المعية المقدسة
المعية المقدسة
يقول تعالى في اية من اروع ايات الوصف والصورة الدلالية القصدية:
(محمد رسول الله والذين معه...) وتستمر الاية الكريمة في بيان ووصف هؤلاء الذين هم مع محمد رسول الله (صلى الله عليه واله)
والكلام هنا ليس في صفاتهم التي تنص عليها الاية، بل في هذه المعية التي اشارت لها فهل هي شاملة للذين كانوا مع النبي (صلى الله عليه واله) معيةً زمانية مكانية؟
ام هي معيةٌ اخرى؟
ان المعيات التي يذكرها القران الكريم كثيرة، منها:
المعية المكانية الزمانية (وهو معكم اين ما كنتم)
والمعية المعنوية (ان مع العسر يسرا)
والمعية الحكمية (لا تجعلوا مع الله الها اخر)
والمعية العامة (ان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)
والمعية الخاصة (ان الله معنا)
وغيرها من المعيات المختلفة.
والتي قد تحتمل اكثر من نوع من المعيات ، كما هو الحال في اية (محمد رسول الله والذين معه)، فان ظاهر اللفظ الاول يدل على المعية الزمكانية، ولكن عموم الوصف (رسول الله) قد يشكل قرينة على عموم المعية؛ فلو قالت الاية محمد والذين معه، لأمكن حصر المعية بالزمكانية، ولكن ذكر هذا الوصف العام لكل زمان ومكان ومجتمع معاصر للنبي (صلى الله عليه واله) او سياتي بعده يدل على عموم المعية ايضا، فتكون المعية عامة او معنوية، مما يجعل الاية الكريمة تشمل كل من اتبع النبي (صلى الله عليه واله) وكان معه على دعوته مجتمعا معه عليها.
وهذا ما يشكل دافعاً للاتصاف بباقي أوصافهم فيكونوا في كل زمان او مكان (اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ...).