السيد حسين الطباطبائي البروجردي

بواسطة |   |   عدد القراءات : 1426
حجم الخط: Decrease font Enlarge font
السيد حسين الطباطبائي البروجردي

السيد حسين الطباطبائي البروجردي

 آية الله العظمى السيد حسين الطباطبائي البروجردي (قدّس سرّه)

(1292 هـ – 1380 هـ)

ولادته ونشأته:

وُلِدَ السيد البروجردي في مدينة بروجرد عام (1292 هـ)، في عائلة علمية متدينة، وكان أبوه من كبار العلماء، وأُمّه من أحفاد العلامة المجلسي.

 دراسته:

درس المقدَّمات عند والده وعند العلماء الآخرين في مدينة بروجرد، وفي عام (1310 هـ) سافر إلى مدينة إصفهان لإكمال دراسته، على أيدي أساتذتها البارزين آنذاك، حيث قام بدراسة العلوم العقلية والنقلية.

 وفي عام (1320 هـ) سافر إلى مدينة النجف الأشرف، لإكمال دراسته الحوزوية على يد مراجعها المعروفين آنذاك.

 وفي عام (1328 هـ) نالَ درجة الاجتهاد من علماء حوزة مدينة النجف الأشرف، ثم عاد إلى بروجرد للتدريس.

 أساتذته:

نذكر منهم ما يلي:

1- الشيخ أبو المعالي الكلباسي.

2- السيد محمد تقي المدرس.

3- الشيخ محمد الكاشاني.

4- السيد محمد كاظم الطباطبائي اليزدي.

5- الشيخ فتح الله الإصفهاني.

6- الشيخ محمد كاظم الخراساني.

 تدريسه:

بدأ السيد البروجردي بالتدريس منذ كان في مدينة إصفهان، وبعد عودته إلى بروجرد من مدينة النجف الأشرف شرع بتدريس الفقه والأصول.

 وبناءً على طلب علماء وأهالي مدينة قم المقدسة، قَدِم إلى حوزة مدينة قم المقدسة، وأخذ يلقي الدروس فيها، بالإضافة إلى انشغاله بأمور المرجعية الدينية، والدفاع عنها.

 مكانته العلمية:

يقول الشهيد الشيخ المطهري: (كان للسيد اطِّلاع واسع في تاريخ الفقه، ونهج الفقهاء القدماء والمتأخرين، وآرائهم، بالإضافة إلى تخصّصه في علمي الحديث والرجال، من أهل الفريقين الخاصة والعامة).

 أما عن القرآن الكريم، فقد كان شغوفاً به، وبحفظه، وتلاوته، والعلم بتفاسيره وعلومه، مُضافاً إلى ذلك إحاطتُه بدقائق التاريخ الإسلامي.

 صفاته وأخلاقه:

كان السيد مخلِصاً في نيَّته لله تعالى، متواضعاً لِطلاَّبه، وأساتذته، وأبنائه، وأقربائه.

 أما احترامه للعلماء العظام الماضين والمعاصرين، فقد كان بشكل يثير العجب والدهشة.

 وكان يهتم اهتماماً بَالِغاً بالفقراء والمحتاجين بصورة عامة، والمحتاجين من أقربائه بصورة خاصة، حيث كان يتفقَّدهم بنفسه.

 وأما عن اهتمامه بالوقت فقد كان شديد الحرص عليه، لا يهدره في الأمور التي لا طائل فيها.

 وكان بسيطاً في مأكله وملبسه قبل المرجعية وبعدها، مهتما بأمور الدين وكل مَا لَه علاقة بنشر العلوم الدينية للعلماء الماضين.

 وكان عزيز النفس، لا يقبل هدايا الملوك وأصحاب المناصب، ولا يقبل إطراء المدَّاحين والمتملِّقين، لأنه يرى في ذلك تعارضاً مع إخلاص النية في العمل.

 إيمانه بالوحدة الإسلامية:

من الأمور التي أعطاها السيد البروجردي الكثير من اهتمامه هي مسألة الوحدة بين فِرَق المسلمين، ونتيجة لِسِعَة اطِّلاعه بتاريخ المسلمين فإنه كان يعلم بأن تلك التفرقة التي زُرِعت بين مذاهب المسلمين وفِرَقهم، كانت من صُنع الحُكَّام الذين تسلَّطوا على رقاب المسلمين في السابق.

 وقـد اقتفى الاستعمار الأجنبي أثر ذلك النهج في العصر الحاضر، حيث قام بإشعال نار التفرقة والاختلاف بين صفوف المسلمين، ليتسنَّى له حكمهم، والسيطرة على ثرواتهم.

 أمَّا المسألة الأخرى التي كان يعتقدها السيد البروجردي، فهي عزل الشيعة عن بقية المذاهب الإسلامية، مما حَدَا بطوائف المسلمين أن تجهل الشيء الكثير عن مذهب الشيعة، وأفكارها، ومعتقداتها.

 ولهذا أكَّد على ضرورة التفاهم بين مذهب الشيعة والمذاهب الأربعة لأهل السُنَّة، باعتبار أن الإسلام هو دين الوحدة.

 هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن أكثرية المسلمين هم من أهل السنة، فلابُدَّ إذن من تعريف المذاهب الأخرى بمعتقدات الشيعة وأفكارها.

 ومن محاسن الصدَف، فإنَّ تشكيل مَجْمَع التقريب بين المذاهب الإسلامية كان قَبْل استلام السيد للمرجعية ببضع سنوات.

 ونتيجةً لتظافر جهود العلماء من الفريقين، تمَّ وضع حجر الزاوية للتعاون والتفاهم، وتبادل وجهات النظر.

 وهكذا استطاع السيد البروجردي بفضل هذه الرؤية الجديدة، وبحسن التفاهم مع مُفتي بلاد مصر، الشيخ محمود شلتوت، من إصدار الفتوى التاريخية المعروفة، التي اعتَبَرَتْ مذهب الشيعة من المذاهب الإسلامية الرسمية.

 مشاريعه:

من مشاريعه الناجحة هي:

 أولها: إرسال المبلِّغين إلى الخارج بعنوان ممثلين له، لِغَرض القيام بدور التبليغ الإسلامي في دول العالم.

 وكان لهذا المشروع الناجح الأثر البالغ في التصدي لموجات التبشير المسيحي، التي كانت تعمل ليل نهار على تحريف الفكر الإسلامي، والثقافة الإسلامية لدى المسلمين.

 ثانيها: قيامه بفتح المدارس الابتدائية والثانوية، ووضعها تحت إشراف أساتذة متدينين، لكي يقوموا بتخريج جيل مسلم مسلَّح بقواعد العلم ومقوِّمات الدين، وقام بتمويل تلك المدارس من الأموال الشرعية التي كان يحصل عليها.

 مواقفه:

تعرض السيد البروجردي في عام (1340 هـ) للاعتقال بأمر رضا خان، وبعد اعتقاله قام النظام بإبعاده إلى مدينة مشهد المقدسة، وعند انتهاء مُدَّة الإبعاد عاد السيد إلى محل ولادته، للقيام بأداء مهماته وواجباته.

 وفي (1364 هـ) وبِنَاء على طلب العلماء الأعلام في حوزة مدينة قم المقدسة غادر السيد إلى مدينة قم المقدسة، وأقام فيها.

 وحيث كانت الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة في المراحل الأولى من تشكيلها – بعد أن قام آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري بوضع هيكلها الأساسي – فقد أخذ رضا خان بالتحرك للقضاء على هذا الكيان الجديد، قبل أن ينمو ويكبر.

 ولكن بحمد الله فإن سقوط نظام رضا خان، ومجيء ابنه – الذي كان ضعيفاً في السيطرة على مقاليد الأمور – أعطى الفرصة لمراجع الحوزة وعلمائها، للسعي الحثيث لِحفظ هذا الكيان المقدس.

 وذلك بالتضَامُن مع جهود السيد البروجردي، الذي كان له دَور فعَّال في دفع ذلك الكيان إلى الأمام، يوماً بعد يوم.

 مؤلفاته:

نذكر منها ما يلي:

1- تقريرات ثلاثة.

2- جامع أحاديث الشيعة، عشرون مجلد.

3- تجريد أسانيد الكافي.

4- تجريد أسانيد التهذيب.

5- أسانيد كتاب من لا يحضره الفقيه.

6- أسانيد رجال الكشي.

7- أسانيد كتاب الاستبصار.

8- أسانيد كتاب الخصال.

9- أسانيد كتاب الأمالي.

10- حاشية على كفاية الأصول.

11- حاشية على العروة الوثقى.

12- حاشية على نهاية الطوسي.

13- أسانيد كتاب علل الشرائع.

14- بيوت الشيعة.

 وفاته:

لَبَّى (قدس سره) نداء ربه في الثالث عشر من شهر شوال، في سنة (1380 هـ)، بعد عمر قَضاه في خدمة الشريعة والمذهب الحق.

 وقد أعلن في ذلك اليوم الحداد العام، فهبَّ الآلاف للمشاركة في مراسم تشييعه ودفنه.

 وقد تم دفنه (قدس سره) في المسجد الأعظم، المجاور لمرقد السيدة فاطمة المعصومة (عليها السلام)، الواقع في مدينة قم المقدسة.

Powered by Vivvo CMS v4.7