صدر حديثا عن مركز الامام الصادق (عليه السلام) للدراسات في النجف الاشرف: يوسف الصديق (عليه السلام) دروس وعبر
صدر حديثا عن مركز الامام الصادق (عليه السلام) للدراسات في النجف الاشرف:
يوسف الصديق (عليه السلام)
دروس وعبر
لفضيلة الشيخ جعفر الربيعي
في هذا الكتاب تم عرض قصة نبي الله يوسف الصديق عليه السلام بشكل مراحل مختلفة كما بينتها آيات الكتاب المجيد.
مع أخذ مجموعة من الآيات وبيان تفسيرها وتضمينها الدروس والعبر المستفادة منها، بحيث كانت قصة الصديق تحاكي الواقع وتؤثر بالفرد المؤمن من خلال ما تزوده من قوانين للتعامل مع الحياة الدنيا والآخرة.
فعندما نطالع في تلك السَّير العطرة لسفراء الله في خلقه نجد الدروس الكبيرة والمواقف التي يمكن أن يتمثل بها الإنسان ويأخذ العبرة والموعظة ويصل إلى برّ الأمان يوم لا ينفع مالُ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
حاول المؤلف في هذا الجهد البسيط أن يقف على قصص الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم ويقوم بتفسير الأيات الواردة في قصصهم مستعيناً بأراء المفسرين وببعض ما يفتحه الله على قلبه من ألطاف فضله ودوام توفيقه، وحاول أن يضيف إلى التفسير والبيان الدروس المستفادة من مواقفهم ومواقف المؤمنين بهم ومواقف أعدائهم، لتكون صورة متكاملة وتطبيقاً لحديث المعصوم عليه السلام أن القران يجري فيكم مجرى الليل والنهار, فممَّا ورد في ذلك ما رُوي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: "إنَّ القرآن حيٌّ لم يمت، وانَّه يجري كما يجري الليل والنهار وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا", ما رواه العياشي بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: ﴿وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ قال عليه السلام:"عليٌّ الهادي، ومنَّا الهادي"، فقلت: فأنتَ جعلتُ فداك الهادي؟ قال عليه السلام: "صدقت إنَّ القرآن حيٌّ لا يموت، والآية حيَّةٌ لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الأقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن، ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضيين", ما ورد عن فضيل بن يسار قال سألت أبا جعفرعليه السلام عن هذه الرواية ما من القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن فقال عليه السلام: "ظهره تنزيلُه وبطنه تأويلُه، منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن، يجري كما يجري الشمس والقمر كلَّما جاء تأويلُ شيء منه يكون على الأموات كما يكون على الأحياء، قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ نحن نعمله".
فما دام القرآن حي وهو يجري على أخرنا كما يجري على أولنا نحاول أن نستنطق القرأن الكريم لنتعرف على الدروس الكثيرة في صفحاته النورانية لتخرجنا من الظلمات إلى النور وتوصلنا إلى الصراط المستقيم.
ويختتم المؤلف بقوله:
وأحببت أن أبدأ هذه السلسة المباركة وأسميتها أن في قصصهم لعبرة بسورة يوسف الصدّيق لأنها أحسن القصص كما سماها القرآن بذلك ومنه تعالى أطلب العون والتوفيق.