الشيخ علي بن عيسى الاربيلي
الشيخ علي بن عيسى الأربيلي
نسبه ونسبته:
هو الصاحب بهاء الدين أبو الحسن علي بن عيسى فخر الدين بن أبي الفتح بن هندي الشيباني الاربلي.
والاربلي نسبة إلى إربل ـ بكسر الهمزة، وسكون الراء المهملة وكسر الباء الموحدة ـ وهي مدينة معروفة بشمال العراق اسمها الحالي (أربيل) أكثر أهلها أكراد وهي الآن إحدى محافظات العراق الشمالية المعروفة.
كان أبوه حاكمًا على إربل ونواحيها أيام الصاحب تاج الدين أبي المعالي محمد بن العلايا الحسيني، وكان من أعيان عصره عقلاً وحكمةً وعلمًا، توفي بأربل في جمادي الآخرة سنة 664 هـ.
فمن هنا نعرف أن البيت الذي نشأ فيه المحقق الأربل كان بيت رئاسة وعلم وأدب ودين وكان بعض أحفاده علماء لهم نصيبًا في الرواية والنقل.
ولادته:
أكثر من ترجم للمحقق الأربلي لم يذكر نصًا تاريخيًا لولادته على التعيين لكن ذكر البعض أن الأرجح في ولادته في حدود سنة 620 ـ 625 هـ.
أما نشأته الثقافية والعلمية فليس هناك ما يدل على مسيرته الدراسية وممن أخذ العلم وعلى من تتلمذ في مراحل الطلب المختلفة.
لكن يستفاد من آثاره الواصلة إلينا ومن تقاريظ العلماء والمؤرخين له أنه نشأ نشأة علمية صالحة وقرأ على أستاذة وشيوخ أصحاب الشهرة الأدبية والمكانية العليمة في عصرهم وهو بالإضافة إلى مكانته العلمية في العلم والأدب متتبع كثير لقراءة في الكتب والمصادر التاريخية لكبار قدامى العلماء واسع المعرفة بالتفسير والحديث وتاريخ العصر الإسلامي الأول كل ذلك يدل على أنه كان يتمتع بمواهب ممتازة استغلها عند نشأته الأولى ولم يشغله موقع أبيه من الولاية والرئاسة.
أساتذته ومشايخه:
الأربلي كثير النقل في كتبه عن العلماء والأدباء والشعراء المعاصرين له إلتقى بهم في أندية علمية وأدبيه ضمته إليهم أو راسلهم وكاتبهم، نذكر بعضا منهم:
1- الشيخ برهان الدين أحمد بن علي الغزنوي.
2- السيد جلال الدين عبد الحميد بن افخار الموسوي.
3- تاج الدين أبو طالب علي بن أنجب بن عثمان الشهير بابن الساعي البغدادي.
4- رقي الدين أبو الهيجاء.
5- السيد رضي الدين علي بن طاووس الحلي. وغيرهم.
تلامذته والراوون عنه: ونذكر جملة منهم:
1- نقي الدين إبراهيم بن محمد بن سالم.
2- تاج الدين أبو الفتح حسين بن أبي بكر الأربلي.
3- مشرف الدين أحمد بن عثمان النصيبي المدرس المالكي.
4- شرف الدين أحمد بن الصدر تاج الدين محمد بن علي بن عيسى.
5- عز الدين أبو علي الحسن ابن أبي الهيجاء الأربلي. وغيرهم.
إطراء العلماء عليه:
اتفق مترجموا الاربلي على الثناء عليه والإشادة بعلمه وأدبه وفضله ووصفوه بأوصاف تنبع عن مكانته الرفيعة عند معاصريه ومنزلته السامية عند من أتى بعده من أصحاب التراجم فلم تر من يخدش في علمه ودينه ورفيع خلقه ولم تجد من يغمز في سلوكه الفردي والاجتماعي وهذا يدل على عقله الوفر ومحافظته على الآداب مع من كان يعاشره كما يدل على قيمة ما خلفه من المؤلفات والكتب التي اعتنى بها العلماء من بعده قال الفضل بن روبهان: (اتفق جميع الإمامية أن علي بن عيسى من عظمائهم والأوحدي النحرير من جملة علمائهم لا يشق غباره ولا يتعدى آثاره وهو المعتمد المأمون في النقل).
مؤلفاته:
لقد ترك المترجم له مجموعة نفيسة من الآثار بقيت خالدة ليومنا هذا نذكر بعضًا منها:
1- كشف الغمة في معرفة الأئمة في ترجمة النبي الأكرم (صلى الله وعليه وآله وسلم) وأهل بيته المعصومين (عليهم السلام).
2- التذكرة الفخرية: كتاب أدبي قيم بين دفتيه جمله صالحة من الطرائف والأشعار مع النقد الأدبي لها.
3- ديوان شعره.
4- عدة رسائل.
5- نزهة الأخبار في إبتداء الدنيا وقدر القوي الجبار وغيرها.
وفاته:
توفي ببغداد سنة 692 واقُبر بداره المطلة على نهر دجلة.
قال العلامة الأميني: (وكون وفاته في بغداد ودفن بداره المطلة على دجلة في قرب الجسر الحديث من المتسالم عليه…).
وكانت داره تعرف بـ (كار?ر دار خانه) وكان يسكنها السفير الإيراني في بغداد كما حدث بذلك الشيخ آقا بزر? الطهراني والذي زارها في سنة 1345 هـ وقد هدمت هذه الدار ولم يبق لها أثر في أيامنا هذه.
فسلام عليه يوم ولد ويوم عاش مدافعًا عن مذهبه ويوم مات وغيب قبره ويوم يبعث حيًا.