• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

رسالة وثقافة الغدير ... الحلقة الثانية

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1411
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
رسالة وثقافة الغدير  ... الحلقة الثانية

 

الحلقة الثانية 

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخُزاعي 

 

ماذا يعني الغدير؟

 

الانسانية والرحمة.

 يقول الامام علي عليه السلام في وصيته وكتابه لمالك الاشتر (وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه ) فصفات القائد هي الرحمة والمحبة واللطف وهذه ليست محددة ومخصصة بمن هو على دين أو نهج القائد بل تشمل الجميع إذ الناس إما معك في نفس الدين أو هم يعودون لنفس الخالق ،وكم كان هذا الخطاب الحقوقي الإنساني سابق لزمانه وبسببه وبسبب وصايا آخر تم ادراج كلمات الامام عليه السلام في تراث الإنسانية في لوائح حقوق الإنسان.

لقد ارسل الامام علي عليه السلام مالك الاشتر الى مصر المتعددة دينياً وثقافياً واثنينا بالتالي لاينفع معها غير الفكر الإنساني العام والتعدد والحوار وهي نفس رسالة القرآن الكريم الذي قال

يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ   

فلو تسنى للامام عليه السلام أن يتولى الحكم وكان الوضع كما كان لمن قبله مستتبا لرأت الإنسانية نهجا اخرا في صورة الدين الإنساني والنهج الرحماني للامام علي عليه السلام ،ومواقف الامام علي عليه السلام الإنسانية والرحمانية كثيرة مع الموافق والمخالف ، فقد مر على كنيسة فقيل له طالما كفر بالله هنا فقال طالما عبدالله  هنا، وقد حاور حتى الخوارج  ،وقال لهم لا امنعكم من مسجد أو عطاء ما دمتم مسالمين غير مهددين للمجتمع ،لكنهم لما تمادوا ناجزهم الحرب ككل دولة تدافع عن مواطنيها ضد العنف بأشكاله المتعددة وخصوصا العنف الديني القائم على تكفير الآخر .

إن عيد الغدير ينبغي أن يذكرنا بهذه الصفة وبهذه الوصية العظيمة وان ننظر إلى الناس نظرة رحيمة فهم أيضا إما اخوان لنا في الدين أو نظراء لنا في الخلق.

فهذه الصفة نراها صفة تعايش تحتاجها المجتمعات وليس فقط القادة ويحتاجها أهل الخطاب الديني ،خصوصا اؤلئك الذين يركزون دائما على المختلف فيه لا على المشترك، والمشترك هو دعوة قرآنية مع المخالف الديني أهل الكتاب (تعالوا الى كلمة سواء بيننا) فكيف لو كان هذا الأمر بين نفس أهل الملة الواحدة؟

 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7