• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

الفرح الحقيقي بولادة السيد المسيح ع

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1203
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الفرح الحقيقي بولادة السيد المسيح ع

بقلم الشيخ ميثم الفريجي

يسأل البعض عن موقف الاسلام من الاحتفالات التي تقام بمناسبة ولادة السيد المسيح عليه السلام في رأس السنة الميلادية؟ 

وما يستعرض فيها من فعاليات كارتداء ملابس بابا نوئيل والتجوّل في اجواء المدن وشراء شجرة عيد الميلاد ربما لطلب الأولاد والعائلة ، ووضعها في البيت او المحلات وتزيينها بالزينة ونحو ذلك من الفعاليات التي ترافق أعياد رأس السنة الميلادية  

وفي مقام الجواب لابد من بيان أمرين أثنين ثابتين في الإسلام .

الأول : لا اشكال في الاحتفال بالمناسبات الخاصة بجميع الانبياء والمرسلين صلوات الله عليهم اجمعين بما فيهم نبي الله عيسى المسيح (عليه السلام) لأننا كمسلمين نؤمن بالأنبياء جميعا ونعتقد أنَّهم سلسلة نورانية هدفهم واحد وعملهم واحد وان تعدّدت الادوار فيما بينهم 

قال تعالى : ( آمَنَ ٱلرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَٱلْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِٱللَّهِ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ ٱلْمَصِيرُ ) البقرة : 285

 

الثاني : لابد أن يكون الاحتفال وفقا لما تمضيه شريعة الاسلام 

قال تعالى : (إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ )آل عمران : 19 ، و (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ ) آل عمران : 85  

لذا لا يجوز ان يرافق الاحتفال امور محرمة ، او ان يفوت واجب شرعي بسبب ذلك ، والّا كان هذا الاحتفال حراماً شرعاً 

امَّا ارتداء الزي المعروف ( بزي بابا نوئيل ) فهو من لباس الشهرة وقد ورد النهي عنه في الروايات  

وأعتقد أن لبعض المدن المقدسة كالنجف الاشرف خصوصية في قلوب المسلمين باعتبارها محل ضريح امير المؤمنين (عليه السلام) ، ومقر الحوزات العلمية الشريفة والمرجعية الدينية المباركة ، لذا لابد من حفظ خصوصيتها وابعادها عن مثل هذه المظاهر وتخصيص الاحتفال بما يليق بالمسلم وهذه المدينة المباركة وكذلك بقية المدن المقدسة .

ومجرد شراء شجرة الميلاد للعب الأطفال وغيره جائز في نفسه ، ولكن ينبغي أن لا يفتح باباً للتعويد على هذه الأمور في الإتّباع الأعمى للغرب ، و الترويج للديانات المبتدعة مادامت قد نسخت ، وحلَّ محلها الدين الإسلامي الخالد . 

  وهذا لا يعني عدم السرور بولادة سيدنا المسيح (عليه السلام) لأنَّنا أشد فرحاً من غيرنا به و بولادته، وننتظر تلك الساعة التي ينزله الله تعالى بها من السماء ليعاضد الإمام المهدي عليه السلام ليملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا

   ولكن لدينا طرقنا الخاصة للفرح بولادته الميمونة المباركة لأنه كلمة الله التي القاها الى مريم وروح منه 

    فبولادته ننشر الحب ، والسلام ، والزهد ، والصدق ، والتواضع ، والفناء في طاعة الله ، وحب الخير للناس ، والتفاني بخدمتهم ، ونشر العدل ، والمساواة ، والأخوة ، وتعزيز القيم والمبادئ ، وتزكية النفس بالفضائل ، وتخليتها من الرذائل والتجلي في عالم الروح ... وغيرها ممّا جاد به سيدنا المسيح (عليه السلام ) على الناس في وقته وأصبح نبراساً لمن يقتدى به ، ويمشى على خطى دربه

 هذا هو الفرح الحقيقي بولادة المسيح (عليه السلام)

  وليس كما نرى في عالم اليوم من شيوع التهتك، والفساد، والاختلاط المحرم، وشرب المنكرات، وفعل الموبقات، وجرح الحياء، وخدش العفة ممّن يدعي أنه من أتباع السيد المسيح العفيف الطاهر النقي ، وأمه القديسة النجيبة المحجبة المصونة العفيفة مريم العذراء 

فأين أنتم يا اخوتي يا من تدّعون الانتساب إلى سيدنا المسيح ؟

ـ أين أنتم من طهارته، وصدقه؟

ـ أين أنتم من عفته، وحيائه؟

ـ أين أنتم من زهده ، وكفافه ؟

ـ أين أنتم من عف بطنه عن الحرام، والآثام، والشبهات؟

ـ أين أنتم من عف فرجه من الفاحشة، والبغاء؟

وأين نساؤكم من حجاب مريم العذراء، وحيائها، وعفتها، وسترها، ونقائها، وطهارتها ؟، حتى قال الرب فيها: (وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) التحريم: 12

    إنّما نحن نتشرف أن نكون من أتباع سيدنا المسيح آمنا به ، وصدّقنا بقوله ، واتبعنا سيرته ، ونهجه فدلّنا على الطريق ، وهدانا إلى الرشاد ، وسمعنا صوته ونحن في الأصلاب ؛ وهو القائل بحسب نقل القرآن الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه 

 (وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هذا سِحْرٌ مُبِينٌ) الصف: 6

فبشَّرنا برسول الله محمد (صلى الله عليه وآلة)، وصدق فيما بشر به

فسلام عليه - يوم ولد ويوم قبضه الله إليه ويوم يبعث من السماء ليحيي الحق ويميت الباطل - ورحمة الله وبركاته

 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7