الشيخ الدكتور أحمد الوائلي
الشيخ الدكتور أحمد الوائلي
الشيخ الدكتور أحمد الوائلي
الشيخ الدكتور أحمد الوائلي (رحمه الله) عالمٌ جليل، خطيب متكلم، شاعر مجيد أديب متضلع، عرف بجودة البيان والإطلاع الواسع، والأسلوب العلميّ، وعذوبة المنطق، والتحدث حسب متطلبات الظرف، ومقتضيات العصر بكل ما في هذه الألفاظ من معنى رفيع ودلالة جامعة.
ولد في النجف الأشرف، وواصل دراسته بجد واجتهاد، في المدارس الرسميَّة ثم التحق بكلية الفقه، وتخرج منها، وانتقل إلى بغداد، لمواصلة دراسته في معهد العلوم الإسلامية، ونال منه شهادة الماجيستير.
ثم سافر إلى القاهرة وحصل على شهادة الدكتوراه في العلوم الإسلامية… وهو مع جميع هذه المراحل الدراسية الشاقة كان يصعد أعواد المنابر للتوجيه والإرشاد والدعوة، ويساهم في المؤتمرات والمهرجانات الأدبية ويشنف الأسماع بأدبه الجم، وقريحته الوقَّادة، وشاعريته الحية التي تهز النفوس وتطرب المشاعر، أقام في السنين الأخيرة في الشام لدوافع سياسية، وأستمر في التأليف والتصنيف والبحث.
ولادته وتسميته وعمره
(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ)(سورة الصف: الآية 6).
بهذه الآية الكريمة افتتح الشيخ الوائلي مسيرة الحياة، وكان والده ينظر إليه وهو متفائل بولادته الذي انتزع اسمه من كتاب الله وكان وقعها مطابقًا لمقتضى الحال حيث كانت ولادته في 17 ربيع الأول بذكرى مولد سيد البشر نبينا محمد (ص) وذكرى مولد حفيده الإمام جعفر الصادق (ع) فسماه أحمد بدون تردد وبلا تأمل، وكان هذا في سنة 1347هـ.
نسبه وأسرته
هو الشيخ أحمد بن الشيخ حسون بن سعيد بن حمود الليثي الوائلي، اشتهرت هذه الأسرة في النجف بأسرة آل حرج، وحرج هو اسم الجد الأعلى لها وهو أول من نزح من الغراف بلدهم الأصلي وهبط في النجف الأشرف على أثر معركة بينه وبين بعض العشائر.
وتوزعت هذه الأسرة في مواطن سكناها على أماكن متفرقة ونواح شتى فقطن القسم الأكبر منها في موطنهم الأصلي في الغراف وقطنت طائفة أخرى في ناحية الحمّار من قضاء سوق الشيوخ ويعرفون بآل حطيط، واستوطن جماعة منهم منطقة الحي واشتهروا بآل باش آغا، بينما استقر بعضهم في الفيصليَّة وكذلك في أبي صخير وهم يمارسون مهنة الزراعة.
وهذه الأسرة من الأسرة العربية العريقة التي امتاز بعض رجالها بالأريحية والنخوة والشهامة بالإضافة إلى بروز بعض الشخصيات العلمية والأدبية كالشاعر إبراهيم الوائلي والدكتور فيصل الوائلي وغيرهم من أعلام الأسرة.
نشأته ودراسته
لقد تميزت البيئة النجفيَّة بأنها موئل العلم والأدب باعتبارها المركز الحيوي للحوزات العلمية والدراسات الدينية، لذلك كانت رافدًا مهمًّا في حياة شيخنا، حيث انبثق من صميم هذه البيئة المملوءة بالمفكرين والعلماء والخطباء، حتى أصبح شيخنا يمتاز بهذه الشخصية الثرية بالعلم والأدب والخطابة.
كان قربه من تلك العقول العظيمة وفي رحاب أمير المؤمنين (ع) أعطت ذلك الفتى الصغير أجواء من الولاء والإيمان الزاخر بالنشاط العلمي والحيوية الدينية، حتى كانت خطوته الأولى هو التوجه نحو مكاتب القرآن الكريم ويتعلم مبادئ القراءة والكتابة ويخزن في عقله الآيات، وكان عمره حينذاك سبع سنوات.
وكان أول أستاذ يتعلم على يديه هو الشيخ عبد الكريم قفطان الذي أشرف على تعليمه في مسجد الشيخ (علي نواية)، ثم ولج المدارس الرسمية وانتسب لمدرسة الملك غازي الابتدائية، ثم دخل في مدارس منتدى النشر حتى تخرج منها في عام 1962، وحصل على البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ثم أكمل الماجستير في جامعة بغداد.
وإلى جانب ذلك توغل الوائلي بالدراسة الحوزويَّة وقرأ مقدمات العلوم العربية والإسلاميَّة وتدرَّج فيها حتى المراحل المتقدمة على يد نخبة من أساتذة الحوزة المبرزين منهم الشيخ علي ثامر، والشيخ عبد المهدي مطر، والشيخ علي سماكة، والشيخ هادي القرشي، والسيد حسين مكي العاملي، والشيخ علي كاشف الغطاء، والسيد محمد تقي الحكيم، والشيخ محمد حسين المظفر، والشيخ محمد رضا المظفر والشيخ محمد تقي الإيرواني، وهؤلاء الأساتذة هم علية القوم ومفاخر الحوزة، وقطع الأستاذ الوائلي شوطاً من حياته الدراسية التي يعتز بها في ظل هذه الكوكبة اللامعة.
عميد المنبر الحسيني -خطابته-
للوائلي تاريخ عريق ومجد أصيل في خدمة المنبر الحسيني الشريف فقد تدرج منذ بواكير حياته في هذا الاتجاه وتبلورت في شخصه إمارات النبوغ وسمات التفوق منذ عهد بعيد حسب ما تنص الوثائق والمستندات التاريخية والاجتماعية حتى أصبح ركنًا هامًا من أركان الخطابة الحسينية، وعلمًا من أعلامها، إلى أن ألقت إليه زمامها، وسلمته قيادها، بعد أن خلت الساحة من فرسانها، فكان الوريث لميدانها، واستلام عنانها، بحق وجدارة، فهو اليوم أستاذ لجيل من نوابغ الخطباء المعاصرين، ومقياس لمستوى الخطيب الناجح، والعبقرية الفذَّة في الأسلوب، لذلك اعتبر المؤسِّس للمدرسة الحديثة لخطابة المنبر الحسيني.
إنَّ أوليات الأستاذ الوائلي في الخطابة وارتقاء المنبر الحسيني هي في العقد الأول أو على مشارف العقد الثاني من عمره وزاول ما يعرف خطابيًّا بقراءة المقدمة حتى إذا تناصف العقد الثاني من عمره انفرد بنفسه، وكانت مجالسه الابتدائية في النَّجف والكوفة والحيرة والفيصلية من بداية الأربعينات من هذا القرن.
حاول البعض أن يقلّد حركاته وهو على المنبر.. أو يقارب صوته من صوته، وما ذلك إلاّ دليل على عبقرية هذا الخطيب غرس أبي تراب. والذي مكن الشيخ الوائلي من تبوأ هذه المكانة الرفيعة في عالم الخطابة، ثلاثة عوامل أساسية:
1) تتلمذه على ثلة من العلماء الكبار أبرزهم الشيخ محمد رضا المظفر.
2) نشوءه في بيئة النجف الأشرف المعروفة بثرائها العلمي والأدبي، فكان أديبا لامعاً وشاعراً مرهفاً وكاتباً إسلامياً عقائدياً.
3) تحصيله الأكاديمي العالي الذي جعله يجمع بين الدراسة الحوزوية والدراسة الجامعية الحديثة.
وهذه عوامل يصعب أن تتوفر في خطيب واحد. هذا إضافة إلى ملكاته الخطابية وشخصيته المبدعة التي أسست مدرسة خطابية مستقلة، فلم يأت مقلداً يتتبع خطوات الذين سبقوه، بل جاء مؤسِّسا يتتبعه الآخرون.
ملامح فكره
قد يكون من الصعب الإحاطة بفكر غزير مثل فكر الدكتور الوائلي، لكننا سنحاول وضع ملامح عامة لما خلّفه.
أ) المنبر الحسيني: يضع الدكتور الوائلي الإمام الحسين (ع) في وعاء الرسالة الذي يبتعد عن المزايدات والمبالغات، ويستشفّ من وراء كل تحرك وكل مفردة من مفردات واقعة الطف الهدف الكبير والسر الكامن، وفي الوقت ذاته، استجلاء محتويات هذه الواقعة وتقديمها دروساً نستلهمها في مسيرة الحياة.
لذلك سعى مع رفيق دربه الشهيد السيد محمَّد باقر الصدر إلى رفع المستوى العام للمنبر بما يليق بصاحبه (ع)، وذلك عبر خطوات ثلاث:
1) تقعيد المنبر: بمعنى أن يصدر عن قواعد وعلم منهجي.
2) إثراء مادّة المنبر: بحيث تتنوّع مضامين المحاضرات وتلتمس الموادّ المشوّقة للسامع، المفهومة لديه.
3) العمل على الارتقاء بالمنبر حتى يصل إلى مستوى مرجع متجوّل، يرجع إليه الجمهور للتعرف إلى كثير مما يهمه في حياته من عقائد وأحكام شرعية.
وكان الدكتور الوائلي يرى أن من أخلاقيات المنبر الحسيني ما يأتي:
• أن يكون العمل لوجه الله تعالى قبل كل شيء.
• ارتباط العمل المنبري بالمصلحة العامة والنأي به عن التحوّل إلى مدية بيد فئة أو فرد ضد فئة أخرى أو فرد آخر بدوافع شخصيّة.
• ترفّع العمل المنبري عن إرضاء العوام على حساب الحقائق والقيم.
• ودعا في كتابه القيّم “تجاربي مع المنبر”، إلى عدم حصر الحسين في نطاق الدمع والمأساة فقط، بينما هو ثورة على الباطل، ومنهج سلك الشهادة لبناء المجتمع.
ب) دفع الشبهات عن الإسلام: كان الشيخ الوائلي خصماً عنيداً لأعداء الإسلام من مستشرقين وكتّاب غربيين، ممن حاولوا تشويه دين الله والإساءة إليه، ونسبة آراء مغلوطة إليه.
فكان –الدكتور أحمد- يتصدى لهم بالدليل والبرهان، ولا يكتفي بالأدلة الشرعية الإسلامية المأخوذة من الكتاب والسنَّة، بل كان يقارعهم بحجج عقلية ومنطقية وعلمية، نظراً لدراساته الموسعة ومطالعته الكثيرة. ومن أهم الشبهات التي فّندها: شبهة انتشار الإسلام بالسيف، حقوق المرأة في الإسلام، شبهة وثنية بعض الشعائر الإسلامية، حقوق الإنسان، هل الإسلام دين عنف ودم؟! وغيرها.
ج) دفع الشبهات عن التشيع: وكان بسعة اطّلاعه على المذاهب الإسلامية كافّة، خير مدافع عن مذهب أهل البيت (ع)، فكان يفنّد الشبهات الملقاة على التشيّع من كتب بعض الكتّاب من المذاهب الإسلامية الأخرى، مستعيناً بالأحاديث التي ينقلونها وبآراء علمائهم.
ومن أهمّ الشّبهات التي فنّدها وأبدع في ذلك: قصة عبد الله بن سبأ، مسألة الإمامة، حياة الخلفاء، العصمة، زواج المتعة، الشعوبية، المهدوية وغيرها.
د) الوحدة الإسلامية: كان الدكتور الوائلي من روّاد الوحدة الإسلامية، فدعا “فرق المسلمين إلى أن يدرسوا بعضهم بعضاً بروح علمية، وأن يتبيّنوا الخلفيات المشبوهة التي أدّت دوراً كبيراً وما زالت في تمزيقهم. كما دعاهم إلى وعي “وحدة المنبع عند المسلمين. إن القرآن إمامنا والسنة النبوية رائدنا. لا ينبغي لنا أن نبقى “متفرجين” دون أن نجنّد الفكر الشريف والقلم النظيف في ميادين وحدة المسلمين”.
هـ) البحث عن الحقيقة: كان –سماحته- دائم البحث عن الحقيقة، ويأخذها أنّى وجدها من دون تعصّب أو هوى. وكان منهجه “الدليل والبرهان”. فكان مثلاً يمدح كل مسلم موضوعي حتى لو اختلف معه في المذهب، وكان يذّم كلَّ متعّصب حتى لو اتفق معه في المذهب. وكان يدرس رواية معّينة فيرفضها إذا بان فسادها، حتى لو كانت تنصر مذهبه:”إن كل رأي أو اتجاه أو استنباط لا ينتهي إلى الكتاب والسنّة فهو إلى النار ومضروب به عرض الجدار كائناً من كان قائله.
وانطلاقاً من ذلك فأيّ رأي ينتصر على رأي آخر من مسلم على مسلم لا يعتبر ربحاً لأحد وخسارة لآخر، بل هو نصر للإسلام والحقيقة والعلم. هذا منطق كل من قال لا إله إلا الله. أما من يستظلّ براية الهوى والتعّصب، ويسلك درب العناد واللجاج، فليس من الله ولا من العلم في شيء”.
و) مقارنة الآراء: تمتاز مدرسة الوائلي بعدم اعتمادها “الجزم في المجال الفكري، والذي يشكل أحد المظاهر السلبية في مجتمعنا. ويتجلى ذلك في محاضراته عندما يفسر آية قرآنية معينة، فيقدم كل الآراء المطروحة في تفسيرها، ولا يجزم بصحة أي من تلك التفاسير إلا في حالات نادرة، وذلك عملاً بمبدأ جواز الاختلاف والاجتهاد، وحق كل شخص في أن يعمل بدليله.
ولذلك يكثر سماحته من استعمال الكلمات التي تفتح المجال أمام المستمع للتفكير مثل: أعتقد، أظن، أتصوّر وغيرها.
وقد ربّى هذه الملكة من خلال سعة تبحّره واطّلاعه على كل المذاهب، فلم يحصر علمه بمذهب دون آخر، فها هو يقول: “(من) الأمور التي عملتها وأكدت التجارب صوابها، الانفتاح على تراث المذاهب الإسلامية الأخرى والتفاعل معها نقداً وتقويماً بأعصاب هادئة وموضوعية تامة واتباع الدليل. وقد برهنت لي التجارب أن هذا المنهج مثمر وفاعل”.
ز) العقل والعلم: كان يستخدم الدليل العقلي والعلمي في كثير من الأحيان، سواء في الحكم على حديث أو رواية أو في الحكم على بعض الآراء.
ح) مواكبة العصر: كان دائم الدعوة إلى أن تواكب حركة المنبر والتجربة الاجتهادية والخطاب الإسلامي، عصرنا الذي نعيش فيه، وما شهده من ثورة علمية ومعرفية.
ط) الشيخ الشاعر: يتميز شعر الدكتور الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقة الديباجة، لذلك عُدّ شاعراً محترفاً ومجرّباً من الرعيل الأول.
الكتابة الأدبية (الشعر)
يتميز شعر الأستاذ الوائلي بفخامة الألفاظ وبريق الكلمات وإشراقه الديباجة، فهو يعني كثيرًا بأناقة قصائده، وتلوين أشعاره بريشة مترفة.
لذلك فهو شاعر محترف مجرب ومن الرَّعيل الأوَّل المتقدم من شعراء العراق. وهو شاعر ذو لسانين فصيح ودارج، وأجاد وأبدع بكليهما، وهي بحق من عيون الشعر الشعبي كقصيدة (حمد) وقصيدة (سيارة السهلاني) وقصيدة (شباك العباس) وقصيدة (سوق ساروجه) وقصيدة (داخل لندن) وقصيدة (وفد النجف) وكلها من القصائد الرائعة، ويجري الشعر على لسانه مجرى السهل الممتنع بل ويرتجله ارتجالاً.
ورسم الأستاذ الوائلي قصائده المنبرية بريشة الفنان المتخصص الخبير بما يحتاجه المنبر الحسيني من مستوى الشعر السلس المقبول جماهيريًّا وأدبيًّا فكانت قصائده في أهل البيت طافحة بالحرارة والتأثير.
وله دواوين صغيرة مطبوعة تحت عنوان الديوان الأول والديوان الثاني من شعر الشيخ أحمد الوائلي، وقد جمعت بعض قصائده التي تنوعت في مضامينها في ديوانه المسمى باسم (ديوان الوائلي) والتي كانت من غرر أشعاره في المدح والرثاء والسياسة والشعر الأخواني.
مؤلفاته
لاشك أن التأليف فن قائم بذاته كفن الخطابة وكموهبة الشعر وغيرها من الفنون والمواهب الأخرى.. إلا أن الوائلي يعتبر خطيبًا أفضل منه كاتبًا. وهذه أهم مؤلفاته والتي تناول فيها جوانب مختلفة وطرق أبوابًا شتى: هوية التشيع، نحو تفسير علمي للقران، من فقه الجنس، ديوان شعر 1 و 2، أحكام السجون، استغلال الأجير.
معاناته
برغم كل هذه المكانة، لم يسلم الشيخ الوائلي من بطش النظام الصدامي في العراق، ما أجبره على ترك بلاده ليعيش متنقلاً في بلاد المسلمين وبلاد الغرب، ليرفد الجاليات الإسلامية بالعلوم الإسلامية. وقد فُجع بمآسي شعب العراق، وفُجع باغتيال رفيق دربه الشهيد الصدر، وفُجع بوفاة ولده سمير عام 1999م. وظَّل متنقلاً في البلاد مدة ربع قرن، يحمل في قلبه حنيناً إلى العراق والنجف، التي عاد إليها لتحتضنه بحنان كبير.
وفاته
عاد الشيخ (رحمه الله) إلى أرض العتبات المقدّسة، بعد فراق دام أكثر من عقدين من الزمن، لينهي بذلك معاناة الغربة والفراق، لكن المرض الذي كان يعاني منه لم يهمله طويلاً، انتقل إلى الرفيق الأعلى بتاريخ 14 جمادى الأولى 1424 هـ، في مدينة الكاظمية، ثم نقل جثمانه الطاهر إلى مدينة النجف الأشرف، ليجاور الإمام علي (ع) حيث مثواه الأخير.