من صور الإصرار المغفول عنها

بواسطة |   |   عدد القراءات : 851
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
من صور الإصرار المغفول عنها

بقلم الشيخ حميد وناس ال عجمي

 

روي عن الإمام أمير المؤمنين عليه الصلاة السلام قوله: (إيّاك والإصرار فإنّه من أكبر الكبائر، وأعظم الجرائم) وسائل الشيعة، ج11، ص368, هناك صور من صور الذنب كثير ما يبتلي بها الناس حتى المتدين منهم, وهو مع ذلك يسنخف بها ويتهاون, وهي حالات إرتكاب الذنب مع المقربين أو بحقهم, فمثلا كثير ما نجد الفرد منا حين يتعامل مع الإجانب فإنه يتعامل بإحتياط وحذر, فيحسب لك كلمة تخرج منه حسابها ويراعي عواقبها . 

لكن هذا الفرد نفسه حين يتعامل مع إبنه أو زوجته أو أخيه, فهو يتخلى عن ذلك الإحتياط لحد بعيد فيطلق الكلمات جزافا, ويصدر الأحكام من غير ترو وتثبت, بل أن بعضهم يمازح بكلمات فاحشة وأفعال غير مؤدبة, والحجة عنده طبعا أن هؤلاء أهلي . 

فمع الإشكال الشرعي الفقهي الذي قد يترتب في كثير من هذه الحالات, فإنها تتصف بصفة الإصرار من صاحبها, ونفس هذا الإصرار هو كبيرة من الكبائر وجرم عظيم كما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام . 

وقد يوهم هذا المسكين نفسه أنه مستحق لمراتب عالية من العلم والتقوى ومصاحبة الأبرار, وهو لا يعلم أنه من أهل الكبائر والجرائم العظيمة, التي تظلم قلبه وتمنع رزقه وتحجبه عن إمام زمانه عليه السلام . 

وكم نسمع ونقرأ من سيرة علمائنا الأبرار رضوان الله تعالى عليهم, فنجدهم في بيوتهم ومع أزواجهم وأبنائهم اكثر تأدبا وإحتشاما من تأدبهم وإحتشامهم مع الأجانب, وهذا سلوك عملي واجب الإتباع على كل أحد منا, وليست المسألة من فضول الأخلاق التي يسع تركها . 

وأخيرا: فأن أقرب الأقربين وأمس الأرحام هو إمام زماننا عليه الصلاة والسلام, وله علينا حقوق مضاعفة من الإحترام والإحتشام والتأدب بحضرته, وعدم إتيان الكبائر والجرائم بمسمع ومرأى منه روحي وأرواح العالمين له الفداء .

Powered by Vivvo CMS v4.7