: رأيت في الليلة الماضية الشهيد دستغيب في منامي، وأبلغني بأنّه غير مرتاح، لأنّ قطعاً من جسمه لا تزال باقية على أرض الزقاق الذي استشهد فيه، وطلب منّي أن أخبركم عن ذلك، وبعد البحث والسعي الحثيث في ذلك الزقاق، تمّ العثور على قطع من الجلد واللحم، وأعلنوا عن ذلك ، وفتحوا القبر الشريف، وألحقوا تلك القطع بجثمانه الطاهر.