• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

السيد محمد الحسيني الشاهرودي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1465
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السيد محمد الحسيني الشاهرودي

السيد محمد الحسيني الشاهرودي

الحسيني الشاهرودي (دام ظله العالي)

 ولادته وأسرته:

ولد سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشاهرودي، في شهر جمادي الأولى عام 1344 هجرية في النجف الأشرف ونشأ في أسرة تعتبر من أكثر الأسر العلمية في النجف الأشرف تديّناً وتقوى، فإن والده المرحوم آية الله العظمى الحاج السيد محمود الحسيني الشاهرودي (قدس سره) وهو غنيّ عن التعريف حيث كانت هذه الشخصية الكبيرة معروفة عند الجميع بالعدالة والتقوى والزهد والورع والفقاهة، وقد تولّى ولسنوات طويلة بعد وفاة المرحوم آية الله العظمى السيد أبو الحسن الاصفهاني (قدس سره)الزعامة الدينية والعلمية للحوزات العلمية وعالم التشيع.

 ولا يتّسـع هـذا الموجز للحديث عـن مميزاته وحياته ويراجع في ذلك بعض الكتب الموسّعة التي كتبت عنه أمثال كتاب (الإمام الشـاهرودي) تأليـف العلامة الجليل السـيد أحمد الاشكوري دامت توفيقاته.

 وأما والدة سماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشاهرودي فهي بنت المرحوم آية الله الشيخ محمد رضا الفاضل النيشابوري وكان يُعدّ من الزهّاد المعروفين ومن أساتذة العقائد والأخلاق في حوزة النجف الأشرف، يحضر عنده الفضلاء ويستفيدون من دروسه القيّمة.

 وكانت والدته امرأة صالحة معروفة بالورع والزهد عن المغريات والزخارف الدنيوية ولم تجزع يوماً تجاه المتاعب والمصاعب التي واجهتها في النجف الأشرف، خاصة في تلك الفترة.

 وقد عاشت بجانب زوجها المعظم وبإيمان كامل وبالتوكل على الله واستمرت في حياتها المتواضعة والقانعة والبسيطة حتى في أواخر المرجعية العامة للمرحوم آية الله العظمى السيد الشاهرودي.

 وبالإضافة لما تتميّز به هذه المرحومة من التقوى والتدين فإنها بلغت بعض مراتب العلم والفضل والكمال، حيث كانت تتردد على بيتها دائماً النساء المؤمنات من أجل تصحيح قرائتهن للقرآن الكريم والصلوة وتعلم الأحكام الشرعية والمسائل الدينية منها، بل إن أبناءها وأحفادها كانوا يتعلمون منها الكثير من المقدمات والمسائل الشرعية والأحكام الإسلامية والروايات الأخلاقية، وفي ظل هذه البيئة المعنوية والطاهرة تلقّى آية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي دروسه الابتدائية والمقدمات على يدي والده ووالدته حيث استحكمت في وجوده جذور الإيمان والتقوى والتعاليم الإسلامية.

 وقد نقل عن المـرحـوم آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي(قدس سره)أنه قال: (لم أبعد عني السيد محمد حتى بلغ سن الواحد والعشرين). وقد غرس الفقيد السيد الشاهرودي (قدس سره)التعاليم الإسلامية وأحكام الحلال والحرام في قلوب أبنائه بحيث أصبح يضرب بهم المثل في تطبيق الأخلاق والأحكام الإسلامية.

 ولاجل ذلك اشتهر سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي منذ صباه بصدق القول وخلوص النّية، وكان والده يعتقد اعتقاداً راسخاً بصفاء روحه وطهارة طينته ولذلك حينما كان يواجه أحياناً بعض المتاعب والابتلاءات والمشاكل يأمره بالوضوء وصعود السطح ليقرأ زيارة عاشوراء تحت السماء، وفي مرات عديدة ظهرت آثار قرائته للزيارة وانحلّت المشكلة.

 نبذة من الجهود والاشتغالات العلمية لسماحة آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسيني الشاهرودي

 المقدمات والسطوح:

تلقّى سماحته المقدمات لدى والده الكبير وكذلك عند المرحوم الشيخ علي شهر بابكي والمرحوم الشيخ شمس الزنجاني الذي كان من كبار الاساتذة في علم المنطق.

 وقـد تلقّى بعـض دروس السـطوح أمثال الرسائل والمكاسب من والده وحضر الكفاية لدى المرحوم آية الله العظمى الميرزا هاشم الاملي (قدس سره)والمرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين الرشتي (قدس سره).

 تدريسه السطوح العالية:

كان سماحته يعدّ في بداية شبابه من مدرسي السطوح العالية حيث كان يشرح لطلاّبه أسرار الكتب الدراسية ومطالبها الصعبة بكل عمق ووضوح، فكان تدريسه للسطوح من بدايات حضوره دروس الخارج.

 حضوره درس الخارج:

في عام 1360 هجريه وفي سن السادس عشر من عمره حضر آخر المراحل الدراسية في الحوزة العلمية وهو درس الخارج وهو أمر فريد من نوعه بأن يحضر درس الخارج من حيث حداثة سنّه، ولكن كان ذلك بفضل مواهبه وقابلياته التى حباه الله بها ونبوغه وذكائه الحاد الذي أفاضه الله تعالى عليه وكذلك بسبب التربية الصالحة والتوجيه الصحيح من قبل والده المعظم وخاصةً تأكيده الشديد عليه بضرورة التفرّغ للدرس والبحث وتجنّب المشاغل الاخرى.

 ونتيجةً لذلك كلّه صرف جلّ عمره المبارك في الاستفادة الكاملة وملا وقته كلّه بالجد والاغتراف من العلم والدراسة والمطالعة الهادفة.

 لقد شارك ولمدة طويلة في دروس الخارج واكتسب بما فيه الكفاية من محاضرات ودروس آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (قدس سره)ومن علومه الزاخرة حتى بلغ بفضل مابذله من جهود ومثابرة واستيعاب درجات الاجتهاد العالية، ومع ذلك فإنه كان يبادر في الحضور وبصورة مستمرة وفعّالة لدى والده ولم يترك الحضور في درسه، وكتب تقريرات دروسه في مادّتي الفقه والاصول.

 تقريرات درس الخارج:

إن درس الخارج يشتمل على الكثير من المفاهيم والمصطلحات الصعبة والمعاني العميقة ويتطلّب دقّة كبيرة في فهمه واستيعابه، وخاصةً في ذلك الزمان الذي لم تتوفّر فيه الكثير من الكتب والشروح، حيث كانت الكثير من المطالب الغامضة لهذا العلم الشريف مجملة ومبهمة، ومن الواضح أنه في مثل هذه الظروف يصعب الاهتداء لمراد الاستاذ ومقصوده وفهم مطالبه على الكثير من الطلاب الجدد. ومن هنا تبرز أهميّة تقرير دروس الاستاذ حيث يتمّ بموجبه إعادة وتكرار محاضراته في درس الخارج على أمثال هؤلاء الطلاب.

 ولذلك كان سماحته وفي كل يوم وبعد الانتهاء من درس والده في بحث الخارج يعقد مجلساً علمياً يشرح فيه الدّرس من بدايته ويتدرّج بإيضاحه في محاولة لكي لايفوت الاخرين الاستفادة وحتى يسهل استيعابه.

 المشاركة في مجلس الاستفتاء:

كان سماحته يُعدّ من أركان مجلس الاستفتاء للمرحوم آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (قدس سره). وفي هذا المجلس كان يتمّ الجواب على الكثير من الاستفتاءات والاسئلة الشرعية التى كان يبعثها مقلّدوا السيد الفقيد من الشيعة من مختلف أرجاء العالم. و كان يتألف هذا المجلس من بعض الفضلاء والعلماء الكبار في حوزة النجف الاشرف العلميّة، حيث كانت تطرح فيه الكثير من المسائل الهامّة والصعبة والمستجدّة وبعد البحث والتحقيق حولها تعرض على السيد الفقيد ليعطي رأيه النهائي فيها.

 نيله لإجازة الاجتهاد:

لقد وفق سماحته لنيل إجازة الاجتهاد من والده عام 1375 هجريه بعد أن برزت للعيان مراتبه العلمية والكمالية وبعد أن اجتاز الكثير من الامتحانات التي واجهته في هذا المسار العلمي، مع ملاحظة أن السيد المرحوم كان يعرف في حوزة النجف الاشرف بـ(ذي الشهادتين) في مجال منح إجازة الاجتهاد، وذلك لانه كان غاية في التشدّد ودقيقاً في امتحان الاجتهاد، لذلك كانت إجازة اجتهاده بمثابة شهادة اثنين من العلماء الكبار في الاجتهاد.

 وكذلك حضي بنيل إجازة الاجتهاد من المرحوم آية الله العظمى السيد جمال الدين ال?لباي?اني (قدس سره)الذي كان يعتبر من أبرز تلاميذ الميرزا النائيني (قدس سره).

 تدريس خارج الفقه والاصول:

لقد بدأ تدريسه للخارج عام 1383 هجرية تقريباً وحتى اليوم، وبالرغم من خدماته الجّمة ونشاطاته الاجتماعية والعلمية نراه يواصل درسين في الخارج، أحدهما للفقه والاخر للأصول. وقد تخرج على يديه أعداد غفيرة من طلبة العلوم الدينية البارزين ومن المشهورين بالفضل، ومن بين هؤلاء مجموعة كبيرة من الشخصّيات العلمية والدينيّة الذين يقومون بخدمة الدّين ونشر الأحكام وممارسة التدريس في مختلف الحوزات العلمية والجامعات.

 إرجاع الاحتياطات:

لقد بلغ سماحته أسمى مراتب الفضل والعلم والكمال وبعد سنوات طويلة من تدريس الفقه والأصول إضافة لحضوره دروس والده المعظم ونتيجة لنبوغه المبكّر وعبقريته الفذّة والتوفيقات الالهيّة وما بذله من جهود ومساعي جزيلة ومباركة في حقول التعليم والتعلم والمعرفة والمشاركة الفعّالة في مجالس الاستفتاء وعطائه المتميز في البحوث العلمية وتوجيه من أساتذة كبار أمثال والده (قدس سره) وبالتدريج برز للجميع ما يتمتع به من رشد فكري ومستوى علمي وما بلغه من أسمى مراتب في الاجتهاد والتقوى. لذلك اتّجه نظر والده المرحوم (قدس سره)الى صلاحيته للتقليد.

 (ففي عام 1388 هجرية أرجع مقلّديه في احتياطات المسائل الشرعيّة لابنه الكبير) ومن هنا أتى توجه أعداد كثيرة من المؤمنين باتباعه وتقليده على أثر وفاة والده عام 1394 هجرية.

 وبعـد ذلـك وعلى ضـوء الطلبـات المتكـررة لإعداد كثيرة من المـؤمنين فـي كـلّ مـن ايران والعـراق وبعض البلدان الإسلامية الأخرى اتخذ القرار بطبع الرسالة العملية وبالفعل طبعت باللغتين العربية والفارسية في عام 1398 هجرية وفي النجف الأشرف.

 الهجرة للحوزة العلمية في قم المقدسة:

وعلى أثر إخراجه من النجف الاشرف من قبل نظام البعث الحاكم وترحيله إلى الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1400 هجرية، استقّر به المقام في مدينة قم المقدسة وفيها تابع جهوده العلمية التي عهدها من قبل وواصل محاضراته في الفقه والاصول وتربية طلبة العلوم الدينية وتهذيبهم بالصورة اللائقة، وصار منشأ للكثير من الخيرات والبركات والخدمات ومعالجة المشاكل الشرعية والاجتماعية. وكذلك وإلى الان لايألوا جهداً في سبيل إعطاء الردود والجواب على الكثير من الاسئلة الشرعية التي ترد إليه سواء من داخل ايران أو في خارجها وذلك من خلال مجلس

 استفتائه الذي يعقد بصورة مرتبة أسبوعياً وبمشاركة نخبة من كبار المجتهدين في حوزة قم العلمية.

 مؤلفاته:

مؤلفاته المطبوعة:

 1- (ذخيرة المؤمنين ليوم الدين) وهي رسالة عملية باللغة العربية.

2- (توضيح مناسك الحج) باللغة العربية.

3- (دروس في أحكام النساء) باللغة العربية.

4- (كتاب الطهارة) تقريرات بحثه في خارج الفقه بقلم أخيه سماحة آية الله السيد حسين الحسيني الشاهرودي وهو من كبار العلماء والمدرسين في حوزة قم العلميّة.

5- (رسالة توضيح المسائل) رسالة عملية في اللغة الفارسية.

6- (توضيح مناسك الحج) تشتمل على أحكام الحج باللغة الفارسيّة.

7- (رسالة توضيح المسائل) باللغة الاُردية.

 مؤلفاته المخطوطة:

1- حاشية على العروة الوثقى

2- كتاب في الحدود.

3- تقريرات دروس والده المرحوم (قدس سره).

4- كتاب الاستفتاءات وهو تحت الطبع.

 الخصال الروحيّة والمزايا الأخلاقية لسماحة آية الله العظمى الحاج السيد محمد الحسيني الشاهرودي (دام ظله)

 يمكن الإشارة وبصورة مقتضبة إلى بعض سماته المتميزة والنابعة من خلقه الإسلامي القويم وولائه وتمسكه الشديد بتعاليم أئمة أهل البيت (عليهم السلام) الأطهار والتزامه منهجهم وسيرتهم الحميدة ولا يمكن بيان جميع ما يتحلى به من الصفات الحميدة والخصال العاليـة التـي يمتـاز بـها، وإنما نسـتطيع إلقـاء الضـوء علـى جزء منها ;

 أثبتت سيرة حياته الخلاقة بأنه يعتبر القدوة في الزهد والورع والتقوى وحسن الخلق والتدبير، وتواضعه الكبير وسلوكه وعنايته الحسنة في معاملة الناس وإبداء البشاشة والانشراح حين استقباله لمراجعيه من الناس، وتجنّبه التكبّر ومحاولته الإصغاء لهم والاسـتماع إلى كـل ما يطرحونه عليـه مـن هـموم، مما أدى الى انجـذاب الكـثير من الأشخاص في أول لقـاء يتـمّ لهـم معه،ومن خـصائصـه انّه مواظب على أن يبدأ ويبادر في السلام والتحية ويرحّب بالصغير والكبير، وقد اعتاد على مجالسة خَدَمه على مائدة الطعام والحديث معهم اقتداءً بالأئمة (عليهم السلام)، ويمتاز أيضاً بالإكثار من استضافة الفقراء والمعوزين ويفتخر بالاشتراك في مجالسهم.

 ناهيك عن مايتّصف به من عناية في أسلوب حواره مع التلامذة وبحوثه العلمية بكل احترام ومودّة وهو يفتح صدره ويحاول الاستماع لأحاديثهم بكل صبر وبعد ذلك يبدأ في الإجابة بطريقة هادئة، وربّما يسئله البعض سؤالاً في الطريق أو يعرض عليه حاجته بحيث يتركه واقفاً مدة طويلة على قدميه في ذلك الطريق وربّما يؤدي إلى شعور بعض مرافقيه بالتعب أو يسبب ضجرهم بينما يبدي سماحته استعداد منقطع النظير ويستمع بكل شغف لأسئلة الشخص بكل أدب واحترام ويجيب عنها ويحلّ مشكلته. ويضع العناية بمشاكل الناس ومتاعبهم بكل صبر واحترام ويحاول معالجتها وحلّها. ولأجل أمثال هذه الصفات التي يتمتع بها جعلته ينفذ قلوب المؤمنين، وشكّلت له تلك القاعدة العريضة من الناس.

ومن صفاته الحسنة مواظبته على ممارسة المستحبات وترك المكروهات والصبر على العبادات وإقامة الصلوات المستحبة وتلاوة القرآن الكريم وقراءة الأدعية المأثورة والزيارات والتوسلات بالمعصومين (عليهم السلام).

 وقد بلغت عدالته وتقواه إلى الدرجة التي كان فيها المرحوم آية الله العظمى السيد محمود الشاهرودي (قدس سره)يختاره لإقامة صلاة الجماعة نيابةً عنه في أوقات مرضه وزمان كهولته وقد شوهد السيد والده مراراً يحضر المسجد أثناء إقامة ابنه المعظم لصلاة الجماعة ويقتدي به.

 ولسماحته اهتمام كبير بإكرام الضيف اقتداءً بسيرة الأئمة الأطهار (عليهم السلام)حيث يفتح أبواب بيته للضيوف وفي أكثر الأيام يستضيف مجموعة من المؤمنين من المعارف والغرباء في بيته الشريف.

 إنه بحق يعد ملجأ المستضعفين ومأوى المحرومين ومن خصائصه البارزة اهتمامه الكبير بشؤون طلبة العلوم الدينية حيث يقدّم لهم يد المساعدة حسب القدرة ويؤكد في مصرف سهم الإمام(عليه السلام)على تقديم الطلاب الفقراء والمحصلين وإذا وصل إليه بعض المال من الحقوق الشرعية فإنه يوزعّه فوراً على المستحقين من طلبة العلوم الدينية وبعد ذلك يقدمه في الموارد الشرعية المقرره.

 ومما يمتاز به سماحته تعلقه وحبّه الشديد للرسول الأكرم(صلى الله عليه وآله) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام) وحين كان في النجف الأشرف ومنذ زمان طويل كان يشارك دائماً في المجلس الأسبوعي الذي كان يقام في بيت والده توسلاً بأبي عبد الله الحسين (عليه السلام)وكذلك كان يقيم في بيته مجلس التعزية في ليالي الجمعة توسلاً بالائمة الأطهار(عليهم السلام)وتعظيماً للشعائر الإسلامية.

 وقد عرف ببكائه على مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)بحيث يعدّ كوالده من البكّائين على سيد الشهداء (عليه السلام).

 وقد امتزج حبّ أهل البيت بوجوده الشريف ولذلك كان يزور يوميّاً مشهد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) طيلة فترة مكوثه في النجف الأشرف، وقد ذهب أكثر من مائة مرّة ماشياً على قدميه لزيارة الإمام الحسين (عليه السلام) من النجف الأشرف إلى كربلاء المقدسة وكان يتشرف دائماً لزيارة العتبات المقدسة في العراق وبعد تسفيره من العراق استمرّ على هذه السيرة الحسنة و لذلك التزم يومياً لزيارة مرقد السيدة معصومة (عليها السلام)بنت الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) في مدينة قم المقدسة.

 ويقام مجلس العزاء في بيته الشريف أسبوعياً يوم الجمعة وأيام الوفيات وكذلك يقام مجلس العزاء على مصاب أبي عبد الله الحسين (عليه السلام)في أيام محرم وصفر. وتعقد الكثير من المجالس في بيته أيام ولادات الائمة (عليهم السلام)والاعياد الدينية.

 وبالرغم من كثرة مشاغله وازدحام مهامّه فإنه يتشرف في كل سنة لاكثر من مرّة لزيارة الامام علي بن موسى الرّضا (عليه السلام)ليكتسب الفيض من أنواره المقدسة.

 الخدمات الاجتماعية لسماحة آية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي (دام ظله)

 كان لسماحته إضافة لاشتغالاته العلمية الدور الكبير والمميّز في فترة مرجعية المرحوم والده في الاشراف على إنجاز الكثير من مشاريع الخدمات الكبيرة التي كان يقدّمها ذلك البيت الشريف لعالم التشيّع وقد قام بخطوات واسعة في هذا الصدد مع أخيه سماحة آية الله السيد على الحسيني الشاهرودي الذي كان دائماً معيناً ومساعداً لابيه آية الله العظمى السيد محمودالشاهرودي (قدس سره)ولايسع هذا الموجز لاستعراض هذه الخدمات.

 وقد واصل سماحته هذه السيرة الحسنة بعد وفاة والده المعظم وحتى اليوم. فقد قام مكتبه بالكثير من الخدمات للامة الإسلامية ونشير هنا إشارة عابرة إلى بعض هذه الخدمات:

 مساعدة طلاب الحوزات العلمية بطرق وأساليب مختلفة أمثال صرف الراتب الشهري المنظم للطلاب على اختلاف مراحلهم الدراسيّة.

 تقديم الشهرية للحوزات العلمية في بعض المدن وإعانة الطلاب والفضلاء في مختلف احتياجاتهم.

 منح الاجازة لصرف الحقوق الشرعية في المدارس العلمية والمراكز الاسلامية في ايران وفي غيرها من البلدان.

 إرسال الوكلاء والمبلغين وحثّهم على تبليغ الاحكام الاسلامية في مختلف نقاط ايران وسائر الاقطار الاخرى.

 تأسيس مجمع سكني لطلبه الحوزه العلميه في قم المقدسه. وتوضيح ذلك فى فقرات اخرى من هذا التقرير.

 مساعدة المحرومين والمستضعفين والفقراء في مختلف المجالات أمثال العلاج والسفر وبناء أو شراء البيوت والزواج وغيرها وفصل النزاعات والمساهمة في وضع حلول لبعض المشاكل الاجتماعية.

 مساعدة أبناء السبيل والمشرّدين والمبعّدين عن أوطانهم.

 تأسيس الحسينية وتقديم الإعانات لبناء المساجد والحسينيات والمدارس العلمية والمكتبات والمستشفيات والمستوصفات والمـرافق الصـحيّة أمثال الحمّامات وغـيرها مـن المرافـق الضـرورية وخاصـةً فـي القـرى والمـناطـق المحرومة.

 تقديم المساعدة لمجالس تعظيم الشعائر أمثال مجالس التعزية والأعياد وإعانة المراكز الدينية الثقافية والمجمّعات والمؤسسات الدينية في الداخل والخارج. وهناك خدمات أخرى كثيرة يطول المجال لذكرها جميعاً.

 وأخيراً ربّما أمكننا بهذه الكلمات القليلة التعّرف على جانب صغير من الحياة الزاخرة لسماحة آية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشاهرودي (دام ظله) وكذلك البيت الرفيع للمرحوم آية الله العظمى الحاج السيد محمود الحسيني الشاهرودي (قدس سره) من أجل أن نتعرف أكثر على هُداة الشيعة وروّاد مدرسة أهل البيت (عليهم السلام)في زمان غيبة ولي العصر الحجة بن الحسن عجل الله تعالى فرجه الشريف.

Powered by Vivvo CMS v4.7