ليلة القدر بنظرة فيزيائية .. المسابقة الرمضانية الاولى
بقلم: يحيى غالي ياسين
لقد اثبتت علوم وتجارب الفيزياء النظرية ان الزمن هو البعد الرابع للأشياء في هذا الوجود يُضاف الى الابعاد الثلاثة الهندسية المعروفة والتي تُمثل بمحاور ( x,y,z ) لتصبح الابعاد اربعة وتسمى احياناً بالزمكان ( x,y,z,t ) , وانما يقولون ذلك لبيان تأثر الزمن بعوامل فيزيائية معينة كالسرعة والجاذبية وغيرها مما يكسبه بعض صفات تلك المحاور والابعاد ..
فوجدوا مثلاً ان الجسم كلما اقترب من سرعة الضوء فإن الزمن يتباطىء اكثر بالنسبة له ، فسنة واحدة بسرعة الضوء تعادل عشر سنوات على الارض تقريباً .. وهكذا بالنسبة للجاذبية حيث وجدوا ان لكل كوكب زمنه الخاص مقارنة بباقي الكواكب تبعاً لمقدار جاذبيته ..
والسؤال هنا : عندما يقارن القرآن الكريم بين بعض الازمان الارضية والازمان السماوية ، كقوله تعالى : (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ) ، وقوله تعالى ( تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ) ، فهل هذا من تطبيقات هذه الحقيقة ( او النظرية ) الفيزيائية المتقدمة ..؟ ام ماذا ..؟
وبكل سهولة يكون الجواب ان هذه النظرية الفيزيائية ان لم تعط تفسيراً علميا لهذه الفروقات الزمنية في الايات فإنها تجعلها بحدود المنطق العقلي والعلمي على الأقل .. فتأمل ..
وعندنا آية مباركة اخرى تقارن بين زمنين ، هي ( لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ) ، ورغم ان بعض التفسيرات جاءت لتجعل المقارنة بين زمنين على الارض الا اننا يمكننا ان نحتمل وفقاً للسياق القرآني الخاص بهكذا مقارنات زمنية ان الآية تريد ان تقول لنا ان حساب الارض لهذه الليلة يتوقف وتتغير اعداداتها وبشكل تكون موافقة لحسابات السماء ، فيتباطىء الزمن في هذه الليلة ليصبح مقداره الف شهر في السماء واكثر ( خيرٌ ) ، ولعل هذه من اشكال البركة التي اتصفت فيها هذه الليلة ايضاً حيث قال تعالى ( إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ) .
رزقنا الله وايّاكم احياء هذه الليلة المبتركة ، والحمد لله رب العالمين