مصطلحات متداولة في علم التفسير النظريّ
بقلم الشيخ ماجد الحساني
توجد مجموعة من المصطلحات التي ظهرت في علم التفسير، من قبيل: الأصول، والقواعد، والمسائل، والمبادىء، والمباني، والضوابط،... بعضها قريب المعنى من بعضها الآخر، إن لم يكن مرادفاً له، تبعاً لمقاصد الباحثين في التفسير، إذ من الممكن أن يعتبر باحث ما بعض الأبحاث التفسيريّة أُصولاً، ويعتبرها آخر قواعد، ويعتبرها ثالث ضوابط١،... ويمكن لحاظ وجه اختلاف دقيق بين هذه المصطلحات، من خلال التحديدات الآتية:
١- أصول التفسير:
وهي عبارة عن مجموعة من الأسس التي ترتكز عليها القواعد التفسيريّة وتُبنى عليها، وتكون بمثابة القاعدة والجذر للبناء التفسيريّ، وتسمّى أيضاً بمصادر التفسير، ومن أبرز هذه الأصول: كون القرآن الكريم كتاب هداية، نزل بلغة العرب جرياً على أساليبهم في مقام التخاطب والتفهيم والتفاهم، موافقاً لحكم العقل القطعيّ، ومبيّناً بالسنّة الشريفة...٢.
٢- قواعد التفسير:
وهي عبارة عن قضيّة كلّيّة، أو أمر كليّ ينطبق على أُمور جزئيّة في عمليّة التفسير، بهدف التوصّل بها إلى استنباط معاني القرآن ومقاصده. وهي بمثابة الأعمدة للبناء التفسيريّ، كالعناية بالتمييز بين المعنى الحقيقيّ والمعنى المجازيّ، والعناية بالدلالات والمفاهيم، والعناية بالمحكم والمتشابه، وغيرها من القواعد٣.
٣- المسائل التفسيريّة:
وهي عبارة عن مجموعة من القضايا التي تنشأ من القاعدة التفسيريّة وتُوضَع عليها. وهي بمثابة السقف للبناء التفسيريّ، مثل: الحقيقة المعنائيّة القرآنيّة في مقابل الحقيقة الوضعيّة اللغويّة، وتخصيص القرآن بالسنّة، ونسخ الحكم الوارد في القرآن بالسنّة،...
٤- المبادىء التفسيريّة:
وهي عبارة عن مجموعة من المسائل الضروريّة التي لا بدّ للمفسّر من معرفتها والالتفات إليها قبل البدء بعمليّة التفسير، مثل: وحيانيّة القرآن، وإعجازه، وصيانته عن التحريف، وقطعيّة صدوره، وتواتره جيلاً عن جيل...٤.
٥- المباني التفسيريّة:
وهي عبارة عن مجموعة من الأمور التي يتّخذها المفسّر أساساً في عمليّة التفسير ويبني بحثه التفسيريّ عليها، ويمكن أن تختلف عن مباني مفسّر آخر، باختلاف الآراء والأفكار، مثل: دائرة حجيّة خير الواحد في التفسير، ودائرة حجيّة قول الصحابيّ والتابعيّ،...
٦- القرائن التفسيريّة:
وهي عبارة عن كلّ ما ارتبط بالكلام وكان له دور في فهم مراد المتكلِّم، مثل: القرائن المعيّنة والصارفة، والقرائن المتّصلة والمنفصلة، والقرائن اللفظيّة واللبّيّة٥.
٧- الضوابط التفسيريّة:
وهي عبارة عن الحدود المانعة للمفسّر عن الوقوع في الخطأ في عمليّة التفسير، لجهة تطبيق القواعد التفسيريّة، أو لجهة صحّة المباني التفسيريّة التي يعتمدها، أو لجهة الخطوات التي يسلكها في عمليّة التفسير، أو لجهة توافره على الشروط الذاتيّة والمعرفيّة والمنهجيّة للخوض في عمليّة التفسير أو لجهة تطبيق المناهج التفسيريّة، وهي بذلك تشمل القواعد التفسيريّة والقرائن التفسيريّة وشروط المفسّر وخطوات التفسير ومناهج التفسير٦.
المصادر :
١- لمزيد من التفصيل في هذه المصطلحات، انظر: ميبدي، محمد فاكر: قواعد التفسير لدى الشيعة والسنّة، ط2، طهران، المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلاميّة، 1430هـ.ق/ 2009م، ص32-42.
٢- لمزيد من التفصيل في هذه المبادىء، انظر: دروس في علوم القرآن الكريم، ط1، بيروت، مركز نون للتأليف والترجمة، 2014م، ص53 - 284.