ظهور الامام المهدي في ظل فلسفة التاريخ القراْنية

بواسطة |   |   عدد القراءات : 990
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
ظهور الامام المهدي في ظل فلسفة التاريخ القراْنية

بقلم الشيخ عبد الحكيم الخزاعي

 

 

قال الله تعالى (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ﴾

في فلسفة التأريخ توجد لدينا توجهات فكرية دينية وغير دينية ويمكن اختصارها بثلاثة توجهات 

الاولى : وهي نظرية فوكوياما (نهاية التأريخ) والانسان الاخير فهو يرى ان الديمقراطية الليبرالية وقيمها عن الحرية والفردية والمساواة والعولمة والليبرالية الاقتصادية تشكل ذروة التطور الايديولوجي للانسان بعد اجماع معظم الناس على صلاحيتها وعدم وجود بديل افضل .

وهذه النظرية ثبت بطلانها نظريا وعمليا فان هناك دولا بدأت تكبر وتعود للسيطرة وهناك قيم اخرى ظهرت في العالم ومنها قيم العالم الاسلامي وخصوصا بعد ثورة السيد الخميني قدس سره وبعد الصحوة الاسلامية العارمة في العالم الاسلامي ولايوجد اجماع على النظرية والبديل متوفر فكريا وجغرافيا .

 

الثانية : نظرية الفوضى وهي نظرية تبناها صموئيل هنتجتون والفوضى البناءة التي تعيد بناء العالم وايضا هي ذات توجه امريكي تبشر بالاخير بهيمنة الولايات المتحدة الامريكية وتؤمن ايضا بالصراع الحضاري الذي تنتصر فيه قيم الغرب على غيرها .

وهذه النظرية ايضا استعمارية استعلائية تهدد البلدان واستقرارها وهناك ايضا توجه ديني يقول بان الكون يتجه نحو الفوضى وهو ايضا اتجاه مسيحي 

فنهاية التاريخ هو الفوضى العارمة والدمار الشامل .

 

النظرية الثالثة: وهي نظرية القران الكريم واهل البيت عليهم السلام بل عموم الفكر الديني الاسلامي فالاية اعلاه تتحدث عن نهاية التاريخ لكن في ظل فلسفة القرآن التي تقوم على البلاء والابتلاء ومن ثم سيادة الانسان الاخير وهو انسان القرآن والتقوى والاستضعاف وليس انسان القيم الغربية التي باتت تهدد اصل وجود الانسان حتى على مستوى تكاثره واستمرار نسله حيث باتت تنادي بالمثلية وانكار العائلة .

وقد بشر النبي صلى الله عليه واله بالامام المهدي وقد رويت فيه الاحاديث الصحيحة فقد ورد عنه عن ابي سعيد الخدري عنه صلى الله عليه واله : لَتُمْلَأَنَّ الأرضُ ظلمًا وعدوانًا ، ثُمَّ لَيَخْرُجَنَّ رجلٌ مِنْ أهلِ بيتِي ، حتَّى يملأَها قِسْطًا وعدلًا ، كما مُلئَتْ ظلمًا وعدوانًا

 المصدر : صحيح الجامع | الصفحة أو الرقم : 5074 |صحيح.

 

وهذا يعني صحة احاديث الامام المهدي لا كما ذهب ابن خلدون في عدم صحتها , وكذلك اسلامية هذه الفكرة العالمية لا انها مختلقة من الشيعة جراء الظلم والجور ,فاذا كان الشيعة اختلقوها بسبب الظلم فلماذا يحدث بها اهل السنة وقد كانت الخلافة فيهم ولم يتعرضوا للظلم الذي تعرض له الشيعة ؟

 

ثم القضية المختلقة سرعان ما تزول وتضمحل وتموت باسباب اختلاقها واختراعها فالشيعة اليوم خرجوا عن التقية وعن الظلم الكبير ولهم دول اسسوها ولكنهم لازالوا يؤمنون بها كفكرة عالمية وفلسفة تاريخ ووعد الهي كبير في قيادة العالم ونهاية التاريخ وفق العدل والقسط ورفع الظلم .

 

ان هذه الرؤية الخلاقة تستدعي منا امور :

 

اولا : بيان قضية الامام المهدي عليه السلام وفق هذا المنظور العلمي الفلسفي القراني وابعادها عن المختلق من الاحاديث والرؤية الضيقة .

 

ثانيا : هذه الرؤية رؤية بنيوية تبني الانسان وتخلق منه الانسان المنتظر والممهد الذي يتسلح بقيم الاسلام والايمان والمذهب اضافى الى انفتاحه على قيم العصر وقرائتها وفق المنظور المهدوي في خلافة الارض ,وايضا تستدعي منه التسلح بعلوم العصر اذ المهدي عليه السلام هو خطوة كبيرة في تقدم التاريخ وخلق افق جديد وليس دعوة رجعية او انتكاسة حضارية وتقهقر الى الوراء .

 

ثالثا: علينا معالجة الدعوات المهدوية التي برزت وفق هذا المنظور العالمي التقدمي لا وفق ما تطرح من افكار متخلفة واتباع جهلة وقادة اجهل منهم .

 

رابعا : عليناالتركيز في البناء المهدوي على هذا المنظور فان اي امة تملك فلسفة للتاريخ وللوجود لاتسقط في العدمية وضياع المعنى وخلق جيل مؤمن واعي ممهد سعيد وليس فقط ان نركز على علامات الظهور واذا ركزنا عليها ففي وفق هذه الرؤية الكلية لا عبر احداث مجتزئة قد تحرف العديد من الشباب في ظل المؤقتين الدجالين الداخلين في دهاليز السياسة ونفق المخابرات الدولية .

 

االهم عجل لوليك الفرج والنصر والتأييد والاعوان 

Powered by Vivvo CMS v4.7