• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

أجوبة حول غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه ... الحلقة الثانية

بواسطة |   |   عدد القراءات : 2107
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
أجوبة حول غيبة الامام المهدي عجل الله فرجه ... الحلقة الثانية

اية الله السيد محمد رضا الشيرازي

الحلقة الثانية:

 

و طرحها الشيخ الطوسي (رحمة الله عليه) أيضا في مكان آخر من (كتابه في ص 91) , وهي ((الخوف من بطش الظالمين ))،

ولكن هل الأنبياء والأولياء يخافون؟

 الجواب : نعم ، فقد ورد في القرآن الكريم أن الأنبياء يخافون ، كما جاء في القرآن الكريم عن حكاية نبي الله موسى (عليه السلام): (فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ)(1 )، إذاً لقد خاف النبي موسى (عليه السلام) وفرّ على أثر هذا الخوف ، إن الفرار ليس عيباً ، لأن نبي الله موسى (عليه السلام) فرّ لكي لا يُقتل.

إننا حين نصف شخصاً بأنه (خوّاف) فإن هذا يعد ذمّاً له ، لكن كيف يخاف نبي الله (عليه السلام) وهو يجب أن يكون قمة في الكمال الإنساني؟

والجواب على ذلك هو أن الخوف نوعان:

الخوف المحمود : وهو الخوف مما ينبغي أن يُخاف منه في موطن يعدّ الخوف فيه محموداً.

الخوف المذموم : وهو الخوف مما لا ينبغي أن يُخاف منه في موطن يعدّ الخوف فيه مذموماً.

إذن فالخوف ليس مذموماً مطلقاً ، بل هو قضية فطرية أودعها الله سبحانه وتعالى في فطرتنا نحن البشر لندافع به عن كياننا وذواتنا وأنفسنا وشؤوننا عند استشعار الخطر.

إن الإنسان إذا كان لا يشعر بالخوف فإن هذا يعود إلى أحد عاملين:

إما يعاني من مشكلة شعورية , وإما يعاني من مشكلة نفسية.

فإذا لم يَخَفْ الشخص في موطنٍ ينبغي أن يُخاف فيه ومن شيءٍ ينبغي أن يُخاف منه فإن هذا يدل على وجود خلل في أحد العاملين أعلاه ,

العامل الأول : هو وجود خلل في الشعور والإدراك ، وهو ما يذكره المحقق النائيني(2) (رحمة الله عليه) في فوائده ، إذ يقول : (إنَّ هنالك وجوداً خارجيّاً ووجوداً عينيّاً ، وبين الوجود الخارجي والوجود العيني وجه ، قد يكون وجوداً خارجيّاً لا عينيّاً ، وقد يكون وجوداً عينيّاً لا ذهنيّاً ، وقد يجتمعان وقد يرتفعان).

فهنالك واقع خارجي مخيف لكنه قد لا ينعكس في الذهن ، كما لو أنَّ شخصاً ما جالس في مكان ويأتيه أسد من ورائه ليفترسه ولكن هذه الوقائع الخارجية لا تنعكس في ذهنه فيبقى جالساً في مكانه ولا يفرّ منه ، لأن هنالك إشكالاً في الصورة الذهنية لديه ، حيث لم يستشعر الخطر المحيق به ولم يفهمه.

 

وأحياناً نرى بعض الأطفال قد يأخذ عقربة ويلعب بها وقد يأكلها أيضا ، لأنه لا يدرك خطورتها ، فهل هذا كمال يتحلى به هذا الطفل ؟ كلا ، إنه لا يخاف لأنه هنالك إشكال في الإدراك لديه وهنالك مشكلة في الشعور.

العامل الثاني : قد لا يعاني شخص ما من مشكلة شعورية وهو يدرك الخطر إذا حاق به ، لكن قد لا يخاف مما ينبغي أن يُخاف منه ، ومثل هذا الشخص يعاني من خلل في تركيبته النفسية ، فإذا هاجم ثعبان شخصاً ما ورأى الشخص الثعبان وعرف بأنه قاتل ولم يفرّ منه ولم تكن مهمته الثبات ، فإن هذا يدل على وجود خلل نفسي لديه ولا يعتبر إنساناً طبيعيّاً أو سويّاً.

إن الله تعالى جعل فينا غريزة الخوف لندافع بها عن أنفسنا ومصالحنا وذوينا وكياننا ، فالخوف كمال ، وإذا كان الشخص لا يشعر بالخوف ، فهو جدار !! أو قد يكون ملَكاً ، فلعل الملَك لا يخاف لأننا لا نعرف طبيعة الملَك ، أما الجدار فلا يخاف ، لأنه ليس لدينا إحاطة بواقع الجدار فهو لا يخاف كما يبدو لنا ، إن الجماد لا يخاف والنبات كذلك حيث يُخيّل إلينا أنه لا يخاف ، إن من لا يخاف فهو جدار وليس بشراً ، فإذاً الخوف كمال.

نعم ، يجب على الفرد في بعض المواقف أن يُقدم ولا يُحجم ، ذاك بحث آخر ، وهنا نسأل هل الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه) كان معرّضاً للخطر ؟ بمعنى لو أن الإمام كان ظاهراً هل كان هنالك خطر يحيق به ؟ الجواب : نعم ، وهناك أدلة كثيرة على ذلك ، والدليل الأول هو أبوه ، الإمام العسكري (عليه السلام) الذي قُتل بأيدي الظالمين ، والدليل الثاني جدّه الإمام الهادي (صلوات الله عليه) الذي قُتل بأيدي الظالمين أيضا ، أما الدليل الثالث فإن جميع آبائه الطاهرين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مقتول لقوله : (ما منا إلا مسمومٌ أو مقتول)(3).

إن الظالمين ومجتمعات الظلم لم تتحمل الوجود الطاهر لأهل البيت ، فالمجتمع لا يتحمل وجودهم وكذلك الحكومات ، فتقتلهم واحداً واحدا ، وفي هذا الأمر يقول الخطباء الكرام:

أما النبي فقد قضى وبقلبه            من قومه قبسات وجدٍ مُكمنِ

 

والبضعة الزهراء ماتت بعدما       ألقت بضرب سياطهم بالمحسنِ

 

والمرتضى أردوه في محرابه       بيمين أشقى العالمين وألعنِ

 

لقد قتلوا الأئمة واحداً واحداً ، كذلك قتلوا أنبياء الله وشرّدوهم وطاردوهم. وكما جاء في بحار الأنوار عن الإمام الحسين (صلوات الله عليه) أنه قال لعبد الله بن عمر: (يا أبا عبد الرحمن أما علمت أن رأس يحيى أُهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل) (4).

لماذا قتلوا نبي الله يحيى (عليه السلام)؟ لأنه وقف بوجه السلطان( 5)، فقتله الحاكم ، ووضع رأسه في طشت ثم أُهدي الطشت إلى بغيٍ من بغايا بني إسرائيل(6). في الحديث نفسه هذا يقول الإمام (عليه السلام): (أما علمت أن بني إسرائيل كانوا يقتلون بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثم يغدون إلى أسواقهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً ، يبيعون ويشترون)(7)، إذن فجميع الأنبياء أو معظمهم قتلوا وطوردوا ، لأن الحكومات والمجتمعات لم تكن تتحملهم , وجاء في الآية الكريمة (وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ)(8).

إن الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه) لا يشذ عن هذا القانون العام بل أن التهديد الذي كان معرّضاً له أكثر لأنه هو المُبشّر به، وهو الذي تواترت الأحاديث حوله بأنه سوف يُسقط جميع الظالمين ، وينهي الظلم من على الكرة الأرضية.

فكم من مرة بعث المعتمد الحاكم العباسي(9) أفراداً لاغتيال الإمام المهدي (عليه السلام)، ففي إحدى المرات بعث ثلاثة لا يعرف أحدهم عن الآخر شيئاً حيث بعثهم متفرقين لكي يقتلوا الإمام (عليه السلام)، ثم بعث جيشاً لقتل الإمام (عليه السلام).. فلم يتركوه وشأنه، ولو كان الإمام (عليه السلام) ظاهراً لكان مهدداً من قبل الحكومات ولعله كان مهدداً من قبل كثير من المجتمعات أيضا.

 

إشكال وجواب

هنالك شخص مجهول كتب قصيدة طرح فيها الإشكال التالي -دقق قليلاً في هذا الإشكال- يقول بما معناه: إن الإمام الحجة (عليه السلام) يعلم بأنه الموعود وأنه سوف يظهر، وأن الله سبحانه وتعالى أدّخره لذلك اليوم، إذن ليس هنالك خطر على الإمام المهدي (عليه السلام) ولذلك فالإمام لا يخاف، فإذا قررت إرادة الله تعالى بأن الإمام المهدي سيظل إلى اليوم الموعود إذن فلا خطر عليه، بمعنى حتى لو كان الإمام ظاهراً فلا يمكن أن يمسّه سوء، إن من كتب هذه القصيدة تركها من دون توقيع وأشكل ضمن أبياتها على فكرة الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه)، إن هذا الإشكال واضح وقد فصلّنا الإجابة عنه في مكان آخر.

 

هنالك قضايا حملية وقضايا شرطية، فإرادة الله تعالى قد تتعلق بظاهرة على نحو القضية الحملية، ولستم بحاجة إلى تهيئة مقدمات، فإرادة الله تعالى تتعلق بطلوع الشمس، فما هي وظيفتكم بشأن طلوع الشمس غداً؟ ليس لديكم وظيفة، تجلسون في أماكنكم وتنتظرون أن ينجلي الليل وستطلع الشمس غداً لأن إرادة الله تعلقت بهذه القضية على نحو القضية الحملية، ولكن أحياناً تتعلق إرادة الله بشيء على نحو القضية الشرطية، إن الله تعالى يريد أن يكون لكم أولاد ولكن بشرط أن تتزوجوا، إذن قد يقعد شاب ما في بيته ويقول إذا كانت قضية الأولاد تتعلق بإرادة الله فسأبقى في مكاني ولا أتزوّج فحتى لو تزوّجت لا يكون لي أولاد لأن القضية متعلقة بإرادة الله، ماذا يكون جوابنا؟

الجواب هو: إن إرادة الله قررت بأن يكون لك أولادٌ ولكن بشرط أن تتزوج.

فهل كان النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) يعلم أن الله حافظه أم لم يكن يعلم؟ وهل كان النبي الأعظم يعلم بأنه يعود إلى مكة أم لا؟ (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ)(10)، إذن لماذا ذهب النبي إلى الغار؟ فكان يستطيع أن يقعد في بيته ويقول إن سلامتي مصانة بالضمان الإلهي، لكنه أخفى نفسه عن الأعداء، نعم، إن النبي مصان بالضمان الإلهي ولكن على نحو القضية الشرطية لا على نحو القضية الحملية ، وبذلك يمكن أن نقول: إن هذا الإشكال أيضا غير وارد.

(أما علمت أن بني إسرائيل كانوا يقتلون بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياً ثم يغدون إلى أسواقهم كأنهم لم يفعلوا شيئاً، يبيعون ويشترون).

علة الخوف

لدينا تعليق مختصر حول هذه النظرية بعد توضيحها، هنالك علة لكل شيء ولكنها لا تكون العلة النهائية بل يكون وراءها علة أخرى هي السبب في ولادتها، فهي علل طولية مترامية، وكل علة لاحقة تستند إلى العلة السابقة.

إننا نقبل العلة التي ذكرها الشيخ الطوسي وهنالك رواية تؤيّد هذا المطلب أيضا مروية في كتاب كمال الدين: (باب44 حديث 8 و9 و10 ص281) حيث يرويها زرارة(11) إذ يقول: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول: (إن للمهدي (صلوات الله عليه) غيبةً قبل أن يقوم)

 

- فيغيب قبل الظهور وقبل القيامة - فقلتُ: لمَ قال الإمام (عليه السلام):

 

(إنه يخاف؟)، فقال زرارة: يعني القتل.

 

لكن هناك احتمال آخر، على الرغم من أن فهم زرارة حجة لنا (12)، لأن هذا الأمر يدور بين الاجتهاد والحس، وأصالة الحس العقلانية محكّمة، فالمقام ربما يعني بإشارة من الإمام أن مراده القتل ، ولكن هناك احتمال آخر وهو الخوف على المهمة، إذن نحن لدينا خوفان وربما سنوضح هذا لاحقاً، فربما يخاف الشخص على نفسه وقد يخاف على مهمته وليس على نفسه.

نأتي بشاهد لذلك، إن الله تعالى يقول: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى)(13)، فمن أي شيء خاف؟ عندما ألقى السحرة حبالهم وعِصيّهم وإذا بالصحراء تمتلئ بالأفاعي ويُقال كما أظن: إن الناس فرّوا، فقد وضع السحرة زئبقاً على هذه العصي والحبال وظهرت كأنها تتحرك بفعل حرارة الشمس(14)، فهل خاف موسى (عليه السلام) هذه الأفاعي الوهمية؟

جاء في حديث عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه خاف من غلبة الباطل وتضليل الجهلة(15)، إذ كيف يميز الناس بين المعجزة والسحر؟ فخشي الإمام أن لا يظهر الحق ويبدي الواقع وينجح في مهمته، وربما تؤيد الآية اللاحقة(16) هذا المعنى: (قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأعْلَى)(17)، إن الأمر متعلق بالخوف من أن لا تكون حجته هي الأعلى، إنه كان خائفاً من هذا الأمر، نعم يوجد احتمال في صحة هذا القول، إن الإمام لم يكن يخاف من القتل كما فهم زرارة(18)، وإنما كان خائفاً من عدم تمكنه لأداء المهمة .

وقيل في رواية أخرى: إن الإمام (عليه السلام) كان (يخاف على نفسه الذبح)(19)، فهؤلاء الذين فجروا المراقد في سامراء ، لو كان الإمام الحجة (عليه السلام) ظاهراً هل كان يردعهم مانع من قتل الإمام الحجة ؟ قطعاً كلا ، فقد قتلوا آباءه من قبل ، وهؤلاء هم أولاد أولئك أو أتباعهم.

إذن فنظرية الخوف مقبولة ، ولكن هنالك ملاحظة ، وهي قد تكون للشيء علة ووراءها علةٌ أخرى طولية لا عرضية، أي علتان ليستا في مستوى واحد، بل علة تولد عنها علة ظاهرة، فلماذا غاب الإمام (عليه السلام)؟ هل بسبب الخوف؟ ولكن لماذا يخاف؟ إن الخوف واقع نفسي وهو انعكاس لواقع خارجي.

الإجابة الثانية والواقع الخارجي:

وهنا يلزم أن ننتقل إلى الكلام عن ذلك الواقع الخارجي:

في أحد الأيام سيظهر الإمام الحجة (صلوات الله عليه)، فلماذا لا يخاف ذلك الوقت؟

ولماذا تنتفي علة الخوف في ذلك الوقت؟

والجواب هو لأن الشروط الموضوعية تغيرت ، إن تلك الشروط الموضوعية التي ستوجد في عصر الظهور غير متوفرة الآن ، وكما يبدو أن تلك الشروط هي علة الخوف ، وبعد أن انتقلنا إلى الإجابة الثانية هذه، يجب أن ننتقل إلى العلة الكامنة وراء هذه العلة ، فما هي تلك الشروط الموضوعية التي تسبب الخوف؟

وهنالك سؤال آخر، هل هذه الشروط الموضوعية اختيارية أو جبرية؟

فإن كانت تلك الشروط الموضوعية جبرية ، فليس لنا حول ولا قوة ، ولكن إذا كانت تلك الشروط الموضوعية اختيارية فإذن يمكن لنا أن نسهم في تغييرها.

....................................................

1-      الاية 21 سورة الشعراء

2-      الشيخ الجليل محمد حسين بن الشيخ عبد الرحيم النائيني، أستاذ الفقهاء والأصوليين،

3-      كفاية الأثر، للخزاز القمي: ص227  

4-       انظر (بحار الأنوار): ج44 ص365 ب37  

5-      وهو هيرودس انتيباس ابن هيرودس الكبير، وبعد وفاة أبيه ورث منطقة الجليل وجزءا من شرق الأردن ولد سنة (4 ق.م وتوفي سنة 39 ب.م).

6-      سعد السعود: ص57 في أسباب قتل يحيى(عليه السلام).

7-      بحار الأنوار: ج44 ص365 ب37 في توجه الحسين (عليه السلام) إلى العراق

8-      سورة هود: 91

9-      هو أحمد المعروف بالمعتمد بن جعفر المتوكل العباسي

10-  سورة القصص: 85.

11-  انظر(كمال الدين): ص481 ح7 رواية خالد بن نجيح،

12-  زرارة بن أعين بن سنسن أبو الحسن واسمه عبد ربه و(زرارة) لقب له شيخ الإمامية كان قارئاً فقيهاً متكلماً شاعراُ أديباً من أفقه الأولين، من أصحاب الإمام الباقر والصادق والكاظم (عليهم السلام) وكان من خواصهم وأصحاب سرهم ومن حواري الصادقين توفي سنة 150هـ ووردت

13-  سورة طه: 67.

14-  كتاب (قصص الأنبياء) للسيد الجزائري: ص292

15-  نهج البلاغة: ج1 ص39

16-  اللاحقة لقوله تعالى: (فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى).

17-  سورة طه: 68.

18-  ومقام الجمع بين الاحتمالين أنه كان خائفاً من القتل لأن في قتله قتل للرسالة المحمدية وعدم إتمام المهمة السماوية

19-  كمال الدين وتمام النعمة: ص481 ح10.

 

Powered by Vivvo CMS v4.7