رسائل و ثقافة الغدير .... الحلقة الاولى

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1198
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رسائل و ثقافة الغدير .... الحلقة الاولى

الحلقة الاولى

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

 

مما لاشك فيه أن نصب امير المؤمنين عليه السلام إماما ووصيا لرسول الله صلى الله عليه وآله أمر حقيقي لا ريب فيه ونحن بعيدا عن الجدل الكلامي بين الفرق الذي أحيانا يخرج الأمر والشأن الديني عن رسالته نقول نريد أن نوضح تلك الأمور التي لو تسنى للامام علي عليه السلام أن يكون قائدا وخليفة لرسول الله صلى الله عليه وآله تطبيقها لرأينا صورة أخرى مغايرة عن الإسلام المطروح ولتجنبنا الكثير من الإشكالات المعاصرة حول الدين الاسلامي الحنيف.

ماذا يعني الغدير ؟

يعني قيادة امير المؤمنين عليه السلام العادلة فالعدالة جوهر الدين الاسلامي كما عبر القران الكريم عن هدف بعثة الرسل بقوله (ليقوم الناس بالقسط)العدالة التي وصفها خير وصف اليعقوبي في تاريخه : (وأعطى الناس بالسَّوية لم يُفضِّل أحداً على أحدٍ، وأعطى الموالي كما أعطى الصِّلبيَّة، وقيل له في ذلك فقال: قرأتُ ما بين الدَّفتين (القرآن) فلم أجد لولد إسماعيل على ولد إسحاق فضل هذا، وأخذ عوداً من الأرض، فوضعه بين إصبعيه)هذه العدالة التي انتهكت مع شديد الأسف بسبب الوضع المادي والاجتماعي والسياسي والديني الجديد للمسلمين حيث انفتحوا على الدنيا بعد صعوبة عيش وفقر شديد ،مما أثرى البعض على حساب الآخر فحدثت فتن ومشاحنات هددت المجتمع الإسلامي الحديث حتى تم قتل الخليفة الثالث في ثورة عارمة ضد التصرفات الغير عادلة من حاشية الخليفة وقد قال الامام علي عليه السلام عن ذلك ) اِسْتَأْثَرَ فَأَسَاءَ اَلْأَثَرَةَ وَ جَزِعْتُمْ فَأَسَأْتُمُ اَلْجَزَعَ وَ لِلَّهِ حُكْمٌ وَاقِعٌ فِي اَلْمُسْتَأْثِرِ وَ اَلْجَازِعِ )وقد قال عنه وهي رسالة لكل حكومة جديدة تلي امر الناس أنها لابد أن تنظر في أمر الظلامات في الحكومات السابقة وترجع الحق لأن الحق قديم لايبطله شيء ( والله لو وجدته قد تزوج به النساء وملك به الإماء لرددته فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق )

فالعدالة فلسفة حكم عند الإمام لذلك لم يبق الحق له من صديق .

وهذه رسالة لنا نحن الذين ننتمي اليه اننا إذا ضيعنا العدالة فقد ضيعنا أمير المؤمنين عليه السلام  وهذه نقطة الالتقاء والافتراق معه وليس مسألة تدين سطحي أو انتماء بالولادة بل منهج حق علينا أن نسير عليه.

Powered by Vivvo CMS v4.7