• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

النفر في سبيل طلب العلم اعظم الجهاد ؟!

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1542
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
النفر في سبيل طلب العلم اعظم الجهاد ؟!

بقلم الشيخ محمد الجوراني 

 

قال تعلى ﴿ وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ التوبة 122

اية النفر فيها حث وخروج لطلب العلم وهو مساوق للجهاد في سبيل الله والجهاد ايها الاحبة ليس مقيدا بالجانب العسكري قال أمير المؤمنين (عليه السلام): الشاخص في طلب العلم كالمجاهد في سبيل الله، إن طلب العلم فريضة على كل مسلم، وكم من مؤمن يخرج من منزله في طلب العلم فلا يرجع إلا مغفورا.بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ١ - الصفحة ١٧٩

وإنّ للجهاد أشكالاً وأبعاداً متعدّدة وليس محصوراً فقط بالجانب العسكريّ فللجهاد ميادينه ومن ميادينه المشاركة في القتال المسلّح. وهناك الميدان السياسيّ لمقارعة الظالمين وإنصاف المظلومين وميدان العلم وكذلك الأخلاق، وليس الجهاد مجرّد قتال وتوجّه إلى سوح الحرب فالسعي في ميادين العلم والأخلاق والاحياء الفكري والبحث العلميّ يعدّ أيضاً جهاداً، وصنع الثقافة والأفكار السليمة في المجتمع هو أيضاً جهاد. فإذن ليس المعيار الجهاد بالسيف في ساحات القتال وإنّما المعيار هو الكفاح وبث روح الوعي في الامة وتحصينها من الشبه والفساد

يقول تعالى: ﴿فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾

قال المفسرون لا شكّ أنّ المقصود من الجهاد في هذا الموضع هو الجهاد الفكريّ والثقافيّ والتبليغيّ وليس الجهاد المسلّح، ذلك لأنّ هذه السورة مكيّة، والأمر بالجهاد المسلّح لم يكن قد نزل في مكّة. وعلى قول العلّامة الطبرسي في مجمع البيان إنّ هذه الآية دليل واضح على أن الجهاد الفكريّ والتبليغيّ في مواجهة وساوس المضلّين وأعداء الحقّ من أكبر أنواع الجهاد

إن مسؤوليتنا لا تقف عند حدود تلقّي العلوم المتعارفة في الحوزة العلمية والتي تختص بالأحكام الشرعية وما يرتبط بها، مع أن المطلوب في الآية الشريفة هو التفقه في الدين كل الدين كالعقائد وتفسير القرآن والمعرفة بالله تعالى وتهذيب النفس بالأخلاق الفاضلة وسيرة المعصومين عليهم السلام وكل ما يتصل بالدين من علوم ومعارف وما نحتاجه في حركة الإسلام العالمية ونشره وإقناع البشرية به والدفاع عنه ورد الشبهات ومواجهة الفتن والحوار مع الأديان والحضارات والأيديولوجيات الأخرى، وهذا باب واسع ينكشف منه بوضوح الجهل والتقصير اللذان يكتنفان الأمة بكل طبقاتها ,إن أيسر شيء اليوم وأبخس الأشياء ثمناً هو الكتاب ووسائل التثقيف والتعلم والاطلاع متيسرة وبتقنيات عالية، فلا عذر لأي أحد في عدم التفقه في الدين، في حين كان أحدهم في الأزمنة السابقة يدفع حياته ثمناً للحصول على كتاب ديني وكانوا يتبعون مختلف أساليب التمويه والتستر للوصول إلى المعلومة.

ذكرالفيض الكاشاني في تفسيره الصافي - ج ٢ - الصفحة ٣٨٩

(وما كان المؤمنون لينفروا كآفة: وما استقام لهم أن ينفروا جميعا لنحو غزو وطلب علم كما لا يستقيم لهم أن يتثبطوا جميعا. فلولا نفر من كل فرقة منهم: فهلا نفر من كل جماعة كثيرة كقبيلة وأهل بلدة. طائفة: جماعة قليلة. ليتفقهوا في الدين:

ليتكلفوا الفقاهة فيه، ويتجشموا مشاق ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم: فيه دلالة على أنه ينبغي أن يكون غرض المتفقه أن يستقيم ويقيم. لا الترفع على الناس والتبسط في البلاد. لعلهم يحذرون: إرادة أن يحذروا عما ينذرون منه ,في العلل: عن الصادق عليه السلام أنه قيل له: إن قوما يروون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: اختلاف أمتي رحمة، فقال صدقوا، فقيل: إن كان اختلافهم رحمة فاجتماعهم عذاب؟ قال ليس حيث تذهب وذهبوا، إنما أراد قول الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة) الآية فأمرهم أن ينفروا إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويختلفوا إليه فيتعلموا، ثم يرجعوا إلى قومهم فيعلموهم إنما أراد اختلافهم من البلدان لا اختلافا في دين الله، إنما الدين واحد.

وفي الكافي: قيل للصادق عليه السلام: إذا حدث على الامام حدث كيف يصنع الناس؟ فقال: أين قول الله عز وجل: (فلولا نفر من كل فرقة) الآية، قال: قلت: فما حالهم؟ قال: هم في عذر ما داموا في الطلب، وهؤلاء الذين ينتظرونهم في عذر حتى يرجع إليهم أصحابهم ,والعياشي عنه عليه السلام ما في معناه ,وفي المجمع: عن الباقر عليه السلام كان هذا حين كثر الناس فأمرهم أن ينفر منهم طائفة، ويقيم طائفة للتفقه، وأن يكون الغزو نوبا.

 

أقول: يعني يبقى مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم طائفة للتفقه وإنذار النافرة فيكون النفر للغزو والقعود للتفقه ,وفي الكافي: عن الصادق عليه السلام، والعياشي: عن الباقر عليه السلام تفقهوا في الدين فإنه من لم يتفقه منكم في الدين فهو أعرابي، إن الله يقول في كتابه: (ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم) ,ففي رواية سال محمد بن مسلم الامام الصادق عليه السلام ,إن الله يقول : {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم ، لعلهم يحذرون}، قال : قلت : أرأيت من مات في ذلك ؟ فقال : هو بمنزلة: {من يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}

منزلة بكير بن أعين تكشف لنا عن عظيم تعلم علوم اهل البيت وتعليمها الناس

وأنقل لكم رواية في منزلة أحد حملة علوم أهل البيت ورواة أحاديثهم لتكونوا كلكم مثله وفي منزلته ولا يكلفكم ذلك شيئاً كما كلفهم في ذلك الزمان، ففي رواية صحيحة أن الإمام الصادق لما بلغه وفاة بكير بن أعين قال: (أما والله لقد أنزله الله بين رسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما)

Powered by Vivvo CMS v4.7