نظرة فقهية في صلاة يوم الأحد من شهر ذي القعدة الحرام

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1123
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
نظرة فقهية في صلاة يوم الأحد من شهر ذي القعدة الحرام

 

بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي 

 

بسمه تعالى 

نقل السيد ابن طاووس ( رضوان الله تعالى عليه ) في كتابه (اقبال الأعمال )رواية عن رسول الله ( صلى الله عليه واله ) جاء فيها :

 

(( خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم الأحد في شهر ذي القعدة، فقال : يا أيها الناس من كان منكم يريد التوبة ؟ قلنا : كلنا نريد التوبة يا رسول الله ، فقال : اغتسلوا وتوضأوا وصلّوا أربع ركعات واقرؤوا في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة ، وقل هو الله أحد ثلاث مرات والمعوذتين مرة ، ثم استغفروا سبعين مرة ، ثم اختموا بلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، ثم قولوا : يا عزيز يا غفار، اغفر لي ذنوبي وذنوب جميع المؤمنين والمؤمنات فإنه لا يغفر الذنوب الا أنت. ثم قال : ما من أمتي فعل هذا الّا نودي من السماء : يا عبد الله استأنف العمل فإنك مقبول التوبة مغفور الذنب ، 

وينادى ملك من تحت العرش : أيها العبد بورك عليك وعلى أهلك وذريتك ، وينادى مناد آخر: أيها العبد ترضى خصماؤك يوم القيامة ،

 وينادى ملك آخر : أيها العبد تموت على الايمان ولا يسلب منك الدين ويفسح في قبرك وينور فيه 

وينادى مناد آخر: أيها العبد يرضى أبواك وان كانا ساخطين ، وغفر لإبويك ذلك ولذريتك وأنت في سعة من الرزق في الدنيا والآخرة ، وينادى جبرئيل (عليه السلام) : انا الذي آتيك مع ملك الموت ان يرفق بك ولا يخدشك اثر الموت ، إنما تخرج الروح من جسدك سلا.

قلنا : يا رسول الله لو أن عبداً يقول في غير الشهر ؟ فقال عليه السلام : مثل ما وصفت ، وإنما علمني جبرئيل عليه السلام هذه الكلمات أيام اسرى بي )) انتهى 

 

أقول: هنا فوائد بلطف الله تعالى : 

1/ الاحوط ان يؤتى بهذه الصلاة برجاء المطلوبية 

2/ صلاة الاربع ركعات لاتكون متصلة ، وانَّما لكل ركعتين تشهد وتسليم 

3/ الظاهر من الرواية ان رسول الله (صلى الله عليه واله ) خرج ووجّه المسلمين بهذا العمل في يوم الأحد من شهر ذي القعدة الحرام ، ولا توجد اشارة الى انه الأحد الاول من هذا الشهر ، فيمكن اتيان الصلاة في اي أحد من آحاد هذا الشهر 

4/ الظاهر ان هذا الاستغفار والدعاء الذي ورد في الرواية انّما يؤتى به بعد الصلاة 

5/ الظاهر ان هذا العمل بما فيه من صلاة ودعاء واستغفار ليس مخصوصاً بيوم الأحد من شهر ذي القعدة فقط ، وانما يمكن إتيانه في اي يوم من ايام هذا الشهر ، بل وفي غيره من الشهور ودليل ذلك ما نطق به الرسول ( صلى الله عليه واله ) في ذيل الرواية عندما سأله المسلمون : ( قلنا: يا رسول الله لو أن عبداً يقول في غير الشهر ؟ فقال عليه السلام : مثل ما وصفت ، وإنما علمني جبرئيل عليه السلام هذه الكلمات أيام اسرى بي )

 

أي يمكن أن يقول بما وصفه رسول الله من أوصاف هذا العمل في غير هذا الشهر، وانما علّمه جبرائيل هذه الكلمات حينما اسرى به في حادثة الإسراء المشهورة .

 والاعتبار يساعد على ذلك لان الرسول ( صلى الله عليه واله ) كان بصدد تعليم المسلمين عملاً يتقربون به الى الله تعالى ، ويعلنون به توبتهم ، ورجوعهم لساحة قدسه تبارك وتعالى ، وهذا لا ينحصر في شهر ذي القعدة فضلا عن أحد من آحاده 

6/ انّما تكشف هذه الرواية عن سعة رحمة الله وبالغ منه ولطفه بعباده اذ فتح لهم أبواب التوبة مشرّعةً ، وأوحى الى حبيبه ( صلى الله عليه واله ) ان يعلّم الناس طرق سلوك ابواب رحمته كي يتوب عليهم 

وهو القائل :(( إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ الله غَفُورٌ رَّحِيمٌ ))البقرة: 160

 

وفّق الله المؤمنين والمؤمنات الى صالح الاعمال ، وتقبلها منهم بقبول حسن ، وأدخلهم في باب توبته ورحمته ، آمين رب العالمين . 

والتمس منهم ان يشملوني معهم ووالديَّ بخالص دعائهم المبارك 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7