الاخ العاشق لأخيه

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1119
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
الاخ العاشق لأخيه

 

بقلم الشيخ إحسان الطالب 

 

عندما تتصفح ما اورده التاريخ - على ندرته و قلته - من نفائس ثمينة من حياة العباس بن علي ( عليهما السلام ) ستقف مذهولا امام اسرار العشق الذي اذاب هذا الفارس حتى لم يبق منه شي الا و انصهر في معشوقه ، بكل جوارحه هام و عشق فعبر عن ذلك بكل جوارحه فعينه التي تكحلت بروية معشوقه جعلها فداء له على طبق من الامتنان و الخجل ، و يداها التي طالما تشرفتا بخدمة من احبت طارتا قطعاً و بتراً على جناحي الشوق نحو فردوس العاشق و رجلاه اللتين كانتا تقفوا أثر الحسين اينما حل و لا تتقدمان امام سيدهم الا من اجل المنية دونه فقد تناوشتهما السيوف طعمةً حتى انفصلتا عن الجسد و هن يحملن روحه الى حج التفاني و الفداء 

 

و باقي جسده الذي تربى على شمائل و عطر سيد شهداء الجنة اعطاه طعمةً للسيوف تقطعه و 

تعبث به كيف شاءت بأشفارها دون ان ياذن لها الا باذن التضحية من اجل سلامة من تشربت به روحه عشقا و حباً 

 

اما راسه حيث دماغه و شعره و محاسنه فكان يمضي سعيدا الى راس رمح ثُبت عليه دون الم و شكوى و كيف يتالم او يشتكي من سلبت منه مقدمات الوجع و حلت مكانها نتائج الوجد و الهيام و الوله بمعشوقٍ من صنع السماء  

 

لقد وجد العباس ابن علي في سيده الحسين الكهف الذي يأوي اليه بكل ذاته و وجوده فلم يعد يرى لنفسه اي وجود دون الحسين ، طبيعة الحب والعشق ان لا ترى لنفسك شأن في جنب محبوبك و معشوقك 

يا نفس من بعد الحسين هوني

و بعده لا كنتي او تكوني

 

لم يكن العباس فارساً شجاعاً فقط

بل كان عاشقاً من طراز نادر جدا 

فمن طبيعة العاشق انه يتلذذ في تلفظ اسم معشوقه ولكن العباس كان يرى ان لسانه لا يستحق ان يجري عليه اسم حبيبه و معشوقه دون التبجيل و التأدب و التقديس 

 

Powered by Vivvo CMS v4.7