• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

عناية الله تعالى ولطفه

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1742
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
عناية الله تعالى ولطفه

في قوله تعالى، نجد عناية الله ولطفه: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) "جاثية 23 "

  فبعد ذكر الآيات المسوقة لبيان التعجب ممن يعبد هواه وهو يعلم ان له الها غيره يجب ان يعبده ويطيعه، وبيان المجازاة على اتباع الهوى من الضلال والختم على السمع والقلب والغشاوة على البصر، بعد ذلك كله، جاء قوله تعالى: (فمن يهديه من بعد الله)، ليبث الامل في نفس ذلك الضال.

فإن مثل هذا الانسان الضال على علم، عادة ما يغلب عليه الياس من الرجوع عن طاعة الهوى الى طاعة الله تعالى، بسبب تماديه في غيه وتلبيس الشيطان بايهامه انه مطرود من قبل الحق تعالى، وأنه سبحانه لا يريد من عبده العاصي ان يقبل عليه، فيندفع مستغرقا في هواه، يائسا من ان تناله عناية الله ورحمته.

وبينما هو على تلك الحال من الياس والقنوط، واذا بقوله تعالى: (فمن يهديه من بعد الله)، المقرر انه لا هادي دونه تعالى، باعثا للامل داعيا ذلك العبد الابق الفار من مولاه، الاسير تحت طاعة هواه، اليائس من هداية ربه، الى ان يكسر يأسه ويتوجه بطلب الهداية ممن بيده الهداية مهما كان حاله من الضلال والختم والغشاوة ، فان الهادي من ذلك الضلال هو الحق لا غيره... فسبحان من سبقت رحمته غضبه.

Powered by Vivvo CMS v4.7