السيد أحمد الحسيني الزنجاني
السيد أحمد الحسيني الزنجاني
السيد أحمد الحسيني الزنجاني (قدس سره)
(1308 هـ – 1393 هـ)
اسمه ونسبه:
السيّد أحمد بن السيّد عناية الله الحسيني الزنجاني.
ولادته:
ولد السيّد الحسيني الزنجاني في الرابع من صفر 1308 هـ بمدينة زنجان في إيران.
دراسته:
درس السيّد الزنجاني العلوم الدينية في حوزة مدينة زنجان، التي كانت آنذاك من الحوزات المشهورة بكثرة أساتذتها، وبعد مجيء الشيخ عبد الكريم الحائري اليزدي إلى مدينة قم المقدّسة قادمًا من مدينة أراك، وشروعه ببناء كيان الحوزة العلمية في مدينة قم المقدّسة، سافر إليها السيّد الزنجاني، فأقام فيها بشكل مؤقّت، وأخذ يتابع دروس الشيخ الحائري اليزدي بشكل منتظم حتّى وفاة أستاذه.
أساتذته: نذكر منهم ما يلي:
1- الشيخ عبد الرحيم الفقاهتي.
2- الشيخ عبد الكريم الزنجاني.
3- الشيخ زين العابدين الزنجاني.
4- الشيخ إبراهيم الزنجاني.
5- الشيخ أحمد الزنجاني.
6- السيّد حسن الزنجاني.
7- الشيخ الخاتون آبادي.
8- الشيخ محمّد رضا النجفي الأصفهاني.
9- نور الله الأصفهاني.
مكانته العلمية:
جمع السيّد الزنجاني بين الدراسة والتدريس، فقد كان يلقي دروسه بالسطوح العالية في زنجان، وفي الوقت نفسه كان يواصل حضوره عند الأساتذة المعروفين في مدينة قم المقدّسة، وكان للسيّد الزنجاني اطِّلاع واسع في الفقه وآراء الفقهاء، حتّى أنَّ الشيخ محمّد علي الأراكي قال فيه: لقد قام بكتابة حاشية كاملة على باب الصلاة من أحد الكتب الفقهية في ليلة واحدة على حفظه، بدون أن يراجع أي كتاب.
وكان كتاب جواهر الكلام بأجزائه الستة – آنذاك – بالنسبة له كمثل الخاتم في إصبعه، يديره حيث يشاء، وبالإضافة إلى قوَّة حفظه فقد كان لديه ذوق فقهي، ناتج عن كثرة ممارسته لهذا العلم، إذ كانت دروسه في الفقه واضحة مبسَّطة، وكان يعتقد بأنّ الفقه يجب أن يُطرح بشكل ميسَّر ومبسَّط، بحيث يكون صالحًا وجاهزًا للتطبيق العملي.
أمّا عن سعة اطِّلاعه بالعلوم الأُخرى مثل: علم الكلام، والرياضيات، والأدب، والتاريخ، والبديع، والعروض، فلم يكتفِ بإتقانها فحسب، بل في كثير من الموارد كان له رأي مستقل فيها، وقد كتب في أغلب هذه العلوم حواشي لطيفة وجذّابة، وهذا ما نلمسه في أغلب مؤلّفاته.
صفاته وأخلاقه: نذكر منها ما يلي:
1- توَكُّله: كان معتقدًا بالتوكّل على الله بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنىً، وقد لمس منه أصدقاؤه ومعارفه هذا المعنى بكل أبعاده، فهو لم يضع في حساباته التفكير بالمستقبل أبدًا، لأنَّه كانَ متِّكلاً على الله في جميع أعماله.
2- شكره لله: كان شاكرًا لنعم الله سبحانه، والتي لا تُعدّ ولا تُحصى، الظاهرة منها والباطنة، وغالبًا ما يكون الناس غافلين عنها، وقد نقل عنه الشيخ مرتضى الحائري قائلاً: كان السيّد الزنجاني رجلاً كاملاً، صادقًا، وقد بلغني أنّه أكَّد في وصيّته التي كتبها قبل وفاته على هذا الموضوع (الشكر)، وذكر فيها كثيرًا من المواضع التي لا بُدَّ للإنسان أن يشكر فيها الخالق سبحانه، وأنا أحسُّ بأن كلامه كان كلامًا واقعيًّا، نابعًا من صَميم قلبه، وليس فيه أي تصنُّع أو مبالغة.
أمَّا عن شكره للمخلوق، فقد كان يشكر كل مَنْ يُحبّه، أو يُحسن إليه، وعندما يُحسن هو إلى أحد فلم يكن ينتظر منه أن يردَّ ذلك الجميل أو الإحسان إليه في يوم ما.
3- عبادته: كان السيّد الزنجاني ملتزمًا بأداء العبادات المستحبّة، مثل: النوافل اليومية، وصلاة الليل، والتهجُّد، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، وزيارة قبور أولياء الله الصالحين، كما أنَّ للسيّد نظرة خاصّة للعبادة، فقد كان يستنكر الذين يتظاهرون بالقداسة، والتقوى، والتعبّد، ويفتقدون إلى كثير من الملكات والأخلاق الحميدة، ولا يراعون حقوق الآخرين، وينظرون إليهم نظرة استصغار، وكان يُسمّي هذا النوع من السلوك بالتفكير الخرافي.
4- احترامه للآخرين: كان السيّد الزنجاني يحترم جميع أفراد المجتمع، من الطفل إلى العالم الكبير، ويتحدَّث معهم، ويسألهم عن أوضاعهم، وكان في مناقشاته يلتزم الصمت، ولا يتكلَّم عندما يجد أنّ المسألة التي يدور البحث حولها تحتاج إلى مزيد من النقاش والجدال، لأنّه كان على علم بأنَّ الجدال والمراء يجرّان إلى أُمور لا تُحمد عُقبَاها.
5- تقيّده بالنظام: كان منظَّمًا ومرتبًا في جميع أُمور حياته، ومن الأمثلة على ذلك قيامه بوضع فهارس لكثير من الكتب التي تقع في يده، أو وضع العناوين لها إذا كانت خالية من ذلك، أو ترقيم صفحاتها، وما شابه ذلك، وكلّ ذلك يدلّنا على مدى اهتمام السيّد الزنجاني بوصايا الرسول (صلى الله عليه وآله)، والأئمّة الطاهرين (عليهم السلام) بخصوص تنظيم الأُمور، ونُقل عنه أنّه كان قد وضع برنامجًا دقيقًا ومنظّمًا لحياته اليومية، وكان يستثمر وقت الفراغ الذي يحدث عنده، حتّى ولو كان بمقدار عشر دقائق مثلاً.
ومن مميِّزاته الأُخرى: الزهد والبساطة، فقد نقل عنه ابنه السيّد موسى الزنجاني قائلاً: طوال المدّة التي رافقتُ فيها والدي، لم أرَ منه يومًا من الأيّام رغبة في الرئاسة أو الزعامة، أو ميل نحو المال، ولمستُ شجاعته في إبداء الرأي، واتِّخاذ القرارات، وإصدار الفتاوى، ومتابعته لأحوال الناس، وتفقّدهم، وقضاء حوائج الفقراء والمحتاجين منهم.
مواقفه:
بالإضافة إلى منزلته الرفيعة التي كان يحتلّها، وانشغاله بالتدريس، لم يغفل عن أداء واجباته في التصدّي والدفاع عن معتقدات المذهب الشيعي، وخصوصًا ضِدّ التجاوزات التي قامت بها الفرقة الوهَّابية المنحرفة – أيّام حكومة آل سعود – عندما قامت الحكومة السعودية آنذاك بهدم قبور أئمّة الشيعة (عليهم السلام) في مقبرة البقيع الشريفة الواقعة بالمدينة المنوّرة.
وكان ذلك الهدم في الثامن من شوال 1344هـ، فقام السيّد الزنجاني بالتنسيق مع آية الله مهدي الشيخئي الزنجاني بكتابة رسائل إلى المدن المختلفة، حيث دعوا فيها الناس إلى اعتبار هذا اليوم من أيّام العزاء العام، وطلبوا من المواطنين اتِّخاذ هذه المناسبة عطلة يتفرّغ فيها الناس إلى التحدّث عن تجاوزات الوهابية على مقدّسات الشيعة.
يقول السيّد الزنجاني: كنت في يوم الثامن من شوال لإحدى السنين مسافرًا خارج إيران، فزرت إحدى المدن، فوجدتُها معطِّلة، فسألت عن السبب فقالوا: اليوم هو الثامن من شوال، وبمثل هذا اليوم قام الوهَّابيّون في السعودية بهدم قبور أئمّة البقيع (عليهم السلام) في المدينة المنوّرة.
مؤلفاته: نذكر منها ما يلي:
1- أفواه الرجال.
2- الأربعين، باللغة الفارسية.
3- إيضاح الأحوال في أحكام الحالات الطارئة على الأموال.
4- الإيمان والرجعة في الرد على رسالة الإسلام والرجعة للتنكابني.
5- بين السيّدين في بيان موارد الاختلاف في الفتاوى بين السيّد الطباطبائي اليزدي والسيّد أبي الحسن الإصفهاني.
6- تعليقة على كتاب الفقه على المذاهب الأربعة.
7- الرد على القصيمي.
8- غيث الربيع في وجه البديع، باللغة الفارسية.
9- فروق الأحكام.
10- فروق اللغة.
11- فهرست جامع الشتات.
12- الكلام يجر الكلام.
13- مستثنيات الأحكام.
وفاته:
توفّي السيّد الحسيني الزنجاني (قدس سره) في التاسع والعشرين من شهر رمضان 1393 هـ، ودفن بجوار مرقد السيّدة فاطمة المعصومة (عليها السلام) في مدينة قم المقدّسة.