حول غزوات الرسول - صلى الله عليه واله وسلم -
حول غزوات الرسول - صلى الله عليه واله وسلم -
وَقَفَ الفادي أَمامَ جهادِ رسول الله - صلى الله عليه واله وسلم -، ونَقَلَ أَسماءَ غزواتِه، التي بَلَغَتْ تِسْعاً وعشرينَ غَزوة، وهي المعاركُ التي خاضَها بنفسِه، وذَكَرَ أَنَّ سراياهُ زادَتْ على سبعين، فيكونُ مجموعُ الغزواتِ والسرايا مئة.
وذَكَرَ خُلاصةَ بعضِ الغزوات والسرايا، مثلُ سريةِ ابنِ الحَضْرَمي، وغزوةِ
أُحُد، وغزوةِ حُنَيْن، وغزوةِ بدر، وغزوةِ بني النضير.
وهو يتكلمُ عنها بأُسلوبِه القائمِ على اتهامِ النبيِّ - صلى الله عليه واله وسلم -، ورفْضِ نبوته، والزعمِ بأَنه هو الذي أَلَّفَ القرآن.
من ذلك قولُه: " وقد سجلَ محمدٌ في قرآنِه الكثيرَ من غزواتِه وسراياه "..
وقولُه عن سريةِ ابن الحضرميّ: " ...
وغَضِبَ محمدٌ لاستباحةِ أَصحابِه القتالَ في الشهرِ الحرام، ثم استحلَّ ذلك، وقَسَّمَ الغنائم لنفسِه وأَصحابِه.. ".
وقد سبقَ أَنْ ذَكَرْنا تفاصيلَ قصةِ سريةِ ابن الحضرمي، التي هي في الحقيقةِ سريةُ عبدِ الله بن جحش - رضي الله عنه -.
ومن ذلك قولُه عن غزوةِ أُحُد: " ...
فأَخَذَ محمدٌ في لعنِ الذين هَزموه، وحاولَ إِنْعاشَ أَفئدةِ الذين انْهزموا، فقال لهم: (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ) ".
وادَّعى الفادي المفترِي أَنَّ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه واله وسلم - أَخَذَ عبارةً من إِحدى النساء، وسَجَّلَها في قرآنِه.
وهي عبارة: " يَتخذُ اللهُ من عبادِه الشهداء "، قال: " فقالت
المرأة: يتخذُ اللهُ من عبادِه شهداء.
فاقتبسَ محمدٌ عبارتَها، وجَعَلَها وحْياً "!!.
وادَّعى المفترِي أَنَّ الرسولَ - صلى الله عليه واله وسلم - أُعجبَ بكثرةِ أَصحابِه في غزوةِ حُنَيْن، فقال: " لن نُغْلَبَ اليومَ من قلة " فهزمَهم الله!.
والصحيحُ أَنَّ الذينَ قالوا هذا القولَ هم " الطُّلَقاء "، الذين أَسلموا يومَ فتحِ مكة، والذين لم يَتعمق الإِيمانُ في قلوبهم، فأُعجبوا بكثرتهم، فأَدَّبَهم الله، أَما الرسولُ - صلى الله عليه واله وسلم - فإِنه لا يُمكنُ أَنْ يقولَ ذلك، لقوةِ توكُّلِه على الله.
ومع أَنَّ حديثَه عن أَهم غزواتِ رسولِ الله - صلى الله عليه واله وسلم - كانَ مُخْتَصَراً، إِلّا أَنه لم يكنْ في مجملِه صحيحاً؛ لأَنه لم يأَخُذْه من المصادرِ الإِسلاميةِ الصحيحة، ولذلك أَخطأَ في عرضِ بعضِ الأَحداث، إِضافةً إِلى تأكيدِه المتواصلِ على أَنه هو الذي كان يُؤَلِّفُ القرآنَ من عنده، وأنه ليس رسولاً من عند الله!!.