• Post on Facebook
  • Twitter
  • pdf
  • نسخة للطباعة
  • save
الأكثر شعبية

تأثير القرآن الكريم على المشركين

بواسطة |   |   عدد القراءات : 2261
حجم الخط: Decrease font Enlarge font

تأثير القرآن الكريم على المشركين

إن أشد الناس عداوة للمسلمين على مر الزمان اليهود والذين أشركوا ولذلك قامت الحروب المتواصلة بينهم وبين المسلمين، وقد بين الله سبحانه وتعالى لنا عداوتهم بقولهَ ﴿لتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ﴾ [المائدة: 82] ومع هذه العداوة الشديدة فإن المشركين كانوا يتأثرون بالقرآن، ويظهر ذلك في الآتي:

نماذج من تأثر المشركين بالقرآن:

أ‌- تأثيره على الوليد بن المغيرة واعترافه بذلك

ومن ذلك ما جاء في الحديث: "أن الوليد بن المغيرة جاء إلى النبي صلى الله عليه واله  فقرأ عليه القرآن فكأنه رق له فبلغ ذلك أبا جهل فأتاه فقال: يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً قال: لم؟

قال: ليعطوكه فإنك أتيت محمداً لتعرض لما قبله

 قال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالا قال: فقل فيه قولا يبلغ قومك إنك منكر له أو إنك كاره له قال: وماذا أقول فو الله ما فيكم من رجل أعلم بالأشعار مني ولا أعلم برجزه ولا بقصيدة مني ولا بأشعار الجن والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا والله إن لقوله الذي يقول حلاوة وأن عليه لطلاوة وأنه لمثمر أعلاه مغدق أسفله وأنه ليعلو وما يعلى وأنه ليحطم ما تحته قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه قال: فدعني حتى أفكر فلما فكر قال: هذا سحر يؤثر يأثره عن غيره فنزلت: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً﴾ [المدّثر: 11]".

ب‌- تأثيره على عتبة بن ربيعة:

و هذا: عتبة بن ربيعة جاء إلى النبي صلى الله عليه واله فقرأ عليه النبي صلى الله عليه واله أوائل سورة فصلت، فرجع إلى قريش قائلاً: "إني واللهِ قد سمعت قولاً ما سمعتُ بمثلِه قط، والله ما هو بالشعر ولا السحر ولا الكهانة، يا معشر قريش: أطيعوني واجعلوها بي، خلّوا بين هذا الرجل وبينَ ما هو فيه، فو الله ليكونن لقوله الذي سمعتُ نبأ".

فهذا الاعتراف من أشد الناس عداوة لهذا الدين لهو دليل قاطع لتأثير القرآن الكريم عليهم على الرغم من شركهم.

ج- تأثيره على أبي جهل والأخنس بن شريق وأبي سفيان:

خروج بعض المشركين في الليل في زمن الرسول صلى الله عليه واله ليستمعوا للقرآن الكريم وذلك لشدة تأثرهم بالقرآن مع أنهم غير مؤمنين به.

فقد ورد في سيرة ابن إسحاق عن الزهري قال: "حدثت أن أبا جهل وأبا سفيان والأخنس بن شريق خرجوا ليلة ليسمعوا من رسول الله صلى الله عليه واله وهو يصلي بالليل في بيته وأخذ كل رجل منهم مجلسا ليستمع فيه وكل لا يعلم بمكان صاحبه فباتوا يستمعون له حتى إذا أصبحوا أو طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فتلاوموا وقال بعضهم لبعض لا تعودن لو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ثم انصرفوا حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقال بعضهم لبعض مثل ما قالوا أول مرة ثم انصرفوا فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل منهم مجلسه فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا فجمعهم الطريق فقالوا لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصا ثم خرج حتى أتى أبا سفيان في بيته فقال حدثني يا أبا حنظله عن رأيك فيما سمعت من محمد فقال يا أبا ثعلبة والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يراد بها وأشياء ما أعرف معناها ولا ما يراد بها فقال الأخنس وأنا والذي حلفت له به ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل فدخل عليه بيته فقال يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد فقال ماذا سمعت تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف أطعموا فأطعمنا وحملوا فحملنا وأعطوا فأعطينا حتى إذا تجاثينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى تدرك هذه والله لا نؤمن به أبدا ولا نصدقه فقام عنه الأخنس بن شريق".

فمن هذه القصة يتضح أن عدم إسلامهم سببه الكبر بعد معرفة الحق والاعتراف بتأثير القرآن الكريم والذي يدل على أنه من عند الله.

Powered by Vivvo CMS v4.7