تأملات مختصرة في أدعية ايام شهر رمضان المبارك ... دعاء اليوم التاسع
بقلم فضيلة الشيخ عبد الحكيم الخزاعي
اللَّهُمَّ اجعَل لي فيهِ نَصيباً مِن رَحمَتِكَ الواسِعَةِ، وَاهدِني فيهِ لِبَراهينِكَ السَّاطِعَةِ، وَخُذ بِناصيَتي إلى مَرضاتِكَ الجامِعَةِ، بِمَحَبَّتِكَ يا أمَلَ المُشتاقينَ.
بسمه تعالى:
اللهم اجعل لي فيه نصيبا من رحمتك
كيف احصل الرحمة الإلهية ؟
إن في القرآن الكريم والسنة المطهرة قوانين ذلك فمثلاً القرآن الكريم يقول :وَ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاحِها وَ ادْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللَّـهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
فعدم الفساد في الأرض والاستمرار في اصلاحها ، ودعاء الله خوفا وطمعا هو الاحسان وهو يوجب الرحمة الإلهية.
وهكذا يقول تعالى :وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ الَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ.
فرحمة الله مكتوبة للمتقين ومن يؤتون الزكاة ومن لديهم الإيمان وهذه خارطة طريق كاملة ترتبط بالجانب العقدي والجانب السلوكي العبادي والتشريعي .
وهكذا النبي صلى الله عليه وآله بين لنا طريق الرحمة الإلهية إنه ليس في السماء فقط بل في الارض بيننا
الرَّاحِمونَ يرحَمُهم الرَّحمنُ تبارَك وتعالى؛ ارحَموا مَن في الأرضِ يرحَمْكم مَن في السَّماءِ.
فإذا أردنا ان تنزل علينا الرحمة علينا ان نتراحم بيننا
فائدة : ليس قوله صلى الله عليه وآله في السماء اي ان الله في السماء بل رحمته في السماء حيث تنزل على الإنسان أو غيرها من الوجوه لأن الله لا يحويه مكان.
واهدني فيه لبراهينك الساطعة ، الوصول إلى البرهان واليقين دون الظن والشك وأتباع الأهواء والاخرين هو هداية إلهية وهذه الهداية اما عقلية حيث جهز الله العقل الإنساني بقوانين الفكر التي من خلالها يهتدي لوجوده ونبوة الانبياء وحقانية المنهج الإلهي ، أو شرعية من خارج الإنسان مثل الانبياء والرسل والائمة ، واذا توافقت الحجة الداخلية مع الخارجية وصل الإنسان إلى مرحلة عالية من اليقين لن تزعزعه الشبهات.
العقل الإنساني حجة ودليل على وجود الخالق فهذا العقل بما فيه من معارف وعلوم يتسائل عن مصدر الوجود فمن جاء هذا العالم هل من تلقاء نفسه ؟ يستحيل ذلك إذ لابد لكل معلوم من علة وهذه العلة لابد أن تكون متقدمة على المعلول رتبة والا تأخر العلة عن المعلول ممتنع عقلا ، وهكذا لا يمكن أن يكون نفس المعلول اوجد نفسه فهذا دور باطل أو معلول اخر إلى ما لا نهاية فهذا تسلسل اذا لابد من علة واجبة الوجود تنتهي إليها المعلولات.
ونقول الوجود ضروري فأما أن يكون واجب الوجود موجود او استلزمه إذ الممكنات لابد أن ترجع لواجب الوجود.
فهذا العالم فقير لابد له من علة غنية يا أيها الناس انتم الفقراء إلى الله .
وخذ بناصيتي إلى مرضاتك الله هو الذي يأخذ الإنسان إلى رضاه فكل شيء بتوفيق الهي ، فهي رحلة من الرحمة إلى البرهان إلى الرضا الإلهي .
وكل هذه الأمور إنما سببها المحبة الإلهية فالله محب لخلقه إذ الخالق محب لمخلوقاته
والمشتاقون أملهم الله تعالى لاغير فالله شفيق بهم ومحب لهم وما كان هذا شأنه لابد ان يرحم الإنسان ويهديه.
نسال الله محبته الكاملة