" الامام الصادق(ع) والمدارس الكلامية" ندوة فكرية كلامية يقيمها مركز الإمام الصادق عليه السلام
بسمه تعالى
(يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) المجادلة: 11
في ضمن سلسلة الندوات والملتقيات العلمية التخصصية التي يقيمها مركز الإمام الصادق عليه السلام للدراسات والبحوث التخصّصية في النجف الأشرف، خدمة لأصحاب البحث والتحقيق من طلبة واساتذة العلوم الدينية والاساتذة الاكاديميين من أهل الاختصاص، ولفتح الباب أمام كل جديد من مواضيع العلم والمعرفة في مختلف المجالات الدينية والعلمية والفكرية والعقلية ، واثراءً لثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر ومناقشته علمياً ، ودعماً للحركة العلمية المعاصرة في مراكز العلم والمعرفة في مختلف المجالات ..
أقام المركز ندوته الفكرية العقائدية في اجواء ذكرى استشهاد الإمام الصادق عليه السلام ، تحت عنوان (الإمام الصادق عليه السلام والمدارس الكلامية) ، حاضر فيها سماحة الشيخ عماد المشهدي دامت توفيقاته، فأجاد وأفاد جزاه الله خيراً، وتركز حديثه على ما يلي:
1/ أن الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام، بل أهل البيت عليهم السلام عموماً، هو حديث عن ذوات قدسية تمثل مظهراً للتجلي الإلهي، وهذا مقام لا يعرفه الا الله وأهله، فقد تجلت بعض صفات الله تعالى فيهم عليهم السلام ....
وهو نحو اعتذار لعدم الإحاطة بكل الحقائق النورانية لاهل البيت ... وانما الحديث بمقدار ما يتعلمه الانسان من علومهم عليهم السلام
2/ بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وآله) اختلف افراد الأمة فيما بينهم وانشغلوا بحفظ الدولة من جهة وحفظ الدين من جهة اخرى، ولكن تم تحويل الدولة إلى القبلية ،اما الدين فقد بدأت حروب ما تسمى بحروب الردة، التي هي حروب جباية الزكاة، وقد بدأ التأويل في سبيل السياسة، واتخذ الدين غطاء في ذلك واستمر الخلاف إلى يومنا هذا ،فكان الموقف اما المواجهة أو التقريب، لكن كانت المواجهة في شتى المراحل حتى استشهد الإمام الحسين عليه السلام واهل بيته
3/ الصراع الفكري في حقيقته هو صراع سياسي تمخّض عن ظهور مذاهب فكرية وفقهية وعقائدية، فكل مذهب يوجه القران والحديث إلى نفسه، وكل يرى نفسه الفرقة الناجية دون غيره، وقد ابتعدوا عن خط أهل البيت عليهم السلام، بل ان هذه المذاهب انما صنعت في قبال توجه أهل البيت عليهم السلام.
4/ اسباب ظهور المذاهب الكلامية كثيرة، منها :
أولا:التوظيف الديني في السياسة
ثانياً: انفتاح الاسلام على الحضارات الأخرى
ثالثا: الترجمة للكتب
رابعا: عوامل مذهبية، طرح المسائل الخلافية لأجل الخلاف
خامسا: الأعراض عن اهل البيت عليهم السلام
سادساً: سوء الفهم واللجاج في فهم الحقائق
5/ أمّا اهم الفرق الكلامية:
أولا: الخوارج
ثانيا: المعتزلة
ثالثا: الاشاعرة
رابعاً: أهل الحديث
خامسا: الأمامية ...
وهناك عشرات المذاهب العقائدية وكل مذهب له انقساماته
6/ وقد واجه الإمام الصادق عليه السلام تلك الفرق من أجل بيان الدين الاسلامي بصورته النقية والصحيحة؛ فرد على المعتزلة النافين لقدرة الله والمثبتين للتفويض، وعلى الاشاعرة النافين لقدرة العبد، والمثبتين للجبر ، بقوله عليه السلام : (لا جبر ولا تفويض لكن أمر بين أمرين)
ورد على بقية الفرق جميعا بما يناسب ابطال مذهبها وادلتها وبيان فساد عقيدتها ،كالمرجئة والمعتزلة وأثبت التوحيد والعدل وعدم رؤية الله جسمانيا وغيرها من العقائد الحقة وفق مذهب أهل البيت عليهم السلام
7/ ثم فتح باب الاسئلة والمداخلات فكانت واعية ومفيدة من الفضلاء والاساتذة ، أجاب عنها الشيخ الاستاذ المحاضر بعلم ومعرفة
8/ وكان للعبرة حضورٌ، فالذكرى أليمة والمصاب جلل فعرّج الاستاذ المحاضرة على مصيبة استشهاد الإمام الصادق عليه السلام، فذكر ما لاقاه من ظلم وحيف من أولئك الجاحدين لحقه وحقّ جده رسول الله (صلى الله عليه والله)، والتاركين لوصية القرآن والنبي به وبهم عليهم السلام ، وعرّج على مصاب كربلاء وختم بالدعاء
والحمد لله رب العالمين
مركز الإمام الصادق عليه السلام
النجف الأشرف
23 شوال 144 هـ