• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

الإمام المهدي (ع) نجم السماء وطارقها …

بواسطة |   |   عدد القراءات : 3293
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الإمام المهدي (ع) نجم  السماء وطارقها …

بقلم السيد فاضل حاتم الموسوي

 

الطرق في اللغة هو الضرب الشديد الذي يسمع له صوت ومنه المطرقة والطريق لان السابلة تطرقها بأقدامها ثم شاع استعماله في سلوك الطريق وبعد ذلك اختص بالإتيان ليلاً لان الآتي بالليل في الغالب يجد الأبواب مغلقة فيطرقها ويدقها حتى شاع لفظ الطارق في كل ما يظهر ليلاً .

          والمراد بالطارق في الآية الكريمة هنا هو ذلك النجم الذي يطلع بالليل والثاقب في الأصل بمعنى الخرق ثم صار بمعنى النير المضيء لأنه يثقب الظلام بنوره ويـأتي تارة بمعنى العلو والارتفاع ومنه ثقب الطائر أي ارتفع وعلا كأنه يثقب الجو بطيرانه ( الميزان ، الطباطبائي ج٢٠ ، ص ٢٥٨ ) . وفسره البعض : الطارق النجم الثاقب , وهو نجم العذاب ونجم القيامة وهو زحل في أعلى المنازل .

وروي أن منجماً سال الإمام الصادق (ع) بقوله : فما معنى الثاقب ؟ قال : لان مطالعه في السماء السابعة وانه ثقب بضوئه حتى أضاء السماء الدنيا , فمن ثم سماه الله بالنجم الثاقب (نور الثقلين ج٥ ،ص ٥٥٠ ) ، وذهب بعض المفسرين  الى خصوص كوكب زحل لأنه أبعد ما يمكن رؤيته من منظومتنا الشمسية  فلعلوه ولمعانه وما تحيط به من أقمار مضيئة أطلقوا عليه بالنجم الثاقب (الأمثل ، الشيرازي ج٢٠ ص ١٠٦ ) . 

وقبل اختراع الإنسان للبوصلة والأجهزة الحديثة لم تكن هناك وسيلة سوى النجوم لهداية الإنسان الحائر في الصحاري والمتاهات ولم تكن هنالك علامات في الطرق البرية والبحرية , وهذه الحقيقة ذكرها القران الكريم في قوله تعالى : ﴿ وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ﴾(الأنعام : ٩٧ ) ، فالنجوم تهدي الإنسان المتحير الى الطريق الصحيح الذي يوصله الى هدفه , كذلك جعل الله تبارك أهل البيت(ع) يهدون الضال والمتحير عن طريق الهداية والإيمان قال تعالى : ﴿ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾(السجدة : ٢٤ ) .وعن أمير المؤمنين(ع) قال : مثل أهل بيتي مثل النجوم (بحار الأنوار ج٢٤ ، ص ٨٢ ) . وعن رسول الله (ص) قال : النجوم أمان لأهل السماء إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء , وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض (فضائل الصحابة ج٢ ص ٦٧١) . وعنه (ص) قال لأمير المؤمنين (ع) : أنت نجم بني هاشم ( بحار الأنوار ج٢٤ ، ص ٨٢ ) .  فإذا توفرت عناصر الهداية في مجتمع ما فأنه لا يقع في دائرة الاختلاف عن رسول الله (ص) قال : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف (المستدرك على الصحيحين الطبرانى ج٣ ص١٦٣ ) . ولنا بهذا الصدد بحث بينا فيه أن أهل البيت (ع) لا يمثلون الهداية فقط وإنما الحماية والزينة أيضا فمن أحب التوسعة يراجع بحث ( العلاقة الكونية بين أهل البيت (ع) والنجوم ) 

           وبالتالي سواء كان الطارق زحل أو الثريا أو غيرها من النجوم , يبقى ذلك النجم الغائر في عمق السماء الذي له نور جذاب ولمعان شديد يثقب ظلمة الليل وينفض عن القلب غبار الغفلة والسبات وينير عقلة ويلفت اهتمامه ويدفع الله به شر الشياطين وأعوانهم عن السماء وأهلها والأرض وأهلها ووجه تقريب هذه الآية  بالإمام المهدي (ع) انه يشترك مع الأئمة (ع) جميعا في نفس الوظائف والمهام إلا أن صفة الغيبة والبعد عن الناس هي ما يميزه عن باقي الأئمة (ع) . ورد عن أمير المؤمنين (ع) لما سئل عن الطارق ؟ قال : هو أحسن نجم في السماء وليس تعرفه الناس وإنما سمي الطارق لأنه يطرق نوره سماه الى سبع سماوات ثم يطرق راجعا حتى يرجع الى مكانه (علل الشرائع ج١ ، ص ٣٠١ ) .

 

Powered by Vivvo CMS v4.7