اشداء على الكفار 2
اشداء على الكفار
لازلنا في رحاب الآية الكريمة من سورة الفتح
(محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار)
ونحاول الاجابة عن دلالاتها:
١-ما دلالة تقديم صفة الشدة على الرحمة؟
والجواب:
من دلالات ذلك ان الكفار من خارج الدائرة الإيمانية والمؤمنون من داخلها، ومن الطبيعي ان يبدأ الوصف من الخارج الى الداخل.
او ان ما يأتي من وصف الرحمة تتوقف جماليته الوصفية على تقديم ضده وهو الشدة.
٢- لماذا استخدمت الجذر (شدد) والصفة (شديد) بدلا من غيرها مثل (قوي) (قاسٍ) (مؤذٍ)...؟
والجواب:
ان لفظ الشدة حاوٍ على كل تلك المعاني؛ لان الشدة هي القوة مع الإحاطة والقسوة
بينما القوة هي القدرة فقط
لذا فهم مع الكفار محيطون بهم اقوياء عليهم قاسون معهم.
ما دلالة (على الكفار) ولماذا لم تقل (مع الكفار)؟
والجواب:
لان حال الإحاطة والشدة يتناسب مع الاستعلاء والسيطرة الذي يترجمه لفظ (على)، بينما (مع) يتناسب ومعنى المساواة والمقاربة لا الاستعلاء.
لماذا (الكفّار) وليس (الكافرين) بل لماذا لم تقل مثلاً (أعداء الله) (اعدائهم) (المنافقين)....؟
والجواب:
ان المناسب دلالياً مع تلك الشدة والاستعلاء بيان نوع الطرف الذي يستحق تلك الشدة، وخير ما يمثل ذلك هو صيغة المبالغة (فَعّال)، والكفر لفظ جامع لكل انواع الجحود سواء جحود الإله او النعمة او حسن المعاملة الذي يظهره المسلمون معهم...
اما كيف نكون اشداء على الكفار في زماننا؟
فالجواب:
بما زماننا هو زمان سيطرة غير المسلمين
فان طرق التشديد على الكفار تكون بنقض مخططات سيطرتهم على المسلمين
سواء من قبل الحكومات او الشعوب
من خلال الإصرار على الدراسة والتعلم والتفوق العلمي كما فعلت اليابان مثلا بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية.
او من خلال تشجيع المنتج المحلي وهجر المنتج المستورد كما فعلت الصين بحيث تحولت من الاكتفاء الذاتي الى السيطرة على الانتاج العالمي.
والأمثلة كثيرة لمن يبحث عنها في إفلات الشعوب من السيطرة الإمبريالية وتحويل تلك السيطرة الى طوق يخنق العدو ويجعل المظلوم مسيطراً على الظالم وشديدا معه.