القران والقراءات واهل البيت(صلوات الله عليهم) وقراءة حفص عن عاصم... الحلقة الثالثة: موقفنا من قراءة حفص وموقف اهل البيت(صلوات الله عليهم اجمعين) من القراءات
الحلقة الثالثة: موقفنا من قراءة حفص وموقف اهل البيت(صلوات الله عليهم اجمعين) من القراءات.
بقلم: احمد جعفر الفاطمي
بعد ان اتضح لنا بعض من تاريخ هذه القراءة المشهورة نسأل:
اين قراءة حفص من هذه القراءة النبوية؟
الجواب: حصل التباس عند كثيرين باتحاد القراءتين بسبب القول:
ان قراءة حفص عن عاصم هي اقرب القراءات السبع الى قراءة رسول الله (صلى الله عليه واله) مع احتفاظ قراءة حفص بخصوصيات تخالف فيها القراءة النبوية.
وحاول البعض ان يضفي عليها جنبة شيعية امامية باعتبار اخذ عاصم لهذه القراءة عن ابي عبد الرحمن السلمي الذي قيل انه تحمل قراءته عن امير المؤمنين (صلوات الله عليه واله).
وهذا فيه نقاش كثير حاصله:
لو سلمنا به وبوثاقته، ستبقى القراءة منسوبة الى حفص، وستبقى قراءة حفص لها خصوصياتها التي تخالف فيها القراءة النبوية. فمثلا في سورة الجن من قوله (وأنه تعالى جد ربنا..) إلى قوله (وأنا منا المسلمون) اثنا عشر موضعا لـ(أن) في قراننا نقرؤها بالفتح بينما المروي في قراءة حفص هو الكسر!!
نعم من مرجحات فوز رواية حفص عن عاصم في إطار التنافس بين الروايات الكوفية وبين القراءات الأخرى إلى كونها لا لون لها بسبب توافقها شبه التام الكامل مع نطق العربية السائد وموافقتها لا غلب قواعد النحو العربي.
ومن يروم التفصيل فهناك رسالة عنوانها: الخصائص اللغوية لقراءة حفـص
دراسة في البنية والتركيب، للدكتور علاء إسماعيل الحمزاوي نافعة في الموضوع.
بقي امر أخير : هل لاهل البيت (صلوات الله عليهم) قراءة خاصة؟
والجواب:
ان موقف اهل البيت(صلوات الله عليهم) من القران والقراءات كان واضحا جليا جدا تجاه الوجود القراني فقد استفاض عنهم القول: (القران واحد نزل من عند الواحد).
كما استفاض عنهم المنع عن الميل الى قراءة بعينها بل كانوا يأمرون دائما: (اقرؤوا كما يقرأ الناس).
هذا مضافا الى ان ادنى مراجعة لتراثهم الروائي فانها تثبت وحدة موقفهم هذا اذا لم يرد عنهم أي خبر بتأييد قراءة او أي استشهاد في خطبهم او احاديثهم بقراءة غير هذا القران الذي يقرأ به المسلمون الى اليوم