شريط الأخبار
هل الزلزال الذي وقع مؤخرا في بعض مناطق تركيا وسوريا يعتبر من علامات الظهور؟     اسئلة مهدوية     (‏يعطف الهوى على الهدى إذا عطفوا الهدى على الهوى، ويعطف الرأي على القرآن إذا عطفوا القرآن على الرأي)     هل سيتمكن الناس بعد ظهور الامام المهدي عليه السلام من أن يعملوا المعاصي؟ باعتبار ماهو معروف من دور الامام عليه السلام بعد ظهوره هو تطهير الارض من الظلم ونشر العدل، والمعاصي والذنوب من اوضح صور ظلم الفرد لنفسه ولدينه     بيعة الامام المهدي عليه السلام من تمام اعمال يوم الغدير.     الاسلوب الامثل لتوفير ردود علمية لشبهات احمد الكاتب حول العقيدة المهدوية .     يذكر بعض الناس روايات مضمونها ان مولانا الامام المهدي عليه السلام إذا خرج يقتل تسعين الف عالم في الكوفة ، ويدعي هذا البعض ان مصداق هؤلاء هو: علماء الشيعة الموجودون في العراق ...؟     غيبة الإمام والانتفاع بوجوده المبارك من الأسئلة الموجهة الى قناة المركز للأسئلة المهدوية:     هناك شبهة يتداولها بعض المغرضين مفادها ان الشيعة بعد وفاة الحسن العسكري انقسموا الى أربعة عشرة فرقة.ولم يقل بوجود وولادة وإمامة ومهدوية (محمد بن الحسن) إلا فرقة واحدة وهي شرذمة قليلة من تلك الفرق الأربعة عشر . ماهو ردكم ؟     هل هناك فرق بين لفظي الظهور والخروج الواردين في الروايات الخاصة بالامام المهدي عجل الله فرجه ؟    
  • Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

دورنا في زمن الغيبة

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1991
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

دورنا في زمن الغيبة:

 إن غيبة الأمام عليه السلام لاتعني توقف العطاء بل على العكس تماما فهي تعني الأستمرار بالعطاء بل الزيادة فيه للحصول على الثواب الكثير الذي أعد للعاملين في زمن الغيبة التي يكون العمل فيها أفضل من العمل في زمن وجود الامام اقصد أن ثواب العاملين في زمن الغيبة أكثر وذلك لان العملين مغيب عنهم امامهم ورغم ما يحيط بهم فهم متمسكون بتعاليم دينهم لايكلون ولايملون كأن الغيبة عندهم بمنزلة الظهور ،وقد نعتت الروايات هؤلاء بأنهم أفضل من أصحاب كل زمان لأنهم يقيمون الصلاة ويينفقون في سبيل الله ويؤدون الواجبات وينتهون عن المحرمات وينتظرون إمامهم ولا يشكون ولايرتابون فهم يؤمنون بإمامهم الغائب كما يؤمنون بيوم الحساب قال الله تعالى :(الذين يؤمنون بالغيب)قال الصادق عليه السلام :من آمن بقيام القائم عليه السلام أنه حق(تفسير الميزان ١/٤٤).أن الذين يؤمنون بقيام القائم ويؤدون واجباتهم بشكل صحيح قال الله تعالى عنهم(أولئك على هدى من ربهم واولئك هم الفلحون)

الذين يؤمنون بقيام القائم تقع على عاتقهم مسؤليات جسيمة ينبغي عليهم أن لايفرطوا بها لأنها هي التي تكشف عن مدى إيمانهم بقيام القائم عليه السلام  واستعدادهم لنصرته ،وهم أولا - العلماء. 

ثانيا - عامة الناس من غير  العلماء. أم العلماء فالمسؤليات التي تقع على عاتقهم خطيرة وكبيرة بخطر وعظم اجرهم عند الله تعالى فهم نواب الامام عليه السلام وهم مسؤلون عن يتامى ال محمد هؤلاء اليتامى الذين غاب عنهم امامهم ليس لديهم أحد يرجعون إليه للتخلص من حيرتهم سوى العلماء الامناء على الحلال والحرام وإذا لاسامح الله قصر العالم عن هؤلاء تاهوا وضلوا ورتدوا عن الدين مما تقدم يتبين لنا أن المسؤلية العظمى التي تقع على عاتق العالم هي :بث العلم بين الناس قال الله تعالى :(ومما رزقناهم ينفقون)قد ورد عن الصادق عليه السلام أنه قال :ومما علمناهم يبثون (الميزلن ١/٤٥) جاء في الأخبار 

(لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه ،والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله ،والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي أحد إلا ارتد عن دين الله ،ولكنهم الذين يمسكون أزمة قلوب ضعفاء الشيعة ،كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل (البحار ٢/٦) إن العلماء بما لديهم من حجة وبرهان يعطون الأحكام الإلاهية والعقائد الحقة وينفون البدع والضلات والشبه عن أذهان الناس فالأخذ عنهم مهتدي والتارك لهم ضال ومضل متخبط في الشبهات

إن العلماء الجامعون للشرائط يعطون الفتوى المأخوذة من الأدلة كالكتاب والسنة بعد أن يبذلوا الوسع في الأستنباط على خلاف من يفتي الناس بدون علم ولولا جهود العلماء لنتشرت البدع بين الناس ولما أقيمت الواجبات بالشكل الصحيح الذي يريده الله تعالى فهم أي العلماء بحق إستحقوا أن يكونوا الأفضلون عند الله وهم أيضا يعطون العقائد الحقة في التوحيد والنبوة والمعاد والعدل والأمامة وغير ذلك ولولاهم   لنتشرت العقائد الباطلة بين الناس وارتد الناس عن دين الحق انها حقا مسؤلية كبيرة وكيف لا تكون كذلك والتقصير في أدائها يؤدي إلى ارتاد الناس عن الدين

لذلك ورد (إذا ظهرت البدع بين الناس فعلى العالم أن يظهر علمه)نعم على العالم أن لا يخزن علمه ويحجبه عن الناس أو لايعطيه إلا لأهل الشرف والمال ويحرم منه الفقراء وأهل المسكنة أو يتعلمه ليماري فيه ويكسب السمعة والشهرة فقد جاء في روايات أهل البيت أن من يخزن علمه ولا يبثه إلا لأهل الثروة والمال سيكون مصيره (ومن العلماء من يرى أن يضع العلم عند ذوي الثروة والشرف ولا يرى له في المساكين وضعا فذاك في الدرك الثالث من النار)بحار الانوار ج٢ص١٠٨

لقد ساهم علماء مدرسة أهل البيت بحفظ تراث ال محمد صلى الله عليه واله رغم كل الصعوبات التي مرت ورغم تشدد الحكام والسلاطين وقساوة تعاملهم مع أتباع أهل البيت وبالخصوص العلماء الذين تعرضوا للسجون والتعذيب ومنهم من ختمت حياته بالشهادة (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا).

من الادوار المهمة التي حفظت التراث من الأنحراف :وقوف العلماء بوجه المندسين والمدعين الذين أرادوا حرف مسيرة التشيع بطرق شتى من خلال الخدع والاباطيل والدعوى الباطلة ونصب الفخاخ ليصطادوا بها الناس الضعفاء ،لكن هذه الخدع لم تنطلي على الناس الذين كانوا يرجعون للعلماء ويأخذون منهم التوجيهات القيمة أما الذين لايأخذون من العلماء فإنهم سرعان ما يصدقون بؤلاء المدعين ويتبعوهم .فمثلا في زمن النواب الأربعة رضوان الله عليهم إدعى أناس أنهم نواب عن الأمام الامهدي لكن السفراء كشفوا للناس زيف المدعين وأخرجوا التواقيع بلعن هؤلاء أمثال الشريعي الذي كان من أصحاب الإمام الهادي عليه السلام ثم أصبح من أصحاب العسكري عليه السلام لكنه بعد موت العسكري عليه السلام ادعى مقاما لم يجعله الله فيه وكذب على الله وعلى حججه .فانبرى له الشيخ الموثوق به أبو عمرو عثمان بن سعيد فأخرج التوقيع بلعنه وبين للناس كذب إدعائه فلولا وجود هذا العالم الجليل لنطلت حيل الشريعي على الناس لأن الناس كانوا يعرفون انه من أصحاب الائمة لكنهم لايعلمون بما أراد من هذه الصحبة (من أراد ان يطلع على التفاصيل فاليراجع بحار الانوار  ج51 ص367 ذكر عن كتاب الغيبة اصحاب الدعاوى الباطلة وكيف تصدى العلماء لكشف اباطيل هؤلاء المدعين)

إن جهود علماء الاسلام جلية وواضحة لكل متتبع ومنصف يقول الحق ويعمل به فلولى العلماء لعبث الغلاة والنواصب بالدين وغيروا الاحكام وشوهوا الحقائق فالعلماء مرابطون بالثغور المهمة لحفظ الدين الدفاع عنه فقد ورد عن إمامنا الصادق عليه السلام أنه قال في حق العلماء:(علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وشيعته النواصب ،ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لأنه يدفع عن أديان محبينا ،وذلك يدفع عن أبدانهم )البحار جزء 2صفحة 5 نعم أن من يتصدى من العلماء لرد الشبهات ودحض أباطيل المغالين والناصبيين وغيرهم من أعوان إبليس هو أفضل عند الله ورسوله والأئمة عليهم السلام لأن عمله هذا نتيجته حفظ الدين وهذا العمل يحتاج إلى بذل جهود كبيرة لأنه يحتاج إلى أدلة وبراهين وحجج لايصل إليها إلى من أوتي حظا من العلظ والمعرفة

ومن الأدوار المهمة أيضا للعلماء: صرف الحقوق الشرعية التي تصل إليهم في التي يحرز فيها رضا الله  تعال ورسوله صلى الله عليه واله وسلم ورضا ولي العصر عليه السلام . 

في السابق كانت الاموال تصرف لمساعدة الفقراء والمحتاجين والغارمين وابناء السبيل ويعطى منها لطلاب العلوم الدينية ليستعينوا بها في قضاء حوائجهم ومعيشتهم اليومية ،أن ما يصل إلى العلماء من حقوق شرعية رغم قلته لكن العلماء يبذلوه في موارد مهمة منها.     

1- مساعدة الفقراء والمحتاجين                     

2- مساعدة المرضى وأهل العاهات المزمنة       

3- مساعدة الشباب وحثهم على الزواج           

4- صرف رواتب طلبة العلوم الدينية .لأن طلبة العلوم الدينية في الحوزات العلمية لايتقاضون رواتب من الحكومة هذا من جانب ويقضون جل أوقاتهم في تحصيل العلوم هذا من جهة ثانية ،فلأجل أن تستمر الحركة العلمية ويرفد المجتمع بالمبلغين والخطباء والباحثين والاساتذة  يقوم العلماء بصرف رواتب للطلبة المشتغلين بالتحصيل ليعيشوا الحياة الكريمة

6-صرف مبالغ مالية لطباعة الكتب والمنشورات الدينية التي تساهم في رفع الثقافة الدينية عند الناس بالاضافة إلى الفضائيات التي تقوم بالترويج للدين الحنيف

7- موارد أخرى قد يطول الكلام بذكرها

ثانيا- دور عامة الناس من غير العلماء:            

1- إن من أهم الأمور التي ينبغي على عوام الناس من غير العلماء في زمن الغيبة هو التمسك بالعلماء والرجوع إليهم في ألامور التي تخص دينهم سواء كانت تلك الامور تخص الفقه أو العقائد لكي لايقعوا  في مصائد أهل البدع والضلال الذين لايخلو منهم زمان .ورد في التوقيع الشريف (أما الحوادث الواقعة فرجعوا فيها لروات حديثنا)غيبة الطوسي صفحة 176  

 إن الرجوع إلى العلماء والألتزام بتعاليمهم وتوجيهاتهم هو الطريق الوحيد للحصول على مايحتاجه الانسان من أمور دينية خالية من البدع والخرافات التي تفتك بالدين وأهله ،فإذا قصد الناس الفقهاء -الذين يحق لهم الإفتاء -وأخذوا الفتوى منهم سوف يكون ما يؤدونه من أعمال عبادية كالصوم والصلاة والحج وغير ذلك من العبادات وكذلك المعاملات كالبيع والشراء والإجرة والمضاربة وغيرها من المعاملات مجزي ومبرء للذمة .هذا بالنسبة للعبادات والمعاملات  أما المسائل الاخرى كالدعاوى الباطلة مثل إدعاء السفارة وإدعاء المهدوية وغيرها فإن من يرجع إلى العالم سوف يسلم منها وأما الذي يرجع لغير العالم فإنه سرعان ما ينخرط مع هؤلاء المدعين ويكون خاسرا لدنياه واخراه . إن الرجوع للعلماء المختصين أمر تسالم عليه العقلاء منذ بداية الخليقة ،فمن يريد بناء بيت يذهب ألى المعمار ومن يريد بابا يذهب إلى الحداد أو النجار وكذلك من يريد أخذ حكم من الأحكام يذهب إلى الفقيه أما من يذهب إلى غير أهل الأختصاص فإنه لامحالة سوف لايحصل على مراده بل قد يحصل على مايعود عليه بالضرر

وهناك وظائف مشتركة يشترك فيها العلماء وغيرهم وهي:1- أداء مافرض الله تعالى من واجبات شرعية كالصلاة وصيام شهر رمضان والحج لمن استطاع اليه سبيلا وأداء الحقوق الشرعية وغير ذلك من الواجبات                  

1- التخلق بأخلاق اهل البيت عليهم السلام والأقتداء بهم قولا وفعلا ،(كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا) لقد أكد أئمة أهل البيت على مسألة الأخلاق والروايات في هذا المجال كثيرة جدا منها ماورد عن الامام الصادق عليه السلام في غيبة النعماني صفحة 200 قال:(من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسن الأخلاق ...)

2- انتظار الفرج وعدم الاستعجال وعدم اليأس :إن انتظار الفرج من أفضل الاعمال وافضل الجهاد فقد ورد عن  النبي صلى الله عليه واله وسلم :(افضل جهاد امتي انتظار الفرج )تحف العقول صفحة 27 (وسؤل امير المؤمنين عليه السلام عن أحب الاعمال فقال :انتظار الفرج) الفقيه جزء 4صفحة 274  وورد عن الجواد عليه السلام أنه قال :(أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج)اكمال الدين صفحة 360 وقال أمير المؤمنين عليه السلام :(مزاولة الجبال أيسر من مزاولة ملك مؤجل ،واستعينوا بالله واصبروا ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ،لاتعجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم )معجم الملاحم والفتن جزء 1صفحة 194

3- معرفة إمام الزمان عليه السلام وأنه امام مفترض الطاعة :فقد ورد أن من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية ،ورد في الكافي الجزء الأول صفحة 198 (..الامام عالم لا يجهل ،وراع لاينكل،معدن القدس والطهارة والنسك والزهادة،والعلم والعبادة ،مخصوص بدعوة الرسول صلى الله عليه واله وسلم ،ونسل المطهرة البتول ،لامغمز فيه في نسب،في البيت من قريش ،والذروة من هاشم ،والعترة من الرسول صلى الله عليه واله وسلم والرضا من الله عزوجل ،شرف الأشراف،والفرع من عبد مناف،نامي العلم،كامل الحلم ،مضطلع بالامامة،عالم بالسياسة،مفروض الطاعة ،قائم بأمر اللهعزوجل،ناصح لعباد الله،حافظ لدين الله،إن النبياء والأئمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه مالايؤتيه غيرهم ،فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى(أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لايهدي ألا أن يهدى فمالكم كيف تحكمون)يونس 35 وقوله تبارك وتعالى (من يؤتى الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا)البقرة269 وقوله في طالوت:(إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم)البقرة247.  المطلوب المعرفة الظاهرية أما حقيقة الامام لايعرفها إلا الله ورسوله وأهل البيت عليهم السلام

إن من عرف إمامه سوف لن ينجرف مع المدعين وأتباعهم ومن عرف إمامه لا يظره تقدم هذا الأمر أم تأخر فهو ثابت منتظر لاينخدع بمن يدعيها -أي الامامة- لأنه على علم بأن من يدعي أنه امام كأنا من كان غير المهدي  لاتجتمع فيه الصفات التي ذكرت في الرواية اعلاه

5- الدعاء والزيارة والتصدق عنه لحفظه صلوات الله عليه وعلى ابائه الطاهرين

6- التعاون والرحمة وانصيحة بين الأتباع :إن من وصايا ائمة أهل البيت لأتباعهم المنتظرين لدولتهم دولة الحق أن يعين القوي الضعيف وان يرحم الغني الفقير ويصل إليه الحق الذي فرضه الله تعالى  على الأغنياء لمساعدة الفقراء ،وأن يقدم كل واحد النصيحة لأخيه المؤمن وان يحب الخير له كما يحبه لنفسه

ونراه قريبا:

امالي المفيد عن ابن قالويه عن الكلبي بإسناده إلى جابر قال:ذهبت مع جماعة بعد إتمام أعمال الحج إلى الامام الباقر عليه السلام لنزوره ونودعه فقلنا له:ياابن رسول الله أوصنا وانصحنا. قال عليه السلام :(فليعن القوي منكم الضعيف وليرحم الغني منكم الفقير ،ولينصح كل واحد منكم أخاه المؤمن ،وليرد الخير لأخيه كما يريده لنفسه،واحفظوا أسرارنا ولاتبدوها وتنشروها فتحملوا الناس على رقابنا.....إلى أن قال:فإذا عملتم بوصيتنا ،ولم تتجاوزوا عنها فإن مات أحد منكم قبل ظهور القائم عليه السلام كان بمنزلة الشهيد.وكل من أدرك القائم منكم فجاهد بين يديه وقتل واحدا من أعدائنا كان له اجر عشرين شهيدا

 

الدرس الثاني عشر

سمات دولته

قال الله تعالى :(ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط)الحديد 25لقد أرسل الله الرسل وأيدهم بالحجج والمعجزات وأنزل معهم الكتاب ليقوم الناس بالقسط أي بالعدل (لقد ذكر الله تعالى في هذه الاية الغرض من إرسال  الرسل وإنزال الكتاب والميزان معهم أن يقوم الناس بالقسط ،وأن يعيشوا في مجتمع عادل ) الميزان جزء 19 صفحة197 ،لكن ومع الاسف الشديد إن هذا الغرض لم يتحقق بعد رغم الجهود التي بذلها الرسل والانبياء والاوصياء وما ذلك إلا بسبب إلتفاف اكثر الناس حول الحكام والملوك الظلمة هذا من جانب وخذلان وعدم نصرة المصلحين من جانب اخر .

إن الله تعالى وعد أنه سيرث الصالحين الأرض لينشروا فيها دين التوحيد والعدل قال الله تعالى :(ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون) وهذا الامر اي وراثة الأرض من شرقها لغربها سوف يتحقق في دولة أهل البيت عليهم السلام دولة الامام المهدي صلوات الله وسلامه عليه وعلى ابائه ليملأ ها عدلا وقسطا بعدما ملأت جورا وظلما   إن من أبرز سمات هذه الدولة المباركة1- العدل فهي دولة العدل التي لامكان للظلم والظالمين فيها ،فلو لم يبقى من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج المهدي عليه السلام ويقيم دولة العدل الألهي التي ستزيل الظلم وتنشر العدل بين الناس

2- ومن سمات هذه الدولة المباركة أنها دولة قوية ينعم أبناؤها بالأمن والأمان وعدم الخوف :إن البشرية جمعاء عانت ولا زالت تعاني من الحروب والقتل وعدم الشعور بالأمان لأن كثير من الحكام يمتلكون الأسلحة الفتاكة والجيوش الجرارة فبالأمس كان حكام الجور يملكون الأسلحة المتطورة في ذلك الزمان كالمنجنيق وغيرها واليوم يمتلكون  الصواريخ النووية والقنابل الهيدروجينية وغيرها ،الشرق يهدد ويتوعد والغرب ايضا يهدد ويتوعد ،هذا يجيش الجيوش ويريد أن يترأس على جميع العالم وهذا يريد أن يتغلب ليكون هو الرايس الاوحد ،والناس لاتشعر بالأمان نتيجة لهذا الصراع الدائر بين أهل الباطل

بعد المعانات الطويلة وبعد الخوف والقتل والسلب والظلم ستنعم البشرية جمعاء بالأمن والأمان وستكون جميع بقاع الأرض مكانا أمنا .     سئل الامام الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل:(سيروا فيها ليالي وأياما آمنين) قال :في تمام الأرض إنما هو في زمان الإمام القائم عليه السلام وفي دولته. وقد ورد في الأخبار أن المرأة تذهب من العراق إلى الشام وعليها زينتها من الذهب وغيره ماشية على أقدامها لايهيجها إنسان ولاحيوان من سبع وغيره فالأمان يكون في ذلك الزمان.

وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى :(ومن دخله كان أمنا)فقال:ذلك في زمان الإمام القائم عليه السلام فمن دخل البيت الحرام كان آمنا من كل سوء .(بيان الأئمة جزء 4صفحة188-189)

3- انها دولة شاملة حدودها من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب الدين الحاكم فيها هو الإسلام.ورد عن الصادق عليه السلام:أنه قال:إذا قام القائم عليه السلام حكم بالعدل ،وارتفع في أيامه الجور ،وأمنت السبل-أي أن الطرق تكون أمنة ففي البر لايتخوف من قطاع الطرق وفي البحر لايتخوف من القراصنة -وأخرجت الأرض بركاتها ،ورد كل حق إلى أهله ،ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الإسلام ويعرفوا الأيمان ،أما .سمعت الله سبحانه يقول :(وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون)آل عمران :83. وحكم بين الناس بحكم داود عليه السلام ،وحكم محمد صلى الله عليه واله وسلم فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها،ولا يجد الرجل منكم موضعا لصدقته ولا بره لشمول الغنى جميع المؤمنين .الارشاد جزء 2صفحة384

7- أنها دولة ينعم أفرادها بصحة الأبدان وقوة القلوب. 

لازالت البشرية تعاني من انتشار الأمراض الفتاكة التي لم يجد الطب لها حلا رغم التطور الهائل الذي حصل في بعض بلدان العالم هذا بالأضافة إلى غلاء الأجهزة الطبية التي يتم من خلالها اكتشاف وتشخيص المرض وغلاء الأدوية تلك الأمور وغيرها كتحول مهنة الطب من مهنة إنسانية إلى مهنة لجمع المال عند أكثر العاملين بها تلك الامور أدت ألى زيادة ذوي العاهات في المجتمات في العالم وبالخصوص في دول العالم الثالثفأذا جاءت دولة الحق سوف تحل هذه المشكلة وسوف تعالج جميع الأمراض بسبب التطور الهائل الذي سيحصل .                               

 ورد عن علي بن الحسين عليه السلام أنه قال:إذا قام قائمنا أذهب الله عزوجل عن شيعتنا العاهة ،وجعل قلوبهم كزبر الحديد ،وجعل قوة الرجل منهم قوة أربعين رجلا ويكونون حكام الأرض وسنامها.البحار جزء 2صفحة 317.         وذلك يتم من خلال التطور العلمي الحاصل في هذه الدولة المباركة فقد ورد في روايات اهل البيت عليهم السلام أن (العلم سبعة وعشرين حرفا فجميع ماجاء به الرسل حرفان فلم يعرف الناس حتى اليوم غير حرفين فإذا قام قائمنا أخرج الخمسة والعشرون حرفا فبثها في الناس وظم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرون حرفا)

5-إن دولة الحق تعطي أبنأها خير الدنيا وخير الاخرة:إن دولة الحق دستورها القرآن الكريم وهو اخر كتاب سماوي ينزل إلى الأرض فيه تبيان كل شئ هذا الكتاب المجيد فيه أحكام معطلة وفيه علوم كثيرة إذا قام القائم وأسس دولته المباركة فإنه سوف يحكم بهذا الكتاب وسوف يبين مافيه من معارف وعلوم نافعة  لدنيا الانسان اخرته (ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار)،(ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا)وغيرها من الايات التي يشعر الإنسان حينما يقرأها بابهجة والسرور وأنه لم يخلق ليعيش فقيرا عليه أن يلبس الرث من الثياب ويأكل الخشن من الطعام ويسكن بيوت الشعر ويترك الدور ويعيش بين القبور يترقب متى يأتيه ملك الموت لأخذ روحه كلا ان هذا ليس من الاسلام (ليس منا من ترك اخرته لدنياه ومن ترك دنياه لاخرته)و(عش لأخراك كأنك تعيش أبدا وعش لأخراك كأنك تموت غدا)وهناك روايات كثيرة تحث الانسان المسلم على العمل واستثمار المال والحصول على الدار الواسعة وركوب الدابة-اليوم وسائل النقل العصرية-الجيدة ولبس الزي الذي يلائم العصر (قل من حرم زينة الله التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين امنوا خالصة في الحياة الدنيا وفي الاخرة) ،إن سكنى الدار الواسة الجيدة وقتناء الاثاث الذي يليق بالانسان واكل الطيبات وو إذا كان من الحلال ولم يكن على حساب الاخرة لا اشكال فيه ولم يمنع عنه الاسلام

لكن مع الاسف الشديد هناك من يصور للناس غير ذلك ويفسر الزهد من عنده لاكما فسره اهل البيت عليهم السلام واخر يركز على الدنيا ولا ينظر أبعد من ذلك ينغمس في المادة والماديات ولايعتقد بعالم الاخرة ولايقيم له وزنا وهذا مانراه في الدول التي تدعي التطور والتمدن انهم يوفرون المال والرفاهية لشعوبهم ويخدعوهم عن الاخرة وهذا هو الظلم بعينه لانهم صدوا الناس عن الاخرة التي هي الدار الحقيقية وهي دار القرار. اما دولة القائم عليه السلام فهي تتكفل سعادة الدارين لكل الافراد الذين يلتزمون بتعليماتها ويطبقون قوانينها الإلهية

الدرس الحادي عشر

وظيفة المصلح العالمي في حظوره

:فالنبدأ بما جاء في دعاء الندبة(.....أين المعد لقطع دابر الظلمة أين المنتظر لأقامة الامت والعوج اين المرتجى لأزالة الجور والعدوان أين المدخر لتجديد الفرائض والسنن أين المتخير لأعادة الملة والشريعة أين المؤمل لإحياء الكتاب وحدوده أين محيي معالم الدين وأهله أين قاصم شوكة المعتدين أين هادم أبنية الشرك والنفاق أين مبيد أهل الفسوق والعصيان والطغيان أين حاصد فروع الغي والشقاق أين طامس أثار الزيغ والأهواء أين قاطع حبائل الكذب والافتراء أين مبيد العتاة والمردة أين مستأصل أهل العناد والتضليل والإلحاد أين معز الأولياء ومذل الأعداء (اين جامع الكلمة على التقوى)اين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي إليه يتوجه الأولياء أين السبب المتصل بين الأرض والسماء أين صاحب يوم الفتح وناشر راية الهدى (أين مؤلف شمل الصلاح والرضا).نجد في فقرات هذا الدعاء وظائف مهمة وأعمال خطيرة وجسيمة ومؤثرة ليس لها إلا ذلك المصلح الذي أعده الله تعالى للقيام بتلك الوظائف بعد أخذ البعة من الأصحاب والأنصار وتوفر العدد الكافي من المخلصين المضحين من أجل الهدف السامي الذي قام من أجله هذا المصلح الموعود

من هذه الوظائف:1-قطع دابر الظلمة الذين عاثوا في الأرض فسادا وملؤا الأرض ظلما وجورا  وسفكوا الدماء ونهبوا ثروات الشعوب وحكموا بالنار والحديد وعطلوا أحكام الله وابتدعوا أحكاما واوجدوا قوانينا ما أنزل الله بها من سلطان وانهم لم يفعلوا ذلك إلا لتقوية سلطانهم سلطان الباطل والله لايرضى بالباطل ،الملاحظ إن على رأس الأعمال التي يقوم بها هذا الإمام الهمام هو القضاء على الظلمة وقطع دابرهم اينما كانوا وإلى اي دين أو ملة أومذهب يعودون المدار عنده من كان ظالما فمن كان ظالما إجتته وقطع دابره فهو عليه السلام مع الحق والعدل يدور معهما حيث دارا فلا محل للظالمين وأهل الباطل في دولته المباركة

إن هذه الوظيفة هي الوظيفة الأهم لآن بقية الوظائف لايمكن انجازها ما دام هؤلاء الظلمة في الوجود فأولا ينبغي التخلص منهم وإزالتهم لأنهم أذا بقو سيكونون حجر عثرة في الطريق لذلك سيتولى القائم عليه السلام مهمة قيادة الجيش الفاتح بنفسه ويطهر الأرض من هؤلاء الظلمة المتجبرين الذين تسببوا في نشر الظلم والفساد في أرجاء الأرض .                          

إن هذا القائد الذي أعده الله تعالى لمهمة الإصلاح في العالم سوف يبايع أصحابه وأنصاره ويشترط على نفسه :أن يمشي حيث يمشون -أي أنه سيخوض الحرب ويتقد أمام جنوده -ويلبس كما يلبسون-أي يلبس لامة الحرب كجنوده -ويركب مايركبون،ويكون من حيث يريدون ،ويرضى بالقليل ،ويملأ الأرض بعون الله عدلا كما ملئت جورا ،ويعبد الله حق عبادته،ولا يأخذ حاجبا ولابوابا .(لمعرفة المزيد عن البعية يراجع الزام الناصب صفحة201 ومنتخب الأثر469 والملاحم والفتن 49 وصفحة122

 

2- الأصلاح الشامل : فهو عليه السلام سوف  يدعو الناس الى الدين الاصيل الخالي من البدع والخرافات وسوف يجدد الفرائض والسنن وينشرها بين الناس ليستفيدوا منها ويرتقوا في درجات الكمال ،ويعلم الناس القران كما أنزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم فعن الارشاد روى جابر عن ابي جعفر عليه السلام أنه قال:( أذا قام قائم ال محمد صلى الله عليه واله وسلم :ضرب فساطيط لمن يعلم الناس القرآن على ماأنزل الله عزوجل ..)وكذلك الكتب السماوية الغير محرفة كاالانجيل والتوراة والزبور سوف يخرجها للناس كم أنزلت من غير تحريف  لذلك سوف تكون الاحكام الموجودة في  القرآن الكريم والكتب الاخرى  متيسرة للناس فقد ورد (أن المرأة لتقضي في بيتها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه واله وسلم ،انه عليه السلام سوف يأتي بالدين كما لو كان رسول الله صلى الله عليه واله وسلم يحكم به ،فلايبقى على وجه الكرة الأرضية إلا دين التوحيد الخالي من البدع

(..حتى لايبقى إلا دين محمد صلى الله عليه واله وسلم)غيبة الطوسي 307

3-يبعث الحكام في اقاليم الأرض ليحكموا بين الناس بالعدل : 

إن سعة حدود الدولة المهدوية المباركة من الشرق إلى الغرب ،لذلك سيقوم الامام عليه السلام بتنصيب الحكام في الأقاليم ليطبقوا احكام الله ويحكموا بها بين الناس ،روى العياشي في تفسيره عن الباقر عليه السلام قال:(إذا فتح القائم الكوفة وإستقر بها بعث أصحابه الثلاثمائة والثلاثة عشر إلى أطراف العالم ومسح على جباههم وصدورهم ومن بركة يده لايعجزون في حكم ولايتوقفون في مسألة أو أمر من الأمور ولا يدعون أرضا إلا قد نودي فيها بالكلمة الطيبة :لا أله إلا الله وحده لاشريك له محمد رسول الله وهو قول الله تعالى :(وله أسلم من في السماوات طوعا وكرها وإليه ترجعون).

4-رفع الاختلاف وتوحيد الكلمة على التقوى: إن ألإختلاف في الاراء في الدين الواحد بل في المذهب الواحد محسوس وملموس لدى كل الناس وهذا آمر طبيعي لكن الاختلاف الذي يؤدي إلى أن يكفر أبناء الاسلام بعضهم بعضا وهذا مانراه الآن هذا أمر غير مقبول ويؤدي الى الفشل فإذا قام القائم وأتى بالدين الخالص الذي لالبس فيه ولا اشتباه ارتفع الاختلاف وصارت الآراء رأيا واحدا والمذاهب مذهبا واحدا  روى الشيخ الطوسي في غيبته عن الحسن بن علي عليهما السلام أنه قال:(لايكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض،ويلعن بعضكم بعضا ،ويتفل بعضكم في وجه بعضا،وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض ،قلت مافي ذلك من خير ،قال :الخير كله في ذلك،عندها يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله).غيبة الطوسي صفحة 291

5- ورد في بعض الروايات الشريفة أن المصلح العالمي سوف يقوم بقضاء ديون المؤمنين

6-بناء وتوسعة المساجد لأقامة صلاة الجمعة والجماعة والامور العبادية الاخرى كالإعتكاف وتلاوة القرآن الكريم

7-أعمال أخرى ذات نفع دنيوي كشق الأنهار لارواء الأراضي الزراعية وتنشيط القطاع الزراعي واستخراج المعادن من باطن الأرض واستخدامها في الصناعات ،وتوسعة الطرق ورفع كل ما يؤدي إلى عرقلة السير

 
Powered by Vivvo CMS v4.7