شريط الأخبار
هل الزلزال الذي وقع مؤخرا في بعض مناطق تركيا وسوريا يعتبر من علامات الظهور؟     اسئلة مهدوية     (‏يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي)     هل سيتمكن الناس بعد ظهور الامام المهدي عليه السلام من أن يعملوا المعاصي؟ باعتبار ماهو معروف من دور الامام عليه السلام بعد ظهوره هو تطهير الارض من الظلم ونشر العدل، والمعاصي والذنوب من اوضح صور ظلم الفرد لنفسه ولدينه     بيعة الامام المهدي عليه السلام من تمام اعمال يوم الغدير.     الاسلوب الامثل لتوفير ردود علمية لشبهات احمد الكاتب حول العقيدة المهدوية .     يذكر بعض الناس روايات مضمونها ان مولانا الامام المهدي عليه السلام إذا خرج يقتل تسعين الف عالم في الكوفة ، ويدعي هذا البعض ان مصداق هؤلاء هو: علماء الشيعة الموجودون في العراق ...؟     غيبة الإمام والانتفاع بوجوده المبارك من الأسئلة الموجهة الى قناة المركز للأسئلة المهدوية:     هناك شبهة يتداولها بعض المغرضين مفادها ان الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري انقسموا الى أربعة عشرة فرقة.ولم يقل بوجود وولادة وإمامة ومهدوية (محمد بن الحسن) إلا فرقة واحدة وهي شرذمة قليلة من تلك الفرق الأربعة عشر . ماهو ردكم ؟     هل هناك فرق بين لفظي الظهور والخروج الواردين في الروايات الخاصة بالامام المهدي عجل الله فرجه ؟    
  • Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save

وظيفة المصلح في زمن الحضور

بواسطة |   |   عدد القراءات : 909
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

وظيفة المصلح في زمن الحضور

 

1)يبدأ الإمام المهدي(ع) بتأسيس جيش عسكري وقاعدة شعبية واسعة, ويقوم بالسيطرة على جملة من المناطق العربية والغربية, وأسقاط القادة الظالمين, والأنظمة الفاسدة[1].

2)يقوم بوظيفته التي بُعث من أجلها, وهي أنه يملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد ما ملئت جوراً وظلماً كما في الحديث النبوي الشريف المتواتر بين الفريقين السنة والشيعة, ومعنى ذلك انّ الحكومة الإلهيّة العادلة تحكم جميع أنحاء العالم, وينتشر العدل والأمن والأمان والصلاح والخير بين جميع الناس في جميع أقطار العالم.

3)صفاء قلوب الناس, وإزالة التخاصم بينهم, والشعور بالأمان المطلق, فقد ورد عن أمير المؤمنين (ع): ((...ولو قد قام قائمنا لأنزلت السماء قطرها ولأخرجت الأرض نباتها، ولذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتّى تمشي المرأة بين العراق والشام لا تضع قدميها إلاّ على النبات، وعلى رأسها زنبيلها لا يهيجها سبع ولا تخافه))[2].

4)بسبب وجوده المبارك تزول الأمراض والآفات الظاهرة عن أبدان الناس ويصفى ظاهر الخلق من جميع العيوب. فعن الباقر عليه السلام قال : « من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ ومن ذي ضعف قوي»[3].

وعن الإمام السجاد (عليه السلام): «إذا قام القائم أذهب الله عن كلّ مؤمن العاهة وردّ إليه قوّته »[4].

5)في زمن المهدي(ع) ينتشر العلم, وينتهي الجهل, حيث انّ المؤمنين في ذلك العصر يكون أذهانهم مستعده للفهم والتعلم ويكونون على درجة من كمال العقل والعلم والمعرفة ويتعلّمون جميع أقسام العلوم من فيوضات ذلك المنبع الإلهي ويكون حصول هذا الأمر لهم من بركة يده المباركة التي يمرّها على رؤوس محبّيه برأفة ورحمة. فقد روي عن جابر عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: « إذا قام قائم آل محمد ضرب فساطيط[5] ويعلم الناس القرآن على ما أنزل الله عزّ وجلّ »[6].

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) : « إذا قام قائمنا وضع يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم وكملت به أحلامهم »[7].

وفي حديث آخر : « فجمع به عقولهم وأكمل به أخلاقهم ».

وعنه (عليه السلام) : « وتؤتون الحكمة في زمانه حتى انّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله تعالى وسنّة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم »[8].

6)في زمن المهدي (ع) يقضي الدين الذي بذمة المؤمنين, حيث أنّ الامام (عليه السلام) يؤدّي عن شيعته قروضهم من الأحياء والأموات ويبرئ ذمّتهم من حقوق الناس. ففي حديث طويل عن جابر الجعفي عن الباقر (عليه السلام) يقول في آخره : «...فلا يترك عبداً مسلماً الا اشتراه وأعتقه ولا غارماً الا قضى دينه ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردّها ؟ »[9].

إنّ الإمام المهدي (ع) تكثر عطاياه للناس بحيث لا يوجد فقير ليعطيه الناس صدقاتهم وزكواتهم وتظهر الأرض كنوزها وبركاتها.

ففي الحديث عن الباقر (عليه السلام) : « وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض ظهرها فيقول للناس تعالوا الى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام وركبتم فيه ما حرّم الله عزّ وجلّ ، فيعطي شيئاً لم يعطه أحد كان قبله ويملأ الأرض عدلاً وقسطاً ونوراً كما ملئت ظلماً وجوراً وشرّاً »[10].

وروي المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : «... وتظهر الأرض من كنوزها حتى تراها الناس على وجهها ويطلب الرجل منكم من يصله بماله ويأخذ منه زكاته فلا يجد أحداً يقبل منه ذلك واستغنى الناس بما رزقهم لله من فضله»[11].

7)في دولته (ع) يقضي على البدع, ويحي الدين من جديد, ولا يترك سنة إلا أقامها.

إذ أنّ الإسلام الحقيقي الذي جاء به رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا نجده مطبقاً إلا في دولة المهدي المنتظر(ع), فالإمام(ع) يقوم بتخليصه من شوائب البدع, ويزينه بكل ما جاء به الرسول الكريم(ص).  

ففي الحديث عن الإمام الباقر (عليه السلام) : « ولا يترك بدعة إلا ازالها ولا سنّة الاّ أقامها »[12].

حيث إنه (عليه السلام) يقلع ويقمع جميع البدع ويزيل جميع الآلات المحرمة من آلات اللهو والقمار وأسباب الطرب.

8)إنّ مسؤولية الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) واسعة وكبيرة جداً, ولا يمكنه أنْ ينجح بحسب الوضع الطبيعي, من دون المدد الإلهي, وأنصاره المخلصين, أضف إلى ذلك إلى أنّ دولة المهدي (عجل الله تعالى فرجه) هي آخر دولة إسلامية تحكم هذا العالم, وهي الدولة التي تنشر العدل والقسط إلى أنْ تقوم الساعة.

9)إذا تأملنا في مواصفات وخصائص هذه الدولة الإلهية العظيمة وسألنا ما مصيرها بعد شهادة الإمام المهدي(ع)؟

 والجواب عليه: إنّ هذه الدولة لا يمكن بقاؤها ولا قيادتها ولا استمرارها على نفس النهج والقاعدة التي أسسها الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) إلا من خلال شخص المعصومين أنفسهم ولا يستطيع أحد مهما بلغت قدراته ومواصفاته القيادية أن يتحمل عبء هذه المسؤولية في إدارة شؤون هذه الدولة. ويؤيّد ذلك ما تذكره الروايات في قضية الرجعة التي تنص بوضوح على رجوع أئمة أهل البيت عليهم السلام.

(10)إنّ أهم وظيفة يقوم بها الإمام (ع) هو ترسيخ العقيدة السليمة للدين الإسلامي الصحيح, وتطهير الكعبة المشرفة والمسجد الحرام, من كل شركٍ:

قال تعالى: ((وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ))[13].

وقال أيضاً: ((وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ))[14] وهذا التطهير يشمل جميع أنواع الرجس، وأكبرها الشرك الذي ورد في صدر هذه الآية الكريمة.

قال تعالى: ((وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ))[15].

إنّ الحج الإبراهيمي الذي أراد الله تعالى, ومن ترسيخ التوحيد الحقيقي, ونبذ كل أنواع الشرك, وجمع كلمة الناس جميعاً على التوحيد, ستنطلق من بيت الله الحرام, وعلى يد المصلح العالمي (الإمام المهدي عليه السلام).

 

 



[1] - قد يتصور بعضهم أنّ نهضة الإمام المهدي(ع) منحصرة في القتال والدماء, وهذا اشتباه كبير, فإنّ الإمام(ع) منفتح على كافة المجالات , والتي منها التربوية والأخلاقية, وبناء الإنسانية المحطمة, لتصل إلى الكمالات المنشودة, بل أنّ للأمام(ع) رحمة إلهية, وعطفاً ربانياً , وخاصة للمستضعفين.

يبدأ الإمام(ع) حركته من المدينة المنورة ثم مكة المكرمة ثم يستقر في الكوفة, ويبدأ ثورته العالمية لإسقاط الأنظمة الفاسدة, وتنصيب قادة مصلحين يعملون بأمره, فيصبح العالم كله تحت سيطرته.

[2]- الخصال, الشيخ الصدوق, ص626.

[3]- مختصر بصائر الدرجات : 116 ، والبحار : 52 / 335, ح68.

[4] - المصدر السابق.

[5] -  جمع فسطاط وهو البيت المتخذ من الشعر أو الجماعة من الناس.

[6] - الإرشاد للشيخ المفيد : 365 .

[7] - الكافي: 1, 25 .

[8] - بحار الأنوار, ج52, ص352.

[9]- بحار الأنوار, ج52, ص224.

[10] - الغيبة للنعماني, ص245.

[11] - الإرشاد, للشيخ المفيد, ص363.

[12] - بحار الأنوار: ج55, ص92.

[13] - سورة الحج: الآية 27

[14] - سورة الحج: الآية 26.

[15] - سورة التوبة: الآية 3.

 

Powered by Vivvo CMS v4.7