• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

عفة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) نهج متكامل لمجتمع عفيف

بواسطة |   |   عدد القراءات : 4202
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عفة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) نهج متكامل لمجتمع عفيف

عفة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) نهج متكامل لمجتمع عفيف:‏

في خضم ما يمر به المجتمع في عصرنا هذا من اشكال المغريات ومضلات الفتن وتعطيل ‏العقول وتفعيل الشهوات والغرائز نلاحظ ان هناك انجرار وانقياد كامل الى تلك الصيحات ‏وكأنما تم تنويم مغناطيسي لعقول البشر بلا استثناء رجال ونساء  الا ما رحم الله واصبح اعداء ‏الدين والقيم والاخلاق هم من يفكرون ويقررون نيابة عن الجميع وما عليهم الا ان يقدموا ‏فروض الطاعة لهذه الافكار من خلال الانقياد الاعمى لصيحات الموضة وارتداء كل ما ينزل ‏الى الاسواق من ملابس والتقليد الاعمى في التصرفات والسلوكيات السيئة  متناسين هل هذا ‏هو مرضي لما جاء به الشارع المقدس ام في تعارض معه! وكأن اخر همهم ماهو رأي الدين ‏الاسلامي في ذلك.‏

فترى الشباب بصورة عامة والنساء بصورة خاصة يتعرضون لهجمة شرسة طالت جميع ‏مفاصل الحياة وتغلغلت تلك الهجمات الى قعر البيوت وصار الشغل الشاغل لاغلب النساء ‏وبمختلف الفئات العمرية كيف يمكنها ان تتجمل وتتباهى بلبس اخر صيحات الموضة ‏والتجمل بالحجاب لا الستر بالحجاب من خلال اللفات العصرية كما يسمونها والنزول بها الى ‏الشوارع وتلاحقها نظرات القاصي والداني بلا خجل ولا حياء,  وضرب كل الاعراف والتقاليد ‏وماجائت به الشريعة السمحاء بدعوى التحضر والتمدن كما يزعمون !! ‏

وهنا سؤال يطرح نفسه لماذا كل هذا الانصياع والتخبط الاعمى الذي نلاحظة في المجتمع ؟ ‏

والجواب على هذا التساؤل هو بسبب الابتعاد عن الله عز وجل وما نصه من قوانين كفيلة في ‏بناء مجتمع فاضل والتي وصلت الينا بشقيها النظري والعملي من خلال رسول الله محمد ‏صلى الله عليه وآله واهل بيته الاطهار الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.‏

لعل البعض يقول كيف لنا ان نطبق ما قد طبقه انسان معصوم ليس لنا قابلية على ما يتحملة ‏المعصوم ! الجواب على هكذا اشكال هو هل نحن نعبد الله كالمعصوم هل صلاتنا كصلاة ‏المعصوم هل صيامنا كصيام المعصوم !! غاية ما في الامر ان نجعل منهم قدوة لنا في افعالنا ‏فنحن ان استطعنا ان نقتدي بفعالهم ولو بالنزر اليسير فهذا يعتبر انجازا باتجاه الطريق ‏الصحيح لبناء مجتمع فاضل وكل بحسب قابلياته.‏

بالنسبة لمولاتنا الزهراء صلوات الله عليها هي قدوة لكل فرد في عبادتها وتنسكها وعفتها ‏وعلمها وفصاحتها وشجاعتها وادارتها للمواقف الصعبة وقدوة للنساء خاصة في حجابها ‏وادارتها لحياتها الاسرية .‏

فقد كانت سيدة نساء العالمين انموذج المرأة الكاملة وتجسد ايما وجه مشرق لكيان المرأة ‏المؤمنة المسلمة  ...‏

والان فنلاحظ بعض السلوكيات التي انتهجتها السيدة الزهراء (عليها السلام) والسلوك الذي ‏تنهجه النساء في عصرنا الحاضر وان نعمل مقارنة بسيطة بين السلوكين:‏

قال أمير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليه :استأذن اعمى على فاطمة عليها ‏السلام فحجبته ,فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لها :لم حجبتيه وهو لا يراك ؟فقالت (عليها ‏السلام ): ان لم يكن يراني فاني اراه وهو يشم الريح ,فقال صلى الله عليه وآله: اشهد أنك ‏بضعة مني.(1)‏

في رؤية مقتضبة لما تحمله الرواية من مضامين عالية نلاحظ  نكتتين بارزتين وهما :‏

‏-تفعيل خاصية غض البصر عن اي رجل اجنبي  .‏

‏-الاشارة الواضحة الى ان عطر المرأة له اثره في نفس الرجال وان لم يكن يرى .‏

عندما نقارن هذا السلوك العفيف مع مايفعلنه النساء الان نرى ان النساء لم تكتفي بعدم غض ‏البصر وانما اضافت الى العين ما يجملها من انواع الكحل والرسمات الشيطانية والعدسات ‏الملونة الاصقة..واما العطر فاصبحن يتنافسن على الماركات العالمية والمحلية وبدون اي ‏تورع فيما يحمله هذا السلوك المشين من اشعال الشهوة المحرمة لدى الرجال.‏

سلوك اخر لمولاتنا الزهراء صلوات الله عليها عندما جائت الى مسجد النبي صلى الله عليه ‏وآله:لما بلغ فاطمة عليها السلام اجماع ابي بكر على منعها فدك لاثت خمارها على رأسها ‏واشتملت بجلبابها واقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها ...(2)‏

هنا نلاحظ وصف لحجاب الزهراء عليها السلام ومن اوصاف حجابها انها كان تطأ عليه ‏عندما تمشي وهذه دلالة على طوله ...هل لبس البنطرون او الملابس القصيرة والضيقة التي ‏ترتديها بعض النساء في الجامعات وفي الاسواق هل فيه شبه من ملابس سيدة نساء العالمين ‏صلوات الله عليها!؟ السيدة الزهراء عليها السلام كانت متحجبة ومتسترة بالحجاب الى اقصى ‏الحدود حيث انها حتى في وفاتها اوصت اسماء بنت عميس بان يجعل لها تابوت مستور كي ‏يحجبها عن اعين الناس وكان نعشها اول نعش احدث في الاسلام واتخذ بعد ذلك سنه(3) , اين ‏نحن من هكذا عفة ومن هكذا حجاب؟!‏

من خلال المقارنة مع بعض سلوكيات السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام وسلوكيات النساء ‏في عصرنا الحالي نجد الابتعاد الجد كبير عن ما طبقته السيدة الزهراء عليها السلام وما يفعلنه ‏من تقليد اعمى للسلوك الهابط والثقافات المنحرفة المنحلة ,لست قاسية في اصدار الاحكام على ‏المجتمع النسائي فانا واحدة من هذا المجتمع ولا اعمم الكلام ولكن اتكلم لما اراه يوميا من ‏انتهاك صريح وتعطيل لمفاهيم الدين الحنيف والشريعة السمحاء التي جائت لتعلي من قيمة ‏المرأة المسلمة ولكن بسبب هذه السلوكيات الخاطئه التي تقوم بها النساء فهم انما ينزلون من ‏تلك المكانة والرقي الذين اعطاهما الاسلام للمرأة المسلمة .‏

اذن لو اريد صنع مجتمع فاضل يسوده الاخلاق الطيبة فيجب الرجوع الى النهج المحمدي ‏العلوي الفاطمي الحسني الحسيني لانه المثال الاسمى لكبح كل نزوات وشهوات النفس الامارة ‏بالسوء وانقيادها للتحلي بكل الصفات النبيلة فالبيت الرصين البناء ما كان اساسه قوي كذلك ‏المجتمع الفاضل ماكان احدى اساساته التي يستند عليها هي العفة.‏

نسأل من الله تعالى بفاطمة الزهراء(صلوات الله عليها) الوجيهه ان ينور دروبنا بنور عفتها ‏وطهرها ويجعلنا وجميع النسوة ممن يخطون على هديها انه سميع الدعاء.‏

-(1)المناقب /المغازلي‏

(2)كتاب الاحتجاج للطبرسي.‏

(3) تهذيب الاحكام/الشيخ الطوسي /ج1/ص469‏

 

                                                                                 بقلم :غيداء عبد الامير

Powered by Vivvo CMS v4.7