• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

سلام يا مهدي: وعدٌ واستعدادٌ ونصرةٌ

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1011
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
سلام يا مهدي: وعدٌ واستعدادٌ ونصرةٌ

بقلم فضيلة الشيخ ميثم الفريجي 

 

بسمه تعالى 

( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِكَ الَّذِينَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِكَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ) 

 

أيُّها المؤمن المهدويُّ: كنْ واعياً وحاضراً في ساحة العقيدة، ولايفوتك فهم أمرين معاً:

الأوّل : سرعة انتشار نشيد (سلام يا مهدي) ، ودخوله القلوب واستقراره في العقول دون استئذان، ومقدار الوحدة في الحركة والانتظام في الصفوف، فقد جمع الملايين في ساعات قليلة وكانها حركة احاطتها يد الغيب بدعوات صالحة مباركة من الناحية المقدسة، إمامنا المهدي (عليه السلام )، وهو القائل : (إنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله، وظاهرونا على انتياشكم من فتنة قد أنافت عليكم، يهلك فيها من حمّ أجله، ويحمى عنها من أدرك أمله، وهي إمارة لأزوف حركتنا و مبانيتكم بأمرنا ونهينا، والله متم نوره ولو كره الكافرون)1

الثاني: حقد الاعداء وغيضهم وحمقهم من مجرد كلمات تخرج من افواه الفطرة الصادقة اطفال الشهداء، فكيف اذا خرج الإمام المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، المُنَتَظَرُ لِإَقامَةِ الأَمْتِ وَالعِوَجِ، المُرْتَجَىٰ لِإِزالَةِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ، المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، المُتَخَيَّرُ لِإِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ، المُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ، مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ، قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِينَ، هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِرْكِ وَالنِّفاقِ، مُبِيدُ أَهْلِ الفُسُوقِ وَالعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ، طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالأَهْواءِ، قاطِعُ حَبائِلَ الكِذْبِ وَالاِفْتِراءِ، مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَةِ، مُسْتَأصِلُ أَهْلِ العِنادِ وَالتَّضْلِيلِ وَالإِلحادِ، مُعِزُّ الأَوْلِياءِ وَمُذِلُّ الأَعْداءِ، جامِعُ الكَلِمَةِ عَلَىٰ التَّقْوَىٰ، بابُ اللهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتَىٰ، وَجْهُ اللهِ الَّذِي إِلَيْهِ يَتَوجَّهُ الأَوْلِياءُ، ... ، الطَّالِبُ بِذُحُولِ الأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الأَنْبِياءِ، الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء، المَنْصُورُ عَلَىٰ مَنْ اعْتَدَىٰ عَلَيْهِ وَافْتَرَىٰ، المُضْطَرُّ الَّذِي يُجابُ إِذَا دَعَا، صَدْرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقْوىٰ ...

فماذا سيكون جوابهم!؟ ولا شك أنه واضح لديك .

ومن هنا قال تعالى: ( وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَ عَدُوَّكُمْ وَ آخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَ ما تُنْفِقُوا مِنْ شَيْ‏ءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَ أَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) الانفال: 60

فاعدّوا أيّها الموالون انفسكم لنصرة وليكم وامامكم، والتمهيد لظهوره الميمون. واستفيدوا من هذه الحركة الملكوتية التي جذبت القلوب وفتحت العقول، ونمّوها بمزيد من وحدتكم وتضامنكم، فلا يفرّقكم اختلاف لغاتكم ، ولا بشرتكم ، ولا الوان اعلام بلدانكم، فانتم جميعا اخوة تجمعكم عقيدة الايمان بالمهدي الموعود الذي هو وعد الله ووعد رسوله، وصدق الله ورسوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى‏ لَهُمْ وَ لَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَ مَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ) النور: 55

 

و اعدّوا القوة والآلة والعدد والاستعداد للتضحية والشهادة في سبيل الله ورسوله لما تلاقونه من اعداء الله، حيث ورد عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام ) في وصية له لأصحابه، قال: (إذا اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده، وردوه إلينا، حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا، فاذا كنتم كما أوصيناكم ولم تعدوه إلى غيره, فمات منكم ميت قبل أن يخرج قائمنا كان شهيداً, ومن أدرك منكم قائمنا فقتل معه كان له أجر شهيدين، ومن قتل بين يديه عدواً لنا كان له أجر عشرين شهيداً) 2 

وهكذا يبقى المؤمن مجاهداً بين يدي إمامه حتى يمكّن الله له في ارضه وينصره على عدوه، فيتحقق وعد الله تعالى (حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه طويلا) 

وبعدها يعمُّ الخير والسلام والكرامة في جميع بقاع الله 

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ( أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس وزلزال يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض) 3 

وعنه ( صلى الله عليه واله) : (أبشروا بالمهدي قالها ثلاثا يخرج على حين اختلاف من الناس وزلزال شديد يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا يملا قلوب عباده عبادة ويسعهم عدله) 4

 

والى ذلك اليوم ( إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَ نَراهُ قَرِيباً) المعارج : 6 - 7 

والحمد لله رب العالمين

 

ميثم الفريجي

النجف الأشرف

14 ذو الحجة 1443 

 

المصادر 

-------

1: الاحتجاج للشيخ الطبرسي: 2/ 324

2: امالي الطوسي: 1 / 236.

3/ الغيبة - الشيخ الطوسي: ج 1، ص 202

4/ الغيبة - الشيخ الطوسي: ج 1، ص 203

Powered by Vivvo CMS v4.7