يقول البعض بأن الاخبار الواردة في شأن المهدي المنتظر ضعيفة وليس لها اي قيمة تذكر فبماذا نرد عليه ؟
بقلم: الشيخ عمار النصرالله
السلام عليكم . يقول البعض بأن الاخبار الواردة في شأن المهدي المنتظر ضعيفة وليس لها اي قيمة تذكر فبماذا نرد عليه ؟
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه الدعوى دونها خرط القتاد , إذ بعدما لم يكن بمقدور اي احد ان يتغافل عن كثرة الاحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه واله في المهدي المنتظر لجأ البعض الى الالتفاف على تلك الاحاديث من زاوية اخرى , وراح يبحث عن ما يمكن ان يثير حولها جلبة وضوضاء , فلم يجد بحسب منظوره الضيق إلا ان يدعي بأن تلك الاحاديث وإن كانت كثيرة إلا أنها ضعيفة بمجموعها وليس لها اي قيمة تذكر , ولكن سرعان ما ستصطدم هذه الدعوى بآراء جهابذة علوم الحديث وأهل التخصص والدراية فيه من أهل السنة فضلا عن الشيعة , الذين قالوا كلمة الفصل في هذا المجال واتفقوا على أن معظم الأحاديث الواردة في المهدي صحيحة ولا شائبة فيها , بل ذهبوا الى ابعد من ذلك وقالوا بأن تلك الاحاديث قد بلغت حد التواتر الذي يشكل اعلى درجات القطع بصدور الحديث كما هو معروف ,
ومن أولئك العلماء الذين صرحوا بتواتر احاديث المهدي المنتظر :
محمد بن علي الشوكاني حيث قال : (إن الأحاديث الواردة في المهدي متواترة، والأحاديث الواردة في الدجال متواترة، والأحاديث الواردة في نزول عيسى متواترة)١ ,
وقال الحافظ الكتاني: (الأحاديث الواردة في المهدي على اختلاف رواياتها كثيرة جدا، تبلغ حد التواتر، وهي عند الإمام أحمد والترمذي وأبي داود وابن ماجة والحاكم والطبراني وأبي يعلى والبزار، وغيرهم من دواوين الإسلام من السفن والمعاجم والمسانيد، وأسندوها إلى جماعة من الصحابة ، وبعضها صحيح ، وبعضها حسن ، وبعضها ضعيف والأحاديث تشد بعضها بعضا ، وأمر المهدي مشهور بين الكافة من أهل الإسلام على مر الأعصار ، وأنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت النبوي يؤيد الدين، ويظهر العدل ، ويتبعه المسلمون ، ويسمى بالمهدي)٢ .
وغيرهم كثير لايسع المقام لذكرهم .
وبعد هذا البيان لا تبقى لدعوى ضعف أحاديث المهدي اي وزن علمي بل تعتبر من لغو الحديث وفضول الكلام ,
......................................
١- عون المعبود ج١١ ص٤٥٨
٢- نظم المتناثر في الحديث المتواتر ص ٢٢٦