لماذا لم تقل الاية اموالهم وقالت اموالكم ؟ وهل المقصود هو اموال السفهاء فعلا ، او لا ؟
من الاسئلة الموجهة الى قناة المركز عن السوال القرآني:
السلام عليكم :
قال تعالى:
وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (5)
لماذا لم تقل الاية اموالهم وقالت اموالكم ؟
وهل المقصود هو اموال السفهاء فعلا ، او لا ؟
جزاكم الله خيرا
الجواب:
وعليكم السلام والرحمة والاكرام
اجاب العلامة الطباطبائي عن هذا السؤال بقوله:
يمكن أن تكون النكتة و السرّ في هذا التعبير هو بيان مسألة اجتماعية و اقتصادية مهمّة في المقام و هي أن الإسلام يعتبر الأفراد في المجتمع بمثابة فرد واحد بحيث لا يمكن أن تنفصل مصالح فرد عن مصالح الآخرين، و هكذا تكون خسارة فرد عين خسارة الآخرين، و لهذا السبب أتی القرآن في هذا المقام بضمير المخاطب بدل ضمير الغائب إذ قال: «أموالكم» و لم يقل «أموالهم»، يعني أنّ هذه الأموال- في الحقيقة- ليست مرتبطة باليتامی فقط، بل هي مرتبطة بكم أيضا، فإذا لحق بها ضرّر، يكون ذلك الضرّر قد لحق بكم بصورة غير مباشرة أيضا، و لهذا يجب أن تحرصوا في حفظها كل الحرص.
ثمّ إنّ هناك تفسيرا آخر لهذا التعبير و هو أن المقصود من «أموالكم»، هو أموال نفس الأولياء لا أموال اليتامی، فيكون المعنی إذا أردتم مساعدة الأيتام الذين لم يرشدوا ربّما أعطيتهم شيئا من أموالكم- تحت تأثير العاطفة و الإشفاق - إليهم، و اخترتموهم لبعض الأعمال التي لا يقدرون عليها فلا تفعلوا ذلك، بل عليكم أن تعملوا شيئا آخر مكان هذا العمل الغير العقلائي، و هو أن تقوموا بالإنفاق علی مأكلهم و ملبسهم و مسكنهم حتی يبلغوا سن الرشد، فإذا بلغوا هذه المرتبة، و حصلت لديهم البصيرة الكافية أعطوهم ما شئتم، و انتخبوهم لما تريدون من الأعمال.
و هذا في الواقع درس اجتماعي كبير يعلمه القرآن لنا حيث ينهانا عن تشغيل من لا يقدر علی بعض الأعمال فيها، و ذلك بدافع مساعدتهم و تحت تأثير الإشفاق و العاطفة، لأن هذه الأعمال و إن كانت تنطوي علی بعض الأرباح القليلة، و لكنّها من الممكن أن تجرّ علی المجتمع أضرارا و ويلات كبيرة، فلا بدّ إذن من إدارة أمور هذه الطائفة من المجتمع عن طريق تقديم المساعدات الغير المعوضة إليهم أو تشغيلهم في أمور سهلة و صغيرة.
من هنا يتّضح أنّ بعض قاصري النظر يختارون الضعفاء و القصر لبعض المسؤوليات التبليغية و الدينية إرفاقا بهم و إشفاقا عليهم و هذا لا شك من أضرّ الأعمال، و أكثرها بعدا عن العقل و المنطق الصحيح.
للاشتراك في القناة يرجى الدخول الى الرابط:
https://t.me/qurani112