صدر حديثا من مركز الامام الصادق ع كتاب (التمثيل بالمحقّرات في القرآن الكريم "البعوصة والعنكبوت" إنموذجاً )
صدر حديثا من مركز الامام الصادق (عليه السلام) للدراسات والبحوث الاسلامية التخصصية كتاب (التمثيل بالمحقّرات في القرآن الكريم "البعوصة والعنكبوت" إنموذجاً ) لفضيلة الشيخ احمد الفاطمي دام عزه .
يركّز هذا البحث على مسألة خاصة تتعلّق بأسلوب المثل القرآني، وهي: التمثيل بالمحقرات.
فان الملاحظ في الأمثال القرآنية ـ على كثرتها التي تصل الى مئة وثلاثين مثلاً ـ أنّها لم تتوقف عند مستوى واحد، فلا هي تتخذ التمثيلات العالية منهجاً، ولا تتركها الى التمثيلات العادية، بل تجنح احيانا الى التمثيل بالمحقّرات من الاشياء أو المخلوقات!
وقد أثار هذا حفيظة البعض فأشكل على القران الكريم، وأتخذ من هذه التمثيلات ذريعة للطعن في كون القرآن الكريم منزلاً من الله تعالى ، او الاستخفاف والاستهزاء بالقرآن الكريم والنبي (صلى الله عليه واله)..
وهذا مالم يغفله القرآن الكريم ، فأنزل الله في ذلك آيات كريمات تثبيتاً لمنهجه في التمثيل، وتأكيداً لغايته من هذا المنهج، وتوثيقاً لإشكالات مرضى القلوب هؤلاء، ومنها:
قوله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلاً مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ.")) (البقرة 26)
وقوله تعالى: (( وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ ))(المدثر 31)