هل هناك من ادلة تؤيد صحة ادعاء السفارة من قبل الاربعة المعروفين على انهم سفراء المهدي عج ؟
بقلم الشيخ عمار النصرالله
السلام عليكم ورحمة الله . هل هناك من ادلة تؤيد صحة ادعاء السفارة من قبل الاربعة المعروفين على انهم سفراء المهدي عج ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ان ادعاء السفارة في ذلك الوقت الذي اعقب غيبة الامام المهدي عليه السلام وما اكتنفه من حراجة شديدة في الوسط الشيعي لهو امر في غاية الخطورة . فمن جهة قامت سلطة بني العباس بتعقب اصحاب الامام العسكري عليه السلام فضلا عن تفتيش داره لمرات عديدة . ومن جهة اخرى يوجد هناك من اصحاب الامام العسكري عليه السلام ممن يشهد بفضلهم وورعهم وتقواهم القاصي والداني .
ولو تأملنا مليا في هاتين الجهتين المذكورتين آنفا . ورجعنا الى ذلك الزمان الذي شهد بروز بعض الشخصيات على الساحة الاسلامية الشيعية مدعية ارتباطها بالامام صاحب العصر والزمان عليه السلام . لعرفنا ان مجرد ادعاء السفارة والنيابة عنه (عج ) سيكون له تبعات امنية من جهة . لان السلطات الحاكمة يومئذ اخذت تفتش عن اخبار الامام المهدي في كل زاوية ومكان . وعلمية من جهة اخرى . لان من يتصدى لتلك المهمة لابد ان يكون على قدر من الورع والعلم والتقوى مايضاهي به الاخرين من اصحاب الامام العسكري عليه السلام . وبكلمة جامعة نقول لم يكن مجرد ادعاء السفارة امرا هينا بحيث يسهل اختراق ذلك المنصب الحساس . ومع كل هذا فان هناك بعض الامور التي تؤيد صحة ادعاء السفارة من قبل اولئك الاربعة رضوان الله عليهم :
١- اتحاد الخط : لقد اتّحد الخط الذي تخرج به التوقيعات الصادرة عن الناحية المقدسة، مع الخط الذي كانت تخرج به التوقيعات عن الإمام العسكري عليه السلام، وقد كان خطاً معروفاً ومشخّصاً عند وكلائه عليه السلام، وطيلة مدّة السفارة الخاصة، والتي قاربت السبعين عاماً لم يختلف الخط أو يتغير حتى مع تغيّر السفراء من السفير الأول، الشيخ العمري الأب رضي الله عنه حتى السفير الرابع الشيخ السمري رضي الله عنه.
٢- عند الرجوع للمصادر التاريخية، وكتب السير، والتراجم، والرجال، نجد أنّها جميعاً تجمع على وثاقة، بل جلالة السفراء الأربعة، وأنّهم بعيدون كل البعد عن الكذب والشبهة، وهذا يعني أنّ شهادة الواحد منهم في كونه سفيراً سبب رئيس لتصديقه، خصوصاً وقد عرفت حاله، من حيث المقبوليّة وعدم احتمال الكذب فيه .
٣- لقد صدرت على أيديهم (رضوان الله عليهم) أمورا خارقة للعادة لا يتصوّر صدورها إلاّ ممن كان متّصلاً بالجانب الغيبي، ومسدّداً ممن جعل له التسديد في هكذا موارد، فمن تلك الموارد ما خرج على يد الشيخ السمري رضي الله عنه السفير من إخبار بوفاة الشيخ الصدوق الأب قدس سره، مع أنّه كان ببغداد، والصدوق كان في قم. ولم يكن الخبر المذكور محلّ تلقّي ومقبولية عادية من الحاضرين، بل كان هناك نحو امتحان، فقد ذكر الراوي: أنّ المشائخ كتبوا تاريخ ذلك اليوم، فورد عليهم الخبر بعد بوفاة الصدوق الأب في نفس ذلك اليوم، الذي أخبر به الشيخ السمري رضي الله عنه. وتوجد العديد من امثال تلك الحالة تطلب من المطولات .
الشيخ عمار النصرالله