موظف أم كفوء
بقلم السيد فاضل حاتم الموسوي
مما لا شك فيه أن مجالات العمل كثيرة ومتوفرة ولا تنحصر بالوظيفة فقط ، فتارة تكون الأعمال الحرة - الحلال طبعا - أكثر بركة ونفعاً من الوظيفة , إلّاأنه يوجد بعض الآباء إذا تقدم لأبنته شاب كفوء صاحب دين وأخلاق وأمانة ، يكون مما يسأل عنه أولاً وظيفته وراتبه فان رآه غير مقتدر اقتصاديا يعتذر منه بعد ذلك بدعوى الخوف على أبنته , وهذه نظرة قاصرة من بعض أولياءالأمور ، صحيح إن العمل مطلوب وضروري في الحياة ولكن ما نقصده هنا أن الآباء يريدون دخلاً قوياً لأزواج بناتهم . أن الإنسان الذي يقرا القران والسنة النبوية الشريفة يعلم أن الزواج بحد ذاته من أعظم أبواب الرزق ومفاتيحه ، قال تعالى : إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ.(النور : ٣٢ ) وعن رسول الله(صلى الله عليه واله ) قال : ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ الْمُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِوَالْمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الْأَدَاءَ وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ الْعَفَافَ.(الترمذي ،ج٣ ص١٠٣ ) وكلنا يعلم أن الأرزاقبيد الله تعالى وقد تكفل بأرزاق عباده بل جميع مخلوقاته قال تعالى : وَمَا مِنْدَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍمُبِينٍ .(هود : ٦ ) عن رسول الله صلى الله عليه واله ، قال : إِنَّ رَوْحَ الْقُدُسِ نَفَثَ فِي رُوعِيَأَنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ أَجَلَهَا وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَهَا فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ وَلَايَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةٍ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُنَالُ مَا عِنْدَهُ إِلَّابِطَاعَتِهِ.
ويقول الشاعر عبد الله الحميد :
أللفقر صارت تستزاد مهورا *** أم الربح في طول الفتاة وفير
ومن للشباب يطلب الستر تائها *** على هامش الشوق البرئ يسير
ألا أيّهــا الآباء والخطب فــادح *** أما هــزكم نحو الشباب شعــور
ألا تقبلون الشهم صهراً مناسباً *** وترضون فيه الــدين فهو غيور
لتسعوا لحفظ العرض من غير مطمع *** فذاك على جــل الشباب عسير
ولا تجعلوا عرض الفتاة كسلعة *** يــزيد بها التجــار وهي تمــور
فتمضي على العذرا سنون مريرة *** بهـا تعنـــس الأبكــار ثم تبـــور
فكم من فتى يرعى النجوم مسهداً *** وكم من فــؤاد بـات وهو كســير
وكم كاعب في بوتق البؤس أيمت *** فأذبــل فيها الحسـن وهـو نضيــر
وذاك لان المـهر زيـد ولم يـــزل *** يــــزوده الآبـــاء وهــو كـثيـــــر .